اختر صفحة

رسالةُ القدّيس بُولُس الأولى إلى طيموتاوس

إنجيل متّى


الحواشي:

١ تشتمل مقدّمة الإنجيل، بعد نسب يسوع (متى ١/١-١٧)، على خمسة مشاهد تتناوب فيها أحلام يوسف (متى ١/١٨-٢٥؛ متى ٢/١٣-١٥؛ متى ٢/١٩-٢٣) وتدخّلات هيرودس (متى ٢/١-١٢ و١٦-١٨). في روايات الطفولة تقليدان أحدهما يتعلّق بهيرودس والآخر بيوسف، وهما مستقلّان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون.

٢ الترجمة اللفظيّة: كتاب تكوين يسوع المسيح. يقتدي متّى بعنوان رواية سلالة الإنسان الأوّل («هذا كتاب سلالة آدم»: تك ٥/١)، فيوحي بأنّ يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد، لأنّه آدم الجديد (راجع لو ٣/٣٨). إلّا أنّ التاريخ المرويّ هنا يفيدنا عن نسب يسوع، في حين أنّ سِفر التكوين يركّز على نسل آدم: ففي يسوع يتمّ معنى تاريخ إسرائيل. عن الفرق القائم بين نسب متّى ونسب لوقا، راجع لو ٣/٢٣+.

طيموتاوس الأولى ١

طيموتاوس الأولى ٢

طيموتاوس الأولى ٣

طيموتاوس الأولى ٤

طيموتاوس الأولى ٥

طيموتاوس الأولى ٦

طيموتاوس الأولى ١

طيموتاوس الأولى ٢

طيموتاوس الأولى ٣

طيموتاوس الأولى ٤

طيموتاوس الأولى ٥

طيموتاوس الأولى ٦

رسائل القدّيس بُولس الرعائيّة

مدخل

إنّ الرسالتين إلى طيموتاوس والرسالة إلى طيطس تؤلّف، في مجموعة رسائل بولس، فئة متجانسة في كلّ من الوجهتين الأدبيّة والعقائديّة. وإذا استُثنيت البطاقة الوجيزة إلى فيلمون، فهي وحدها بين رسائل بولس وُجِّهت إلى أشخاص دُعوا بأسمائهم. وتعود تسميتها «الرسائل الرعائيّة» إلى أوّل القرن الثامن عشر، وقد أصبحت تقليديّة، وهي تُبرز الطابع الخاصّ بهذه المؤلّفات التي تتضمّنُ قبل كلّ شيء إرشادات موجّهة إلى «رعاة» الكنائس.

طيموتاوس الأولى ١

توجيه

١مِن بولُسَ رَسولِ المسيحِ يسوعَ بِأَمرِ اللهِ مُخَلِّصِنا والمسيحِ يسوعَ رَجائِنا، ٢إِلى طيموتاوُسَ ٱبنِيَ المُخْلِصِ في الإِيمان. علَيكَ النِّعمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ الآبِ والمسيحِ يسوعَ ربِّنا.

خطر المعلِّمين الكذّابين

٣سَأَلتُك، وأَنا ذاهِبٌ إِلى مَقْدونِيَة، أَن تَظَلَّ في أَفَسُس لِتُوصِيَ بَعضَ النَّاسِ أَلَّا يُعلِّموا تَعْليمًا آخَرَ ٤ولا يَنصَرِفوا إِلى خُرافاتٍ وأَنْسابٍ لَيسَ لَها نِهاية، تُثيرُ المُجادَلاتِ أَكثَرَ مِمَّا تَعمَلُ لِلتَّدْبيرِ الإِلٰهيِّ الَّذي يَتِمُّ بِالإِيمان. ٥وما غايَةُ هٰذِه الوَصِيَّةِ إِلَّا المَحبَّةُ الصَّادِرةُ عن قَلْبٍ طاهِرٍ وضَميرٍ سليمٍ وإِيمانٍ لا رِياءَ فيه، ٦وقد حادَ بَعضُهم عن هٰذِه الخِصال فضَلُّوا في الكَلامِ الباطِلِ ٧وٱدَّعَوا أَنَّهم مُعَلِّمو الشَّريعة، مَعَ أَنَّهم لا يُدرِكونَ ما يَقولونَ ولا ما يُثْبِتون.

