رؤيا القدّيس يُوحَنّا
رؤيا ١
رؤيا ٧
رؤيا ١٣
رؤيا ١٩
رؤيا ٢
رؤيا ٨
رؤيا ١٤
رؤيا ٢٠
رؤيا ٣
رؤيا ٩
رؤيا ١٥
رؤيا ٢١
رؤيا ٤
رؤيا ١٠
رؤيا ١٦
رؤيا ٢٢
رؤيا ٥
رؤيا ١١
رؤيا ١٧
رؤيا ٦
رؤيا ١٢
رؤيا ١٨
مدخل إلى رؤيا القدّيس يوحنّا
مدخل إلى رؤيا القدّيس يوحنّا
إنّ الكلمة التي يبتدئ بها هذا السِفر في اليونانيّة هي مصدر لفعل معناه «كشف الستار». فالرؤيا هي نوعٌ من الكشف، والأدب الرؤيويّ أشبه بالتقليد النبويّ، وهو تطوّر له خاصّ، ظهرَ تأثيره قبل كلّ شيء في الأدب الكتابيّ بالقرن الثاني قبل المسيح (راجع دا ٣/ ١-١٢/ ١٣)، ونجد ما مهّدَ له الطريق عند حزقيّال ويوئيل وزكريّا وأشعيا أش ٢٤/ ١-٢٧/ ١٣.
مميّزات الفنّ الأدبيّ الرؤيويّ العامّة
١) صيغة الكشف: إنّ الفنّ الأدبيّ الرؤيويّ، وإن انتسبَ حينًا بعد حين إلى رؤى، يمتاز على الخصوص بالقول النبويّ، وهو قول من لدن الله يبلّغه النبيّ بلاغ مَن سمعه من قبل أو من يشعر به لوقته. فإنّ رجل الله في الأدب الرؤيويّ هو بالأحرى رجل رؤيا: فقد رأى السماء «مفتوحة» أو حظيَ بنوع من «الارتفاع» أدخله الملأ الأعلى وآتاه أن يعاين أمورًا ليس من العادة أن تُدرَك. ولذلكَ يُبلَّغ البلاغ في صيغة وصف وتفسير لما استشفّه، فالصورة تُقدَّم على الكلام فلا يُفسَح المجال للكلام إلَّا في سبيل تمثيل رمزيّ يقصد عادة إبراز معناه أو استكماله بذلك الكلام.
٢) إستعمال الرموز: من طبيعة الأمور السماويّة التي يراها رجل الرؤيا أن تكون من رتبة ساميّة لا قياس بينها والإنسان. فمن الطبيعيّ إذًا أن يتعذّر تمثيلها كما هي أو أن تحدَّد تحديدًا دقيقًا. إذا أراد الكاتب أن يوحي عالم ذلك الذي يختلف عنّا اختلافًا تامًّا وعالم القدس الذي أُدخلَ فيه، لا يستطيع إلى ذلك سبيلًا إلَّا بمحاولات متدرّجة، فيعبّر عمّا يشعر به بتشبيهات فريدة في نوعها، ومؤثّرة وغريبة في بعض الأحيان، يجد لها أمثلة كثيرة في التجلّيات التي وردت في الكتاب المقدّس أو في تمثيليّات العالم الإغريقيّ الشرقيّ الدينيّة أو في طقوس العبادة.
والغاية من الرمزيّة هي أن تكشف أيضًا عمَّا للبلاغ من طابع سرّيّ وعن إظهار ما لتبليغه من صفة الامتياز. يزعم الأدب الرؤيويّ، بما فيه من الرموز والتلميحات بالأرقام والإعلانات في صيغة ألغاز، أنّه يخاطب أناسًا عارفين، إذ لا يستطيع الوصول إلى تفهّم الأسرار الإلٰهيّة سوى الذين دُعوا إلى ذلك. وهكذا يوحي الكاتب ما لبلاغه من شأنٍ عظيم، وهو يثير في نفس القارئ أشدّ التشوّق إلى الاطّلاع عليه.
رؤيا ١
مقدّمة
١هٰذا ما كَشَفَه يَسوعُ المَسيحُ بِعَطاءٍ مِنَ الله، لِيُرِيَ عِبادَه ما لا بُدَّ مِن حُدوثِه وَشيكًا. فأَرسَلَ مَلاكَه إِلى يوحَنَّا عَبدِه يُشيرُ إِلَيه. ٢فشَهِدَ يوحَنَّا بأَنَّ ما رَآه هو كَلِمَةُ اللهِ وشَهادَةُ يَسوعَ المَسيح. ٣طوبى لِلَّذي يَقرَأُ ولِلَّذينَ يَسمَعونَ أَقوالَ النُّبوءَةِ ويَحفَظونَ ما وَرَدَ فيها، لِأَنَّ الوَقتَ قدِ ٱقتَرَب.
توجيه
٤مِن يوحَنَّا إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في آسِيَة. علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، ومِنَ الأَرواحِ السَّبعَةِ الماثِلَةِ أَمامَ عَرشِه، ٥ومِن لَدُنِ يَسوعَ المسيحِ الشَّاهِدِ الأَمينِ والبِكْرِ مِن بَينِ الأَمواتِ وسَيِّدِ مُلوكِ الأَرْض. لِذاكَ الَّذي أَحَبَّنا فحَلَّنا مِن خَطايانا بِدَمِه، ٦وجَعَلَ مِنَّا مَملَكَةً مِنَ الكَهَنَةِ لِإِلٰهِه وأَبيه، لَه المَجدُ والعِزَّةُ أَبَدَ الدُّهور. آمين.
٧هاهُوَذا آتٍ في الغَمام. ستَراه كُلُّ عَينٍ حَتَّى الَّذينَ طَعَنوه، وتَنتَحِبُ علَيه جَميعُ قَبائِلِ الأَرض. أَجَل، آمين. ٨«أَنا الأَلِفُ والياء»: هٰذا ما يَقولُه الرَّبُّ الإِلٰه، الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، وهو القَدير.
أوائل الرؤيا
٩أَنا، أَخاكم يوحَنَّا الَّذي يُشارِكُكم في الشِّدَّةِ والمَلَكوتِ والثَّباتِ في يَسوع، كُنتُ في جَزيرَةِ بَطمُسَ لِأَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وشَهادَةِ يَسوع، ١٠فٱختَطَفَني الرُّوحُ يَومَ الرَّبّ، فسَمِعتُ خَلْفي صَوتًا جَهيرًا كَصَوتِ البوقِ ١١يَقول: «ما تَراه فٱكتُبْه في كِتابٍ وٱبعَثْ بِه إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في أَفَسُسَ وإِزْميرَ وبَرغامُسَ وتِياطيرةَ وسَرْديسَ وفيلَدِلْفِيَةَ واللَّاذِقِيَّة». ١٢فٱلتَفَتُّ لِأَنظُرَ إِلى الصَّوتِ الَّذي يُخاطِبُني، فرَأَيتُ في ٱلتِفاتي سَبعَ مَناوِرَ مِن ذَهَبٍ ١٣وبَينَ المَناوِرِ ما يُشبِهُ ٱبنَ إِنْسان، وقد لَبِسَ ثَوبًا يَنزِلُ إِلى قَدَمَيه وشَدَّ صَدرَه بِزُنَّارٍ مِن ذَهَب. ١٤وكانَ رَأسُه وشَعرُه أَبيَضَينِ كالصُّوفِ الأَبيَض، كالثَّلْج، وعَيناه كلَهَبِ النَّار، ١٥ورِجْلاه أَشبَهُ بِنُحاسٍ خالِصٍ مُنَقًّى بِنارِ أَتُّون، وصَوتُه كصَوتِ مِياهٍ غَزيرة. ١٦وفي يَدِه اليُمْنى سَبعَةُ كَواكِب، ومِن فَمِه خَرَجَ سَيفٌ مُرهَفُ الحَدَّين، ووَجهُه كالشَّمسِ تُضيءُ في أَبْهى شُروقِها.
١٧فلَمَّا رأَيتُه ٱرتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه كالمَيْت، فوَضَعَ يَدَه اليُمْنى علَيَّ وقال: لا تَخَفْ، أَنا الأَوَّلُ والآخِر، ١٨أَنا الحَيّ. كُنتُ مَيتًا وهاءَنَذا حَيٌّ أَبَدَ الدُّهور. عِنْدي مَفاتيحُ المَوتِ ومَثْوى الأَموات. ١٩فٱكتُبْ ما رَأَيتَ، ما هو الآن وما سَيَحدُثُ بَعدَ ذٰلك. ٢٠أَمَّا سِرُّ الكَواكِبِ السَّبعَةِ الَّتي رَأَيتَها في يَميني ومَناوِرُ الذَّهَبِ السَّبْع، فإِنَّ الكَواكِبَ السَّبعَةَ هي مَلائِكَةُ الكَنائِسِ السَّبْع، والمَناوِرَ السَّبعَ هي الكَنائِسُ السَّبْع.
رؤيا ٢
أفسس
١إِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِأَفَسُس، ٱكتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ الَّذي يُمسِكُ بِيَمينِه الكَواكِبَ السَّبعَة، الَّذي يَمْشي بَينَ مَناوِرِ الذَّهَبِ السَّبْع: ٢إِنِّي عَليمٌ بِأَعْمالِكَ وجَهدِكَ وثَباتِكَ، وأَعلَمُ أَنَّكَ لا تَستَطيعُ تَحَمُّلَ الأَشْرار. وقدِ ٱمتَحَنتَ الَّذينَ يَقولونَ إِنَّهم رُسُلٌ ولَيسوا بِرُسُل، فَوَجَدتَهم كاذِبين. ٣إِنَّكَ تَتَحَلَّى بِالثَّبات، فتَحَمَّلتَ المَشَقَّاتِ في سَبيلِ ٱسْمي مِن غَيرِ أَن تَسأَم. ٤ولٰكِنَّ مَأخَذي علَيكَ هو أَنَّ حُبَّكَ الأَوَّلَ قد تَرَكتَه. ٥فٱذكُرْ مِن أَينَ سَقَطتَ وتُبْ وٱعمَلْ أَعْمالَك السَّالِفة، وإِلَّا جِئتُكَ وحَوَّلتُ مَنارَتَكَ عن مَوضِعِها، إِن لم تَتُبْ. ٦ولٰكِن يَشفَعُ فيكَ أَنَّكَ تَمقُتُ أَعْمالَ النِّقولاوِيِّين، وأَنا أَيضًا أَمقُتُها. ٧مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسْمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس: الغالِبُ سأُطعِمُه مِن شَجَرَةِ الحَياةِ الَّتي في فِردَوسِ الله.
إزمير
٨وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِإِزمير، ٱكتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ الأَوَّلُ والآخِر، ذاكَ الَّذي كانَ مَيتًا فعادَ إِلى الحَياة: ٩أَنا عالِمٌ بِما أَنتَ علَيه مِنَ الشِّدَّةِ والفَقْر، مع أَنَّكَ غَنِيّ. وأَعلَمُ ٱفتِراءَ الَّذينَ يَقولونَ إِنَّهم يَهودٌ ولَيسوا بِيَهود، بل هم مَجمَعٌ لِلشَّياطين. ١٠لا تَخَفْ ما ستُعاني مِنَ الآلام. ها إِنَّ إِبْليسَ يُلْقي مِنكُم في السِّجنِ لِيَمتَحِنَكم، فتَلقَونَ الشِّدَّةَ عَشرَةَ أَيَّام. كُنْ أَمينًا حَتَّى المَوت، فسأُعْطيكَ إِكْليلَ الحَياة. ١١مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائس: إِنَّ الغالِبَ لن يُقاسِيَ مِنَ المَوتِ الثَّاني.
برغامس
١٢وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي في بَرْغامُس، ٱكتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ صاحِبُ السَّيفِ المُرهَفِ الحَدَّين: ١٣أَنا عالِمٌ أَينَ تَسكُن، تَسكُنُ حَيثُ عَرشُ الشَّيطان. ومع ذٰلِكَ تَتَمَسَّكُ بِٱسْمي وما أَنكَرتَ إِيماني حَتَّى في أَيَّامِ أَنْطيباسَ شاهِدي الأَمينِ الَّذي قُتِلَ عِندَكم، حَيثُ يَسكُنُ الشَّيطان. ١٤ولٰكِن لي عَليكَ مَأخَذٌ طَفيف، وهو أَنَّ عِندَكَ هُناكَ قَومًا يَتَمَسَّكونَ بِتَعْليمِ بِلْعامَ الَّذي عَلَّمَ بالاقَ أَن يُلقِيَ حَجَرَ عَثْرَةٍ أَمامَ بَني إِسْرائيلَ لِيَأكُلوا ذَبائِحَ الأَوثانِ ويَزْنوا. ١٥وعِندَكَ أَنتَ أَيضًا قَومٌ يَتَمَسَّكونَ كذٰلك بِتَعْليمِ النِّيقولاوِيِّين. ١٦تُبْ إِذًا وإِلَّا جِئتُكَ على عَجَلٍ وحارَبتُهم بِالسَّيفِ الَّذي في فَمي. ١٧مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس: الغالِبُ سأُعْطيه مَنًّا خَفِيًّا، وسأُعْطيه حَصاةً بَيضاء، حَصاةً مَنْقوشًا فيها ٱسمٌ جَديدٌ لا يَعرِفُه إِلَّا الَّذي يَنالُه.
تياطيرة
١٨وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِتِياطيرة، ٱكْتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ ٱبنُ اللهِ الَّذي عَيناه كلَهَبِ النَّارِ ورِجْلاه أَشبَهُ بِالنُّحاسِ الخالِص: ١٩إِنِّي عالِمٌ بِأَعْمالِكَ ومَحَبَّتِكَ وإِيمانِكَ وخِدمَتِكَ وثَباتِكَ، وبِأَعْمالِكَ الأَخيرة وهي أَكثَرُ عَدَدًا مِن أَعْمالِكَ السَّالِفَة. ٢٠ولٰكِنَّ مَأخَذي علَيكَ هو أَنَّكَ تَدَعُ المَرأَةَ إِيزابَلَ وشَأنَها، وهي تَقولُ إِنَّها نَبِيَّة، فتُعَلِّمُ وتُضَلِّلُ عَبيدي لِيَزْنوا فيَأكُلوا مِن ذَبائِحِ الأَوثان. ٢١وقد أَمهَلتُها مُدَّةً لِتَتوب، فلا تُريدُ أَن تَتوبَ مِن بَغائِها. ٢٢ها إِنِّي أُلْقيها على فِراشِ شِدَّةٍ كَبيرة، وأُلْقي الَّذينَ يَزْنونَ معها، إِن لم يَتوبوا مِن فِعالِها، ٢٣وأَولادُها سأُميتُهم مَوتًا، فتَعلَمُ جَميعُ الكَنائِسِ أَنِّي أَنا الفاحِصُ عن الكُلى والقُلوب، وسأَجْزي كُلَّ واحِدٍ مِنكم على قَدرِ أَعْمالِه.
