سِفْرُ يشوع بن سيراخ
يشوع بن سيراخ ١
يشوع بن سيراخ ٧
يشوع بن سيراخ ١٣
يشوع بن سيراخ ١٩
يشوع بن سيراخ ٢٥
يشوع بن سيراخ ٣١
يشوع بن سيراخ ٣٧
يشوع بن سيراخ ٤٣
يشوع بن سيراخ ٤٩
يشوع بن سيراخ ٢
يشوع بن سيراخ ٨
يشوع بن سيراخ ١٤
يشوع بن سيراخ ٢٠
يشوع بن سيراخ ٢٦
يشوع بن سيراخ ٣٢
يشوعبن سيراخ ٣٨
يشوع بن سيراخ ٤٤
يشوع بن سيراخ ٥٠
يشوع بن سيراخ ٣
يشوع بن سيراخ ٩
يشوع بن سيراخ ١٥
يشوع بن سيراخ ٢١
يشوع بن سيراخ ٢٧
يشوع بن سيراخ ٣٣
يشوع بن سيراخ ٣٩
يشوع بن سيراخ ٤٥
يشوع بن سيراخ ٥١
يشوع بن سيراخ ٤
يشوع بن سيراخ ١٠
يشوع بن سيراخ ١٦
يشوع بن سيراخ ٢٢
يشوع بن سيراخ ٢٨
يشوع بن سيراخ ٣٤
يشوع بن سيراخ ٤٠
يشوع بن سيراخ ٤٦
يشوع بن سيراخ ٥
يشوع بن سيراخ ١١
يشوع بن سيراخ ١٧
يشوع بن سيراخ ٢٣
يشوع بن سيراخ ٢٩
يشوع بن سيراخ ٣٥
يشوع بن سيراخ ٤١
يشوع بن سيراخ ٤٧
يشوع بن سيراخ ٦
يشوع بن سيراخ ١٢
يشوع بن سيراخ ١٨
يشوع بن سيراخ ٢٤
يشوع بن سيراخ ٣٠
يشوع بن سيراخ ٣٦
يشوع بن سيراخ ٤٢
يشوع بن سيراخ ٤٨
يشوع بن سيراخ ١
يشوع بن سيراخ ٢
يشوع بن سيراخ ٣
يشوع بن سيراخ ٤
يشوع بن سيراخ ٥
يشوع بن سيراخ ٦
يشوع بن سيراخ ٧
يشوع بن سيراخ ٨
يشوع بن سيراخ ٩
يشوع بن سيراخ ١٠
يشوع بن سيراخ ١١
يشوع بن سيراخ ١٢
يشوع بن سيراخ ١٣
يشوع بن سيراخ ١٤
يشوع بن سيراخ ١٥
يشوع بن سيراخ ١٦
يشوع بن سيراخ ١٧
يشوع بن سيراخ ١٨
يشوع بن سيراخ ١٩
يشوع بن سيراخ ٢٠
يشوع بن سيراخ ٢١
يشوع بن سيراخ ٢٢
يشوع بن سيراخ ٢٣
يشوع بن سيراخ ٢٤
يشوع بن سيراخ ٢٥
يشوع بن سيراخ ٢٦
يشوع بن سيراخ ٢٧
يشوع بن سيراخ ٢٨
يشوع بن سيراخ ٢٩
يشوع بن سيراخ ٣٠
يشوع بن سيراخ ٣١
يشوع بن سيراخ ٣٢
يشوع بن سيراخ ٣٣
يشوع بن سيراخ ٣٤
يشوع بن سيراخ ٣٥
يشوع بن سيراخ ٣٦
يشوع بن سيراخ ٣٧
يشوعبن سيراخ ٣٨
يشوع بن سيراخ ٣٩
يشوع بن سيراخ ٤٠
يشوع بن سيراخ ٤١
يشوع بن سيراخ ٤٢
يشوع بن سيراخ ٤٣
يشوع بن سيراخ ٤٤
يشوع بن سيراخ ٤٥
يشوع بن سيراخ ٤٦
يشوع بن سيراخ ٤٧
يشوع بن سيراخ ٤٨
يشوع بن سيراخ ٤٩
يشوع بن سيراخ ٥٠
يشوع بن سيراخ ٥١
سِفر يشوع بن سيراخ
مدخل
يطرح سِفر يشوع بن سيراخ على المترجم وعلى القارئ عددًا كبيرًا من المسائل. فمع أنّه ينتمي إلى الأدب الحِكَمي، فهو يعودُ إلى عهد وصلَ فيه هذا الفنّ الأدبيّ إلى نهاية تطوّر يضفي عليه طابعًا كثير التعقيد. وتناقُله غنيٌّ بالظروف الطارئة. فبعد أن أُبعد من قانون الكتب اليهوديّ الفلسطينيّ، أُعيدَ إلى منزلة الأسفار التي يُقال لها القانونيّة الثانية أو المنحولة. وأمَّا النصّ العبريّ الأصليّ فقد فُقِدَ ثمّ وُجِدَ جزء منه ولم يُعرَف طوال أجيال إلَّا عبرَ ترجمات لها هي أيضًا تاريخ معقَّد. وليس ما نقدّمه هنا سوى دليل للمطالعة يساعد على قراءة نصّ لا يخلو من المفاجآت ولا من الروائع.
العنوان والمؤلِّف
يمتاز هذا الكتاب أوَّلًا عن سائر أسفار العهد القديم (ما عدا كتب الأنبياء) بأنّه الكتاب الوحيد الذي نعرف كاتبه معرفةً أكيدة. إسمه «يشوع بن سيراخ» (سي ٥٠/ ٢٧؛ سي ٥١/ ٣٠)، وأهمّ المخطوطات تحمل عنوان «حكمة يشوع بن سيراخ» أو «حكمة سيراخ».
نعرف من الكتاب نفسه أنّ ابن سيراخ كان من وجهاء أورشليم وكاتبًا مطبوعًا منذ حداثته على حبّ الشريعة، وقد اهتمَّ أن يفيد الآخرين (سي ٢٤/ ٣٤؛ سي ٣٣/ ١٨) – خصوصًا نخبة شبيبة المدينة – من ثمار تأمّله (سي ٣٢/ ١٥) وخبرته، بفَتحِ مدرسة (سي ٥١/ ٢٣). وبعد أن كان هو نفسه طالبًا ولوعًا بالحكمة (سي ٥١/ ١٣-٣٠)، فقد استفاد من أسفاره إلى البلاد الغريبة (سي ٣٤/ ٩-١١)، وربَّما كان ذلك في بعثات شبه رسميّة (سي ٣٩/ ٤). وكثيرًا ما وُجد من جرّاء ذلك في مضايق أَخرجه الربّ منها (سي ٣٤/ ١٢؛ سي ٥١/ ١-٧). ولكن يبدو، مع كلّ ذلك، أنّه قضى حياة سعادة هادئة، عائشًا في البحبوحة، محاطًا بامرأة أحسنَ اختيارها (سي ٣٦/ ٢١-٢٧) وبأولاد ربَّاهم بحزم تجنّبًا للمتاعب في المستقبل (سي ٣٠/ ٧-١٣؛ سي ٤٢/ ٥). إنّ اللهجة التي يُسدي بها نصائحه (سي ٣٣/ ١٩) تحملنا على الظنّ أنّه كان يشغل في أورشليم منصبًا رفيعًا (سي ٣٩/ ٤).
ليس هناك ما يُثبت لنا أنّه كان كاهنًا، بالرغم من تكريمه للهيكل والكهنوت والطقوس (سي ٥٠/ ٥-٢١). وفي نهاية حياته، عزمَ على نشر دروسه التي كثيرًا ما ألقاها، لكي يتعلّم جميع الناس الذين يحبّون المعرفة «أن يعيشوا بحسب الشريعة».
يشوع بن سيراخ ١
١. مجموعة حِكَم
أصل الحكمة
١كُلُّ حِكمَةٍ فَهِيَ مِنَ الرَّبِّ
ولا تَزالُ معَه لِلأَبَد.
٢مَنِ الَّذي يُحْصي رَملَ البَحرِ
وقَطَراتِ المَطَرِ وأَيَّامَ الأَبَد؟
٣مَنِ الَّذي يَسبِرُ عُلُوَّ السَّماءِ
وٱتِّساعَ الأَرضِ وعُمقَ الغَمْر؟
٤قَبلَ كُلِّ شَيءٍ خُلِقَتِ الحِكمة
ومُنذُ الأَبَدِ العَقلُ الفَطين.
٦لِمَن كُشِفَ أَصلُ الحِكمَةِ
ومَنِ الَّذي يَعرِفُ حِيَلَها؟
٨واحِدٌ هو حَكيمٌ رَهيبٌ جِدًّا
وهو الجالِسُ على عَرشِه.
