سِفْرُ ميخا
ميخا ١
ميخا ٧
ميخا ٢
ميخا ٣
ميخا ٤
ميخا ٥
ميخا ٦
سِفرُ ميخا
مدخل
أسلوب الكاتب ومشاكله الأدبيّة
تُوزَّع موادّ الكتاب بحسب تصميم تقليديّ معروف في نصوص الأنبياء: أحكام إدانة (مي ١/ ١-٣/ ١٢؛ ما عدا ٢/ ١٢-١٣ من جهة، مي ٦/ ١-٧/ ٦ أو مي ٧/ ٧ من جهةٍ أخرى) ومواعد خلاص (مي ٤/ ١-٥/ ١٤؛ مي ٧/ ٧؛ أو مي ٧/ ٨-٢٠) تتعاقب بحسب تناوب منتظم. من الواضح أنّ هذا الترتيب هو من عمل محرِّرين عاشوا بعد تأليف الأقوال النبويّة. فالسؤال مطروح في أمر صحّة العناصر التي تحتويها هذه الأقوال. هناك إجماع على نسبة الفصول مي ١/ ١-٣/ ١٢؛ مي ٦/ ١-٧/ ٦ إلى ميخا المورَشْتِيّ الذي عاش في القرن الثامن. والآيات مي ٢/ ١٢-١٣ والرتبة الطقسيّة الواردة في مي ٧/ ٨-٢٠ يُحدَّد زمانها عادة في حقبة العودة من الجلاء، بعد العام ٥٣٦ ق.م. وأمّا الفصلان مي ٤/ ١-٥/ ١٤ فهما لا يزالان موضع جدال شديد: يرى أناس فيهما مجموعة أقوال نبويّة تعود إلى ما بعد الجلاء، ويرى فيها أناس آخرون كتابات قديمة لميخا أُعيد النظر فيها أثناء قراءات مجدّدة متعاقبة. تبقى المسألة مطروحة على بساط البحث.
يتضمّن الكتاب، كما يبدو، فنونًا أدبيّة مثاليّة موروثة عن تقليد الأنبياء: من إنذارات ومعاقبات، وأقوال حُكْم، وخُطب اتّهام أو دعاوى عهد، ومواعد خلاص، وقطع طقسيّة. ولكن، بقدر ما نستطيع أن نحصر ما في الفقرات من جوهر أصيل، يظهر لنا بوضوح أنّ ميخا طبعها بطابعه الشخصيّ: فكثيرًا ما تنقلب الإدانة إلى انتحاب (مي ١/ ٢-١٦؛ مي ٧/ ١-٧)، وهذا ما ينمّ عن حساسيّة تهزّ المشاعر لا يتمكّن النبيّ من السيطرة عليها دائمًا. أفتُرى مجابهة المسؤولين الرسميّين هي التي تحمله على استعمال أسلوب الدعاوى (مي ١/ ١ت؛ مي ٦/ ١-٨) والمناظرة (مي ٢/ ٦-١١)، حتّى إنّ أسلوب المخاطبة يظهر حينًا بعد حين؟ ومهما يكن من أمر، فإنّ إنشاءه، وهو يبلغ في إيجازه حدود اللغز أحيانًا، يلتقي إنشاء عاموس بخشونته وفجاجته (مي ٢/ ٦؛ مي ٣/ ٥). إنّ الاستعمال شبه الدائم للجناس يجعل فهم النصّ عسيرًا في بعض الأحيان، يُضاف إليه أنّ هذا النصّ وصل إلينا مشوّهًا جدًّا. ولذلك يبقى القارئ متردّدًا في معنى عدد من الآيات الصحيح.
ميخا ١
١كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتي كانَت إِلى ميخا المورَشْتِيِّ في أَيَّامِ يوتامَ وآحازَ وحِزقِيَّا، مُلوكِ يَهوذا، مِمَّا رآه على السَّامِرَةِ وأُورَشَليم.
١. محاكمة إِسْرائيل
تَهديدات وأَحْكام
مُحاكمة السَّامرة
٢إِسمَعوا يا جَميعَ الشُّعوب
وأَصْغي أَيَّتُها الأَرضُ ومِلؤُها
ولْيَكُنِ الرَّبُّ شاهِدًا علَيكم
السَّيِّدُ مِن هَيكَلِ قُدسِه.