٢٤ولٰكِن لَكم أَقول، يا سائِرَ أَهلِ تِياطيرة، الَّذينَ لَيسوا مِن هٰذه العَقيدة، الَّذين لَم يَعرِفوا أَعْماقَ الشَّيطان، كما يَقولون: لا أُلْقي علَيكم عِبْئًا آخَر، ٢٥ولٰكِن بِما عِندَكم تَمَسَّكوا إِلى أَن آتي. ٢٦والغالِبُ، ذٰلك الَّذي يُحافِظُ إِلى النِّهايَةِ على أَعْمالي، سأُوليه سُلْطانًا على الأُمَمِ ٢٧فيَرْعاها بِعَصًا مِن حَديد كما تُحَطَّمُ آنِيَةٌ مِن خَزَف، ٢٨كما أَنا أَيضًا تَلَقَّيتُ السُّلْطانَ مِن أَبي، وسأُوليه كَوكَبَ الصُّبح. ٢٩مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسْمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس.
رؤيا ٣
سرديس
١وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِسَرْديس، ٱكتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ صاحِبُ أَرْواحِ اللهِ السَّبعَةِ والكَواكِبِ السَّبعَة: أَنا عالِمٌ بِأَعْمالِكَ. يُطلَقُ علَيكَ ٱسمٌ مَعْناه أَنَّكَ حَيّ، مع أَنَّكَ مَيْت. ٢تَنَبَّهْ وثَبِّتِ البَقِيَّةَ الَّتي أَشرَفَت على المَوت. فإِنِّي لم أَجِدْ أَعْمالَكَ كامِلَةً في عَينِ إِلٰهي. ٣فٱذكُرْ ما تَلَقَّيتَ وسَمِعتَ وٱحفَظْه وتُبْ. فإِن لم تَتَنَبَّه أَتَيتُكَ كالسَّارِق، لا تَدْري في أَيَّةِ ساعةٍ أُباغِتُكَ. ٤ولٰكِنَّ عِندَكَ بَعضَ النَّاسِ في سَرْديسَ لم يُدَنِّسوا ثِيابَهم، فسيُواكِبونني بِالمَلابِسِ البيض، لِأَنَّهم أَهلٌ لِذٰلِكَ. ٥فالغالِبُ سيَلبَسُ هٰكذا ثِيابًا بيضًا، ولن أَمحُوَ ٱسمَه مِن سِفْرِ الحَياة، وسأَشهَدُ لِٱسمِه أَمامَ أَبي وأَمامَ مَلائِكَتِه. ٦مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس.
فيلدلفية
٧وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِفِيلَدِلفِيَة، ٱكْتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ القُدُّوسُ الحَقّ، مَن عِندَه مِفْتاحُ داوُد، مَن يَفتَحُ فلا أَحَدَ يُغلِق، ويُغلِقُ فلا أَحَدَ يَفتَح: ٨إِنِّي عليمٌ بِأَعْمالِكَ. ها قد جَعَلتُ أَمامَكَ بابًا مَفْتوحًا ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ إِغْلاقَه، لِأَنَّكَ على قِلَّةِ قُوَّتِكَ حَفِظتَ كَلِمَتي ولم تُنكِر ٱسْمي. ٩ها إِنِّي أُعْطيكَ أُناسًا مِن مَجمَعِ الشَّيطان، يَقولونَ إِنَّهم يَهودٌ وما هم إِلَّا كَذَّابون، ها إِنِّي أَجعَلُهم يَأتونَ ويَسجُدونَ عِندَ قَدَمَيكَ ويَعتَرِفونَ بِأَنَّني أَحبَبتُكَ. ١٠لقَد حَفِظتَ كلِمَتي بِثَبات، فسأَحفَظُكَ أَنا أَيضًا مِن ساعةِ المِحنَةِ الَّتي ستَنقَضُّ على المَعْمورِ كُلِّه لِتَمتَحِنَ أهلَ الأَرْض. ١١إِنِّي آتٍ على عَجَل. فتَمَسَّكْ بِما عِندَكَ لِئَلَّا يَأخُذَ أَحَدٌ إِكْليلَكَ. ١٢والغالِبُ سأَجعَلُه عَمودًا في هَيكَلِ إِلٰهي، فلن يَخرُجَ مِنه بَعدَ الآن، وأَنقُشُ فيه ٱسمَ إِلٰهي وٱسمَ مَدينَةِ إِلٰهي أُورَشَليمَ الجَديدَةِ الَّتي تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ إِلٰهي، وسأَنقُشُ ٱسمِيَ الجَديد. ١٣مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس.
اللاذقيّة
١٤وإِلى مَلاكِ الكَنيسَةِ الَّتي بِاللَّاذِقِيَّة، ٱكْتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ الآمين، الشَّاهِدُ الأَمينُ الصَّادِق، بَدءُ خَليقَةِ الله: ١٥أَنا عالِمٌ بِأَعْمالِكَ، فلَستَ باردًا ولا حارًّا. ولَيتَكَ بارِدٌ أَو حارّ! ١٦أَمَّا وأَنتَ فاتِر، لا حارٌّ ولا بارِد، فسأَتَقَيَّأُكَ مِن فَمي. ١٧فلأَنَّكَ تَقول: أَنا غَنِيٌّ وقدِ ٱغتَنَيتُ فما أَحْتاجُ إِلى شَيء، ولِأَنَّكَ لا تَعلَمُ أَنَّكَ شَقِيٌّ بائِسٌ فَقيرٌ أَعْمى عُرْيان، ١٨أُشيرُ علَيكَ أَن تَشتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُنَقًّى بِالنَّار لِتَغتَني، وثِيابًا بيضًا لِتَلبَسَها، فلا يَبْدُوَ عارُ عُريَتِكَ، وإِثمِدًا تَكحَلُ بِه عَينَيكَ لِيَعودَ إِلَيكَ النَّظَر. ١٩إِنِّي مَن أَحبَبتُه أُوَبِّخُه وأُؤَدِّبُه. فَكُنْ حَمِيًّا وتُب. ٢٠هاءَنَذا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي. ٢١والغالِبُ سأَهَبُ لَه أَن يَجلِسَ معي على عَرْشي، كما غَلَبتُ أَنا أَيضًا فجَلَستُ مع أَبي على عَرشِه. ٢٢مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسمَعْ ما يَقولُ الرُّوحُ لِلكَنائِس.
رؤيا ٤
شؤُون العالَم بيد الحَمَل
١رأَيتُ بَعدَ ذٰلك بابًا مَفْتوحًا في السَّماء، وإِذا الصَّوتُ الأَوَّلُ الَّذي سَمِعتُه يُخاطِبُني كأَنَّه بوق، يَقول: «إِصعَدْ إِلى هٰهُنا، فسأُريكَ ما لا بُدَّ من حُدوثِه بَعدَ ذٰلك». ٢فٱختَطَفَني الرُّوحُ لِوَقتِه. وإِذا بِعَرشٍ قد نُصِبَ في السَّماء، وعلى العَرشِ قد جَلَسَ واحِدٌ، ٣والجالِسُ على العَرشِ مَنظَرُه أَشبَهُ بِحَجَرِ اليَشْبِ والياقوتِ الأَحمَر، وحَولَ العَرشِ هالَةٌ مَنظَرُها أَشبَهُ بِالزُّمُرُّد، ٤وحَولَ العَرشِ أَربَعَةٌ وعِشْرونَ عَرشًا، وعلى العُروشِ جَلَسَ أَربَعَةٌ وعِشْرونَ شَيخًا يَلبَسونَ ثِيابًا بيضًا وعلى رُؤُوسِهم أَكاليلُ مِن ذَهَب. ٥ومِنَ العَرشِ تَخرُجُ بُروقٌ وأَصْواتٌ ورُعود، وتَتَّقِدُ أَمامَ عَرشِه سَبعَةُ مَصابيحَ مِن نارٍ هي أَرْواحُ اللهِ السَّبعَة. ٦وأَمامَ العَرشِ مِثلُ بَحرٍ شفَّافٍ أَشبَهَ بِالبِلَّور. وفي وَسَطِ العَرشِ وحَولَ العَرشِ أَربَعَةُ أَحْياءٍ رُصِّعَت بِالعُيونِ مِن قُدَّامٍ ومِن خَلْف. ٧فالحَيُّ الأَوَّلُ أَشبَهُ بِالأَسَد، وَالحَيُّ الثَّاني أَشبَهُ بِالعِجْل، وَالحَيُّ الثَّالِثُ لَه وَجهٌ كوَجهِ الإِنْسان، وَالحَيُّ الرَّابِعُ أَشبَهُ بِالعُقابِ الطَّائِر. ٨ولِكُلٍّ مِنَ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ سِتَّةُ أَجنِحَةٍ رُصِّعَتْ بِالعُيونِ مِن حَولِها ومِن داخِلِها، وهي لا تَنفَكُّ تَقولُ نَهارًا ولَيلًا:
«قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس
الرَّبُّ الإِلٰهُ القَدير
الَّذي كانَ هو كائِنٌ وسيَأتي».
٩وكُلَّما رَفَعَتِ الأَحْياءُ التَّمجيدَ والإِكْرامَ والشُّكرَ إِلى الجالِسِ على العَرشِ، إِلى الحَيِّ أَبَدَ الدُّهور، ١٠يَجْثو الأَربَعَةُ والعِشْرونَ شَيخًا أَمامَ الجالِسِ على العَرْش، ويَسجُدونَ لِلحَيِّ أَبَدَ الدُّهور، ويُلقونَ أَكاليلَهم أَمامَ العَرشِ ويَقولون: ١١«أَنتَ أَهلٌ، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُنا، لِأَن تَنالَ المَجدَ والإِكرامَ والقُدرَة، لِأَنَّكَ خَلَقتَ الأَشياءَ كُلَّها وبِمَشيئَتِكَ كانَت وخُلِقَت».
رؤيا ٥
١ورَأَيتُ بِيَمينِ الجالِسِ على العَرشِ كِتابًا مَخْطوطًا مِنَ الدَّاخِلِ والخارِج، مَخْتومًا بِسَبعَةِ أَخْتام. ٢ورَأَيتُ مَلاكًا قَوِيًّا يُنادي بِأَعلى صَوتِه: «مَن هو أَهلٌ لِفَتحِ الكِتابِ وفَضِّ أَخْتامِه؟» ٣فما ٱستَطاعَ أَحَدٌ في السَّماءِ ولا في الأَرضِ ولا تَحتَ الأَرضِ أَن يَفتَحَ الكِتابَ ولا أَن يَنظُرَ ما فيه. ٤فجَعَلتُ أَبكي بُكاءً شَديدًا، لِأَنَّه لم يوجَدْ أَحَدٌ أَهلًا لِأَن يَفتَحَ الكِتابَ ويَنظُرَ ما فيه. ٥فقالَ لي واحِدٌ مِنَ الشُّيوخ: «لا تَبكِ. ها قد غَلَبَ الأَسَدُ مِن سِبطِ يَهوذا، ذُرِّيَّةُ داوُد: فسيَفتَحُ الكِتابَ ويَفُضُّ أَخْتامَه السَّبعَة».
٦ورَأَيتُ بَينَ العَرشِ والأَحْياءِ الأَربَعَةِ وبَينَ الشُّيوخِ حَمَلًا قائِمًا كأَنَّه ذَبيح، لَه سَبعَةُ قُرونٍ وسَبْعُ أَعيُن هي أَرْواحُ اللهِ السَّبعَةُ الَّتي أُرسِلَت إِلى الأَرضِ كُلِّها. ٧فأَتى وأَخَذَ الكِتابَ مِن يَمينِ الجالِسِ على العَرْش. ٨ولَمَّا أَخَذَ الكِتاب، جَثا الأَحْياءُ الأَربَعَةُ والشُّيوخُ الأَربَعَةُ والعِشْرونَ أَمامَ الحَمَل، وكانَ مع كُلِّ واحِدٍ مِنهم كِنَّارَةٌ وأَكْوابٌ مِن ذَهَبٍ مُلِئَت عُطورًا هي صَلَواتُ القِدِّيسين. ٩وكانوا يُرَتِّلونَ نَشيدًا جديدًا فيَقولون: «أَنتَ أَهلٌ لِأَن تَأخُذَ الكِتابَ وتَفُضَّ أَخْتامَه، لِأَنَّكَ ذُبِحتَ وٱفتَدَيتَ للهِ بِدَمِكَ أُناسًا مِن كُلِّ قَبيلَةٍ ولِسانٍ وشَعبٍ وأُمَّة، ١٠وجَعَلتَ مِنهم لإِلٰهِنا مَملَكَةً وكَهَنَةً سيَملِكونَ على الأَرْض».
١١وتَوالَت رُؤيايَ فسَمِعتُ صَوتَ كَثيرٍ مِنَ المَلائِكَةِ حَولَ العَرشِ والأَحْياءِ والشُّيوخ، وكانَ عَدَدُهم رِبْواتِ رِبْوات وأُلوفَ أُلوف، ١٢وهم يَصيحون بِأَعْلى أَصْواتِهم: «الحَمَلُ الذَّبيحُ أَهلٌ لأَن يَنالَ القُدرَةَ والغِنى والحِكمَةَ والقُوَّةَ والإِكْرامَ والمَجْدَ والتَّسْبيح».
١٣وكُلُّ خَلِيقَةٍ في السَّماءِ وعلى الأَرضِ وتَحتَ الأَرضِ وفي البَحرِ، وكُلُّ ما فيها، سَمِعتُه يَقول: «لِلجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَلِ التَّسْبيحُ والإِكْرامُ والمَجدُ والعِزَّةُ أَبَدَ الدُّهور». ١٤وكانَتِ الأَحْياءُ الأَربَعَةُ تَقول: «آمين». وجَثا الشُّيوخُ ساجِدين.