غاية الشريعة

٨نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ الشَّريعةَ حَسَنةٌ إِذا ٱستُعمِلَتِ ٱستِعْمالًا شَرعِيًّا، ٩لِأَنَّنا نَعرِفُ أَنَّ الشَّريعةَ لم تُسَنَّ لِلبارّ، بل لِلأَثَمَةِ العُصاة، لِلْكافِرينَ الخاطِئِين، لِمُستَبيحي المُحَرَّماتِ ومُدَنِّسيها، لِقاتِلي آبائِهِم وأُمَّهاتِهِم، لِسَفَّاكي الدِّماءِ ١٠والزُّناة، لِلُّوطِيِّينَ والنَخَّاسين، لِلكَذَّابينَ والحانِثين ولِكُلِّ مَن يُقاوِمُ التَّعليمَ السَّليم. ١١هٰكذا وَرَدَ في بِشارةِ مَجْدِ اللهِ السَّعيد، تِلكَ البِشارةِ المَجيدةِ الَّتي علَيها ٱئتُمِنْتُ.

بولس ودعوته

١٢أَشكُرُ لِلمَسيحِ يسوعَ رَبِّنا الَّذي مَنَحَني القُوَّة أَنَّه عَدَّني ثِقَةً فأَقامَني لِخِدمَتِه، ١٣أَنا الَّذي كانَ في ما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا، ولٰكِنِّي نِلْتُ الرَّحمَةَ لأَنِّي كُنتُ أَفعَلُ ذٰلِكَ بِجَهالَة، إِذ لم أَكُنْ مُؤمِنًا، ١٤ففاضَت عَلَيَّ نِعمَةُ رَبِّنا مع الإِيمانِ والمحبَّةِ في المسيحِ يسوع. ١٥إِنَّه لَقَولُ صِدْقٍ جَديرٌ بِالتَّصْديقِ على الإِطْلاق، وهو أَنَّ المسيحَ يَسوعَ جاءَ إِلى العالَم لِيُخَلِّصَ الخاطِئِين، وأَنا أَوَّلُهم ١٦فإِنِّي ما نِلْتُ الرَّحمَةَ إِلَّا لِيُظْهِرَ المسيحُ يسوعُ طُولَ أَناتِه فِيَّ أَوَّلًا ويَجعَلَ مِنِّي مَثَلًا لِلَّذينَ سَيُؤْمِنونَ بِه، في سَبيلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة. ١٧لِمَلِكِ الدُّهور، الإِلٰهِ الواحِدِ الخالِدِ الَّذي لا يُرى، الإِكْرامُ والمَجْدُ أَبَدَ الدُّهور. آمين.

إرشاد لطيموتاوس

١٨أَستَودِعُكَ هٰذِه الوَصِيَّة، يا ٱبني طيموتاوُس، وَفْقًا لِما سَبَقَ فيكَ مِنَ النُّبُوَّات، لِتَستَنِدَ إِلَيها وتُجاهِدَ أَحسَنَ جِهاد ١٩بِالإِيمانِ والضَّميرِ السَّليمِ الَّذي نَبَذَه بَعضُهم فٱنكَسَرَت بِهِم سَفينةُ الإِيمان. ٢٠مِن بَينِهم هُمَنايُس والإِسكَندَرُ اللَّذانِ أَسلَمتُهُما إِلى الشَّيطانِ لِيَتَعَلَّما الكَفَّ عنِ التَّجْديف.

طيموتاوس الأولى ٢

صلاة الجماعة

١فأَسأَلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ أَن يُقامَ الدُّعاءُ والصَّلاةُ والِٱبتِهالُ والشُّكرُ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاسِ ٢ومِن أَجْلِ المُلوكِ وسائِرِ ذَوي السُّلْطَة، لِنَحْيا حَياةً سالِمةً مُطمَئِنَّةً بِكُلِّ تَقْوى ورَصانة. ٣فهٰذا أَمْرٌ حَسَنٌ ومَرضِيٌّ عِندَ اللهِ مُخَلِّصِنا، ٤فإِنَّه يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إِلى مَعرِفَةِ الحَقّ، ٥لِأَنَّ اللهَ واحِد، والوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ ٦الَّذي جادَ بِنَفْسِه فِدًى لِجَميعِ النَّاس. تِلكَ شَهادةٌ أُدِّيَت في الأَوقاتِ المُحَدَّدَةِ لَها ٧وأُقِمتُ أَنا لَها داعِيًا ورَسولًا – أَقولُ الحَقَّ ولا أَكذِب – مُعَلِّمًا لِلوَثَنِيِّينَ في الإِيمان والحَقّ. ٨فأُريدُ أَن يُصَلِّيَ الرِّجالُ في كُلِّ مَكانٍ رافِعينَ أَيدِيًا طاهرة، مِن غَيرِ غَضَبٍ ولا خِصام.