٣لِأَنَّه هُوَذا الرَّبُّ يَخرُجُ مِن مَكانِه
ويَنزِلُ ويَطَأُ مَشارِفَ الأَرض.
٤فتَذوبُ الجِبالُ تَحتَه وتَنشَقُّ الأَودِيَة
كالشَّمعِ مِن أَمامِ النَّار
وكالمِياهِ الَّتي تَجْري في مُنحَدَر.
٥كُلُّ ذٰلك بِسَبَبِ مَعصِيَةِ يَعْقوب
وخَطايا بَيتِ إِسْرائيل
وما مَعصِيَةُ يَعْقوب؟ أَلَيسَتِ السَّامِرَة؟
وما مَشارِفُ يَهوذا؟ أَلَيسَت أُورَشَليم؟
٦سأَجعَلُ السَّامِرَةَ أَطْلالًا في الحَقْل
ومَغارِسَ كُروم
وأُدَحرِجُ حِجارَتها إِلى الوادي
وأَكشِفُ عن أُسُسِها
٧فتُحَطَّمُ جَميعُ مَنْحوتاتِها
وتُحرَقُ جَميعُ أُجورِها بِالنَّار
وأَجعَلُ جَميعَ أَصنامِها دَمارًا
لِأَنَّها جَمَعَتها مِن أُجرَةِ زانِيَة
فستَرجِعُ إِلى أُجرَةِ زانِية.
إنتحاب على مُدن السَّهل
٨لِذٰلك أَنتَحِبُ وأُوَلوِل
وأَمْشي حافِيًا عُرْيانًا
وأُقيمُ ٱنتِحابًا كبَناتِ آوى.
ونَوحًا كبَناتِ النَّعام
٩لِأَنَّ ضَربَتَها قد أَعضَلَت
ووَصَلَت إِلى يَهوذا
ولامَسَت بابَ شَعْبي، حتَّى أُورَشَليم.
١٠لا تُخبِروا في جَتَّ ولا تَبْكوا بُكاءً
وفي بَيتَ عُفرَةَ تَمَرَّغوا بِالعَفَر.
١١جوزي يا ساكِنَةَ شافير وعارُكِ عُرْيان
إِنَّ ساكِنَةَ صَأنانَ لم تَخرُج
سيَأخُذُ مِنكُم نَحيبُ إِيصَلَ سَنَدَه.
١٢لِأَنَّ ساكِنَةَ ماروتَ ٱنتَظَرَتِ الخَير
فنَزَلَ الشَّرُّ مِن عِندِ الرَّبّ
إِلى بابِ أُورَشَليم.
١٣شُدِّي الجِياد إِلى المَركَبَة يا ساكِنَة لاكيش
هُنا كانَ بَدءُ الخَطيئَةِ لِبِنتِ صِهْيون
لِأَنَّ مَعاصِيَ إِسْرائيلَ وُجِدَت فيكِ.
١٤لِذٰلك تَهَبينَ هَدايا وَداعٍ لِمورَشَةَ جَتّ
وبُيوتُ أَكذيبَ تَكونُ أَكاذيبَ
على مُلوكِ إِسْرائيل
١٥وإِلَيكِ أَيضًا آتي بِالفاتِحِ يا ساكِنَةَ مَريشَة
فيَصِلُ إِلى عَدُلَّامَ مَجدُ إِسْرائيل
١٦إِحلِقي وجُزِّي شَعرَكِ لِأَجلِ بَني مَلَذَّاتِكِ
وَسِّعي قَرعَكِ كالعُقاب
فإِنَّهم ذَهَبوا عنكِ إِلى الجَلاء.
ميخا ٢
على المُحتَكِرين
١وَيلٌ لِلَّذينَ يُفَكِّرونَ في الإِثْم
ويَنْوونَ الشَّرَّ في مَضاجِعِهم
ثُمَّ في نورِ الصَّباحِ يَصنَعونَه
إِذ هو في طاقَةِ أَيديهم.