رؤيا ٦
الحَمَل يفضّ الأَختامَ السَّبعة
١وتَوالَت رُؤيايَ فرَأَيتُ الحَمَلَ يَفُضُّ أَوَّلَ الأَخْتامِ السَّبعَة. وسَمِعتُ أَوَّلَ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ يَقولُ بِصوتٍ كالرَّعْد: «تَعالَ!». ٢فرَأَيتُ فَرَسًا أَبيَضَ قد ظَهَرَ، وكانَ الرَّاكِبُ علَيه يَحمِلُ قَوسًا، فأُعطِيَ إِكْليلًا فخَرَجَ غالِبًا ولِكَي يَغلِب.
٣ولَمَّا فَضَّ الخَتمَ الثَّاني، سَمِعتُ الحَيَّ الثَّانِيَ يَقول: «تَعال!» ٤فخَرَجَ فَرَسٌ آخَرُ، أَشقَر، وإِلى الرَّاكِبِ علَيه وُكِلَ أَن يَرفَعَ السَّلامَ عنِ الأَرض، فيَذبَحَ النَّاسُ بَعضُهم بَعضًا. فأُعطِيَ سَيفًا كبيرًا.
٥ولَمَّا فَضَّ الخَتمَ الثَّالِث، سَمِعتُ الحَيَّ الثَّالِثَ يَقول: «تَعالَ!» فَرَأيتُ فَرَسًا أَدهَم، وكانَ بِيَدِ الرَّاكِبِ علَيه ميزان. ٦وسَمِعتُ ما يُشبِهُ صَوتًا بَينَ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ يَقول: «مِكْيالُ قَمحٍ بِدينار، وثَلاثَةُ مَكاييلِ شَعيرٍ بِدينار، وأَمَّا الزَّيتُ والخَمرُ فلا تُنزِلْ بِهِما ضَرَرًا».
٧ولَمَّا فَضَّ الخَتمَ الرَّابِع، سَمِعتُ الحَيَّ الرَّابِعَ يَقول: «تَعالَ!» ٨فرَأَيتُ فَرَسًا ضارِبًا إِلى الخُضرَة، وٱسمُ الرَّاكِبِ علَيه الطَّاعون، وكانَ مَثْوى الأَمواتِ يَتبَعُه، فأُولِيا السُّلطانَ على رُبعِ الدُّنْيا لِيَقتُلا بِالسَّيفِ والمَجاعَةِ والطَّاعونِ ووُحوشِ الأَرض.
٩ولَمَّا فَضَّ الخَتمَ الخامِس، رَأَيتُ تَحتَ المَذبَحِ نُفوسَ الَّذينَ ذُبِحوا في سَبيلِ كَلِمَةِ اللهِ والشَّهادَةِ الَّتي شَهِدوها. ١٠فصاحوا بِأَعْلى أَصْواتِهم: «حَتَّامَ، يا أَيُّها السَّيِّدُ القُدُّوسُ الحَقّ، تُؤَخِّرُ الإِنْصافَ والٱنتِقامَ لِدِمائِنا مِن أَهلِ الأَرض!» ١١فأُعطِيَ كُلٌّ مِنهم حُلَّةً بَيضاء، وأُمِروا بِأَن يَصبِروا وَقتًا قَليلًا إِلى أَن يَتِمَّ عَدَدُ أَصْحابِهم وإِخوَتِهِمِ الَّذينَ سيُقتَلونَ مِثلَهم.
١٢وتَوالَت رُؤيايَ فرَأَيتُ الحَمَلَ يَفُضُّ الخَتمَ السَّادِس، فحَدَثَ زِلْزالٌ شَديدٌ وٱسوَدَّتِ الشَّمسُ كمِسْحٍ مِن شَعَر، والقَمَرُ قد صارَ كُلُّه مِثلَ الدَّم، ١٣وكَواكِبُ السَّماءِ قد تَساقَطَت إِلى الأَرضِ كما تُساقِطُ التِّينَةُ ثِمارَها الفِجَّة، إِذا هَزَّتها ريحٌ عاصِف، ١٤والسَّماءُ قد طُوِيَت طَيَّ السِّفْر، وكُلُّ جَبَلٍ وجَزيرَةٍ قد تَزَعزَعَت، ١٥ومُلوكُ الأَرضِ والعُظَماءُ والقُوَّادُ والأَغنِياءُ والأَقوِياءُ وكُلُّ عَبدٍ وحُرٍّ قد تَوارَوا في المَغاوِرِ وفي صُخورِ الجِبال، ١٦وهم يَقولونَ لِلجِبالِ والصُّخور: «أُسقُطي علَينا وغَطِّينا عن وَجهِ الجالِسِ على العَرشِ وعن غَضَبِ الحَمَل. ١٧فقَد جاءَ اليَومُ العَظيم، يَومُ غَضَبِهما، فمَن يَقْوى على الثَّبات؟».
رؤيا ٧
ختم عبيد الله
١رَأَيتُ بَعدَ ذٰلك أَربَعَةَ مَلائِكَةٍ قائِمينَ على زَوايا الأَرضِ الأَربَع، يَحبِسونَ رِياحَ الأَرضِ الأَربَع لِكَيلا تَهُبَّ ريحٌ مِنها على البَرِّ ولا على البَحرِ ولا على أَيِّ شَجَرَةٍ مِنَ الأَشْجار. ٢ورَأَيتُ مَلاكًا آخَرَ يَطلُعُ مِنَ المَشرِقِ ومعَه خَتمُ اللهِ الحَيّ، فنادى بِصَوتٍ جَهيرٍ المَلائِكَةَ الأَربَعَةَ الَّذينَ وُكِلَ إِلَيهم أَن يُنزِلوا الضَّرَرَ بِالبَرِّ والبَحْر، قال: ٣«لا تُنزِلوا الضَّرَرَ بِالبَرِّ ولا بِالبَحرِ ولا بالشَّجَر، إِلى أَن نَختُمَ عَبيدَ إِلٰهِنا على جِباهِهِم». ٤وسَمِعتُ أَنَّ عَدَدَ المَخْتومينَ مائةٌ وأَربَعَةٌ وأَربَعونَ أَلفًا مِن جَميعِ أَسْباطِ بَني إِسْرائيل.
٥خُتِمَ مِن سِبطِ يَهوذا ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ رَأُوبينَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ جادٍ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
٦ومِن سِبطِ آشِرَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ نَفْتالِيَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ مَنَسَّى ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
٧ومِن سِبطِ شِمْعونَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ لاوِيَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ يَسَّاكَرَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
٨ومِن سِبطِ زَبولونَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ يوسُفَ ٱثْنا عَشَرَ أَلفًا
ومِن سِبطِ بَنْيامينَ ٱثنا عَشَرَ أَلفًا.
ظفر المختارين في السماء
٩رَأَيتُ بَعدَ ذٰلِكَ جَمعًا كَثيرًا لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يُحصِيَه، مِن كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان، وكانوا قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل، لابِسينَ حُلَلًا بِيْضًا، بِأَيديهم سَعَفُ النَّخلِ، ١٠وهم يَصيحونَ بِأَعْلى أَصْواتِهم فيَقولون: «الخَلاصُ لإِلٰهِنا الجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَل!» ١١وكانَ جَميعُ المَلائِكَةِ قائِمينَ حَولَ العَرشِ والشُّيوخِ والأَحْياءِ الأَربَعَة، فسَقَطوا على وُجوهِهم أَمامَ العَرشِ وسَجَدوا للهِ ١٢قائِلين: «آمين! لإِلٰهِنا التَّسْبيحُ والمَجدُ والحِكمَةُ والشُّكرُ والإِكْرامُ والقُدرَةُ والقُوَّةُ أَبَدَ الدُّهورِ، آمين!».
١٣فخاطَبَني أَحَدُ الشُّيوخِ قال: «هٰؤُلاءِ اللَّابِسونَ الحُلَلَ البِيْض، مَن هم ومِن أَينَ أَتَوا؟» ١٤فقُلتُ لَه: «يا سَيِّدي، أَنتَ أَعلَم». فقالَ لي: «هٰؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ أَتَوا مِنَ الشِّدَّةِ الكُبْرى، وقَد غَسَلوا حُلَلَهم وبَيَّضوها بِدَمِ الحَمَل. ١٥لِذٰلك هم أَمامَ عَرشِ اللهِ يَعبُدونَه نَهارًا ولَيلًا في هَيكَلِه، والجالِسُ على العَرشِ يُظَلِّلُهم، ١٦فلَن يَجوعوا ولَن يَعطَشوا ولَن تَلفَحَهمُ الشَّمسُ ولا الحَرّ، ١٧لِأَنَّ الحَمَلَ الَّذي في وَسَطِ العَرشِ سيَرْعاهم وسيَهْديهم إِلى يَنابيعِ ماءِ الحَياة، وسيَمسَحُ اللهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم».
رؤيا ٨
الختم السابع
١ولَمَّا فَضَّ الخَتمَ السَّابِع، سادَ السَّماءَ سُكوتٌ نَحوَ نِصفِ ساعة.
صلوات القدّيسين تُدني اليوم العظيم
٢ورَأَيتُ المَلائِكَةَ السَّبعَةَ القائِمينَ بَينَ يَدَيِ اللهِ قد أُعْطوا سَبعَةَ أَبْواق. ٣وجاءَ مَلاكٌ آخَر، فقامَ على المَذبَح ومعَه مِجمَرَةٌ مِن ذَهَب، فأُعطِيَ عُطورًا كَثيرَةً لِيُقَرِّبَها مع صَلَواتِ جَميعِ القِدِّيسينَ على مَذبَحِ الذَّهَبِ الَّذي أَمامَ العَرْش. ٤وتَصاعَدَ مِن يَدِ المَلاكِ دُخانُ العُطورِ مع صَلَواتِ القِدِّيسينَ أَمامَ الله. ٥فأَخَذَ المَلاكُ المِجمَرَةَ فمَلأَها مِن نارِ المَذبَح وأَلْقاها إِلى الأَرض، فحَدَثَت رُعودٌ وأَصْواتٌ وبُروقٌ وزِلْزال.
الأبواق الأربعة الأولى
٦والمَلائِكَةُ السَّبعَةُ أَصحابُ الأَبْواقِ السَّبعَةِ ٱستَعَدُّوا لِأَن يَنفُخوا فيها. ٧فنَفَخَ الأَوَّلُ في بوقِه، فكانَ بَرَدٌ ونارٌ يُخالِطُهما دمٌ وأُلقِيا إِلى الأَرْض، فٱحتَرَقَ ثُلثُ الأَرض، وٱحتَرَقَ ثُلثُ الشَّجَر، وٱحتَرَقَ كُلُّ عُشبٍ أَخضَر.
٨ونَفَخَ المَلاكُ الثَّاني في بوقِه، فأُلقِيَ في البَحرِ مِثلُ جَبَلٍ عَظيمٍ مُشتَعِل، فصارَ ثُلثُ البَحرِ دَمًا، ٩وماتَ ثُلثُ الخَلائِقِ الَّتي في البَحْر، وتَلِفَ ثُلثُ السُّفُن.
١٠ونَفَخَ المَلاكُ الثَّالِثُ في بوقِه، فهَوى مِنَ السَّماءِ كَوكَبٌ عَظيمٌ يَلتَهِبُ كالمِشعَل، فسَقَطَ على ثُلثِ الأَنْهارِ وعلى يَنابيعِ المِياه. ١١وٱسمُ الكَوكَبِ عَلقَم، فصارَ ثُلثُ المِياهِ عَلقَمًا، وكَثيرٌ مِنَ النَّاسِ ماتوا بالمِياهِ لِأَنَّها صارَت مُرَّة.
١٢ونَفَخَ المَلاكُ الرَّابِعُ في بوقِه، فأُصيبَ ثُلثُ الشَّمسِ وثُلثُ القَمَرِ وثُلثُ الكَواكِب، حَتَّى أَظلَمَ ثُلثُها ففَقَدَ النَّهارُ ثُلثَ ضِيائِه واللَّيلُ كذٰلك.
١٣وتَوالَت رُؤيايَ فسَمِعتُ عُقابًا يَطيرُ في كَبِدِ السَّماء، ويَقولُ بِأَعْلى صَوتِه: «الوَيلُ الوَيلُ الوَيلُ لِأَهلِ الأَرضِ مِن سائِرِ أَصْواتِ أَبْواقِ المَلائِكَةِ الثَّلاثَةِ الَّذينَ سيَنفُخونَ فيها!».
رؤيا ٩
البوق الخامس
١ونَفَخَ المَلاكُ الخامِسُ في بوقِه، فرَأَيتُ كَوكَبًا مِنَ السَّماءِ قد هَوى إِلى الأَرْض، وأُعطِيَ مِفْتاحَ بِئرِ الهاوِيَة، ٢ففَتَحَ بِئرَ الهاوِيَة، فتَصاعَدَ مِنَ البِئرِ دُخانٌ مِثلُ دُخانِ أَتُّونٍ كَبير، فأَظلَمَتِ الشَّمسُ والجَوُّ مِن دُخانِ البِئْر، ٣ومِنَ الدُّخانِ ٱنتَشَرَ جَرادٌ على الأَرض، وأُولِيَ سُلْطانًا كالسُّلْطانِ الَّذي لِعَقارِبِ الأَرض، ٤وأُمِرَ بِأَلَّا يُنزِلَ ضَرَرًا بِعُشبِ الأَرضِ ولا بِأَيِّ شَيءٍ أَخضَرَ ولا بِأَيِّ شَجَرٍ كان، بل بالنَّاسِ الَّذينَ لَيسَ خَتمُ اللهِ على جِباهِهِم، ٥ووُكِلَ إِلَيه، لا أَن يُميتَهم، بل أَن يُعَذِّبَهم خَمسَةَ أَشهُر، ويَكونُ عَذابُهم مِثلَ عَذابِ العَقرَبِ عِندَما تَلسَعُ الإِنْسان.
٦وفي تِلكَ الأَيَّام يَطلُبُ النَّاسُ المَوتَ فلا يَجِدونَه، ويَشتَهونَ أَن يَموتوا فيَهرُبُ المَوتُ مِنهم.