آداب النساء

٩وكذٰلِك لِيكُنْ على النِّساءِ لِباسٌ فيه حِشمَة، ولْتَكُنْ زِينتُهُنَّ بِحَياءٍ ورَزانَة، لا بِشَعْرٍ مَجْدولٍ وذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ وثِيابٍ فاخِرة، ١٠بل بِأَعمالٍ صالِحةٍ تَليقُ بِنِساءٍ تَعاهَدْنَ تَقْوى الله.

١١وعلى المَرأَةِ أَن تَتَلَقَّى التَّعليم وهي صامِتةٌ بِكُلِّ خُضوع. ١٢ولا أُجيزُ لِلمَرأَةِ أَن تُعَلِّم ولا أَن تَتَسَلَّطَ على الرَّجُل، بل تُحافِظُ على السُّكوت. ١٣فإِنَّ آدَمَ هو الَّذي جُبِلَ أَوَّلًا وبَعدَه حَوَّاء. ١٤ولَم يُغْوَ آدَم، بلِ المَرأَةُ هي الَّتي أُغوِيَت فَوَقَعَت في المَعصِيَة. ١٥غَيرَ أَنَّ الخَلاصَ يَأتيها مِنَ الأُمومَةِ إِذا ثَبَتَتْ على الإِيمانِ والمَحبَّةِ والقَداسةِ مع الرَّزانَة.

طيموتاوس ٣

الأسقف

١إِنَّه لَقَولُ صِدْقٍ أَنَّ مَن رَغِبَ في الأُسقُفِيَّة تَمَنَّى عَمَلًا شَريفًا. ٢فعَلى الأُسقُفِ أَن لا يَنالَه لَوم، وأَن يَكونَ زَوجَ ٱمرَأَةٍ واحِدة، وأَن يَكونَ قَنوعًا رَزينًا مُهَذَّبًا مِضْيافًا، أَهْلًا لِلتَّعْليم، ٣غَيرَ مُدمِنٍ لِلخَمْرِ ولا مُشاجِرًا، بل حَليمًا لا يُخاصِمُ ولا يُحِبُّ المال، ٤يُحسِنُ رِعايَةَ بَيتِه ويَحمِلُ أَولادَهُ على الخُضوعِ بِكُلِّ رَصانَة. ٥فكَيفَ يُعْنى بِكَنيسةِ اللهِ مَن لا يُحسِنُ رِعايَةَ بَيتِه؟ ٦ويَنبَغي أَن لا يَكونَ حَديثَ الإِيمان لِئَلَّا تُعْمِيَه الكِبرِياء فيَنزِلَ بِه الحُكمُ الَّذي نَزَلَ بإِبْليس. ٧وعلَيه أَيضًا أن يَشهَدَ لَه الَّذينَ في خارِجِ الكَنيسةِ شَهادةً حَسَنَة لِئَلَّا يَقَعَ في العارِ وفي فَخِّ إِبْليس.

الشمامسة

٨ولٰيَكُنِ الشَّمامِسَةُ كذٰلِك رِصانًا، لا ذَوي لِسانَين، ولا مُفرِطينَ في شُرْبِ الخَمْر، ولا حَريصينَ على المَكاسِبِ الخَسيسة. ٩ولْيُحافِظوا على سِرِّ الإِيمانِ في ضَميرٍ طاهِر. ١٠ولْيُختَبَرْ هٰؤُلاءِ أَيضًا أَوَّلَ الأَمرِ ويُقاموا بَعدَ ذٰلِك شَمامِسةً إِذا لم يَنَلْهُم عَيبٌ في شَيء. ١١ولْتَكُنِ النِّساءُ كذٰلِك رَصينات، غَيرَ نَمَّامات، مُتَقَشِّفاتٍ أَميناتٍ في كُلِّ شَيء. ١٢وعلى الشَّمامِسَةِ أَن يكونَ الواحِدُ مِنهُم زَوجَ ٱمرأَةٍ واحِدة، وأَن يُحسِنوا رِعايةَ أَبنائِهِم وبُيوتِهِم، ١٣فإِنَّ الَّذينَ يُحسِنونَ الخِدمَة يَنالونَ مَنزِلَةً رِفيعةً وجُرأَةً عَظيمةً بِالإِيمانِ الَّذي في المسيحِ يسوع.