٢يَشتَهونَ حُقولًا فيغتَصِبونَها
وبُيوتًا فيَستَولونَ علَيها
ويَظلِمونَ الرَّجُلَ وبَيتَه والإِنْسانَ وميراثَه.
٣لِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبّ:
هاءَنَذا مُفَكِّرٌ على هٰذه العَشيرةِ بِشَرّ
لا تُحَوِّلونَ عنه أَعْناقَكم
ولا تَمْشونَ مُتَشامِخين
لِأَنَّه زَمانُ شَرّ.
٤في ذٰلك اليَومِ يُضرَبُ فيكم مَثَل
ويُناحُ نَوحًا ويُقال: لقَد دُمِّرنا تَدْميرًا
وقد بادَلَ نَصيبَ شَعبِه.
فكَيفَ يَتَحَرَّكُ في ٱتِّجاهي
لِكَي يُعيدَ حُقولَنا الَّتي يُقَسِّمُها؟
٥لِذٰلك لا يَكونُ لَكَ مَن يُلْقي الحَبْلَ
في قُرعَةٍ في جَماعةِ الرَّبّ.
نذير الشؤم
٦لا تَتَنَبَّأوا! إِنَّهم يَتَنَبَّأُون
لا يُتَنَبَّأْ هٰكَذا فإِنَّ العارَ لا يُصيبُنا.
٧أَصحيحٌ ما يُقالُ في بَيتِ يَعْقوب:
هل قَصُرَ روحُ الرَّبّ؟
أَهٰذه أَعْمالُه؟ أَلَيسَت أَقْوالي صالِحة
مع السَّالِكِ بِالِٱستِقامة؟
٨لٰكِنَّ شَعْبي قامَ بِالأَمسِ كعَدُوّ:
مِن فَوقِ الثَّوبِ تَخلَعونَ رداءَ
العابِرينَ بأَمانٍ الرَّاجِعينَ مِنَ القِتال.
٩وتَطرُدونَ نِساءَ شَعْبي مِن بَيتِ مَلَذَّاتِهِنَّ
وتَأْخُذونَ بَهائي مِن أَطْفالِهِنَّ لِلأَبَد.
١٠قوموا ٱذهَبوا فإِنَّها لَيسَت أَرضَ راحة
بل بِسَبَبِ نجاسَتِها تُدَمَّرُ تَدْميرًا هائِلًا
١١لو كانَ رَجُلٌ يَذهَبُ مع الرِّيح
ويَتَكَلَّمُ بالكَذِب:
«إِنِّي أَتَنَبَّأُ لَكَ عنِ الخَمرِ والمُسكِر»،
لَكانَ هو نَبِيَّ هٰذا الشَّعْب.
مواعد تجديد
١٢سأَجمَعُكَ جَميعًا يا يَعْقوب
وأَضُمُّ بَقِيَّةَ إِسْرائيل
وأَجعَلُهم معًا كغَنَمِ الحظيرة
مِثلَ القَطيعِ في وَسَطِ مَرْعاه
فتَرتَفِعُ جَلَبَةُ رِجالِهِم.
١٣صَعِدَ فاتِحُ الثُّغرَةِ أَمامَهم
فثَغَروا وجازوا البابَ وخَرَجوا مِنه
ومَلِكُهم يَعبُرُ أَمامَهم
والرَّبُّ في مُقَدَّمتِهم.
ميخا ٣
على الرؤساء الذين يظلمون الشعب
١وأَقول: إِسمَعوا يا رُؤَساءَ يَعْقوب
وقُوَّادَ بَيتِ إِسْرائيل:
أَما يَنبَغي لكم أَن تَعرِفوا الحقّ؟
٢أَيُّها المُبغِضونَ الخَيرَ والمُحِبُّونَ الشَّرّ
النَّازِعونَ جُلودَهم عنهم
ولُحومَهم عن عِظامِهم
٣الَّذينَ يَأكُلونَ لُحومَ شَعْبي
ويَسلَخون جُلودَهم عنهم
ويُهَشِّمونَ عِظامَهم
ويُقَطِّعونَهم كما في القِدْر
وكاللَّحمِ في وَسَطِ المِرجَل.