٧ومَنظَرُ الجَرادِ أَشبَهُ بالخَيلِ المُعَدَّةِ لِلحَرْب، وعلى رُؤُوسِه مِثلُ أَكاليلَ مِن ذَهَب، ووُجوهُه كوُجوهِ البَشَر، ٨ولَه شَعَرٌ كَشَعَرِ النِّساء، وأَسْنانُه كأَنْيابِ الأُسود، ٩وكانَ لَه دُروعٌ كدُروعٍ مِن حَديد، وحَفيفُ أَجنِحَتِه كضَجيجِ المَركَباتِ تَجْري بِها طائِفَةٌ مِنَ الخَيلِ إِلى الحَرْب. ١٠ولَه أَذْنابٌ أَشبَهُ بِأَذْنابِ العَقارِبِ لَها حُمات، وفي أَذْنابِه سُلطانٌ على أَن يُنزِلَ الضَّرَرَ بِالنَّاسِ مُدَّةَ خَمسَةِ أَشهُر، ١١وعلى رَأسِه مَلِكٌ هو مَلاكُ الهاوِيَة يُسَمَّى بِالعبرِيَّةِ أَبَدُّون، وٱسمُه بِاليونانِيَّةِ أَبُلِّيون.
١٢مَضى الوَيلُ الأَوَّل، وهاهُوَذا وَيلانِ آتِيانِ بَعدَ ذٰلك.
البوق السادس
١٣ونَفَخَ المَلاكُ السَّادِسُ في بوقِه، فسَمِعتُ صَوتًا قد خَرَجَ مِنَ القُرونِ الأَربَعَةِ لِمَذبَحِ الذَّهَبِ الَّذي في حَضرَةِ الله. ١٤فقالَ لِلمَلاكِ السَّادِس، ذٰلِكَ الَّذي يَحمِلُ البوق: «أَطلِقِ المَلائِكَةَ الأَربَعَةَ المُقَيَّدينَ على النَّهرِ الكَبير، نَهرِ الفُرات». ١٥فأُطلِقَ المَلائِكَةُ الأَربَعَةُ المُتَأَهِّبونَ لِلسَّاعَةِ واليَومِ والشَّهرِ والسَّنَة، كَي يَقتُلوا ثُلثَ النَّاس. ١٦ويَبلُغُ جَيشُ الخَيَّالَةِ مائتَي أَلفِ أَلف، وسَمِعتُ عَدَدَهم.
١٧ورَأَيتُ الخَيلَ في الرُّؤيا وفُرْسانَها على هٰذا النَّحْوِ: لَهم دُروعٌ مِن نارٍ وياقوتٍ وكِبْريت، ورُؤُوسُ الخَيلِ كرُؤُوسِ الأُسود، ومِن أَفْواهِها تَخرُجُ نارٌ ودُخانٌ وكِبْريت. ١٨فمِن هٰذه النَّكَباتِ الثَّلاثِ ماتَ ثُلثُ النَّاس، ماتوا بِالنَّارِ والدُّخانِ والكِبْريتِ الخارِجِ مِن أَفْواهِها. ١٩فإِنَّ سُلْطانَ الخَيلِ في أَفْواهِها وفي أَذْنابِها، لِأَنَّ أَذْنابَها أَشبَهُ بِالحَيَّات ولَها رُؤُوسٌ بِها تُنزِلُ الضَّرَر. ٢٠أَمَّا سائِرُ النَّاس، أُولٰئِكَ الَّذينَ لم يَموتوا مِن هٰذه النَّكَبات، فلَم يَتوبوا مِن أَعْمالِ أَيديهم فيَكُفُّوا عنِ السُّجودِ لِلشَّياطينِ ولِأَصْنامٍ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ونُحاسٍ وحَجَرٍ وخَشَبٍ لَيسَ بِوُسعِها أَن تَرى وتَسمَعَ وتَمْشي، ٢١ولم يَتوبوا مِن أَعْمالِ قَتلِهم ولا سِحرِهم ولا زِناهم ولا سَرِقاتِهم.
رؤيا ١٠
إقتراب العقاب الأخير
١ورَأَيتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا هابِطًا مِنَ السَّماء، مُلتَحِفًا بِغَمامة، وعلى رَأسِه هالَة، ووَجهُه كالشَّمسِ ورِجْلاه كَعَمودَينِ مِن نار، ٢وبِيَدِه كِتابٌ صَغيرٌ مَفْتوح. فوَضَعَ رِجلَه اليُمْنى على البَحرِ واليُسْرى على البَرّ، ٣وصاحَ بِأَعْلى صَوتِه كأَسَدٍ يَزأَر. فلَمَّا صاحَ تَكَلَّمَتِ الرُّعودُ السَّبعَةُ بِأَصْواتِها. ٤ولَمَّا تَكَلَّمَتِ الرُّعودُ السَّبعَة، هَمَمتُ بِأَن أَكتُب، فسَمِعتُ صَوتًا مِنَ السَّماءِ يَقولُ لي: «أُكتُمْ ما تَكَلَّمَت بِه الرُّعودُ السَّبعَة، فلا تَكتُبْه». ٥والمَلاكُ الَّذي رَأَيتُه قائِمًا على البَحرِ والبَرِّ رَفَعَ يَدَه اليُمْنى نَحوَ السَّماء، ٦وأَقسَمَ بِالحَيِّ أَبَدَ الدُّهور، الَّذي خَلَقَ السَّماءَ وما فيها والبَرَّ وما فيه والبَحرَ وما فيه، أَنَّه لا مُهلَةَ بَعدَ الآن. ٧ولٰكِن، في الأَيَّامِ الَّتي سيُسمَعُ فيها المَلاكُ السَّابِعُ عِندَما يَنفُخُ في البوق، يَتِمُّ سِرُّ الله، كما بَشَّرَ بِه عَبيدَه الأَنبِياء.
إبتلاع الكتاب الصغير
٨والصَّوتُ الَّذي سَمِعتُه آتِيًا مِنَ السَّماءِ خاطَبَني ثانِيَةً قال: «إِذْهَبْ فخُذِ الكِتابَ المَفْتوحَ بِيَدِ المَلاكِ القائِمِ على البَحرِ والبَرّ». ٩فذَهَبتُ إِلى المَلاكِ فسَأَلتُه أَن يُعطِيَني الكِتابَ الصَّغير، فقالَ لي: «خُذْه فٱبتَلِعْه يَمْلَأْ جَوفَكَ مَرارةً، ولٰكِنَّه سيَكونُ في فَمِكَ حُلوًا كالعَسَل». ١٠فأَخَذتُ الكِتابَ الصَّغيرَ مِن يَدِ المَلاكِ فٱبتَلَعْتُه فكانَ في فَمي حُلوًا كالعَسَل، ولَمَّا أَكَلتُه مَلأَ جَوفي مَرارةً. ١١فقيلَ لي: «لا بُدَّ لَكَ مِن أَن تَتَنَبَّأَ أَيضًا عن كَثيرٍ مِنَ الشُّعوبِ والأُمَمِ والأَلسِنَةِ والمُلوك».
رؤيا ١١
الشاهدان
١وأُعْطيتُ قَصَبَةً مِثلَ قَصَبَةِ المَسْح، وقيلَ لي: «قُمْ فقِسْ هَيكَلَ اللهِ والمَذبَحَ والسَّاجِدينَ فيه. ٢أَمَّا الفِناءُ الَّذي في خارِجِ الهَيكَل فدَعْه ولا تَقِسْه لِأَنَّه جُعِلَ لِلوَثَنِيِّين، فسيَدوسونَ المَدينَةَ المُقَدَّسَةَ ٱثنَينِ وأَربَعينَ شَهرًا، ٣وسأُخَوِّلُ شاهِدَيَّ أَن يَتَنَبَّآ أَلفَ يَومٍ ومائَتَي يَومٍ وسِتِّينَ وهُما لابِسانِ المِسْح. ٤إِنَّهما الزَّيتونَتانِ والمَنارَتانِ القائِمَةُ في حَضرَةِ رَبِّ الأَرض. ٥فإِذا أَرادَ أَحَدٌ أَن يُنزِلَ بِهما ضَرَرًا، خَرَجَت مِن فَمِهما نارٌ فٱلتَهَمَت أَعْداءَهما. فإِذا أَرادَ أَحَدٌ أَن يُنزِلَ بِهما ضَرَرًا، فهٰكَذا يَجِبُ أَن يَموت. ٦ولَهما سُلطانٌ على إِغْلاقِ السَّماء، فلا يَنزِلُ المَطَرُ في أَيَّامِ نُبوءَتِهما. ولَهما سُلْطانٌ على المِياهِ يُحَوِّلانِها بِه إِلى دَم، ويَضرِبانِ الأَرضَ بِمُختَلِفِ النَّكَباتِ على قَدرِ ما سيَشاؤُون. ٧فإِذا أَتَمَّا شَهادَتَهما، حارَبَهما الوَحشُ الصَّاعِدُ مِنَ الهاوِيَة فغَلَبَهما وقَتَلَهما. ٨وتَبْقى جُثَّتاهما في ساحَةِ المَدينَةِ العَظيمةِ الَّتي تُدْعى، على سَبيلِ الرَّمْزِ، سَدومَ ومِصرَ، وهُناكَ صُلِبَ رَبُّهما. ٩ويَنظُرُ أُناسٌ مِنَ الشُّعوبِ والقَبائِلِ والأَلسِنَةِ والأُمَمِ إِلى جُثَّتَيهما ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ونِصفَ يَوم، ولا يَدَعونَ أَحَدًا يَضَعُ جُثَّتَيهما في القَبْر. ١٠ويَشمَتُ بِهما أَهلُ الأَرضِ فيَفرَحونَ ويَتَبادَلونَ الهَدايا، لِأَنَّ هٰذَينِ النَّبِيَّينِ أَنزلا بِأَهلِ الأَرضِ عَذابًا شَديدًا.
١١وبَعدَ الأَيَّامِ الثَّلاثَةِ ونِصفِ اليَوم، دَخَلَ فيهما نَفَسُ حَياةٍ مِن عِندِ الله، فوَقَفا على أَقْدامِهما، فنَزَلَ بِالنَّاظِرينَ إِلَيهما خَوفٌ شَديد، ١٢وسَمِعا صَوتًا جَهيرًا آتِيًا مِنَ السَّماءِ يَقولُ لَهما: «إِصعَدا إِلى هٰهُنا». فصَعِدا إِلى السَّماءِ في الغَمام، ونَظَرَ إِلَيهما أَعْداؤُهما. ١٣وفي تِلكَ السَّاعة، حَدَثَ زِلْزالٌ شَديد فٱنْهارَ عُشرُ المَدينَة، وماتَ في الزِّلْزالِ سَبعَةُ آلافٍ مِنَ النَّاس. وخافَ سائِرُ النَّاسِ فمَجَّدوا إِلٰهَ السَّماء.
البوق السابع
١٤مَضى الوَيلُ الثَّاني، فهاهُوَذا الوَيلُ الثَّالِثُ آتٍ على عَجَل.
١٥ونَفَخَ المَلاكُ السَّابِعُ في بوقِه، فتَعالَت أَصْواتٌ في السَّماءِ تَقول: «صارَ مُلكُ العالَمينَ لِرَبِّنا ولِمَسيحِه. فسَيَملِكُ أَبَدَ الدُّهور». ١٦والشُّيوخُ الأَربَعَةُ والعِشْرونَ الجالِسونَ على عُروشِهم بَينَ يَدَيِ اللهِ سَقَطوا على وُجوهِهم وسَجَدوا للهِ ١٧قائِلين: «نَشكُرُكَ أَيُّها الرَّبُّ الإِلٰهُ القَدير، الَّذي هو كائِنٌ وكان، لِأَنَّكَ أَعمَلتَ قُوَّتَكَ العَظيمَةَ ومَلَكتَ، فغَضِبَتِ الأُمَم. ١٨فحَلَّ غَضَبُكَ وحانَ الوَقتُ الَّذي يُدانُ فيه الأَمْوات، فتُكافِئُ عَبيدَكَ الأَنبِياءَ والقِدِّيسينَ والَّذينَ يَتَّقونَ ٱسمَكَ صِغارًا وكِبارًا، وتُبيدُ الَّذين عاثوا في الأَرضِ فَسادًا». ١٩فٱنفَتَحَ هَيكَلُ اللهِ في السَّماءِ فبَدا تابوتُ عَهدِه في هَيكَلِه، وحَدَثَت بُروقٌ وأَصْواتٌ ورُعودٌ وزِلْزالٌ وبَرَدٌ شَديد.
رؤيا ١٢
رؤيا المرأة والتنّين
١ثُمَّ ظَهَرَت آيَةٌ عَظيمَةٌ في السَّماء: إِمرَأَةٌ مُلتَحِفَةٌ بِالشَّمْس، والقَمَرُ تَحتَ قَدَمَيها، وعلى رَأسِها إِكْليلٌ مِنِ ٱثنَي عَشَرَ كَوكَبًا، ٢حامِلٌ تَصرُخُ مِن أَلَمِ المَخاض. ٣وظَهَرَت في السَّماءِ آيَةٌ أُخْرى: تِنِّينٌ كَبيرٌ أَشقَر لَه سَبعَةُ رُؤُوسٍ وعَشرَةُ قُرون، وعلى رُؤُوسِه سَبعَةُ تيجان، ٤وذَنَبُه يَجُرُّ ثُلثَ كَواكِبِ السَّماء، فأَلْقاها إِلى الأَرض. ووَقَفَ أَمامَ المَرأَةِ الَّتي توشِكُ أَن تَلِد، حَتَّى إِذا وَضَعَت وَلَدَها ٱبتَلَعَه. ٥فوَضَعَتِ ٱبنًا ذَكَرًا، وهو الَّذي سَوفَ يَرْعى جَميعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِن حَديد. وخُطِفَ وَلَدُها إِلى حَضرَةِ اللهِ إِلى عَرشِه، ٦وهَرَبَتِ المَرأَةُ إِلى البَرِّيَّة، حَيثُ أَعَدَّ اللهُ لَها مَكانًا لِتُقاتَ هُناكَ أَلفَ يَومٍ ومائَتَي يَومٍ وسِتِّين.