الكنيسة وسرّ التقوى

١٤كَتَبتُ إِلَيكَ بِذٰلِكَ راجِيًا أَن أَلحَقَ بِكَ بَعدَ قَليل. ١٥فإِذا أَبطَأتُ فٱعلَمْ كَيفَ تَتَصَرَّفُ في بَيتِ الله، أَعنِي كَنيسةَ اللهِ الحَيّ، عَمودَ الحَقِّ ورُكْنَه. ١٦ولا خِلافَ أَنَّ سِرَّ التَّقْوى عَظيم:

«قد أُظهِرَ في الجَسَد

وأُعلِنَ بارًّا في الرُّوح

وتَراءَى لِلمَلائِكَة

وبُشِّرَ به عِندَ الوَثَنِيِّين

وأُومِنَ بِه في العالَم

ورُفِعَ في المَجْد».

طيموتاوس الأولى ٤

المعلِّمون الكذّابون والخادم الصالح للمسيح

١والرُّوحُ يَقولُ صَريحًا إِنَّ بَعضَهم يَرتَدُّونَ عنِ الإِيمانِ في الأَزمِنَةِ الأَخيرة، ويَتْبَعونَ أَرْواحًا مُضِلَّةً ومَذاهِبَ شَيطانِيَّة، ٢وقَد خَدَعَهم رِياءُ قَومٍ كَذَّابينَ كُوِيَت ضَمائِرُهم. ٣يَنهَونَ عنِ الزَّواجِ وعن أَطعِمَةٍ خَلَقَها اللهُ لِيَتَناوَلَها ويَشكُرَ علَيها الَّذينَ آمَنوا فَعَرَفوا الحَقّ. ٤فكُلُّ ما خَلَقَ اللهُ حَسَن، فما مِن طَعامٍ مَرْذولٍ إِذا تَناوَلَه الإِنسانُ بِشُكْر، ٥لِأَنَّ كَلامَ اللهِ والصَّلاةَ يُقَدِّسانِه. ٦وأَنتَ إِذا ما عَرَضْتَ ذٰلِك لِلإِخوَة كُنتَ لِلمسيحِ يسوعَ خادِمًا صالِحًا، وقَد تغَذَّيتَ بِكلامِ الإِيمان وبالتَّعليمِ الحَسَنِ الَّذي تَبِعتَه. ٧أَمَّا الخُرافاتُ الدُّنيَوِيَّةُ وما فيها مِن حِكاياتِ العَجائِز، فأَعرِضْ عَنها ورَوِّضْ نَفْسَكَ على التَّقْوى، ٨فإِنَّ الرِّياضَةَ البَدَنِيَّةَ فيها بَعضُ الخَير، وأَمَّا التَّقْوى فَفيها خَيرٌ لِكُلِّ شَيء لِأَنَّ لَها الوَعْدَ بِالحَياةِ الحاضِرَةِ والمُستَقبَلَة، ٩وإِنَّه لَقَولُ صِدْقٍ جَديرٌ بِالتَّصْديقِ على الإِطْلاق. ١٠فإِذا كُنَّا نَتعَبُ ونُجاهِدُ فلِأَنَّنا جَعَلْنا رَجاءَنا في اللهِ الحَيّ مُخلِّصِ النَّاسِ أَجمَعين ولا سِيَّما المُؤمِنين. ١١فوَصِّ بِذٰلِكَ وعَلِّم.