٩الرَّبُّ هو الَّذي خَلَقَها ورآها وأَحْصاها
وأَفاضَها على جَميعِ أَعْمالِه
١٠في كُلِّ بَشَرٍ على حَسَبِ عَطِيَّتِه
ومَنَحها لِمُحِبِّيه.
مخافة الله
١١مَخافةُ الرَّبِّ مَجدٌ وفَخْرٌ
وسُرورٌ وإِكْليلُ ٱبتِهاج.
١٢مَخافةُ الرَّبِّ تُبهِجُ القَلْبَ
وتُعْطي السُّرورَ والفَرَحَ وطولَ الأَيَّام.
١٣لِلمُتَّقي الرَّبَّ حُسْنُ الخاتِمة
وفي يَومِ مَوتِه بَرَكَةٌ علَيه.
١٤رَأسُ الحِكمَةِ مَخافةُ الرَّبِّ
تُخلَقُ في الرَّحِمِ لِلمُؤمِنين.
١٥بَينَ النَّاسِ عَشَّشَت، أَساسًا أَبَدِيًّا
وعلى نَسلِهم تُؤتَمَن.
١٦كَمالُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ،
وبِثِمارِها تُسكِرُهم.
١٧تَملأُ بَيتَهم كُلَّه بِالمُشتَهَيات
ومَخازِنَهم بِغَلَّاتِها.
١٨إِكْليلُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ
يُزهِرُ بِها السَّلامُ والعافِيَة.
١٩رآها الرَّبُّ وأَحْصاها
وأَمطَرَ العِلمَ والمَعرِفَةَ الفَطينة
وأَعلى مَجدَ الَّذينَ يَملِكونَها.
٢٠أَصْلُ الحِكمَةِ مَخافَةُ الرَّبِّ
وفُروعُها طولُ الأَيَّام.
طول الأَناة ورباطة الجأش
٢٢الغَضَبُ الظَّالِمُ لا يُبَرَّر
لِأَنَّ ثِقَلَ غَضَبِه يُسقِطُه.
٢٣الطَّويلُ الأَناةِ يَصبِرُ إِلى الوَقتِ المُلائِم
ثُمَّ يُعاوِدُه السُّرور.
٢٤إِلى الوَقتِ المُلائِمِ يَكتُمُ كَلامَه
وشِفاهُ الكَثيرينَ تُخبِرُ بِفِطنَتِه.
الحكمة والاستقامة
٢٥في كُنوزِ الحِكمَةِ أَمْثالُ المَعرِفَة
والتَّقوى قَبيحَةٌ عِندَ الخاطِئ.
٢٦إِن رَغِبتَ في الحِكمَةِ فٱحفَظِ الوَصايا
فيَهَبُها الرَّبُّ لَكَ.
٢٧فإِنَّ الحِكمَةَ والتَّأديبَ هُما مَخافَةُ الرَّبِّ
والَّذي يُرْضيه هو الأَمانَةُ والوَداعة.
٢٨لا تَعْصِ مَخافَةَ الرَّبِّ
ولا تَتَقَدَّمْ إِلَيه بِقَلبٍ مُزدَوِج.
٢٩لا تَكُنْ مُرائِيًا في وُجوهِ النَّاس
وكُنْ مُحتَرِسًا لِشَفَتَيكَ.
٣٠لا تَرتَفِعْ لِئَلَّا تَسقُط
فتَجلُبَ على نَفسِكَ الهَوان
ويَكشِفَ الرَّبُّ خَفاياكَ
ويَصرَعَكَ في وَسْطِ الجَماعة
لِأَنَّكَ لم تَتَوَجَّهْ إِلى مَخافَةِ الرَّبّ
ولِأَنَّ قَلْبَكَ مَمْلوءٌ مَكْرًا.
يشوع بن سيراخ ٢
مخافة الله في المحنة
١يا بُنَيَّ، إِن أَقبَلتَ لِخِدمَةِ الرَّبِّ
فأَعْدِدْ نَفْسَكَ لِلمِحنَة.
٢أَرشِدْ قَلبَكَ وٱصبِرْ
ولا تَكُنْ قَلِقًا في وَقتِ الشِّدَّة.
٣تَمَسَّكْ بِه ولا تَحِدْ
لِكَي يَرتَفِعَ شَأنُكَ في أَواخِرِكَ.
٤مَهْما نابَكَ فٱقبَلْه
وكُنْ صابِرًا على تَقَلُّباتِ حالِكَ الوَضيع
٥فإِنَّ الذَّهَبَ يُمتَحَنُ في النَّار
والمَرضِيِّينَ مِنَ النَّاسِ في أَتُّونِ الذُّلّ.
٦تَوَكَّلْ علَيه يَنصُرْكَ
وقَوِّمْ سُبُلَكَ وٱجعَلْ فيه رَجاءَكَ.
٧أَيُّها المُتَّقونَ لِلرَّبِّ ٱنتَظِروا رَحمَتَه
ولا تَحيدوا لِئَلَّا تَسقُطوا
٨أَيُّها المُتَّقونَ لِلرَّبِّ آمِنوا بِه
فلا يَضيعَ أَجرُكُم.
٩أَيُّها المُتَّقونَ لِلرَّبِّ ٱرْجوا الخَيراتِ
والفَرَحَ الأَبَدِيَّ والرَّحمَة.
١٠إِعتَبِروا الأَجْيالَ القَديمةَ
وٱنظُروا: هل تَوَكَّلَ أَحَدٌ على الرَّبِّ فخَزِيَ؟
أَو هل ثَبَتَ على مَخافَتِه فخُذِلَ؟
أَو هَل دَعاه فٱزدَراه؟
١١فإِنَّ الرَّبَّ رَؤُوفٌ رَحيمٌ يَغفِرُ الخَطايا
ويُخَلِّصُ في يَومِ الضِّيق.
١٢وَيلٌ لِلقُلوبِ الهَيَّابَةِ ولِلأَيدي المُتَراخِيَة
ولِلْخاطِئِ الَّذي يَمْشي في طَريقَين.
١٣وَيلٌ لِلقَلبِ المُتَواني
لِأَنَّه لا يُؤمِنُ ولِذٰلِك لا حِمايَةَ لَه.
١٤وَيلٌ لَكُم أَيُّها الَّذينَ فَقَدوا الصَّبرَ
فماذا تَصنَعونَ يَومَ ٱفتِقادِ الرَّبّ؟
١٥إِنَّ المُتَّقينَ لِلرَّبِّ لا يَعصونَ أَقْوالَه
والمُحِبِّينَ لَه يَحفَظونَ طُرُقَه.
١٦إِنَّ المُتَّقينَ لِلرَّبِّ يَبتَغونَ مَرْضاتَه
والمُحِبِّينَ لَه يَشبَعونَ مِنَ الشَّريعَة.
١٧إِنَّ المُتَّقينَ لِلرَّبِّ يُهَيِّئونَ قُلوبَهم
ويُذِلُّونَ نُفوسَهم أَمامَه.
١٨لِنَقَعْ في يَدَيِ الرَّبِّ لا في أَيدي النَّاس
لِأَنَّ رَحمَتَه على قَدْرِ عَظَمَتِه.
يشوع بن سيراخ ٣
الواجبات نحو الوالدين
١يا بَنِيَّ ٱسمَعوا لي أَنا أَبوكم
وٱعمَلوا هٰكذا لِكَي تَخلُصوا
٢فإِنَّ الرَّبَّ أَكرَمَ الأَبَ في أَولادِه
وأَثبَتَ حَقَّ الأُمِّ على بَنيها.
٣مَن أَكرَمَ أَباه فإِنَّه يُكَفِّرُ خَطاياه
٤ومَن عَظَّمَ أُمَّه فهو كَمُدَّخِرِ الكُنوز.
٥مَن أَكرَمَ أَباه سُرَّ بِأَولادِه
وفي يَومِ صَلاتِه يُستَجابُ لَه.
٦مَن عَظَّمَ أَباه طالَت أَيَّامُه
ومَن أَطاعَ الرَّبَّ أَراحَ أُمَّه
٧ويَخدُمُ والِدَيه كأَنَّهما سَيِّدانِ لَه.
٨في العَمَلِ والقَولِ أَكْرِمْ أَباكَ
لِكَي تَنزِلَ عَلَيكَ البَرَكةُ مِنه.
٩فإِنَّ بَرَكَةَ الأَبِ تُوَطِّدُ بُيوتَ البَنين
ولَعنَةَ الأُمِّ تَقلَعُ أُسُسَها.
١٠لا تَفتَخِرْ بِهَوانِ أَبيكَ
فإِنَّ هَوانَ أَبيكَ لَيسَ فَخْرًا لَكَ
١١بل فَخْرُ الإِنْسانِ بِكَرامَةِ أَبيه
ومَذَلَّةُ الأُمِّ عارٌ لِلبَنين.
١٢يا بُنَيَّ، أَعِنْ أَباكَ في شَيخوخَتِه
ولا تُحزِنْه في حَياتِه.