٧ونَشِبَت حَربٌ في السَّماء، فإِنَّ ميخائيلَ ومَلائِكَتَه حارَبوا التِّنِّين، وحارَبَ التِّنِّينُ ومَلائِكَتُه، ٨فلَم يَقوَ علَيهم، ولا بَقِيَ لَهم مَكانٌ في السَّماء. ٩فأُلقِيَ التِّنِّينُ الكَبير، الحَيَّةُ القَديمة، ذاكَ الَّذي يقالُ لَه إِبْليسُ والشَّيطان، مُضَلِّلُ المَعْمورِ كُلِّه، أُلقِيَ إِلى الأَرضِ وأُلقِيَ معَه مَلائِكَتُه. ١٠ثُمَّ سَمِعتُ صَوتًا جَهيرًا في السَّماءِ يَقول: «الآنَ حَصَلَ خَلاصُ إِلٰهِنا وقُدرَتُه ومُلكُه وسُلْطانُ مَسيحِه، فقَد أُلقِيَ مُتَّهِمُ إِخوَتِنا، الَّذي يَتَّهِمُهم نَهارًا ولَيلًا عِندَ إِلٰهِنا. ١١إِنَّهم قد غَلَبوه بِدَمِ الحَمَلِ وبِكَلِمَةِ شَهادَتِهم، ولَم يُفَضِّلوا حَياتَهم على المَوت. ١٢فلِذٰلِكَ ٱفرَحي أَيَّتُها السَّمَوات، وٱفرَحوا يا سُكَّانَها. الوَيلُ لَكما أَيُّها البَرُّ والبَحْر! إِنَّ إِبْليسَ قد هَبَطَ علَيكما، يَستَشيطُ غَيظًا وقد عَلِمَ أَنَّ لَه وَقتًا قَليلًا».
١٣ورَأَى التِّنِّينُ أَنَّه قد أُلقِيَ إِلى الأَرض، فطارَدَ المَرأَةَ الَّتي وَضَعَتِ الوَلَدَ الذَّكَر، ١٤فأُعطِيَتِ المَرأَةُ جَناحَيِ العُقابِ الكَبيرِ لِتَطيرَ بِهما إِلى البَرِّيَّة، إِلى مَكانِها، فتُقاتُ هُناكَ وَقتًا ووَقتَينِ ونِصفَ وَقت، في مَأمَنٍ مِنَ الحَيَّة، ١٥فأَفرَغَتِ الحَيَّةُ مِن فَمِها خَلفَ المَرأَةِ مِثلَ نَهرٍ مِنَ الماءِ لِيَجرُفَها النَّهر، ١٦فأَغاثَتِ الأَرضُ المَرأَة، ففَتَحَتِ الأَرضُ فاها وٱبتَلَعَتِ النَّهرَ الَّذي أَفرَغَه التِّنِّينُ مِن فَمِه، ١٧فغَضِبَ التِّنِّينُ على المَرأَة، ومضى يُحارِبُ سائِرَ نَسلِها الَّذينَ يَحفَظونَ وَصايا الله وعِندَهم شَهادَةُ يَسوعَ المسيح. ١٨فوَقَفَ على رَملِ البَحْر.
رؤيا ١٣
التنّين يولي الوحش سُلطانه
١ورَأَيتُ وَحشًا خارِجًا مِنَ البَحْر، لَه سَبعَةُ رُؤُوسٍ وعَشرَةُ قُرون، وعلى قُرونِه عَشرَةُ تيجان وعلى رُؤُوسِه ٱسمُ تَجْديف. ٢وكانَ الوَحشُ الَّذي رَأَيتُه أَشبَهَ بِالفَهْد، وقَوائِمُه مِثلُ قَوائِمِ الدُّبّ، وفَمُه مِثلُ فَمِ الأَسَد. فأَولاه التِّنِّينُ قُدرَتَه وعَرشَه وسُلْطانًا عَظيمًا. ٣وكانَ أَحَدُ رُؤُوسِه كأَنَّه ذُبِحَ ذَبحًا مُميتًا. فشُفِيَ جُرحُه المُميت، فتَعَجَّبَتِ الدُّنْيا كُلُّها وتَبِعَتِ الوَحْش. ٤وسَجَدوا لِلتِّنِّينِ لِأَنَّه أَولى الوَحشَ السُّلْطان، وسَجَدوا لِلوَحشِ وقالوا: «مَن مِثلُ الوَحْش؟ ومَن يَستَطيعُ مُحارَبَتَه؟» ٥فأُعطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِالكِبْرِياءِ والتَّجْديف، وأُولِيَ سُلْطانًا على العَمَلِ ٱثنَينِ وأَربَعينَ شَهرًا. ٦ففَتَحَ فاه لِلتَّجْديفِ على الله، فجَدَّفَ على ٱسمِه ومَسكِنِه وعلى سُكَّانِ السَّماء. ٧وأُولِيَ أَن يُحارِبَ القِدِّيسينَ ويَغلِبَهم، وأُولِيَ سُلْطانًا على كُلِّ قَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسانٍ وأُمَّة. ٨وسيَسجُدُ لَه أَهلُ الأَرضِ جَميعًا، أُولٰئِكَ الَّذينَ لم تُكتَبْ أَسْماؤُهم مُنذُ إِنْشاءِ العالَمِ في سِفرِ الحَياة، سِفرِ الحَمَلِ الذَّبيح. ٩مَن كانَ لَه أُذُنان، فلْيَسْمَعْ. ١٠مَن كُتِبَ علَيه الأَسْر، فإِلى الأَسرِ يَذهَب. ومَن كُتِبَ علَيه أَن يُقتَلَ بِالسَّيفِ فبِالسَّيفِ يُقتَل. هٰذه ساعةُ ثَباتِ القِدِّيسينَ وإِيمانِهم.
النبيّ الكذّاب يخدم الوحش
١١ورَأَيتُ وَحشًا آخَرَ خارِجًا مِنَ الأَرض، وكانَ لَه قَرْنانِ أَشبَهُ بِقَرنَيِ الحَمَل، ولٰكِنَّه يَتَكَلَّمُ مِثلَ تِنِّين. ١٢وكُـلُّ سُلْطانِ الوَحشِ الأَوَّلِ يَتَوَلَّاه بِمَحضَرٍ مِنه. فجَعَلَ الأَرضَ وأَهلَها يَسجُدونَ لِلوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذي شُفِيَ مِن جُرحِه المُميت، ١٣ويأتي بِخَوارِقَ عَظيمَةٍ حتَّى إِنَّه يُنزِلُ نارًا مِنَ السَّماءِ على الأَرضِ بِمَحضَرٍ مِنَ النَّاس، ١٤ويُضِلُّ أَهلَ الأَرضِ بِالخَوارِقِ الَّتي أُوتِيَ أَن يُجرِيَها بِمَحضَرٍ مِنَ الوَحْش، ويُشيرُ على أَهلِ الأَرضِ بِأَن يَصنَعوا صورَةً لِلوَحشِ الَّذي جُرِحَ بِالسَّيفِ وظَلَّ حَيًّا. ١٥وأُوتِيَ أَن يُعطِيَ صورَةَ الوَحشِ نَفَسًا، حتَّى إِنَّ صورَةَ الوَحشِ تَكَلَّمَت وجَعَلَت جَميعَ الَّذينَ لا يَسجُدونَ لِصورَةِ الوَحشِ يُقتَلون. ١٦وجَعَلَ جَميعَ النَّاسِ صِغارًا وكِبارًا، أَغنِياءَ وفُقَراء، أَحْرارًا وعبيدًا، يَسِمونَ يَدَهُمُ اليُمنى أَو جَبهَتَهم ١٧فلا يَستَطيعَ أَحَدٌ أَن يَشتَرِيَ أَو يَبيعَ إِلَّا إِذا كانَت علَيه سِمَةٌ بِٱسمِ الوَحشِ أَو بِعَدَدِ ٱسمِه.
١٨هٰذه ساعةُ الحَذاقَة، فمَن كانَ ذَكِيًّا فلْيَحسُبْ عَدَدَ ٱسمِ الوَحْش: إِنَّه عَدَدُ ٱسمِ إِنْسانٍ وعَدَدُه سِتُّمائَةٍ وسِتَّةٌ وسِتُّون.
رؤيا ١٤
أصحاب الحَمَل
١ورَأَيتُ حَمَلًا واقِفًا على جَبَلِ صِهْيون ومعَه مائَةٌ وأَربَعَةٌ وأَربَعونَ أَلفًا كُتِبَ على جِباهِهِمِ ٱسمُه وٱسمُ أَبيه، ٢وسَمِعتُ صَوتًا مِنَ السَّماءِ كَخريرِ مِياهٍ غَزيرَةٍ وكَدَوِيِّ رَعدٍ قاصِف. وكانَ الصَّوتُ الَّذي سَمِعتُه أَشبَهَ بِالصَّوتِ الَّذي يُخرِجُه العازِفونَ بِالكِنَّاراتِ في عَزفِهم بِكِنَّاراتِهم، ٣وكانوا يُرَتِّلونَ نَشيدًا جَديدًا أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ والشُّيوخ. ولَم يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَن يَتَعَلَّمَ النَّشيدَ إِلَّا المائَةُ والأَربَعَةُ والأَربَعونَ أَلفًا الَّذينَ ٱفتُدوا مِنَ الأَرض. ٤هٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ لم يَتَنَجَّسوا بِالنِّساء، فهُم أَبْكار. هٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ يَتبَعونَ الحَمَلَ أَينَما يَذهَب. هٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ ٱفتُدوا مِن بَينِ النَّاسِ باكورةً للهِ والحَمَل، ٥وفي أَفْواهِهم لم يوجَدْ كَذِب، إِنَّهم لا عَيبَ فيهم.
الملائكة تنذر بيوم الدينونة
٦ورَأَيتُ مَلاكًا آخَرَ يَطيرُ في كَبِدِ السَّماء، معَه بِشارَةٌ أَبَدِيَّةٌ يُبَشِّرُ بِها المُقيمينَ في الأَرضِ مِن كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ ولِسانٍ وشَعْب، ٧فيَقولُ بِأَعْلى صَوتِه: «إِتَّقوا اللهَ ومَجِّدوه، فقَد أَتَت ساعةُ دَينونَتِه، فٱسجُدوا لِمَن خَلَقَ السَّماءَ والبَرَّ والبَحرَ واليَنابيع». ٨وتَبِعَه مَلاكٌ آخَرُ ثانٍ يَقول: «سَقَطَت، سَقَطَت بابِلُ العَظيمة، الَّتي مِن خَمرَةِ سَورَةِ بَغائِها سَقَت جَميعَ الأُمَم». ٩وتَبِعَهما مَلاكٌ آخَرُ ثالِثٌ يَقولُ بِأَعْلى صَوتِه: «مَن سَجَدَ لِلوَحشِ وصورَتِه وتَلَقَّى سِمَةً على جَبهَتِه أَو يَدِه، ١٠فسيَشرَبُ هو أَيضًا مِن خَمرَةِ سُخطِ الله، مَسْكوبَةً صِرْفًا في كَأسِ غَضَبِه، ويُعاني العَذابَ في النَّارِ والكِبْريتِ أَمامَ المَلائِكَةِ الأَطْهارِ وأَمامَ الحَمَل. ١١ودُخانُ عَذابِهم يَتَصاعَدُ أَبَدَ الدُّهور، ولا راحَةَ في النَّهارِ واللَّيلِ لِلسَّاجِدينَ لِلوَحشِ وصورَتِه ولِمَن يَتَلَقَّى سِمَةَ الوَحْش. ١٢هٰذه ساعَةُ ثَباتِ القِدِّيسينَ الَّذينَ يُحافِظونَ على وَصايا اللهِ والإِيمانِ بِيَسوع».
١٣وسَمِعتُ صَوتًا مِنَ السَّماءِ يَقول: «أُكتُبْ: طوبى مُنذُ الآنَ لِلأَمْواتِ الَّذينَ يَموتونَ في الرَّبّ! أَجَل، يَقولُ الرُّوح، فلْيَستَريحوا مِن جُهودِهم، لِأَنَّ أَعْمالَهم تَتبَعُهم».
حصاد الوثنيّين
١٤ورَأَيتُ غَمامَةً بَيضاء، وعلى الغَمامَةِ جالِسًا مَن هو أَشبَهُ بِٱبنِ إِنْسان، على رَأسِه إِكْليلٌ مِن ذَهَب وبِيَدِه مِنجَلٌ مَسْنون. ١٥وخَرَجَ مِنَ الهَيكَلِ مَلاكٌ آخَرُ يَصيحُ صِياحًا عالِيًا بِالجالِسِ على الغَمامة: «أَرسِلْ مِنجَلَكَ وٱحصُدْ، لقَد جاءَت ساعَةُ الحِصاد، فقَد نَضِجَ حِصادُ الأَرض». ١٦فأَلْقى الجالِسُ على الغَمامَةِ مِنجَلَه في الأَرضِ فحُصِدَتِ الأَرض.
١٧وخَرَجَ مَلاكٌ آخَرُ مِنَ الهَيكَلِ الَّذي في السَّماء، ومَعه هو أَيضًا مِنجَلٌ مَسْنون. ١٨وخَرَجَ مِنَ المَذبَحِ مَلاكٌ آخَرُ لَه سُلْطانٌ على النَّار. فصاحَ صِياحًا عالِيًا بِصاحِبِ المِنجَلِ المَسْنون: «أَرسِلْ مِنجَلَكَ المَسْنونَ وٱقطِفْ عَناقيدَ كَرْمِ الأَرض، لِأَنَّ عِنَبَها قد نَضِج». ١٩فأَلْقى المَلاكُ مِنجَلَه في الأَرضِ وقَطَفَ كَرْمَ الأَرضِ وأَلْقى العِنَبَ في مَعصَرَةِ سُخطِ الله، المَعصَرَةِ الكَبيرة، ٢٠فديسَتِ المَعصَرَةُ بِالأَقْدامِ في خارِجِ المَدينة، فخَرَجَ مِنَ المَعصَرَةِ دَمٌ فٱرتَفَعَ حتَّى بَلَغَ لُجُمَ الخَيلِ على مَدى أَلفٍ وسِتِّمائَةِ غَلوَة.