١٢لا يَستَخِفَّنَّ أَحَدٌ بِشَبابِكَ، بل كُنْ قُدوَةً لِلمُؤمِنين بِالكَلامِ والسِّيرَة والمَحبَّةِ والإِيمانِ والعَفاف. ١٣إِنصَرِفْ إِلى القِراءَةِ والوَعْظِ والتَّعْليمِ إِلى أَن أَجيء. ١٤لا تُهْمِلِ المَوهِبَةَ الرُّوحِيَّةَ الَّتي فيكَ، تِلكَ الَّتي وُهِبَت لَك بِنُبُوَّةٍ مع وَضْعِ جَماعةِ الشُّيوخِ أَيدِيَهُم علَيكَ. ١٥إِصرِفْ هَمَّكَ إِلى ذٰلِك وكُنْ له مُلازِمًا لِيَظهَرَ تَقَدُّمُكَ لِجَميعِ النَّاس. ١٦إِنتَبِهْ لِنَفْسِكَ ولِتَعْليمِكَ وواظِبْ على ذٰلِكَ، فإِنَّكَ إِذا فَعَلتَ خَلَّصتَ نَفْسَكَ والَّذينَ يَستَمِعونَ إِلَيك.

طيموتاوس الأولى ٥

المؤمنون عامّةً

١لا تُعَنِّفْ شَيخًا، بل عِظْهُ وَعظَكَ لِأَبٍ لَكَ، وعِظِ الشُّبَّانَ وَعظَكَ لإِخوَةٍ لَكَ، ٢والعَجائِزَ وَعظَكَ لِأُمَّهاتٍ لكَ، والشَّابَّاتِ وَعظَكَ لِأَخواتٍ لَكَ، بِكُلِّ عَفاف.

الأرامل

٣أَكرِمِ الأَراملَ اللَّواتي هُنَّ أَرامِلُ حَقًّا. ٤وإِذا كانَت أَرمَلَةٌ لَها بَنونَ أَو حَفَدَة، فلْيَتَعَلَّموا هُم أَوَّلًا أَن يَبَرُّوا أَهْلَ بَيتِهم وأَن يَفوا ما عَلَيْهِم لِوالِدِيهِم، فذاك مَرضِيٌّ عِندَ الله. ٥أَمَّا الأَرمَلَةُ حَقًّا، وهي الباقِيَةُ وحدَها، فقَد جَعَلَت رَجاءَها في اللهِ وتَقْضي لَيلَها ونَهارَها في الدُّعاءِ والصَّلاة. ٦وأَمَّا المُستَرسِلَةُ في اللَّذَّة، فقَد ماتَت وإِن تَكُنْ حَيَّة. فبِذٰلِك ٧وَصِّ لِئَلَّا يَنالَهُنَّ لَوْم. ٨وإِذا كانَ أَحَدٌ لا يُعْنى بِذَويه، ولا سِيَّما أَهْلِ بَيتِه، فقَد جَحَدَ الإِيمانَ وهو شَرٌّ مِن غَيرِ المُؤمِن.

٩لا تُكتَبِ ٱمرَأَةٌ في سِجِلِّ الأَرامِل، إِلَّا الَّتي بَلَغَت سِتِّينَ سَنَة، وكانَتِ ٱمرَأَةَ رَجُلٍ واحِد، ١٠وشُهِدَ لَها بِالأَعمالِ الصَّالِحة، مِن تَربِيَةِ الأَولاد، وإِضافَةِ الغُرَباء، وغَسْلِ أَقْدامِ القِدِّيسين، ومُساعَدَةِ الَّذينَ في الضِّيق، والقِيامِ بِكُلِّ عَمَلٍ صالِح. ١١أَمَّا الأَرامِلُ الشَّابَّات فلا تَقبَلْهُنَّ، فإِنَّهنَّ إِذا صَرَفَتهُنَّ الشَّهَواتُ عنِ المَسيحِ رَغِبْنَ في الزَّواج، ١٢وٱستَوجَبْنَ الدَّينونةَ لِأَنَّهُنَّ نَقَضْنَ عَهْدَهُنَّ الأَوَّل. ١٣وهُنَّ مع ذٰلِكَ بَطَّالاتٌ يَتَعَلَّمْنَ التَّطْوافَ بِالبُيوت، ولَسْنَ بَطَّالاتٍ فَقَط، بل ثَرثاراتٌ يَتَشاغَلْنَ بما لا يَعْنيهِنَّ ويَتَكَلَّمْنَ بِما لا يَنبَغي. ١٤فأُريدُ إِذًا أَن تَتَزَوَّجَ الأَرامِلُ الشَّابَّاتُ ويَأتِينَ بَأَولادٍ ويَقُمْنَ بِتَدْبيرِ المَنزِلِ ولا يَدَعْنَ لِلخَصْمِ أَيَّ سَبيلٍ لِلشَّتيمَة، ١٥فقَد ضَلَّ بَعضُهُنَّ فَٱتَّبَعْنَ الشَّيطان. ١٦وإِذا كانَ لإِحْدى المُؤمِناتِ أَرامِلُ بَينَ ذَويها، فلْتُساعِدْهُنَّ ولا يُثَقَّلْ على الكَنيسة، لِكَي تُساعِدَ اللَّواتي هُنَّ أَرامِلُ حَقًّا.