١٣كُنْ مُسامِحًا وإِن فَقَدَ رُشدَه
ولا تُهِنْه وأَنتَ في كُلِّ قُوَّتِكَ.
١٤فإِنَّ الإِحْسانَ إِلى الأَبِ لا يُنْسى
ويُعَوَّضُ به عن خَطاياكَ.
١٥في يَومِ ضيقِكَ تُذكَر
وكالجَليدِ في الصَّحْو تَذوبُ خَطاياكَ.
١٦مَن خَذَلَ أَباه كانَ كالمُجَدِّف
ومَن أَغاظَ أُمَّه فلَعنَةُ الرَّبِّ علَيه.
التواضع
١٧يا بُنَيَّ ٱقْضِ أَعْمالَكَ بِالوَداعَة
فيُحِبَّكَ الإِنْسانُ المَرضِيُّ عنه.
١٨إِزْدَد تَواضُعًا ما ٱزدَدتَ عَظَمَةً
فتَنالَ حُظوَةً لَدى الرَّبّ.
٢٠لِأَنَّ قُدرَةَ الرَّبِّ عَظيمة
والمُتَواضِعونَ يُمَجِّدونَه.
٢١لا تَطلُبْ ما يَتَعَذَّرُ عَليكَ
ولا تَنظُرْ في ما يَتَجاوَزُ قُدرَتَكَ.
٢٢بل تأَمَّلْ في ما أُمِرتَ بِه
فلا حاجَةَ لَكَ إِلى الأُمورِ الخَفِيَّة.
٢٣ما جاوَزَ أَعْمالَكَ لا تُكثِرِ الِٱهتِمامَ بِه
لِأَنَّ ما كُشِفَ لَكَ يَفوقُ إِدْراكَ الإِنْسان
٢٤فإِنَّ كَثيرينَ قد أَضَلَّهم تَأَمُّلُهم
وزَلَّت أَفكارُهم بِتَصَوُّرِهمِ الفاسِد.
الكبرياء
٢٦القَلبُ القاسي عاقِبَتُه السُّوء
والَّذي يُحِبُّ الخَطَرَ يَسقُطُ فيه.
٢٧القَلبُ القاسي يُثَقَّلُ بِالمَشَقَّات
والخاطِئُ يَزيدُ خَطيئَةً على خَطيئَة.
٢٨داءُ المُتَكَبِّرِ لا دَواءَ لَه
لِأَنَّ نَباتَ الشَّرِّ قد تأَصَّلَ فيه.
٢٩قَلْبُ العاقِلِ يتأَمَّلُ في المَثَل
ومُنيَةُ الحَكيمِ أُذُنٌ سامِعة.
المحبّة نحو الفقراء
٣٠الماءُ يُطفِئُ النَّارَ المُلتَهِبَة
والصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الخَطايا.
٣١مَن يُقابِلُ بالإِحْسانات
يُفَكِّرُ في ما هو بَعدَ ذٰلك
وفي يَومِ سُقوطِه يَجِدُ سَنَدًا.
يشوع بن سيراخ ٤
١يا بُنَيَّ لا تَحرِمِ الفَقيرَ ما يَعيشُ بِه
ولا تُماطِلْ عَينَيِ المُعوِز.
٢لا تُحزِنِ النَّفسَ الجائِعَة
ولا تُغِظِ الرَّجُلَ في فاقَتِه.
٣لا تَزِدِ القَلبَ المُغْتاظَ قَلَقًا
ولا تُماطِلِ المُعوِزَ بِعَطِيَّتِكَ.
٤لا تَرُدَّ المُتَوَسِّلَ في ضيقِه
ولا تُحَوِّلْ وَجهَكَ عنِ الفَقير.
٥لا تَصرِفْ نَظَرَكَ عنِ المُعوِز
ولا تَدَعْ لِلإِنْسانِ سَبِيلًا إِلى لَعنِكَ.
٦فإِنَّ مَن يَلعَنُكَ بِمَرارةِ نَفْسِه
يَستَجيبُ الَّذي صَنَعَه دُعاءَه.
٧كُنْ مُتَوَدِّدًا إِلى الجَماعة
وٱخفِضْ رأسَكَ لِذي الوَجاهة.
٨أَمِلْ أُذُنَكَ إِلى الفَقير
وأَجِبْه كَلامَ سَلامٍ بِوَداعة.
٩أَنقِذِ المَظْلومَ مِن يَدِ الظَّالِم
ولا تَكُنْ صَغيرَ النَّفْسِ في القَضاء.
١٠كُنْ أَبًا لِليَتامى وبِمَنزِلَةِ زَوجٍ لِأُمِّهم
فتَكونَ كٱبنٍ لِلعَلِيِّ
وهو يُحِبُّكَ أَكثَرَ مِمَّا تُحِبُّكَ أُمُّكَ.
الحكمة المؤدِّبة
١١الحِكمَةُ تُرَبِّي أَبناءَها
وتَعتَني بِالَّذينَ يَطلُبونَها.
١٢مَن أَحَبَّها أَحَبَّ الحياة
والَّذينَ يَبتَكِرونَ إِلَيها يَمتَلِئونَ سُرورًا.
١٣مَن مَلَكَها وَرِثَ المَجد
وحَيثُما دَخَلَ بارَكَه الرَّبّ.
١٤الَّذينَ يَعبُدونَها يَخدُمونَ القُدُّوس
والَّذينَ يُحِبُّونَها يُحِبُّهمُ الرَّبّ.
١٥مَن سَمِعَ لَها يَدينُ الأُمَم
ومَنِ ٱنصَرَفَ إِلَيها يَسكُنُ آمِنًا.
١٦إِنِ ٱتَّكَلَ علَيها يَرِثُها
وذُرِّيَّتُه تَبْقى على ٱمتِلاكِها.
١٧فإِنَّها في أَوَّلِ الأَمرِ تَسيرُ مَعه سَيرًا مُعوَجًّا
فتَجلُبُ علَيه الخَوفَ والرُّعبَ وتُعَذِّبُه بِتَأديبِها
إِلى أَن تَثِقَ بِه وتَمتَحِنَه بِأَحْكامِها
١٨ثُمَّ تَعودُ إِلَيه رأسًا
وتَسُرُّه وتَكشِفُ لَه أَسْرارَها.
١٩وإِن ضَلَّ فهي تَخذُلُه وتُسلِمُه إِلى يَدَي زَلَّتِه.
الحياء البشريّ
٢٠راعِ الظُّروفَ وٱحتَفِظْ مِنَ الشَّرِّ
ولا تَستَحْيِ مِن نَفسِكَ
٢١فإِنَّ مِنَ الحَياءِ ما يَجلُبُ الخَطيئة
ومنه ما هو مَجدٌ ونِعمَة.
٢٢لا تَكُنْ شَديدًا على نَفْسِكَ
ولا تَستَحْيِ حَياءً يُؤَدِّي إلى زَلَّتِكَ.
٢٣لا تَمتَنِعْ عنِ الكَلامِ في الوَقتِ المُناسِب
ولا تَكتُمْ حِكمَتَكَ.
٢٤فإِنَّما تُعرَفُ الحِكمَةُ بِالكَلام
والتَّأديبُ بِنُطقِ اللِّسان.
٢٥لا تُخالِفِ الحَقَّ في كَلامِكَ
بلِ ٱستَحْيِ مِن جَهلِكَ.
٢٦لا تَستَحْيِ أَن تَعتَرِفَ بِخَطاياكَ
ولا تُقاوِمْ مَجْرى النَّهْر
٢٧ولا تَتَذَلَّلْ للإِنْسانِ الأَحمَق
ولا تُحابِ وَجهَ المُقتَدِر.
٢٨جاهِدْ عنِ الحَقِّ حتَّى الموت
والرَّبُّ الإِلٰهُ يُقاتِلُ عَنكَ.
٢٩ولا تَكُنْ جَريئًا في لِسانِكَ
ولا كَسْلانَ مُتَوانِيًا في أَعْمالِكَ.
٣٠لا تَكُنْ كالأَسَدِ في بَيتِكَ
وجَبانًا مع خُدَّامِكَ.
٣١لا تَكُنْ يَدُكَ مَبْسوطةً لِلأَخْذِ
ومَقْبوضَةً عنِ الرَّدّ.
يشوع بن سيراخ ٥
الغنى والاعتداد بالنفس
١لا تَعتَمِدْ على أَمْوالِكَ
ولا تَقُل: «إِنَّها تَكْفيني».
٢لا تَتَّبِعْ هَواكَ وقُوَّتَكَ
لِتَسيرَ في شَهَواتِ قَلبِكَ.
٣ولا تَقُلْ: «مَنِ الَّذي يَتَسَلَّطُ علَيَّ؟»
فإِنَّ الرَّبَّ يُعاقِبُكَ عِقابًا.