رؤيا ١٥
نشيد موسى والحمل
١ورَأَيتُ آيَةً أُخْرى في السَّماء، عظيمَةً عجيبة: سَبعَةَ مَلائِكَةٍ يَحمِلونَ سَبعَ نَكَبات، وهي الأَخيرَةُ لِأَنَّ بِها يَتِمُّ سُخطُ الله. ٢ورَأَيتُ مِثلَ بَحْرٍ مِن بِلَّورٍ مُختَلِطٍ بِالنَّار، والَّذينَ غَلَبوا الوَحشَ وصورَتَه وعَدَدَ ٱسمِه قائِمينَ على بَحرِ البِلَّور، يَحمِلونَ كِنَّاراتِ اللهِ ٣ويُرَتِّلونَ نَشيدَ عَبدِ اللهِ موسى ونَشيدَ الحَمَلِ فيَقولون:
«عَظيمَةٌ عَجيبَةٌ أَعْمالُكَ
أَيُّها الرَّبُّ الإِلٰهُ القدير
وعَدلٌ وحَقٌّ سُبُلُكَ، يا مَلِكَ الأُمَم.
٤مَن تُراه لا يَخافُ ٱسمَكَ
ولا يُمَجِّدُه يا رَبّ؟
فأَنتَ وَحدَكَ قُدُّوس.
وستَأتي جَميعُ الأُمَمِ فتَسجُدُ أَمامَكَ
لِأَنَّ أَحْكامَكَ قد ظَهَرَت».
الأكواب السبعة ونكباتها السبع
٥وتَوالَت بَعدَ ذٰلك رُؤياي، فٱنفَتَحَ هَيكَلُ خَيمَةِ الشَّهادَةِ في السَّماء، ٦فخَرَجَ مِنَ الهَيكَلِ المَلائِكَةُ السَّبعَةُ الَّذينَ يَحمِلونَ النَّكَباتِ السَّبْع، يَلبَسونَ كَتَّانًا خالِصًا بَرَّاقًا ويَشُدُّونَ صُدورَهم بِزَنانيرَ مِن ذَهَب. ٧وناوَلَ أَحَدُ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ المَلائِكَةَ السَّبعَةَ سَبعَةَ أَكْوابٍ مِن ذَهَبٍ مُمتَلِئَةٍ مِن سُخْطِ اللهِ الَّذي يَحْيا أَبَدَ الدُّهور. ٨وٱمتَلَأَ الهَيكَلُ دُخانًا مُنبَعِثًا مِن مَجدِ اللهِ وقُدرَتِه، فما ٱستَطاعَ أَحَدٌ أَن يَدخُلَ الهَيكَلَ حتَّى تَتِمَّ النَّكَباتُ السَّبعُ، نَكَباتُ المَلائِكَةِ السَّبعَة.
رؤيا ١٦
١وسَمِعتُ صَوتًا جَهيرًا مِنَ الهَيكَلِ يَقولُ لِلمَلائِكَةِ السَّبعَة: «إِذهَبوا فصُبُّوا أَكْوابَ سُخطِ اللهِ السَّبعَةَ على الأَرض». ٢فذَهَبَ الأَوَّلُ فصَبَّ كوبَه على الأَرض، فأَصابَ قَرحٌ فاسِدٌ خَبيثٌ جَميعَ الَّذينَ علَيهم سِمَةُ الوَحشِ والَّذينَ يَسجُدونَ لِصورَتِه.
٣وصَبَّ الثَّاني كوبَه في البَحر، فصارَ دَمًا كَدَمِ مَيت، فماتَت كُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ هي في البَحْر.
٤وصَبَّ الثَّالِثُ كوبَه في الأَنهُرِ ويَنابيعِ المِياه، فصارَت دَمًا. ٥وسَمِعتُ مَلاكَ المِياهِ يَقول: «عادِلٌ أَنتَ، أَيُّها الَّذي هو كائِنٌ وكان، القُدُّوس، إِذ حَكَمتَ هٰذه الأَحْكام. ٦دَمَ القِدِّيسينَ والأَنبِياءِ سَفَكوا، فدَمًا سَقَيتَهم. إِنَّهم يَستَوجِبونَ ذٰلك». ٧وسَمِعتُ المَذبَحَ يَقول: «أَجَل، أَيُّها الرَّبُّ الإِلٰهُ القَدير، حَقٌّ وعَدلٌ أَحْكامُكَ».
٨وصَبَّ الرَّابِعُ كوبَه على الشَّمْس، فأُولِيَت أَن تُحرِقَ النَّاسَ بِالنَّار. ٩فأُحرِقَ النَّاسُ بِحَرٍّ شَديد، فجَدَّفوا على ٱسمِ اللهِ الَّذي لَه السُّلطانُ على النَّكَباتِ هٰذه، ولم يَتوبوا فيُمَجِّدوه.
١٠وصَبَّ الخامِسُ كوبَه على عَرشِ الوَحْش، فأَظلَمَت مَملَكَتُه وأَخَذَ النَّاسُ يَعَضُّونَ أَلسِنَتَهم مِنَ الأَلَم، ١١وجَدَّفوا على إِلٰهِ السَّماءِ لِما أَصابَهم مِنَ الآلامِ والقُروح، ولَم يَتوبوا مِن فِعالهم.
١٢وصَبَّ السَّادِسُ كوبَه في النَّهرِ الكَبير، نَهرِ الفُرات، فجَفَّ ماؤُه لِيُعَدَّ الطَّريقُ لِمُلوكِ المَشرِق. ١٣ورَأَيتُ ثَلاثَةَ أَرْواحٍ خَبيثَةٍ مِثلِ الضَّفادِعِ خارِجَةً مِن فَمِ التِّنِّينِ ومِن فَمِ الوَحْشِ ومِن فَمِ النَّبِيِّ الكَذَّاب، ١٤فهي أَرْواحٌ شَيطانِيَّةٌ تَأتي بِالخَوارِق وتَذهَبُ إِلى مُلوكِ المَعْمورِ كُلِّه تَجمَعُهم لِلحَرْب، في ذٰلك اليَومِ العَظيم، يَومِ اللهِ القَدير. ١٥(هاءَنَذا آتٍ كالسَّارِق، فطوبى لِلَّذي يَسهَرُ ويَحفَظُ ثِيابَه لِئَلَّا يَسيرَ عُرْيانًا فتُرى عَورَتُه). ١٦فجَمَعَتهم في المَكانِ الَّذي يُقالُ لَه بِالعِبرِيَّةِ هَرمَجِدُّون.
١٧وصَبَّ السَّابِعُ كوبَه في الجَوّ، فخَرَجَ مِنَ الهَيكَلِ صَوتٌ جَهيرٌ أَتى مِن عِندِ العَرشِ وكانَ يَقول: «قُضِيَ الأَمر!» ١٨وحَدَثَت بُروقٌ وأَصْواتٌ ورُعود، وحَدَثَ زِلْزالٌ شَديدٌ لم يَحدُثْ مِثلُه بِهٰذه الشِّدَّةِ مُنذُ ما وُجِدَ الإِنسانُ على الأَرض. ١٩وصارَتِ المَدينَةُ العَظيمَةُ ثَلاثَةَ أَقْسامٍ وٱنْهارَت مُدُنُ الأُمَم. وذَكَرَ اللهُ بابِلَ العَظيمَةَ لِيُناوِلَها كأسَ خَمرَةِ سَورَةِ غَضَبِه. ٢٠وهَرَبَت كُلُّ جَزيرَةٍ وتَوارَتِ الجِبال، ٢١وتَساقَطَ مِنَ السَّماءِ على النَّاسِ بَرَدٌ كَبيرٌ بِمِثْقالِ وَزنَة، فجَدَّفَ النَّاسُ على اللهِ لِنَكبَةِ البَرَد، لِأَنَّ نَكبَتَه كانَت شَديدةً جِدًّا.
رؤيا ١٧
البغيّ المشهَّرة
١فجاءَ أَحَدُ المَلائِكَةِ السَّبعَةِ أَصْحابِ الأَكْوابِ السَّبْعَة، وقالَ لي: «تَعالَ، أُرِكَ دَينونَةَ البَغِيِّ المُشَهَّرَةِ القائِمَةِ على جانِبِ المِياهِ الغَزيرة. ٢بِها زَنى مُلوكُ الأَرض، وسَكِرَ أَهلُ الأَرضِ مِن خَمْرَةِ بِغائِها». ٣فحَمَلَني بِالرُّوحِ إِلى البَرِّيَّة، فرَأَيتُ ٱمرَأَةً راكِبَةً على وَحشٍ قِرمِزِيٍّ مُغَشًّى بِأَسْماءِ تَجْديف، لَه سَبعَةُ رُؤُوسٍ وعَشرَةُ قُرون. ٤وكانَتِ المَرأَةُ لابِسَةً أُرجُوانًا وقِرمِزًا، مُتَحَلِّيَةً بِالذَّهَبِ والحَجَرِ الكَريمِ واللُّؤلُؤ، بِيَدِها كَأسٌ مِن ذَهَبٍ مُمتَلِئَةٌ بِالقَبائِحِ ونَجاساتِ بِغائِها، ٥وعلى جَبينِها ٱسمٌ مَكْتوبٌ فيه سِرّ: والِٱسمُ بابِلُ العَظيمة، أُمُّ بَغايا الأَرضِ وقَبائِحِها. ٦ورَأَيتُ المَرأَةَ سَكْرى مِن دَمِ القِدِّيسينَ ومِن دَمِ شُهَداءِ يسوع. فعَجِبتُ مِن رُؤيَتِها أَشَدَّ العَجَب. ٧فقالَ لِيَ المَلاك: «لِمَ عَجِبتَ؟ إِنِّي سأَقولُ لَكَ سِرَّ المَرأَةِ والوَحشِ الَّذي يَحمِلُها، صاحِبِ الرُّؤُوسِ السَّبعَةِ والقُرونِ العَشرَة.
رمز الوحش والبغيّ
٨«الوَحشُ الَّذي رَأَيتَه كانَ ولٰكِنَّه زالَ عنِ الوجود. سيَخرُجُ مِنَ الهاوِيَةِ ويَمْضي إِلى الهَلاك. وأَهْلُ الأَرضِ الَّذينَ لم يُكتَبِ ٱسمُهم في سِفرِ الحَياةِ مُنذُ إِنْشاءِ العالَمِ سيَعجَبونَ إِذ يَرَونَ الوَحش، لِأَنَّه كانَ وزالَ عنِ الوُجود، ثُمَّ يَعود. ٩هٰذه ساعَةُ الفِطنَةِ والحَذاقَة، فالرُّؤُوسُ السَّبعَةُ هي التِّلالُ السَّبعَةُ الَّتي علَيها تَقومُ المَرأَة.
«وهي سَبعَةُ مُلوك: ١٠الخَمسَةُ سَقَطوا وواحِدٌ لا يَزالُ في الوُجود، والآخَرُ لم يَأتِ بَعد. وعِندَما يَأتي، فسَيَبْقى وَقتًا قَليلًا. ١١والوَحشُ الَّذي كانَ ثُمَّ زالَ عنِ الوُجودِ فهو الثَّامِن، مع أَنَّه مِنَ السَّبعَة، ويَمْضي إِلى الهَلاك. ١٢والقُرونُ العَشرَةُ الَّتي رَأَيتَها هي عَشرَةُ مُلوك، لم يَنالوا المُلكَ بَعد، ولٰكِنَّهم سيَنالونَ السُّلطانَ ويَصيرونَ مُلوكًا مع الوَحشِ ساعةً واحِدة. ١٣هٰؤُلاءِ مُتَّفِقونَ على أَن يولوا الوَحشَ قُدرَتَهم وسُلْطانَهم. ١٤هٰؤُلاءِ سيُحارِبونَ الحَمَل، والحَمَلُ يَغلِبُهم لِأَنَّه رَبُّ الأَرْبابِ ومَلِكُ المُلوك، ويَغلِبُ الَّذينَ معه، المَدعُوُّونَ المُخْتارونَ الأُمَناء».
١٥وقالَ لي: «المِياهُ الَّتي رَأَيتَها، حَيثُ تُقيمُ البَغِيّ، هي شُعوبٌ وجَماعاتٌ وأُمَمٌ وأَلسِنَة. ١٦والقُرونُ العَشرَةُ الَّتي رَأَيتَها والوَحشُ ستُبغِضُ البَغِيَّ وتَجعَلُها مَهْجورَةً عارِيَة، وتَأكُلُ لُحْمانَها وتُحرِقُها بِالنَّار، ١٧لِأَنَّ اللهَ أَلْقى في قُلوبِها أَن تُنَفِّذَ قَضاءَه وأَن تَتَّفِقَ فتولِيَ الوَحشَ مُلكَها إِلى أَن تَتِمَّ كَلِماتُ الله. ١٨والمَرأَةُ الَّتي رَأَيتَها هي المَدينَةُ العَظيمةُ الَّتي لَها المُلكُ على مُلوكِ الأَرض.
رؤيا ١٨
ملاك يخبر بسقوط بابل
١رَأَيتُ بَعدَ ذٰلك مَلاكًا آخَرَ هابِطًا مِنَ السَّماء، لَه سُلطانٌ عَظيم، فٱستَنارَتِ الأَرضُ مِن بَهائِه. ٢فصاحَ بِصَوتٍ شَديد: «سَقَطَت، سَقَطَت بابِلُ العَظيمة! وصارَت مَسكِنًا لِلشَّياطين، ومَأوًى لِكُلِّ روحٍ نَجِس، ومَأوًى لِكُلِّ طائِرٍ نَجِس، ومَأوًى لِكُلِّ وَحشٍ نَجِسٍ مَمْقوت، ٣فمِن خَمرَةِ سَورَةِ بَغائِها شرِبَت جَميعُ الأُمَم، ومُلوكُ الأَرضِ زَنَوا بِها، وتُجَّارُ الأَرضِ ٱغتَنَوا مِن فَرطِ تَرَفِها».