٤حينَئِذٍ يَصرُخونَ إِلى الرَّبِّ فلا يُجيبُهم
بل يَحجُبُ وَجهَه عنهم في ذٰلك الزَّمان
لِأَنَّهم أَساءوا أَعْمالَهم.
على الأَنبياء المأجورين
٥هٰكذا قالَ الرَّبُّ على الأَنبِياء
الَّذينَ يُضِلُّونَ شَعْبي
ويَعَضُّونَ بِأَسنانِهم ويُنادونَ بِالسَّلام
ومَن لا يُلْقِمُهم في أَفْواهِهم
يَشُنُّونَ علَيه حَربًا مُقَدَّسة.
٦لِذٰلك يَكونُ لَكمُ اللَّيلُ دونَ رؤيا
والظُّلمَةُ دونَ عِرافة
وتَغرُبُ الشَّمسُ على الأَنبِياء
ويُظلِمُ علَيهمِ النَّهار
٧فيَخْزى الرَّاؤونَ ويَخجَلُ العَرَّافون
وجَميعُهم يُلثِّمونَ شِفاهَهم
لِأَنَّه لَيسَ جَوابٌ مِنَ الله.
٨لٰكِنِّي ٱمتَلأتُ قُوَّةً
(بِرُوحِ الرَّبّ) وحَقًّا وبأسًا
لِأُخبِرَ يَعْقوبَ بِمَعصِيَتِه
وإِسرائيلَ بِخَطيئَتِه.
إنذار المسؤولين بخراب صهيون
٩إِسمَعوا هٰذا يا رُؤَساءَ بَيتِ يَعْقوب
وقُوَّادَ بَيتِ إِسْرائيل
الَّذينَ يَمقُتونَ الحَقّ
ويُعَوِّجونَ كُلَّ ٱستِقامة
١٠الَّذينَ يَبْنونَ صِهْيونَ بِالدِّماء
وأُورَشَليمَ بِالظُّلْم
١١إِنَّما رُؤَساؤُها يَحكُمونَ بِالرَّشوَة
وكَهَنَتُها يُعَلِّمونَ بِالأُجرَة
وأَنبِياؤُها يُمارِسونَ العِرافَةَ بالفِضَّة
ويَعتَمِدونَ على الرَّبِّ قائِلين:
أَلَيسَ الرَّبُّ في وَسْطِنا
فلا تَحِلُّ بِنا الشُّرور؟
١٢لِذٰلك بِسَبَبكم ستُحرَثُ صِهيونُ كَحَقل
وتَصيرُ أُورَشَليمُ أَطْلالًا
وجَبَلُ البَيتِ مَشارِفَ غاب.
ميخا ٤
٢. مواعد لصهيون
مُلْك الربّ الآتي في صهيون
١ويَكونُ في آخِرِ الأَيَّامِ
أَنَّ جَبَلَ بَيتِ الرَّبّ
يُوَطَّدُ في رَأسِ الجِبال ويَرتَفِعُ فَوقَ التِّلال
وتَجْري إِلَيه الشُّعوب
٢ويَنْطَلِقُ أُمَمٌ كثيرونَ ويَقولون:
هٰلُمُّوا نَصعَدْ إِلى جَبَلِ الرَّبّ
وبَيتِ إِلٰهِ يَعْقوب
وهو يُعَلِّمُنا طُرُقَه فنَسيرُ في سُبُلِه
لِأَنَّها مِن صِهْيونَ تَخرُجُ الشَّريعة
ومِن أُورَشَليمَ كَلِمَةُ الرَّبّ.
٣ويَحكُمُ بَينَ الشُّعوبِ الكَثيرين
ويَقْضي لِلأُمَمِ الأَقوِياءِ حتَّى في البَعيد
فيَضرِبونَ سُيوفَهم سِكَكًا
ورِماحَهم مَناجِل
فلا تَرفَعُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سَيفًا
ولا يَتَعَلَّمونَ الحَربَ مِن بَعدُ.