٤لا تَقُلْ: «قد خَطِئتُ، فماذا جَرى لي؟»
فإِنَّ الرَّبَّ طَويلُ الأَناة.
٥لا تَكُنْ واثِقًا مِن نَيلِ الغُفْران
حَتَّى تَزيدَ خَطيئَةً على خَطيئَة.
٦ولا تَقُلْ: «رَحمَتُه عَظيمةٌ
فيَغفِرُ كَثرَةَ خَطايايَ».
فإِنَّ عِندَه الشَّفَقَة والغَضَب
وسُخطُه يَحِلُّ على الخاطِئين.
٧لا تُؤَخِّرِ التَّوبَة إِلى الرَّبّ
ولا تُؤَجِّلْ مِن يَومٍ إِلى يَوم.
فإِنَّ غَضَبَ الرَّبِّ يَنفَجِرُ بَغتَةً
فتُستَأصَلُ في يَومِ العِقاب.
٨لا تَعتَمِدْ على أَمْوالِ الظُّلْم
فإِنَّها لا تَنفَعُكَ شَيئًا في يَومِ الشِّدَّة.
الثبات ورباطة الجأش
٩لا تُذَرِّ في كُلِّ ريح ولا تَسِرْ في كُلِّ طَريق
(فإِنَّه كذٰلك يَفعَلُ الخاطِئُ ذو اللِّسانَين).
١٠كُنْ ثابِتًا في شُعورِكَ ولْيَكُنْ لَكَ كَلامٌ واحِد.
١١كُنْ سَريعًا في الِٱستِماعِ وبَطيئًا في الإِجابَة.
١٢إِن كُنتَ تَعرِفُ شَيئًا فجاوِبْ قَريبَكَ
وإِلَّا فٱجعَلْ يَدَكَ على فَمِكَ.
١٣في الكَلامِ كَرامةٌ وهَوان
ولِسانُ الإِنسانِ سَبَبُ زَلَّتِه
١٤لا يَدْعُكَ النَّاسُ نَمَّامًا ولا تَكْمُنْ بِلِسانِكَ
فإِنَّ لِلسَّارِقِ الخِزْيَ
وعلى ذي اللِّسانَينِ الحُكمَ الشَّديد.
١٥في الأُمورِ الكَبيرَةِ والصَّغيرَةِ لا تَخطَأْ
ولا تَنْقَلِبْ مِن صَديقٍ إِلى عَدُوّ.
يشوع بن سيراخ ٦
١فإِنَّ السُّمعَةَ السَّيِّئَةَ تورِثُ الخِزْيَ والعار
وكذٰلك الخاطِئُ ذو اللِّسانَين.
٢لا تُعْلِ شأنَكَ في عَزمِ نَفسِكَ
لِئَلَّا تُمَزَّقَ قُوَّتُكَ (كالثَّور)
٣فتأكُلَ أَوراقَكَ وتُتلِفَ ثِمارَكَ
وتَترُكَ نَفسَكَ كالخَشَبِ اليابِس.
٤النَّفسُ الشِّرِّيرةُ تُهلِكُ صاحِبَها
وتَجعَلُه شَماتَةً لِأَعْدائِه.
الصَّداقة
٥الفَمُ العَذْبُ يُكَثِّرُ الأَصدِقاء
واللِّسانُ اللَّطيفُ يُكَثِّرُ المُؤانَسات.
٦لِيَكُنِ المُسالِمونَ لَكَ كَثيرين
والنَّاصِحونَ لَكَ مِنَ الأَلْفِ واحِدًا.
٧إِذا ٱتَّخَذتَ صَديقًا فٱتَّخِذْه بَعدَ الِٱمتِحان
ولا تَثِقْ بِه سَريعًا
٨فهُناكَ الصَّديقُ في يَومِه
والَّذي لا يَثبُتُ في يَومِ ضيقِكَ
٩وهُناكَ الصَّديقُ الَّذي يَنقَلِبُ إِلى عَدُوٍّ
فيَكشِفُ مُخاصَمَتَكَ لِعارِكَ
١٠وهُناكَ الصَّديقُ الَّذي يُجالِسُكَ إِلى المائِدَة
والَّذي لا يَثبُتُ في يَومِ ضيقِكَ.
١١في يُسرِكَ يَكونُ كأَنَّه أَنتَ بِنَفسِكَ
ويُخاطِبُ خُدَّامَكَ بِحُرِّيَّة
١٢لٰكِنَّه إِذا ٱنحَطَطتَ يَنقَلِبُ علَيكَ
ويَتَوارَى عن وَجهِكَ.
١٣تَباعَدْ عن أَعْدائِكَ وٱحذَرْ مِن أَصدِقائِكَ.
١٤الصَّديقُ الأَمينُ مَلجَأٌ حَصين
ومَن وَجَدَه وَجَدَ كَنْزًا.
١٥الصَّديقُ الأَمينُ لا يُعادِلُه شَيء
وقيمَتُه لا يُقَدَّرُ لَها ثَمَن.
١٦الصَّديقُ الأَمينُ دَواءُ الحياة
والَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبَّ يَجِدونَه.
١٧مَن يَتَّقِ الرَّبَّ يُحسِنْ تَوجيهَ صَداقَتِه
فكَما يَكونُ هو يكونُ صاحِبُه.
التدرّب على الحكمة
١٨يا بُنَيَّ ٱتَّخِذِ التَّأديبَ مُنذُ شَبابِكَ
فتَجِدَ الحِكمَةَ إِلى مَشيبِكَ.
١٩مِثلَ الحارِثِ والزَّارِعِ أَقبِلْ إِلَيها
وٱنتَظِرْ ثِمارَها الطَّيِّبَة
فإِنَّكَ تَتعَبُ في حِراثَتِها قَليلًا
ولا تَلبَثُ أَن تَأكُلَ مِن غَلَّاتِها.
٢٠ما أَشَقَّها على غَيرِ المُتَأَدِّبين
وفاقِدُ اللُّبِّ لا يَستَمِرُّ علَيها.
٢١إِنَّها ثَقيلَةٌ علَيه كَحَجَرِ الِٱمتِحان
فلا يَلبَثُ أَن يَنبِذَها
٢٢لِأَنَّ الحِكمَةَ جَديرةٌ بِٱسمِها
ولا تَنكَشِفُ لِلكَثيرين.
٢٣إِسمَعْ يا بُنَيَّ وٱقبَلْ رأيي
ولا تَنْبِذْ مَشورَتي
٢٤فأَدخِلْ رِجلَيكَ في قُيودِها وعُنُقَكَ في غُلِّها.
٢٥إِحْنِ عاتِقَكَ وٱحمِلْها
ولا تَغتَظْ مِن سَلاسِلِها.
٢٦أَقبِلْ إِلَيها بِكُلِّ نَفْسِكَ
وٱحفَظْ طُرُقَها بِكُلِّ قُوَّتِكَ.
٢٧تَعَقَّبْها وٱطلُبْها فتَتَعَرَّفَ إِلَيكَ
وإذا قَبَضتَ علَيها فلا تُفْلِتْها.
٢٨فإِنَّكَ في أَواخِرِكَ تَجِدُ الرَّاحَةَ فيها
وتَتَحَوَّلُ إِلى سُرورٍ لَكَ.
٢٩فتَكونُ قُيودُها حِمايةً قَوِيَّةً لَكَ
وأَغْلالُها حُلَّةَ مَجْد
٣٠ويَكونُ نيرُها حَلْيًا مِن ذَهَب
وسَلاسِلُها شَريطًا بَنَفسَجِيًّا.
٣١فتَلبَسُها حُلَّةَ مَجدٍ وتَعقِدُها إِكْليلَ ٱبتِهاج.
٣٢إِن شِئتَ يا بُنَيَّ فإِنَّكَ تَتَأَدَّب
وإِن بَذَلتَ نَفْسَكَ تُصبِحُ حاذِقًا.
٣٣إِن أَحبَبتَ أَن تَسمَعَ تَتَعَلَّم
وإِن أمَلتَ أُذُنَكَ تَصيرُ حَكيمًا.
٣٤قِفْ في جَماعَةِ الشُّيوخ
وإن كان هُناكَ حَكيمٌ فلازِمْه.
٣٥إِرغَبْ أَن تَسمَعَ كُلَّ حَديثٍ إِلٰهيّ
ولا تَفُتْكَ الأَمْثالُ العاقِلة.
٣٦وإِن رَأَيتَ عاقِلًا فٱبتَكِرْ إِلَيه
ولْتَحُكَّ قَدَمُكَ دَرَجَ بابِه.
٣٧فَكِّرْ في أَوامِرِ الرَّبِّ وٱهتَمَّ بِوَصاياه كُلَّ حين
فهو يُثَبِّتُ قَلبَكَ
وتُعْطى الحِكمَةَ الَّتي تَتَمَنَّاها.