كيف ينجو شعب الله
٤وسَمِعتُ صَوتًا آخَرَ مِنَ السَّماءِ يَقول: «أُخرُجوا مِنها، يا شَعْبي، لِئَلَّا تُشارِكوا في خَطاياها فتُصيبَكم نَكبَةٌ مِن نَكَباتِها، ٥لِأَنَّ خَطاياها تَراكَمَت حَتَّى السَّماء، فذَكَرَ اللهُ آثامَها. ٦جازوها على قَدرِ ما قَدَّمَت، وضاعِفوا لَها جَزاءَ فِعالِها وضاعِفوا لَها المَزجَ في الكَأسِ الَّتي مَزَجَتها، ٧وعلى قَدرِ ما مَجَّدَت نَفسَها وأَترَفَت، أَنزِلوا بِها عَذابًا وحُزنًا. قالَت في قَلبِها: «إِنِّي مَلِكَةٌ على العَرْش، لَستُ بِأَرمَلَة، ولن أَعرِفَ حُزنًا». ٨لِذٰلك، في يَومٍ واحِدٍ ستُصيبُها نَكَباتُها مِن مَوتٍ وحُزنٍ وجوع، وتَحتَرِقُ بِالنَّار، لأَنَّه قَديرٌ الرَّبُّ الإِلٰهُ الَّذي دانَها».
البكاء على بابل
٩سيَبْكي ويَنحَبُ علَيها مُلوكُ الأَرضِ الَّذينَ زَنَوا بِها وأَترَفوا معها، حينَ يَرَونَ دُخانَ لَهيبِها، ١٠وعلى بُعدٍ يَقِفونَ خَوفًا مِن عَذابِها ويَقولون:
«يا وَيلَتاه! يا وَيلَتاه! أَيَّتُها المَدينَةُ العَظيمة! بابِلُ المَدينَةُ القَوِيَّة، لِأَنَّه في ساعةٍ واحِدةٍ أَتى الحُكمُ علَيكِ».
١١وتُجَّارُ الأَرضِ يَبْكونَ ويَحزَنونَ علَيها، لِأَنَّ بِضاعَتَهم لن يَشتَرِيَها أَحَد.
١٢بِضاعَةٌ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ وحَجَرٍ كَريمٍ ولُؤلُؤ وكَتَّانٍ ناعِمٍ وأُرجُوانٍ وحَريرٍ وقِرمِزٍ ومُختَلِفِ أَنْواعِ العودِ وأَدَواتِ العاج، وخَشَبٍ ثَمينٍ ونُحاسٍ وحَديدٍ ورُخامٍ ١٣وقِرفَةٍ وقاقِلَّةٍ وعِطرٍ ومُرٍّ وبَخورٍ وخَمرٍ وزَيتٍ ودَقيقٍ وقَمْحٍ ومَواشٍ وغَنَمٍ وخَيلٍ ومَركَباتٍ وعَبيدٍ ونُفوسٍ بَشَرِيَّة.
١٤والفاكِهَةُ الَّتي تَشتَهيها نَفسُكِ ذَهَبَت عَنكِ، وكُلُّ تَرَفٍ وبَهاءٍ فاتَكِ فلَن تَجِديهما. ١٥تُجَّارُ تِلكَ البِضاعَةِ الَّذينَ يَغتَنونَ سيَقِفونَ على بُعدٍ مِنها خَوفًا مِن عَذابِها، فيَبْكونَ ويَحزَنونَ ١٦ويَقولون:
«يا وَيلَتاه! يا وَيلَتاه! أَيَّتُها المَدينَةُ العظيمةُ اللَّابِسَةُ الكَتَّانَ النَّاعِمَ والأُرجُوانَ والقِرمِز، المُتَحَلِّيَةُ بِالذَّهَبِ والحَجَرِ الكَريمِ واللُّؤلُؤ، ١٧في ساعَةٍ واحِدَةٍ دُمِّرَ كُلُّ هٰذا الغِنى».
جَميعُ الرَّبابِنَةِ وجَميعُ بَحَّارَةِ السَّواحِلِ والمَلَّاحونَ وجَميعُ الَّذينَ يَرتَزِقونَ في البَحرِ وَقَفوا على بُعدٍ ١٨وصَرَخوا، وهم يَنظُرونَ إِلى دُخانِ لَهيبِها، فقالوا: «أَيَّةُ مَدينَةٍ أَشبَهُ بِالمَدينَةِ العَظيمة؟» ١٩وذَرُّوا التُّرابَ على رُؤُوسِهم وأَخَذوا يَصرُخونَ باكينَ مَحْزونين، فيَقولون:
«يا وَيلَتاه! يا وَيلَتاه! أَيَّتُها المَدينَةُ العَظيمة! إِنَّ جَميعَ أَصْحابِ السُّفُنِ في البَحرِ قدِ ٱغتَنَوا مِن ثَروَتِها. في ساعَةٍ واحِدَةٍ دُمِّرَت. ٢٠إِشمَتي بِها يا سَماء، واشمَتوا أَيُّها القِدِّيسونَ والرُّسُلُ والأَنبِياء، لِأَنَّ اللهَ دانَها فأَنصَفَكم مِنها».
٢١وتَناوَلَ مَلاكٌ قَوِيٌّ حَجَرًا مِثلَ رَحًى كَبيرة، فأَلْقاه في البَحرِ وقال: «بِمِثلِ هٰذا العُنفِ ستُلْقى بابِلُ المَدينَةُ العَظيمة، ولَن يَكونَ لَها وُجودٌ بَعدَ ذٰلك.
٢٢وصَوتُ العازِفينَ بالكِنَّارة
والمُغَنِّينَ والزَّمَّارين
والنَّافِخينِ في الأَبْواق
لن يُسمَعَ فيكِ.
ولَن يوجَدَ فيكِ أَيُّ صانِع
ولَن تُسمَعَ فيكِ جَعجَعَةُ رَحًى
٢٣ولَن يُضيءَ فِيكِ نورُ سِراج
ولَن يُسمَعَ فيكِ صَوتُ عَريسٍ وعَروس
لِأَنَّ تُجَّارَكِ كانوا عُظَماءَ الأَرض
فبِسِحرِكِ ضُلِّلَت جَميعُ الأُمَم.
٢٤وفيكِ وُجِدَ دَمُ الأَنبِياءِ والقِدِّيسين
وجَميعُ الَّذينَ ذُبِحوا في الأَرض».
رؤيا ١٩
أناشيد الظفر في السماء
١سَمِعتُ بَعدَ ذٰلِكَ مِثلَ صَوتٍ عَظيمٍ لِجَمعٍ كَثيرٍ في السَّماءِ يَقول:
«هَلِّلويا! الخَلاصُ والمَجدُ والقُدرَةُ لإِلٰهِنا، ٢فحَقٌّ وعَدلٌ أَحْكامُه. دانَ البَغِيَّ المُشَهَّرةَ الَّتي أَفسَدَتِ الأَرضَ بِبِغائِها، وٱنتَقَمَ مِنها لِدَمِ عَبيدِه». ٣وقالوا مَرَّةً ثانِيَة: «هَلِّلويا! فإِنَّ دُخانَها يَتَصاعَدُ أَبَدَ الدُّهور». ٤فجَثا الشُّيوخُ الأَربَعَةُ والعِشْرونَ والأَحْياءُ الأَربَعَةُ ساجِدينَ للهِ الجالِسِ على العَرشِ وقالوا: «آمين! هَلِّلويا!» ٥وخَرَجَ مِنَ العَرشِ صَوتٌ يَقول: «سَبِّحوا إِلٰهَنا، يا جَميعَ عَبيدِه والَّذينَ يَتَّقونَه مِن صِغارٍ وكِبار».
٦وسَمِعتُ مِثلَ صَوتِ جَمعٍ كَثيرٍ ومِثلَ خَريرِ مِياهٍ غَزيرةٍ ومِثلَ دَوِيِّ رُعودٍ شَديدةٍ يَقول: «هَلِّلويا! لِأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَنا القَديرَ قد مَلَك. ٧لِنَفرَحْ ونَبتَهِجْ! ولْنُمَجِّدِ الله، فقَد حانَ عُرسُ الحَمَل، وعَروسُه قد تَزَيَّنَت ٨وخُوِّلَت أَن تَلبَسَ كَتَّانًا بَرَّاقًا خالِصًا». فإِنَّ الكَتَّانَ النَّاعِمَ هو أَعْمالُ البِرِّ الَّتي يَقومُ بِها القِدِّيسون. ٩وقالَ لِيَ المَلاك: «أُكتُبْ: طوبى لِلمَدعُوِّينَ إِلى وَليمَةِ عُرسِ الحَمَل». وقالَ لي: «هٰذا الكَلامُ كَلامُ اللهِ حَقّ». ١٠فٱرتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه لِأَسجُدَ لَه، فقالَ لي: «إِيَّاكَ أَن تَفعَل. إِنِّي عَبدٌ مِثلُكَ ومِثلُ إِخوَتِكَ الَّذينَ عِندَهم شَهادَةُ يَسوع: فلِلَّهِ ٱسجُدْ، لِأَنَّ شَهادَةَ يَسوعَ هي روحُ النُّبوءَة».
أوّل قتال في الآخرة
١١ورَأَيتُ السَّماءَ مَفْتوحة، وإِذا فَرَسٌ أَبيَضُ يُدْعى فارِسُه الأَمينَ الصَّادِق، وبِالعَدلِ يَقْضي ويُحارِب. ١٢عَيناه كَلَهَبِ النَّار، وعلى رَأسِه أَكاليلُ كَثيرة، لَه ٱسمٌ مَكْتوبٌ ما مِن أَحَدٍ يَعرِفُه إِلَّا هو. ١٣ويَلبَسُ رِداءً مُخَضَّبًا بِالدَّم، وٱسمُه كَلِمَةُ الله. ١٤وكانَت تَتبَعُه على خَيلٍ بيضٍ جُيوشُ السَّماءِ لابِسَةً كَتَّانًا ناعِمًا أَبيَضَ خالِصًا، ١٥ومِن فَمِه يَخرُجُ سَيفٌ مُرهَفٌ لِيَضرِبَ بِه الأُمَم. وإِنَّه سيَرْعاها بِعَصًا مِن حَديد، ويَدوسُ في مَعصَرَةِ خَمرَةِ سَورَةِ غَضَبِ اللهِ القَدير. ١٦وعلى رِدائِه وعلى فَخذِه ٱسمٌ مَكْتوب: مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأَرْباب.
١٧ورَأَيتُ مَلاكًا قائِمًا على الشَّمْس، فأَخَذَ يَصيحُ بِصَوتٍ جَهيرٍ فيَقولُ لِجَميعِ الطُّيورِ الطَّائِرَةِ في كَبِدِ السَّماء: «تَعالَي فٱجتَمِعي في مَأدُبَةِ اللهِ الكُبْرى، ١٨تأكُلي لُحْمانَ المُلوكِ ولُحْمانَ القُوَّادِ ولُحْمانَ الأَقوِياءِ ولُحْمانَ الخَيلِ وفُرْسانِها ولُحْمانَ جَميعِ النَّاس، مِن أَحْرارٍ وعَبيدٍ وصِغارٍ وكِبار».
١٩ورَأَيتُ الوَحشَ ومُلوكَ الأَرضِ وجُيوشَهم مُحتَشِدَةً لِيُحارِبوا الفارِسَ وجَيشَه. ٢٠فٱعتُقِلَ الوَحشُ وٱعتُقِلَ معَه النَّبِيُّ الكَذَّابُ الَّذي أَتى بِالخَوارِقِ أَمامَ الوَحش، وبِها أَضَلَّ الَّذينَ تَلَقَّوا سِمَةَ الوَحشِ وسَجَدوا لِصورَتِه. فأُلقِيَ كِلاهُما حَيَّينِ في مُستَنقَعٍ مِن نارٍ وكِبْريتٍ مُتَّقِد. ٢١وقُتِلَ الباقونَ بِالسَّيفِ الخارِجِ مِن فَمِ الفارِس، فشَبِعَتِ الطُّيورُ كُلُّها مِن لُحْمانِهم.
رؤيا ٢٠
١ورَأَيتُ مَلاكًا هابِطًا مِنَ السَّماء، بِيَدِه مِفْتاحُ الهاوِيَةِ وسِلسِلَةٌ كَبيرة، ٢فأَمسَكَ التِّنِّينَ الحَيَّةَ القَديمة، وهي إِبْليسُ والشَّيطان، فأَوثَقَه لِأَلفِ سَنَة ٣وأَلْقاه في الهاوِيَة، ثُمَّ أَقفَلَ علَيه وخَتَم، لِئَلَّا يُضِلَّ الأُمَم، حتَّى تَنقَضِيَ أَلفُ السَّنَة، ولا بُدَّ لَه بَعدَ ذٰلك مِن أَن يُطلَقَ قَليلًا مِنَ الوَقْت.
٤ورَأَيتُ عُروشًا فجَلَسَ أُناسٌ علَيها وعُهِدَ إِلَيهم في القَضاء. ورَأَيتُ نُفوسَ الَّذينَ ضُرِبَت أَعْناقُهم مِن أَجلِ شَهادَةِ يَسوعَ وكَلِمَةِ الله، والَّذينَ لم يَسجُدوا لِلوَحْشِ ولا لِصورَتِه ولم يَتَلَقَّوا السِّمَةَ على جِباهِهم ولا على أَيديهم قد عادوا إِلى الحَياة، ومَلَكوا مع المَسيحِ أَلفَ سَنَة.
٥أَمَّا سائِرُ الأَموات فلَم يَعودوا إِلى الحَياةِ قَبلَ ٱنقِضاءِ أَلفِ السَّنَة. هٰذه هي القِيامَةُ الأُولى. ٦سَعيدٌ قِدِّيسٌ مَن كانَ لَه نَصيبٌ في القِيامَةِ الأُولى، فعَلى هٰؤُلاءِ لَيسَ لِلمَوتِ الثَّاني مِن سُلْطان، بل يَكونونَ كَهَنَةَ اللهِ والمَسيح، ويَملِكونَ معَه أَلفَ السَّنَة.
ثاني قتال في الآخرة
٧فإِذا ٱنقَضَت أَلفُ السَّنَة، يُطلَقُ الشَّيطانُ مِن سِجنِه، ٨فيَسْعى في إِضْلالِ الأُمَمِ الَّتي في زَوايا الأَرضِ الأَربَع، أَي ياجوجَ وماجوجَ، فيَجمَعُهم لِلحَرْب، وعَدَدُهم عَدَدُ رَملِ البَحْر. ٩فصَعِدوا رَحبَةَ البَلَد وأَحاطوا بِمُعَسكَرِ القِدِّيسينَ وبِالمَدينَةِ المَحْبوبَة، فنَزَلَت نارٌ مِنَ السَّماءِ فٱلتَهَمَتهم. ١٠وإِبْليسُ الَّذي يُضِلُّهم أُلقِيَ في مُستَنقَعِ النَّارِ والكِبْريت، حَيثُ الوَحشُ والنَّبِيُّ الكَذَّاب، وسيُعانونَ العَذابَ نَهارًا ولَيلًا أَبَدَ الدُّهور.