٤ويُقيمُ كُلُّ واحِدٍ تَحتَ كَرمَتِه
وتَحتَ تينَتِه ولا أَحَدَ يُقلِقُه
لِأَنَّ فَمَ رَبِّ القُوَّاتِ قد تَكَلَّم.
٥فإِنَّ جَميعَ الشُّعوبِ يَسيرون
كُلُّ واحِدٍ بِٱسمِ إِلٰهِه
أَمَّا نَحنُ فنَسيرُ بِٱسمِ الرَّبِّ إِلٰهِنا
دائِمًا أَبَدًا.
تجمّع القطيع المشتَّت في صهيون
٦في ذٰلك اليَومِ، يقولُ الرَّبّ
أَجمَعُ العَرْجاءَ وأَضُمُّ الضَّالَّة
والَّتي أَسأتُ مُعامَلَتَها
٧وأَجعَلُ مِنَ العَرْجاءِ بَقِيَّة
ومِنَ المُقْصاةِ أُمَّةً قَوِيَّة
فيَملِكُ الرَّبُّ علَيهم في جَبَلِ صِهْيون
مِن الآنَ ولِلأَبَد.
٨وأَنتِ يا بُرجَ القَطيع
يا عوفَلَ بِنتِ صِهْيون
إِلَيكِ يأتي ويَعود
السُّلطانُ الأَوَّل، مُلكُ بِنتِ أُورَشَليم.
حصار صهيون وجلاؤها وتحريرها
٩فلماذا تَصرُخينَ الآنَ صُراخًا
أَلَيسَ فيكِ مَلِك؟
أَهَلَكَ مُشيرُكِ
حَتَّى أَخَذَكِ المَخاضُ كالَّتي تَلِد؟
١٠تَمَخَّضي وٱدفَعي يا بِنتَ صِهْيونَ كالَّتي تَلِد
فإِنَّكِ الآنَ تَخرُجينَ مِنَ المَدينة
وتَسكُنينَ في الحُقول وتَسيرينَ إِلى بابِل.
هُناكَ تُنقَذينَ وهُناكَ يَفتَديكِ الرَّبّ
مِن أَيدي أَعْدائِكِ.
إنسحاق الأمم على البَيدر
١١والآنَ فَقَدِ ٱجتَمَعَ علَيكِ
أُمَمٌ كَثيرونَ يَقولون: لِتُدَنَّسْ
ولْتَتَمَتَّعْ عُيونُنا بِصِهْيون.
١٢لٰكِنَّهم لم يَعرِفوا أَفْكارَ الرَّبّ
ولا فَهِموا قَصدَه
فإِنَّه قد جَمَعَهم كالحُزَمِ على البَيدَر.
١٣قومي فَدوسي يا بِنتَ صِهْيون
فإِنِّي أَجعَلُ قَرنَكِ حَديدًا
وأَظلافَكِ نُحاسًا
فتَسحَقينَ شُعوبًا كثيرين
وتُحَرِّمينَ لِلرَّبِّ مَكاسِبَهم
ولِسَيِّدِ الأَرضِ كُلِّها ثَروَتَهم.
شدائد وأمجاد سلالة داود
١٤خَدِّشي الآنَ نَفسَكِ يا بِنتَ العِصابة
لقد أَلْقى علَينا الحِصار
فهُم يَضرِبونَ بالقَضيب
على خَدِّ قاضي إِسْرائيل.
ميخا ٥
١وأَنتِ يا بَيتَ لَحمُ أَفْراتَة
إِنَّكِ أَصغَرُ عَشائِرِ يَهوذا
ولٰكِن مِنكِ يَخرُجُ لي
مَن يَكونُ مُتَسَلِّطًا على إِسْرائيل
وأُصولُه مُنذُ القَديم
مُنذُ أَيَّامِ الأَزَل.
٢لِذٰلك يَترُكُهم
إِلى حينِ تَلِدُ الوالِدَة
فتَرجِعُ بَقِيَّةُ إِخوتِه إِلى بَني إِسْرائيل
٣ويَقِفُ ويَرْعى بِعِزَّةِ الرَّبّ
وبِعَظَمَةِ ٱسمِ الرَّبِّ إِلٰهِه
فيَكونونَ ساكِنين
لِأَنَّه حينَئِذٍ يَتَعاظَمُ إِلى أَقاصي الأَرض.