يشوع بن سيراخ ٧
نصائح متنوّعة
١لا تَصنَعِ الشَّرَّ فلا يَستَولِيَ الشَّرُّ علَيكَ
٢تَباعَدْ عنِ الإِثْمِ فيَميلَ عَنكَ.
٣يا بُنَيَّ لا تَزْرَعْ في أَخاديدِ الإِثمِ
لِئَلَّا تَحصُدَ مِنه سَبعَةَ أَضْعاف.
٤لا تَلتَمِسْ مِنَ الرَّبِّ رِئاسةً
ولا مِنَ المَلِكِ كُرسِيَّ مَجْد.
٥لا تَدَّعِ البِرَّ أَمامَ الرَّبّ
ولا الحِكمَةَ لَدى المَلِك.
٦لا تَسْعَ لِتَصيرَ قاضِيًا
لَعَلَّكَ لا تَستَطيعُ أَن تَستَأصِلَ الظُّلْم
فرُبَّما هِبتَ وَجهَ المُقتَدِر
فتَضَعُ في طَريقِ ٱستِقامَتِكَ حَجَرَ عِثار.
٧لا تَخطَأْ إِلى جَماعَةِ المَدينة
ولا تَحُطَّ نَفسَكَ أَمامَ الجُمْهور.
٨لا تُكَرِّرِ الخَطيئَةَ مَرَّتَين
فإِنَّكَ لا تَكونُ بِلا عِقابٍ في المَرَّةِ الأُولى.
٩لا تَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يَنظُرُ إِلى كَثْرَةِ تَقادِمي
وإِذا قَرَّبتُها لِلعَلِيِّ فهو يَقبَلُها».
١٠لا تَكُنْ صَغيرَ النَّفسِ في صَلاتِكَ
ولا تُهمِلِ التَّصَدُّق.
١١لا تَستَهْزِئْ بِأَحَدٍ في مَرارَةِ نَفْسِه
لِأَنَّ هُناكَ مَن يُذِلُّ ويَرفَع.
١٢لا تَفتَرِ الكَذِبَ على أَخيكَ
ولا تَفْعَلْ مِثلَ ذٰلك على صَديقِكَ.
١٣إِحْذَرْ كُلَّ كَذِبٍ
لِأَنَّ الِٱستِمرارَ في ذٰلك لَيسَ لِلخَير.
١٤لا تُكثِرِ الكَلامَ في جَماعَةِ الشُّيوخ
ولا تُكَرِّرِ الكَلامَ في صَلاتِكَ.
١٥لا تَكرَهِ العَمَلَ المُتعِبَ
ولا الحِراثَةَ الَّتي خَلَقَها العَلِيّ.
١٦لا تَضَعْ نَفسَكَ في عِدادِ الخاطِئين
وٱذكُرْ أَنَّ الغَضَبَ لا يُبطِئ.
١٧ذَلِّلْ نَفْسَكَ تَذْليلًا
لِأَنَّ عِقابَ الكافِرِ نارٌ ودود.
١٨لا تُبدِلْ صَديقًا بِمالٍ
ولا أَخًا حَقِيقِيًّا بِذَهَبِ أُوفير.
١٩لا تَبتَعِدْ عنِ ٱمرَأَةٍ حَكيمَةٍ صالِحَة
فإِنَّ ظَرافَتَها فَوقَ الذّهَب.
٢٠لا تُسِئْ معامَلَةَ عَبدٍ يَعمَلُ بِأَمانَة
ولا أَجيرًا يَبذُلُ نَفْسَه.
٢١لِتُحِبَّ نَفْسُكَ العَبدَ العاقِلَ
ولا تَحْرِمْه الحُرِّيَّة.
الأولاد
٢٢هل عِندَكَ قُطْعان؟ فٱسهَرْ علَيها
٢٣وإِن كانَ لَكَ مِنها نَفْعٌ فأَبقِها عِندَكَ.
هل لَكَ أَوْلاد؟ فأَدِّبْهم
ومِن حَداثَتِهم أَخْضِعْ رِقابَهم.
٢٤هل لَكَ بَنات؟ فٱعتَنِ بِأَجسادِهِنَّ
ولا تُظْهِرْ لَهُنَّ وَجْهًا بَشوشًا.
٢٥زَوِّجْ بِنتَكَ تَكُنْ قد قُمتَ بِأَمرٍ عَظيم
وأَعطِها لِرَجُلٍ عاقِل.
٢٦هل لَكَ ٱمرَأَةٌ على وَفْقِ قَلبِكَ؟ فلا تُطَلِّقْها
وأَمَّا الَّتي لا تُحِبُّها فلا تَثِقْ بِها.
الوالدون
٢٧أَكْرِمْ أَباكَ بِكُلِّ قَلبِكَ ولا تَنْسَ آلامَ أُمِّكَ.
٢٨أُذكُرْ أَنَّكَ مِنهما وُلِدتَ
فبِماذا تكافِئُهما على ما صَنَعا إِلَيكَ؟
الكهنة
٢٩إِخْشَ الرَّبَّ بِكُلِّ نَفْسِكَ وكَرِّمْ كَهَنَتَه.
٣٠أَحبِبْ صانِعَكَ بِكُلِّ قُوَّتِكَ
ولا تُهْمِلْ خُدَّامَه.
٣١إِتَّقِ الرَّبَّ وأَكرِمِ الكاهِن
وأَعطِه حِصَّتَه بِحَسَبِ ما أُمِرتَ به:
مِن باكورةٍ وذَبيحةِ تَكْفيرٍ وتَقدِمةِ أَكْتاف
وذَبيحةِ تَقْديسٍ وباكورَةِ أَقْداس.
الفقراء والمبتلون
٣٢وٱبسُطْ يَدَكَ لِلفَقيرِ أَيضًا
لِكَي تَكمُلَ بَرَكَتُكَ.
٣٣لِيَشمُلْ فَضْلُ عَطِيَّتِكَ جَميعَ الأَحْياء
حتَّى لِلمَيتِ لا تَرفُضْ نِعمَتَكَ.
٣٤لا تَتَوارَ عنِ الباكينَ وٱحزَنْ مع المَحزونين.
٣٥لا تَتَقاعَدْ عن عِيادَةِ المَريض
فإِنَّكَ بِمِثْلِ ذٰلك تَكونُ مَحْبوبًا.
٣٦في جَميعِ أَعْمالِكَ ٱذكُرْ أَواخِرَكَ
فلَن تَخطَأَ أَبَدًا.
يشوع بن سيراخ ٨
التبصّر والتروّي
١لا تُخاصِمِ المُقتَدِرَ لِئَلَّا تَقَعَ في يَدَيه.
٢لا تُشاجِرِ الغَنِيَّ لِئَلَّا يَفوقَكَ ثِقْلًا.
فإِنَّ الذَّهَبَ أَهلَكَ كَثيرين
وأَزاغ قُلوبَ المُلوك.
٣لا تُخاصِمِ الثَّرْثارَ
ولا تَجمَعْ على نارِه حَطَبًا.
٤لا تُمازِحِ القَليلَ الأَدَب لِئَلَّا يُهانَ أَسْلافُكَ.
٥لا تَلُمِ التَّائِبَ عنِ الخَطيئة
وٱذكُرْ أَنَّنا مُذنِبونَ جَميعًا.
٦لا تُهِنْ أَحَدًا في شَيخوخَتِه
فإِنَّ أُناسًا مِنَّا أَيضًا يَشيخون.
٧لا تَشمَتْ بِمَوتِ أَحَد
وٱذكُرْ أَنَّنا نَموتُ جَميعًا.
التقليد
٨لا تَستَخِفَّ بِكَلامِ الحُكَماء
وعُدْ كَثيرًا إِلى حِكَمِهم.
فإِنَّكَ مِنهم تَتَعَلَّمُ التَّأديبَ
والخِدمَةَ لَدى العُظَماء.
٩لا تَحِدْ عن كَلامِ الشُّيوخ
فهُم أَيضًا تَعَلَّموا مِن آبائِهم
ومِنهُم تَتَعَلَّمُ الفِطنَة
وأَن تَرُدَّ الجَوابَ في الوَقْتِ المُلائِم.
التبصّر
١٠لا توقِدْ جَمْرَ الخاطِئ
لِئَلَّا تَحتَرِقَ بِنارِ لَهيبِه.
١١لا تَقِفْ في وَجْهِ العَنيف
لِئَلَّا يَجعَلَ مِن كَلامِكَ فَخًّا لَكَ.
١٢لا تُقْرِضْ مَن هو أَقْوى مِنكَ
فإِن أَقرَضتَه شَيئًا فٱحسَبْ أَنَّكَ قد أَضَعتَه.
١٣لا تَكفُلْ ما هو فَوقَ طاقَتِكَ
فإِن كَفِلتَ فٱهتَمَّ بِالدَّفْع.