الشيوخ

١٧والشُّيوخُ الَّذينَ يُحسِنونَ الرِّعايَةَ يَستَحِقُّونَ إِكرامًا مُضاعَفًا، ولا سِيَّما الَّذينَ يَتعَبونَ في خِدمةِ الكَلِمَةِ والتَّعليم، ١٨فإِنَّ الكِتابَ يَقول: «لا تَكعَمِ الثَّورَ وهو يَدرُسُ الحُبوب». ويَقولُ أَيضًا: «إِنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَته». ١٩لا تَقبَلِ الشَّكوَى على شَيخٍ إِلَّا «بِناءً على قَولِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَة».

٢٠وَبِّخِ المُذنِبينَ مِنهُم بِمَحضَرٍ مِنَ الجَماعة، لِيَخافَ غَيرُهُم. ٢١وأُناشِدُكَ، في حَضرَةِ اللهِ والمسيحِ يسوعَ والمَلائِكَةِ المُخْتارين، أَن تُحافِظَ على ذٰلِكَ مَن غَيرِ تَحَيُّزٍ ولا تَفعَلَ شَيئًا عن هَوًى. ٢٢لا تَعجَلْ في وَضْعِ يَدَيكَ على أَحَد ولا تَكُنْ شَريكًا في خَطايا غَيرِكَ، وٱحفَظْ نَفْسَكَ طاهِرًا.

٢٣لا تَقتَصِرْ بَعدَ اليَومِ على شُرْبِ الماءِ وتَناوَلْ قَليلًا مِنَ الخَمْرِ مِن أَجْلِ مَعِدَتِكَ وأَمْراضِكَ المُلازِمَة.

٢٤مِنَ النَّاسِ مَن تَكونُ ذُنوبُهم واضِحَةً قَبلَ القَضاءِ فيها، ومِنهُم مَن لا تَكونُ واضِحَةً إِلَّا بَعدَه. ٢٥وكذٰلِك الأَعمالُ الصَّالِحَةُ تَبْدو واضِحَة، وحتَّى غَيرُ الواضِحةِ لا يُمكِنُ أَن تَبقى خَفِيَّة.

طيموتاوس الأولى ٦

العبيد

١على جَميعِ الَّذينَ في نِيرِ العُبودِيَّةِ أَن يَحسَبوا سادَتَهُم أَهْلًا لِلإِكْرامِ التَّامّ، لِئَلَّا يُجَدَّفَ على ٱسمِ اللهِ وعلى العَقيدة. ٢أَمَّا الَّذينَ لَهم سادَةٌ مُؤمِنون، فلا يَستَهينوا بِهِم لِأَنَّهُم إِخوَة، بل علَيهم أَن يَزيدوهُم خِدْمَةً لِأَنَّ الَّذينَ يَستَفيدونَ مِن إِحْسانِهم مُؤمِنونَ وأَحِبَّاء.