عقاب الوثنيّين
١١ورَأَيتُ عَرشًا عَظيمًا أَبيَضَ والجالِسَ علَيه. فمِن وَجهِه هَرَبَتِ الأَرضُ والسَّماءُ ولم يَبقَ لَهما أَثَر. ١٢ورَأَيتُ الأَمواتَ كِبارًا وصِغارًا قائِمينَ أَمامَ العَرْش. وفُتِحَت كُتُبٌ، وفُتِحَ كِتابٌ آخَرُ هو سِفرُ الحَياة، فحوكِمَ الأَمواتُ وَفقًا لِما دُوِّنَ في الكُتُب، على قَدرِ أَعْمالِهم. ١٣وقَذَفَ البَحرُ الأَمواتَ الَّذين فيه، وقَذَفَ المَوتُ ومَثْوى الأَمْواتِ ما فيهما مِنَ الأَموات. فحوكِمَ كُلُّ واحِدٍ على قَدرِ أَعْمالِه. ١٤وأُلقِيَ المَوتُ ومَثْوى الأَمواتِ في مُستَنقَعِ النَّار. هٰذا هو المَوتُ الثَّاني: مُستَنقَعُ النَّار. ١٥ومَن لم يوجَدْ مَكْتوبًا في سِفرِ الحَياة أُلقِيَ في مُستَنقَعِ النَّار.
رؤيا ٢١
أورشليم السماويّة
١ورَأَيتُ سَماءً جَديدةً وأَرضًا جَديدة، لِأَنَّ السَّماءَ الأُولى والأَرضَ الأُولى قد زالَتا، ولِلبَحرِ لم يَبقَ وُجود.
٢ورَأَيتُ المَدينَةَ المُقَدَّسة، أُورَشَليمَ الجَديدة، نازِلَةً مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، مُهَيَّأَةً مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها. ٣وسَمِعتُ صَوتًا جَهيرًا مِنَ العَرشِ يَقول: «هُوَذا مَسكِنُ اللهِ مع النَّاس، فسَيَسكُنُ معهم وهم سيَكونونَ شُعوبَه وهو سيَكونُ «اللهُ معَهم». ٤وسيَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم. ولِلمَوت لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، لِأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال».
٥وقالَ الجالِسُ على العَرْش: «هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا». وقال: «أُكتُبْ: هٰذا الكَلامُ صِدقٌ وحَقّ». ٦وقالَ لي: «قُضِيَ الأَمْر. أَنا الأَلِفُ والياء، البِدايَةُ والنِّهايَة. إِنِّي سأُعْطي العَطْشانَ مِن يَنبوعِ ماءِ الحَياةِ مَجَّانًا. ٧إِنَّ الغالِبَ سيَرِثُ ذٰلِكَ النَّصيب، وسأَكونُ لَه إِلٰهًا، وهو سيَكونُ لِيَ ٱبنًا. ٨أَمَّا الجُبَناءُ وغَيرُ المُؤمِنينَ والأَوغادُ والقَتَلَةُ والزُّناةُ والسَّحَرَةُ وعَبَدَةُ الأَوثانِ وجَميعُ الكَذَّابين، فنَصيبُهم في المُستَنقَعِ المُتَّقِدِ بِالنَّارِ والكِبْريت: إِنَّه المَوتُ الثَّاني».
أورشليم التي وُعد بها في العهد القديم
٩وجاءَ أَحَدُ المَلائِكَةِ السَّبعَة، أَصْحابِ الأَكْوابِ السَّبعَةِ المُمتَلِئَةِ بِالنَّكَباتِ السَّبعِ الأَخيرة، فخاطَبَني قال: «تَعالَ أُرِكَ العَروسَ ٱمرَأَةَ الحَمَل». ١٠فحَمَلَني بِالرُّوحِ إِلى جَبَلٍ عَظيمٍ عالٍ وأَرانِيَ المَدينَةَ المُقَدَّسَةَ أُورَشَليم نازِلَةً مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، ١١وعلَيها مَجدُ الله. ولَألَاؤُها أَشبَهُ بِلَألَاءِ أَكرَمِ الحِجارة، كأَنَّها حَجَرُ يَشبٍ بِلَّورِيّ، ١٢ولَها سورٌ عَظيمٌ عالٍ، ولَها ٱثْنا عَشَرَ بابًا، وعلى الأَبْوابِ ٱثْنا عَشَرَ مَلاكًا، وفيها أَسْماءٌ مَكْتوبَةٌ هي أَسْماءُ أَسباطِ بَني إِسْرائيلَ الِٱثنَي عَشَر.
١٣مِن جِهَةِ الشَّرقِ أَبْوابٌ ثَلاثَة، ومِن جِهَةِ الشَّمالِ أَبْوابٌ ثَلاثَة، ومِن جِهَةِ الجَنوبِ أَبْوابٌ ثَلاثَة، ومِن جِهَةِ الغَربِ أَبْوابٌ ثَلاثَة. ١٤وسورُ المَدينَةِ لَه ٱثْنا عَشَرَ أَساسًا، علَيها الأَسماءُ الِٱثْنا عَشَرَ لِرُسُلِ الحَمَلِ الِٱثْنَي عَشَر.
١٥وكانَ مع الَّذي يُخاطِبُني مِقْياسٌ هو قَصَبَةٌ مِن ذَهَبٍ لِيَقيسَ المَدينَةَ وأَبْوابَها وسورَها. ١٦والمَدينَةُ مُرَبَّعَةٌ طولُها يُساوي عَرضَها. فقاسَ المَدينَةَ بِالقَصَبة، فإِذا هي ٱثْنا عَشَرَ أَلفَ غَلوَة، طولُها وعَرضُها وعُلُوُّها سَواء. ١٧وقاسَ سورَها، فإِذا هو مائَةٌ وأَربَعٌ وأَربَعونَ ذِراعًا، بِمِقْياسِ النَّاس، أَي مِقْياسِ المَلاك. ١٨وكانَ سورُ المَدينَةِ مَبنِيًّا بِاليَشْب، والمَدينَةُ ذَهَبٌ خالِصٌ أَشبَهُ بِالزُّجاجِ الصَّافي، ١٩وأُسُسُ سورِ المَدينَةِ مُرَصَّعَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَريم. الأَساسُ الأَوَّلُ يَشْب، والثَّاني لازَوَرْد، والثَّالِثُ حَجَرُ يَمان، والرَّابِعُ زُمُرُّد، ٢٠والخامِسُ يَشبٌ قاتِم، والسَّادِسُ ياقوتٌ أَحمَر، والسَّابِعُ زَبَرجَد، والثَّامِنُ جَزْع، والتَّاسِعُ ياقوتٌ أَصفَر، والعاشِرُ ياقوتٌ أَخضَرُ ضارِبٌ إِلى البَياض، والحادي عَشَرَ ياقوتٌ أَصفَرُ ضارِبٌ إِلى الحُمرَة، والثَّاني عَشَرَ جَمَشْت. ٢١والأَبْوابُ الِٱثْنا عَشَرَ هي ٱثْنَتا عَشرَةَ لُؤلُؤَة، كُلُّ بابٍ مِنَ الأَبْوابِ لُؤلُؤَة. وساحَةُ المَدينَةِ ذَهَبٌ خالِصٌ مِثلُ زُجاجٍ شَفَّاف. ٢٢ولَم أَرَ فيها هَيكَلًا، لِأَنَّ الرَّبَّ الإِلٰهَ القَديرَ هو هَيكَلُها، وكذٰلك الحَمَل. ٢٣والمَدينَةُ لا تَحْتاجُ إِلى الشَّمسِ ولا إِلى القَمَرِ ليُضيئا لَها، لِأَنَّ مَجدَ اللهِ أَضاءَها، وسِراجُها هو الحَمَل. ٢٤وستَمْشي الأُمَمُ في نورِها، ومُلوكُ الأَرضِ سيَحمِلونَ إِلَيها مَجدَهم. ٢٥أَبْوابُها لن تُقفَلَ في أَيَّامِها، لِأَنَّه لن يَكونَ لَيلٌ هُناك. ٢٦وسيَحمِلونَ إِلَيها مَجدَ الأُمَمِ وشَرَفَها. ٢٧ولَن يَدخُلَها شَيءٌ نَجِسٌ ولا فاعِلُ قَبيحَةٍ ولا كَذِب، بلِ الَّذينَ كُتِبوا في سِفرِ الحَياة، سِفرِ الحَمَل.
رؤيا ٢٢
١وأَراني المَلاكُ نَهرَ ماءِ الحَياةِ بَرَّاقًا كالبِلَّور، يَنبَثِقُ مِن عَرشِ اللهِ والحَمَل. ٢وفي وَسَطِ السَّاحَةِ وبَينَ شُعبَتَيِ النَّهرِ شَجَرَةُ حَياةٍ تُثمِرُ ٱثنَتَي عَشرَةَ مَرَّة، في كُلِّ شَهرٍ تُعْطي ثَمَرَها، ووَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفاءِ الأُمَم.
٣ولَن يَكونَ لَعنٌ بَعدَ الآن، وعَرشُ اللهِ والحَمَلِ سيَكونُ في المَدينة، وسيَعبُدُه عِبادُه ٤ويُشاهِدونَ وَجهَه، ويكونُ ٱسمُه على جِباهِهم. ٥ولَن يَكونَ لَيلٌ بَعدَ الآن، فلَن يَحْتاجوا إِلى نورِ سِراجٍ ولا ضِياءِ الشَّمْس، لِأَنَّ الرَّبَّ الإِلٰهَ سيُضيءُ لَهم، وسيَملِكونَ أَبَدَ الدُّهور.
٦وقالَ لي: «هٰذا الكَلامُ صِدقٌ وحَقّ. والرَّبُّ الإِلٰه، إِلٰهُ أَرْواحِ الأَنبِياء، أَرسَلَ مَلاكَه لِيُرِيَ عِبادَه ما لا بُدَّ مِن حُدوثِه وَشيكًا. ٧هاءَنَذا آتٍ على عَجَل. طوبى لِلَّذي يَحفَظُ الأَقْوالَ النَّبَوِيَّةَ الَّتي في هٰذا الكِتاب!».
٨وأَنا يوحَنَّا قد سَمِعتُ هٰذه الأَشْياءَ ورَأَيتُها. فلَمَّا سَمِعتُها ورَأَيتُها، اِرتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيِ المَلاكِ الَّذي أَراني تِلكَ الأَشْياءَ لِأَسجُدَ لَه، ٩فقال: «إِيَّاكَ أَن تَفعَل. أَنا عَبدٌ مِثلُكَ ومِثلُ إِخوَتِكَ الأَنْبِياء والَّذينَ يَحفَظونَ أَقْوالَ هٰذا الكِتاب. فلِلَّهِ ٱسجُدْ».
١٠وقالَ لي: «لا تَكتُمِ الأَقْوالَ النَّبَوِيَّةَ الَّتي في هٰذا الكِتاب، لِأَنَّ الوَقتَ قدِ ٱقتَرَب. ١١ففاعِلُ الإِثمِ فليَفْعَلِ الإِثمَ أَيضًا، والنَّجِسُ فلْيَتَنَجَّسْ أَيضًا، والبارُّ فلْيَعمَلِ البِرَّ أَيضًا، والقِدِّيسُ فليَتَقَدَّسْ أَيضًا. ١٢هاءَنَذا آتٍ على عَجَل، ومعي جَزائِيَ الَّذي أَجْزي بِه كُلَّ واحِدٍ على قَدْرِ عَمَلِه. ١٣أَنا الأَلِفُ والياء، والأَوَّلُ والآخِر، والبِدايَةُ والنِّهايَة. ١٤طوبى لِلَّذينَ يَغسِلونَ حُلَلَهم لِيَنالوا السُّلْطانَ على شَجَرَةِ الحَياةِ ويَدخُلوا المَدينَةَ مِنَ الأَبْواب. ١٥ولْيَخسَإِ الكِلابُ والسَّحَرَةُ والزُّناةُ والقَتَلَةُ وعَبَدَةُ الأَوثان وكُلُّ مَن أَحَبَّ الكَذِبَ وٱفتَراه».
الخاتمة
١٦أَنا يَسوعَ أَرسَلتُ مَلاكي لِيشهَدَ لَكم بِهٰذِه الأَشياءِ في شَأنِ الكَنائِس. أَنا فَرعٌ مِن داوُدَ وذُرِّيَّتُه والكَوكَبُ الزَّاهِرُ في الصَّباح.
١٧يَقولُ الرُّوحُ والعَروس: «تَعالَ!» مَن سَمِعَ فليَقُلْ: «تَعالَ!» ومَن كانَ عَطْشانَ فلْيَأتِ، ومَن شاءَ فلْيَستَقِ ماءَ الحَياةِ مَجَّانًا.
١٨أَشهَدُ أَنا لِكُلِّ مَن يَسمَعُ الأَقوالَ النَّبَوِيَّةَ الَّتي في هٰذا الكِتاب: إِذا زادَ أَحَدٌ علَيها شَيئًا، زادَه اللهُ مِنَ النَّكَباتِ المَوصوفَةِ في هٰذا الكِتاب. ١٩وإِذا أَسقَطَ أَحَدٌ شَيئًا مِن أَقْوالِ كِتابِ النُّبوءَةِ هٰذه، أَسقَطَ اللهُ نَصيبَه مِن شَجَرَةِ الحَياةِ ومِنَ المَدينَةِ المُقَدَّسَةِ اللَّتَينِ وُصِفَتا في هٰذا الكِتاب.
٢٠يَقولُ الَّذي يَشهَدُ بِهٰذه الأَشياء: «أَجَل، إِنِّي آتٍ على عَجَل».
آمين! تَعالَ، أَيُّها الرَّبُّ يَسوع.
٢١علَيكم جَميعًا نِعمَةُ الرَّبِّ يَسوع!