١٤لا تُقِمْ دَعْوى على القاضي
لِأَنَّه يُحكَمُ لَه بِحَسَبِ مَقامِه.
١٥لا تَسِرْ في الطَّريقِ مع المُغامِر
لِئَلَّا يُثَقِّلَ علَيكَ.
فإِنَّه يَسْعى في هَوى نَفسِه
فتَهلِكَ معَه بِجَهلِه.
١٦لا تُشاجِرِ الغَضوبَ ولا تَسِرْ معَه في القَفْر
فإِنَّ الدَّمَ عِندَه كلا شَيء
وحَيثُ لا ناصِرَ لَكَ يَصرَعُكَ.
١٧لا تُشاوِرِ الأَحمَق
فإِنَّه لا يَستَطيعُ كِتْمانَ سِرِّكَ.
١٨أَمامَ الغَريبِ لا تَأتِ أَمرًا سِرِّيًّا
فإِنَّكَ لا تَعلَمُ ما قد يَستَنتِجُه.
١٩لا تَفتَحْ قَلبَكَ لِكُلِّ إِنْسان
فعَساه لا يَجْزيكَ شُكْرًا.
يشوع بن سيراخ ٩
النّساء
١لا تَغَرْ على المَرأَةِ الَّتي في حِضنِكَ
ولا تُعَلِّمْها تَعْليمًا يُسيءُ إِلَيكَ.
٢لا تُسَلِّمْ نَفسَكَ إِلى ٱمرَأَةٍ
فتُسَلِّطَها على قُوَّتِكَ.
٣لا تَلْقَ المَرأَةَ البَغِيَّ لِئَلَّا تَقَعَ في أَشْراكِها.
٤لا تُطِلِ المُقامَ مع المُغَنِّيَة
لِئَلَّا تُصْطادَ بِحِيَلِها.
٥لا تَتَفَرَّسْ في الفَتاة لِئَلَّا تُعاقَبَ مَعَها.
٦لا تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلى الزَّواني
لِئَلَّا تُتلِفَ ميراثَكَ.
٧لا تُسَرِّحْ بَصَرَكَ في شَوارِعِ المَدينة
ولا تَجُلْ في زَواياها المُقفِرَة.
٨إِصرِفْ نَظَرَكَ عنِ المَرأَةِ الجَميلة
ولا تَتَفَرَّسْ في الحَسْناءِ الغَريبة.
فإِنَّ حُسنَ المَرأَةِ أَغْوى كَثيرًا مِنَ النَّاس
وبِه يَشتَعِلُ الحُبُّ كالنَّار.
٩لا تُجالِسِ المَرأَةَ المُزَوَّجةَ أَبَدًا
ولا تَكُنْ لَها مُنادِمًا على الخَمْر
لِئَلَّا تَميلَ نَفسُكَ إِلَيها
وتَزِلَّ بِهَواكَ إِلى الهَلاك.
العلاقات الإنسانيّة
١٠لا تَهجُرِ الصَّديقَ القَديم
فإِنَّ الحَديثَ لا يُساويه.
الصَّديقُ الحَديثُ خَمرَةٌ جَديدَة
إِذا عُتِّقَت طابَ لَكَ شُربُها.
١١لا تَغَرْ مِن نَجاحِ الخاطئ
فإِنَّكَ لا تَعلَمُ كَيفَ تَكونُ عاقِبَتُه.
١٢لا تَرْضَ بِمَا يُرْضي الكافِرين
وٱذكُرْ أَنَّهم حَتَّى مَثْوى الأَمْواتِ لا يُزَكَّون.
١٣تَباعَدْ عَمَّن لَه سُلْطانٌ على القَتْل
فلا تَشعُرَ بِمَخافَةِ المَوت.
وإِن دَنَوتَ مِنه فلا تَغلَطْ
لِئَلَّا يَذهَبَ بِحَياتِكَ
إعْلَمْ أَنَّكَ تَجْتازُ بَينَ الفِخاخ
وتَمشي على أَسْوارِ المَدينة.
١٤عاشِرِ القُرَبَاءَ ما ٱستَطَعتَ وشاوِرِ الحُكَماء.
١٥لِيَكُنْ حَديثُكَ مع العُقَلاء
وجَميعُ كَلامِكَ في شَريعَةِ العَلِيّ.
١٦لِيَكُنِ الأَبْرارُ جُلَساءَك على الطَّعام
وٱفتِخارُكَ بِمَخافَةِ الرَّبّ.
١٧يُثْنى على عَمَلِ أَيدي الصُّنَّاع
أَمَّا رَئيسُ الشَّعبِ فإِنَّه حَكيمٌ بِكَلامِه.
١٨الرَّجُلُ الثَّرْثارُ يُخافُ مِنه في مَدينَتِه
والسَّريعُ الغَضَبِ يُمقَتُ لِكَلامِه.
يشوع بن سيراخ ١٠
الحُكم
١الحاكِمُ الحكيمُ يُؤَدِّبُ شَعبَه
وسُلطَةُ العاقِلِ تَكونُ ثابِتَة
٢كما يَكونُ حاكِمُ الشَّعبِ يَكونُ وُزَراؤُه
وكما يَكونُ رَئيسُ المَدينَةِ
يَكونُ جَميعُ سُكَّانِها.
٣المَلِكُ القَليلُ التَّأديبِ يُدَمِّرُ شَعبَه
والمَدينَةُ تُعمَرُ بِعَقلِ وُلاتِها.
٤مُلكُ الأَرضِ في يَدِ الرَّبّ
فهو يُقيمُ علَيها في الوَقتِ المُناسِبِ
مَن بِه نَفعُها.
٥نجاحُ الرَّجُلِ في يَدِ الرَّبّ
وعلى وَجهِ الكاتِبِ يَجعَلُ مَجدَه.
ذمّ الكبرياء
٦لا تَحْقِدْ على القَريبِ لِأَيِّ ضَرَرٍ كان
ولا تَعمَلْ شَيئًا وأَنتَ مُغْتاظ.
٧الكِبرِياءُ مَمْقوتَةٌ عِندَ الرَّبِّ والنَّاس
والظُّلمُ عِندَ كِلَيهما خَطَأٌ.
٨يَنتَقِلُ المُلكُ مِن أُمَّةٍ إِلى أُمَّة
بالظُّلمِ والعُنْفِ والمال.
٩لِماذا يَتَكَبَّرُ مَن هو تُرابٌ ورَماد
وقد أَنتَنَت أَحْشاؤُه مُدَّةَ حَياتِه؟
١٠المَرَضُ الطَّويلُ يَتَحَدَّى الطَّبيب
ومَلِكُ اليَومِ غَدًا يَموت.
١١حينَ يَموتُ الإِنسان
يَرِثُ الزَّحَّافاتِ والوُحوشَ والدُّود.
١٢أَوَّلُ كِبرِياءِ الإِنْسانِ ٱرتِدادُه عنِ الرَّبّ
حينَ يَبتَعِدُ قَلبُه عنِ الَّذي صَنَعَه.
١٣فإِنَّ أَوَّلَ الكِبرِياءِ هو الخَطيئَة
ومَن تَمَسَّكَ بِها فاضَ قَبائح.
ولِذٰلك أَنزَلَ الرَّبُّ بالمُتَكَبِّرينَ بَلايا غَريبَة
ودَمَّرَهم تَدْميرًا.
١٤قَوَّضَ الرَّبُّ عُروشَ السَّلاطين
وأَجلَسَ الوُدَعاءَ مَكانَهم.
١٥قَلَعَ الرَّبُّ أُصولَ الأُمَم
وغَرَسَ المُتَواضِعينَ مَكانَهم.
١٦قَلَبَ الرَّبُّ بُلْدانَ الأُمَم
وأَبادَها إِلى أُسُسِ الأَرض.
١٧أَقحَلَ بَعضَها وأَبادَ سُكَّانَها
وأَزالَ مِنَ الأَرضِ ذِكرَهم.
١٨لم تُخلَقِ الكِبرِياءُ لِلنَّاس
ولا حِدَّةُ الغَضَبِ لِمَواليدِ النِّساء.
الناس الجديرون بالإكرام
١٩أَيُّ نَسْلٍ جَديرٌ بِالإِكْرام؟ نَسْلُ الإِنسان.
أَيُّ نَسْلٍ جَديرٌ بِالإِكْرام؟ المُتَّقونَ لِلرَّبّ.
أَيُّ نَسْلٍ جَديرٌ بِالِٱحتِقار؟ نَسْلُ النَّاس.
أَيُّ نَسْلٍ جديرٌ بِالِٱحتِقار؟ المُتَعَدُّونَ لِلوَصايا.
٢٠يُكرَمُ الرَّئيسُ بَينَ إِخوَتِه
والمُتَّقونَ لِلرَّبِّ في عَينَيه.