صورة العالم الصادق والعالم الكاذب

عَلِّمْ هٰذا وعِظْ بِه، ٣فإِن عَلَّمَ أَحَدٌ غَيرَ ذٰلِك ولَم يَتَمَسَّكْ بِالأَقوالِ السَّليمة، أَقوالِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، وَبِالتَّعْليمِ المُوافِقِ لِلتَّقْوى، ٤فهو رَجُلٌ أَعمَتْه الكِبرِياء ولا يَعرِفُ شيئًا، بل بِه هَوَسٌ في المُجادَلاتِ والمُماحَكات، ومِنها يَنشأُ الحَسَدُ والخِصام والشَّتائِمُ والظُّنونُ السَّيِّئةُ ٥والمُناقَشاتُ بَينَ قَومٍ فَسُدَت عُقولُهم فحُرِموا الحَقَّ وَحَسِبوا التَّقْوى وَسيلةً لِلكَسْب. ٦أَجَل، إِنَّ التَّقْوى كَسْبٌ عَظيمٌ إِذا ٱقتَرَنَت بِالقَناعة، ٧فإِنَّنا لم نَأتِ العالَمَ ومَعَنا شَيء، ولا نَستَطيعُ أَن نَخرُجَ مِنه ومَعَنا شَيء. ٨فإِذا كانَ عِندَنا قُوتٌ وكُسوَة فعَلَينا أَن نَقنَعَ بِهِما. ٩أَمَّا الَّذينَ يَطلُبونَ الغِنى فإِنَّهم يَقَعونَ في التَّجرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثيرٍ مِنَ الشَّهَواتِ العَمِيَّةِ المَشؤُومَةِ الَّتي تُغرِقُ النَّاسَ في الدَّمارِ والهَلاك، ١٠لِأَنَّ حُبَّ المالِ أَصْلُ كُلِّ شَرّ، وقَدِ ٱستَسلَمَ إِلَيه بَعضُ النَّاس فضَلُّوا عنِ الإِيمان وأَصابوا أَنفُسَهم بِأَوْجاعٍ كَثيرة.

ما أُمر به طيموتاوس

١١أَمَّا أَنتَ، يا رَجُلَ الله، فٱهرُبْ مِن ذٰلِك. وٱطلُبِ البِرَّ والتَّقْوى والإِيمانَ والمَحَبَّةَ والصَّبْرَ والوَداعةَ ١٢وجاهِدْ في الإِيمانِ جِهادًا حَسَنًا وفُزْ بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتي دُعيتَ إِلَيها وشَهِدتَ لَها شَهادَةً حَسَنَةً بِمَحضَرٍ مِن شُهودٍ كَثيرين. ١٣وأُوْصيكَ، في حَضرَةِ اللهِ الَّذي يُحيِي كُلَّ شَيء وفي حَضرَةِ المسيحِ يسوعَ الَّذي شَهِدَ شَهادةً حَسَنَةً في عَهْدِ بُنطِيوس بيلاطُس، ١٤أَن تَحفَظَ هٰذه الوَصِيَّةَ وأَنتَ بَريءٌ مِنَ العَيبِ واللَّومِ إِلى أَن يَظهَرَ رَبُّنا يسوعُ المسيح. ١٥فسَيُظْهِرُه في الأَوقاتِ المُحَدَّدةِ لَه

 «ذٰلِكَ السَّعيدُ القَديرُ وَحْدَه

مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأَرْباب

١٦الَّذي لَه وَحدَه الخُلود

ومَسكِنُه نورٌ لا يُقتَرَبُ مِنه

وهو الَّذي لم يَرَه إِنسان

ولا يَستَطيعُ أَن يَراه.

لَه الإِكرامُ والعِزَّةُ الأَبَدِيَّة. آمين».

صورة الغنيّ المسيحيّ

١٧وَصِّ أَغنِياءَ هٰذِه الدُّنْيا بِأَلَّا يَتَعَجرَفوا ولا يَجعَلوا رَجاءَهم في الغِنى الزَّائِل، بل في اللهِ الَّذي يَجودُ علَينا بِكُلِّ شَيءٍ لِنَتَمَتَّعَ بِه، ١٨وأَن يَصنَعوا الخَيرَ فيَغتَنُوا بِالأَعمالِ الصَّالِحَة، ويُعطوا بِسَخاءٍ ويُشرِكوا غَيرَهُم في خَيراتِهم ١٩لِيَكنِزوا لِأَنفُسِهِم لِلمُستَقْبَلِ ذُخرًا ثابِتًا لِيَنالوا الحَياةَ الحَقيقِيَّة.

الخاتمة

٢٠يا طيموتاوُس، اِحفَظِ الوَديعَة وٱجتَنِبِ الكَلامَ الفارِغَ الدُّنْيَوِيّ ونَقائِضَ المَعرِفَةِ الكاذِبة، ٢١وقَد أَعلَنَها بَعضُهم فحادوا عنِ الإِيمان.

علَيكُمُ النِّعمَة.