الظافر بأشّور في المستقبل
٤ويَكونُ هٰذا سَلامًا
وإِذا أَتى أَشُّورُ أَرضَنا ووَطِئَ قُصورَنا
نُقيمُ علَيه سَبعَةَ رُعاةٍ وثَمَانِيَةَ أُمَراءِ بَشَر.
٥فيَرعَونَ أَرضَ أَشُّورَ بِالحُسام
وأَرضَ نِمْرودَ بِالسَّيفِ المَشْهور
ويُنقِذُ مِن أَشُّور
إِذا أَتى أَرضَنا ووَطِئَ حُدودَنا.
مكانة البقيّة في وسط الأمم
٦وتَكونُ بَقِيَّةُ يَعْقوب
في وَسْطِ شُعوبٍ كَثيرين
كالنَّدى مِن عِندِ الرَّبّ
وكالوابِلِ على العُشْب
الَّذي لا يَرْجو مِنَ الإِنسانِ شَيئًا
ولا يَنتَظِرُ شَيئًا مِن بَني البَشَر.
٧وتَكونُ بَقِيَّةُ يَعْقوبَ بَينَ الأُمَم
في وَسْطِ شُعوبٍ كَثيرين
كالأَسَدِ بَينَ بَهائِمِ الغاب
وكالشِّبلِ بَينَ قُطْعانِ الغَنَم
إِذا جازَ يَدوسُ ويَفتَرِسُ ولا مُنقِذ.
الربّ مزيل التجارب كلّها
٨ستَرتَفِعُ يَدُكَ على مُضايِقيك
فجَميعُ أَعدائِكَ يُستَأصَلون
٩ويَكونُ في ذٰلكَ اليَومِ، يَقولُ الرَّبّ
أَنِّي أَستَأصِلُ خَيلَكَ مِن وَسْطِكَ
وأُبيدُ مَركَباتِكَ
١٠وأَستَأصِلُ مُدُنَ أَرضِكَ
وأُحَطِّمُ جَميعَ حُصونِكَ
١١وأَستَأصِلُ السِّحرَ مِن يَدِكَ
فلا يَكونُ لَكَ مِن مُنَجِّم.
١٢وأَستأصِلُ مَنْحوتاتِكَ
ونُصُبَكَ مِن وَسْطِكَ
فلا تَعودُ تَسجُدُ لِعَمَلِ يَدَيكَ.
١٣وأَقتَلِعُ أَوتادَكَ المُقَدَّسَةَ مِن وَسطِكَ
وأُبيدُ مُدُنَكَ.
١٤وبِغَضَبٍ وحَنَقٍ أُجْري الِٱنتِقام
على الأُمَمِ الَّتي لم تَسمَعْ.
ميخا ٦
٣. محاكمة جديدة لإسرائيل
توبيخات وتهديدات
محاكمة الربّ لشعبه
١إِسمَعوا ما يَقولُ الرَّبّ
قُمْ إِلى الدَّعْوى أَمامَ الجِبال
ولْتَسمَعِ التِّلالُ صَوتَكَ.
٢إِسمَعي أَيَّتُها الجِبالُ دَعْوى الرَّبّ
ويا أُسُسَ الأَرضِ الخالِدَة
فإِنَّ لِلرَّبِّ دَعوًى مع شَعبِه
وهو يُرافِعُ على إِسْرائيل.
٣يا شَعْبي ماذا صَنَعتُ بِكَ
وبِمَ أَسأَمتُكَ؟ أَجِبْني.
٤فإِنِّي أَصعَدتُكَ مِن أَرضِ مِصْر
وٱفتَدَيتُكَ مِن دارِ العُبودِيَّة
وأَرسَلتُ أَمامَكَ
موسى وهارونَ ومَريَم.
٥يا شَعْبي ٱذكُرْ ما ٱئْتَمَرَ بِه
بالاقُ مَلِكُ مُوآب
وما أَجابَه بِلْعامُ بنُ بَعور
مِن شِطِّيمَ إِلى الجِلْجال
لِكَي تَعلَمَ مبرّاتِ الرَّبّ.