٢٢الغَنِيُّ والمُكَرَّمُ والفَقيرُ فَخرُهم مخافَةُ الرَّبّ.
٢٣لَيسَ مِنَ الحَقِّ أَن يُهانَ الفَقيرُ العاقِل
ولا مِنَ اللَّائِقِ أَن يُكرَمَ الرَّجُلُ الخاطئ.
٢٤العَظيمُ والقاضي والمُقتَدِرُ يُكَرَّمون
ولَيسَ أَحَدٌ مِنهم أَعظَمَ مِمَّن يَتَّقي الرَّبّ.
٢٥العَبدُ الحَكيمُ يَخدُمُه الأَحْرار
والرَّجُلُ العاقِلُ لا يَتَذَمَّرُ مِن ذٰلك.
التواضع والحقّ
٢٦لا تَدَّعِ الحِكمَةَ في القِيامِ بِعَمَلِكَ
ولا تَتَعاظَمْ في وَقتِ شِدَّتِكَ.
٢٧فإِنَّ الَّذي يَعمَلُ وهو في بُحْبوحةٍ
خَيرٌ مِنَ الَّذي يَتَمَشَّى مُتَعاظِمًا
وفيه حاجَةٌ إِلى الخُبْز.
٢٨يا بُنَيَّ مَجِّدْ نَفْسَكَ بِالوَداعة
وأَعْطِها مِنَ الكَرامَةِ ما تَستَحِقّ.
٢٩مَنِ الَّذي يُزَكِّي مَن خَطِئَ إِلى نَفسِه؟
ومَنِ الَّذي يُكرِمُ مَن أَهانَ حَياتَه؟
٣٠يُكرَمُ الفَقيرُ لِأَجلِ عِلمِه
ويُكرَمُ الغَنِيُّ لِأَجلِ غِناه.
٣١مَن أُكرِمَ مع الفَقْرِ فكَيفَ معَ الغِنى؟
ومَن أُهينَ مع الغِنى فكَيفَ معَ الفَقْر؟
يشوع بن سيراخ ١١
لا تَثِقْ بالظواهر
١حِكمَةُ الوَضيعِ تَرفَعُ رَأسَه
وتُجلِسُه في جَماعَةِ العُظَماء.
٢لا تَمدَحِ الرَّجُلَ لِجَمالِه
ولا تَنفُرْ مِنَ الإِنْسانِ لِمَنظَرِه.
٣النَّحلَةُ صَغيرةٌ في الطُّيور
ولكِنَّ ما تَجْنيه رَأسُ كُلِّ حَلاوَة.
٤لا تَفتَخِرْ بِالثِّيابِ الَّتي تَرتَديها
ولا تَتَرَفَّعْ في يَومِ مَجدِكَ
فإِنَّ أَعمالَ الرَّبِّ عَجيبة
وأَفْعالَه خَفِيَّةٌ عنِ البَشَر.
٥كَثيرٌ مِنَ الطُّغاةِ جَلَسوا على التُّراب
والخامِلُ الذِّكْرِ لَبِسَ التَّاج.
٦كَثيرٌ مِنَ المُقتَدِرينَ لَحِقَهم أَشَدُّ الهَوان
والمَشاهيرُ أُسلِموا إِلى أَيدي الآخَرين.
التَّروّي وعدم الاستعجال
٧لا تَذُمَّ قَبلَ أَن تَفحَص
بل فَكِّر أَوَّلًا ثُمَّ وَبِّخْ.
٨لا تُجاوِبْ قَبلَ أَن تَسمَع
ولا تَعتَرِضْ حَديثًا في أَثنائِه.
٩لا تُجادِلْ في أَمرٍ لا يَعْنيكَ
ولا تَجلِسْ لِمُحاكمةِ الخاطِئين.
١٠يا بُنَيَّ لا تُقْدِمْ على أَعمالٍ كَثيرة
فإِنَّكَ إِن أَكثَرتَ مِنها لا تَخْلو مِن مَلامة. حتَّى إِن لاحَقتَها
لا تُدرِكُها ولا تَنْجو بِالهَرَب.
١١رُبَّ إِنْسانٍ يَكِدُّ ويَتَعَبُ ويُسرِع
ولا يَزْدادُ إِلَّا فاقةً.
الاتّكال على الله وحده
١٢ورُبَّ إِنْسانٍ ضَعيفٍ لا سَنَدَ لَه
قَليلِ القُوَّةِ كَثيرِ الفَقْرِ
نَظَرَت إِلَيه عَينا الرَّبِّ بِعَطْف
وأَنهَضَه مِن ضَعَتِه.
١٣ورَفَعَ رأسَه فتَعَجَّبَ مِنه كَثيرٌ منَ النَّاس.
١٤الخَيرُ والشَّرُّ، والحَياةُ والمَوت
والفَقرُ والغِنى مِن عِندِ الرَّبّ.
١٧عَطِيَّةُ الرَّبِّ تَدومُ لِلأَتقِياء
ومَرْضاتُه تَهْديهِم لِلأَبَد.
١٨رُبَّ إِنْسانٍ ٱغتَنى بِٱهتِمامِه وٱقتِصادِه
وهٰذه هي أُجرَتُه:
١٩حينَ يَقول: «قد بَلَغتُ الرَّاحة
وسآكُلُ الآنَ مِن خَيراتي»
وهو لا يَعلَمُ كم يَمْضي مِنَ الزَّمان
حتَّى يَترُكَ ذٰلِكَ لِغَيرِه ويَموت.
٢٠أَقِمْ على عَهدِكَ وٱنصَرِفْ إِلَيه
وٱبلُغِ الشَّيخوخةَ في عَمَلِكَ.
٢١لا تَتَعَجَّبْ مِن أَعْمالِ الخاطِئ
وثِقْ بِالرَّبِّ وثابِرْ على جَهدِكَ
فإِنَّه هَيِّنٌ في عَينَيِ الرَّبِّ
أَن يُغنِيَ الفَقيرَ في الحالِ بَغتَةً.
٢٢بَرَكَةُ الرَّبِّ أُجرَةُ التَّقِيّ
وهو في لَحظَةٍ يَجعَلُ بَرَكَتَه تَزدَهِر.
٢٣لا تَقُلْ: «أَيُّ حاجَةٍ لي؟
وأَيُّ خَيراتٍ تَحصُلُ لي بَعدَ الآن؟»
٢٤لا تَقُلْ: «لي ما يَكْفيني
فأَيُّ سُوءٍ يُصيبُني بَعدَ الآن؟»
٢٥في يَومِ الخَيراتِ تُنْسى البلايا
وفي يَومِ البَلايا لا تُذكَرُ الخَيرات.
٢٦فإِنَّه هَيِّنٌ عِندَ الرَّبِّ
أَن يُجازِيَ الإِنسان
بحَسَبِ طُرُقِه يَومَ المَوت.
٢٧ساعةُ سوءٍ تُنْسي اللَّذَّات
وفي آخِرَةِ الإِنْسانِ تَنكَشِفُ أَعْمالُه.
٢٨لا تُغَبِّطْ أَحَدًا قَبلَ مَوتِه
فإِنَّ الرَّجُلَ يُعرَفُ عِندَ مَوتِه.
الاحتراس من الشرّير
٢٩لا تُدخِلْ كُلَّ إِنْسانٍ إِلى بَيتِكَ
فإِنَّ مَكايِدَ الغَشَّاشِ كَثيرة.
٣٠كالحَجَلِ الصَّيَّادِ في القَفَصِ
هٰكذا قَلبُ المُتَكَبِّر
وهو كجاسوسٍ يَرقُبُ سُقوطَك.
٣١فإِنَّه يَكمُنُ مُحَوِّلًا الخَيرَ إِلى الشَّرّ
وفي خَيرِ الأُمورِ يَجِدُ ما يأخُذُ عَلَيه.
٣٢مِن شَرارةٍ واحِدَةٍ يَندَلِعُ أَتُّونٌ كَبير
والرَّجُلُ الخاطِئُ يَكمُنُ لِلدَّم.
٣٣إِحْذَرْ مِنَ الشِّرِّيرِ فإِنَّه يُدَبِّرُ المَساوِئ
وٱخْشَ أَن يُلحِقَ بِكَ العارَ لِلأَبَد.
٣٤أَدخِلِ الغَريبَ إِلى بَيتِكَ
فيوقِعَكَ في المَتاعِب
ويَقلِبَ علَيكَ أَهلَ بَيتِكَ.
يشوع بن سيراخ ١٢
الإحسانات
١إِذا أَحسَنتَ فٱعلَمْ إِلى مَن تُحسِن
فتَكونَ مَشْكورًا على إِحساناتِكَ.
٢أَحسِنْ إِلى التَّقِيِّ فتَنالَ جَزاءً
إِن لم يَكُنْ مِن عِندِه فمِن عِندِ العَلِيّ.
٣لا إِحسانَ إِلى مَن يَستَمِرُّ في الشَّرِّ
ولا يَتَصَدَّق.