٦بِماذا أَتَقَدَّمُ إِلى الرَّبّ وأَنحَني للهِ العَلِيّ؟
أَبِمُحرقاتٍ أَتَقَدَّمُ إِلَيه وبِعُجولٍ حَولِيَّة؟
٧أَيَرْضى الرَّبُّ بِأُلوفِ الكِباش
ورِبْواتِ أَنْهارِ الزَّيت؟
أَأَبذُلُ بِكْري عن مَعصِيَتي
وثَمرَةَ بَطْني عن خَطيئَةِ نَفْسي؟
٨قد بَيَّنَ لَكَ أَيُّها الإِنسانُ ما هو صالِح
وما يَطلُبُ مِنكَ الرَّبّ.
إِنَّما هو أَن تُجرِيَ الحُكْمَ وتُحِبَّ الرَّحمَة
وتَسيرَ بِتَواضُعٍ مع إِلٰهِكَ.
عقاب الغشَّاشين
٩صَوتُ الرَّبِّ يُنادي المَدينة
وذو حِكمَةٍ مَن يَهابُ ٱسمَكَ.
فٱسمَعا أَيَّتُها العَشيرةُ ويا جَماعَة المَدينة
١٠أَلا تَزالُ في بَيتِ الشِّرِّير كُنوزُ الشَّرّ
والإِيفَةُ المُصَغَّرَةُ المَلْعونة؟
١١أَأَكونُ طاهِرًا وعِنْدي ميزانُ الشَّرّ
وكيسُ مَعاييرِ الغِشّ؟
١٢إِنَّ أَغنِياءَها قدِ ٱمتَلأوا عُنفًا
وسُكَّانَها نَطَقوا بِالكَذِب
وأَلسِنَتُهم في أَفْواهِهم ماكِرَة.
١٣فأَنا أَيضًا قد ضَرَبتُكَ ضَربةً مُعضِلة
ودَمَّرتُكَ بِسَبَبِ خَطاياكَ
١٤فأَنتَ تَأكُلُ ولا تَشبَع
وجوعُكَ في جَوفِكَ
وتَدَّخِرُ ولا تُخَلِّص
وما خَلَّصتَه أُسلِمُه إِلى السَّيف.
١٥وأَنتَ تَزرَعُ ولا تَحصُد
وأَنتَ تَدوسُ الزَّيتونَ ولا تَدَّهِنُ بِالزَّيت
وتَدوسُ النَّبيذَ ولا تَشرَبُ الخَمْر.
إتّباع ظلم السّامرة
١٦قد حَفِظتَ فَرائِضَ عُمْري
وجَميعَ عاداتِ بَيتِ أَحآب
وسِرتُم على مَشوراتِهم
لِأُسلِمَكَ إِلى الدَّمار
وأُسلِمَ سُكَّانَها إِلى السُّخرِيَّة
فتَتَحَمَّلونَ عارَ شَعْبي.
ميخا ٧
الظلم الشامل
١وَيلٌ لي
فإِنِّي قد صِرتُ لمَوسِمِ جَنْيِ الصَّيف
كمَوسِمِ خُصاصةِ القِطاف
لا عُنقودَ لِلأَكْل
ولا باكورةَ تينٍ تَشْتهيها نَفْسي.
٢قد زالَ الصَّفِيُّ عنِ الأَرض
ولَيسَ في البَشَرِ مُستَقيم.
جَميعُهم يَكْمُنونَ لِلدِّماء
وكُلٌّ مِنهم يَصْطادُ أَخاه بِالشِّباك.
٣إِنَّما اليَدانِ لإِتمامِ الشَّرّ.
الرَّئيسُ مُتَطَلِّب
والقاضي يَقْضي بِالأُجرَة
والكَبيرُ يَتَكَلَّمُ بِهَوى نَفسِه
وكُلُّهم يَحوكونَه.
٤أَفضَلُهم كالحَسَك
والمُستَقيمُ مِنهم شَرٌّ مِن سِياجِ الأَشْواك
في اليَومِ الَّذي أَخبَرَ عنه رُقَباؤُكَ
أَتى ٱفتِقادُكَ.
الآنَ يَكونُ ٱضطِرابُهم.
٥لا تَأمَنْ صَديقًا ولا تَثِقْ بأَليف
وٱحفَظْ مَداخِلَ فَمِكَ
مِنَ الَّتي تَنامُ في حِضنِكَ.
٦فإِنَّ الِٱبنَ يَستَخِفُّ بِأَبيه
والِٱبنَةَ تَقومُ على أُمِّها
والكَنَّةَ على حَماتِها
فيَكونُ أَعْداءَ الإِنْسانِ أَهلُ بَيتِه.
٧أَمَّا أَنا فأَتَرَقَّبُ الرَّبّ
وأَجعَلُ رَجائي في إِلٰه خَلاصي
فيَسمَعُني إِلٰهي.
٤. آمال المستقبل
صهيون عرضة لشتائم الأَعْداء
٨لا تشمَتي بي يا عَدُوَّتي
فإِنِّي إِذا سَقَطتُ أَقوم
وإِذا سَكَنتُ في الظَّلام
يَكونُ الرَّبُّ نورًا لي.
٩إِنِّي أَحتَمِلُ سُخطَ الرَّبّ
لِأَنِّي خَطِئتُ إِلَيه
إِلى أَن يُدافِعَ عن قَضِيَّتي ويُنصِفَني
فيُخرِجُني إِلى النُّورِ وأَرى بِرَّه.
١٠وتَرى عَدُوَّتي فيَغْشاها الخِزْي
القائِلَةُ لي: أَينَ الرَّبُّ إِلٰهُكِ؟
إِنَّ عَينَيَّ تَنظُرانِ إِلَيها
حينَ تُداسُ كوَحَلِ الأَسْواق.
نبوءة في التجديد
١١هٰذا يَومُ بِناءِ أَسْوارِكِ
في هٰذا اليَومِ تُوَسَّعُ الحُدود.
١٢في هٰذا اليَومِ يَأتي إِلَيكِ
مِن أَشُّورَ ومِن مُدُنِ مِصْرَ
ومِن مِصرَ إِلى النَّهْرِ
ومِن البَحرِ إِلى البَحْر
ومِنَ الجَبَلِ إِلى الجَبَل.
١٣وتَكونُ الأَرضُ دَمارًا
على سُكَّانِها ثَمَرَةً لِأَعْمالِهم.
دُعاء على الأُمم
١٤إِرعَ شَعبَكَ بِعَصاكَ
غَنَمَ ميراثِكَ
السَّاكِنينَ وَحدَهم في الغاب
في وَسَطِ الجَنَّة
فلْيَرعَوا في باشانَ وجِلْعاد
كما في الأَيَّامِ القَديمة،
١٥كما في أَيَّامِ خُروجِكَ مِن مِصْرَ
أُريه العَجائِب
١٦فيَرى الأُمَمُ ويَخْزَون
مِن قُوَّتِهم كُلِّها
ويَضَعونَ أَيدِيَهم على أَفْواهِهم
وتَصَمُّ آذانُهم
١٧ويَلحَسونَ التُّرابَ كالحَيَّة
كزَحَّافاتِ الأَرْض
ويَخرُجونَ مِن حُصونِهم مُرتَعِدين
إِلى الرَّبِّ إِلْهِنا
ويَفزَعونَ ويَخافونَكَ.
مغفرة الله
١٨مَن هو إِلٰهٌ مِثلُكَ حامِلٌ لِلآثام
وصافِحٌ عنِ المَعاصي لِبَقِيَّةِ ميراثِه
لا يُشَدِّدُ غَضَبَه لِلأَبَد لِأَنَّه يُحِبُّ الرَّحمَة.
١٩سيَعودُ فيَرأفُ بِنا ويَدوسُ آثامَنا
وتَطرَحُ في أَعْماقِ البَحرِ
جَميعَ خَطاياهم.
٢٠تَمنَحُ يَعْقوبَ الصِّدْقَ وإِبْراهيمَ الرَّحمَة
كما أَقسَمتَ لِآبائِنا مُنذُ الأَيَّامِ القَديمة.