٤أَعْطِ التَّقِيَّ ولا تُساعِدِ الخاطِئ.
٥أَحسِنْ إِلى المُتَواضِعِ ولا تُعْطِ الكافِر.
إِمنَعْه مِن خُبزِه ولا تُعطِه إِيَّاه
لِئَلَّا يَتَقَوَّى بِه عَلَيكَ.
فتَجنِيَ مِنَ الشَّرِّ
أَضعافَ كُلِّ ما كُنتَ تَصنَعُ إِلَيه
مِنَ الإِحسان.
٦إِنَّ العَلِيَّ يَمقُتُ الخاطِئين
ويُكافِئُ الكافِرينَ بِالعِقاب.
٧أَعطِ الصَّالِحَ ولا تُساعِدِ الخاطِئ.
الأصدقاء الصادقون والكاذبون
٨لا يُعرَفُ الصديقُ في السَّرَّاء
ولا يَخْفى العَدُوُّ في الضَّرَّاء.
٩في سَرَّاءِ الرَّجُلِ أَعْداؤُه مَحْزونون
وفي ضَرَّائِه يَنصَرِفُ عَنه حَتَّى صَديقُه.
١٠لا تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا
فإِنَّ خُبثَه كصَدَإِ النُّحاس.
١١وحَتَّى إِن تَواضَعَ ومَشى مُطرِقًا
فتَنَبَّهْ لِنَفسِكَ وٱحتَرِسْ مِنه.
كُنْ معَه كَمن يَجْلي مِرآةً
وٱعلَمْ أَنَّ صَدَأَها لا يَدوم.
١٢لا تَجعَلْه قَريبًا مِنكَ
لِئَلَّا يَقلِبَكَ ويُقيمَ في مَكانِكَ.
لا تُجلِسْه عن يَمينِكَ
لِئَلَّا يَطمَعَ في كُرسِيِّكَ
فتَفهَمَ كَلامي أَخيرًا وتَتَحَسَّرَ على أَقْوالي.
١٣مَنِ الَّذي يَرحَمُ حاوِيًا لَدَغَته الحَيَّة
وجميعَ الَّذينَ يَدْنونَ مِنَ الوُحوش؟
١٤ذٰلك شَأنُ الَّذي يَسيرُ مع الرَّجُلِ الخاطِئ
ويَتَوَرَّطُ في خَطاياه.
١٥إِنَّه يَبْقى معَكَ ساعةً
وإِنِ انثَنَيتَ لا يَتمالَك.
١٦العَدُوُّ على شَفَتَيهِ حَلاوَة
وفي قَلبِه يَنْوي أَن يُسقِطَكَ في الحُفرَة.
العَدُوُّ تَدمَعُ عَيناه
وإِن صادَفَ فُرصَةً لا يَشبَعُ مِنَ الدَّم.
١٧إِن أَصابَكَ شَرٌّ وَجَدتَه هُناكَ قد سَبَقَكَ
يَظهَرُ أَنَّه يُساعِدُكَ فيَعقِلُ عَقِبَكَ.
١٨يَهُزُّ رَأسَه ويُصَفِّقُ بِيَدَيه
ويَهمِسُ بِأَشياءَ كَثيرةٍ ويُغَيِّرُ وَجهَه.
يشوع بن سيراخ ١٣
معاشرة الأنداد
١مَن لَمَسَ القَطْرانَ تَوَسَّخ
ومَن عاشَرَ المُتَكَبِّرَ أَشبَهَه.
٢لا تَرْفَعْ ثِقَلًا يَفوقُ طاقَتَكَ
ولا تُعاشِرْ مَن هو أَقْوى وأَغْنى مِنكَ.
كَيفَ يُقرَنُ بَينَ قِدْرِ الخَزَفِ والمِرجَل؟
إِنَّها إِذا صُدِمَت تَنكَسِر.
٣الغَنِيُّ يَظلِمُ ويَسخَط
والفَقيرُ يُظلَمُ ويَتَضَرَّع
٤إِن كُنتَ نافِعًا ٱستَغَلَّكَ
وإِن كُنتَ مُعوِزًا خَذَلَك.
٥إِن كانَ لَكَ مالٌ عاشَرَكَ وٱستَنفَدَ مالَكَ
وهو ناعِمُ البال.
٦إِن كانَت لَه بِكَ حاجَةٌ غَرَّكَ
وتَبَسَّمَ إِلَيكَ وأَمَّلَكَ
وكَلَّمَكَ بِالخَيرِ فقالَ: «ما حاجَتُكَ؟»
٧يُخجِلُكَ في مَآدِبِه حَتَّى يَستَنفِدَ مالَكَ
في مَرَّتَينِ أَو ثَلاثٍ وأَخيرًا يَستَهزِئُ بِكَ. ويَراكَ بَعدَ ذٰلك فيَخذُلُكَ
ويَهُزُّ رَأسَه في شَأنِكَ.
٨إِحْذَرْ أَن تَغتَرَّ وتُذَلَّ في غَبائِكَ.
٩إِذا دَعاكَ مُقتَدِرٌ فتَوارَ
فيَزْدادُ دَعوَةً لَكَ.
١٠لا تَقتَحِمْ لِئَلَّا تُطرَد
ولا تَقِفْ بَعيدًا لِئَلَّا تُنْسى.
١١لا تُقْدِمْ على مُحادَثَتِه كالنِّدِّ لِلنِّدّ
ولا تَثِقْ بِأَحاديثِه الطَّويلة
فإِنَّه بِكَثرَةِ كَلامِه يَختَبِرُكَ
وبِتَبَسُّمِه إِلَيكَ يَفحَصُكَ.
١٢إِنَّه بِلا رَحمَةٍ ذٰلِكَ الَّذي لا يُمسِكُ كَلامَه
ولا يُوَفِّرُ عَلَيكَ الضَرَباتِ ولا القُيود.
١٣إِحْذَرْ وتَنَبَّهْ فإِنَّكَ تَمْشي على شَفى السُّقوط.
١٥كُلُّ كائِنٍ حَيٍّ يُحِبُّ ٱبنَ جِنْسِه
وكُلُّ إِنْسانٍ يُحِبُّ قَريبَه.
١٦كُلُّ ذي جَسَدٍ يَقتَرِنُ بِحَسَبِ جِنْسِه
والرَّجُلُ يُلازِمُ ٱبنَ جِنْسِه.
١٧أَيُّ شَرِكَةٍ بَينَ الذِّئبِ والحَمَل؟
ذٰلك شأنُ الخاطئ مع التَّقِيّ.
١٨أَيُّ سَلامٍ بَينَ الضَّبْعِ والكَلْب؟
وأَيُّ سَلامٍ بَينَ الغَنِيِّ والفَقير؟
١٩حَميرُ الوَحْشِ في البَرِّيَّةِ صَيدُ الأُسود
وكذٰلِكَ الفُقَراءُ هم مَراعي الأَغنِياء.
٢٠التَّواضُعُ قَبيحةٌ عِندَ المُتَكَبِّر
وهٰكذا الفَقيرُ قَبيحَةٌ عِندَ الغَنِيّ.
٢١الغَنِيُّ إِذا تَرَنَّحَ يَسنِدُه أَصدِقاؤُه
والمِسْكينُ إِذا سَقَطَ فأَصدِقاؤُه يَنبِذونَه.
٢٢يَزِلُّ الغَنِيُّ فيُعينُه كَثيرون
ويَتَكَلَّمُ بِالمُنكَراتِ فيُبَرِّئونَه.
يَزِلُّ المِسْكينُ فيُوَبِّخونَه
ويَتَكَلَّمُ كَلامًا مَعْقولًا
فلا يُفسَحُ في المَكانِ لَه.
٢٣يَتَكَلَّمُ الغَنِيُّ فيُنصِتُ الجَميع
ويَرفَعونَ قَولَه إِلى الغُيوم.
يَتَكَلَّمُ الفَقيرُ فيَقولون: «مَن هٰذا؟»
وإِن زَلَّ يَصرَعونَه.
٢٤الغِنى يَحسُنُ بِمَن لا خَطيئَةَ لَه
والفَقْرُ مُستَقبَحٌ في فَمِ الكافِر.
٢٥قَلبُ الإِنسانِ يُحَوِّلُ وَجهَه
إِمَّا إِلى الخَيرِ وإِمَّا إِلى الشَّرّ.
٢٦طَلاقَةُ الوَجْهِ مِن طيبِ القَلْب
والبَحْثُ عنِ الأَمْثالِ يُجهِدُ الأَفْكار.
يشوع بن سيراخ ١٤
السعادة الحقيقيّة
١طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي لم يَزِلَّ بِفَمِه
ولا يُعَذِّبُه الحُزنُ على خَطاياه!
٢طوبى لِمَن لا تَحكُمُ علَيه نَفْسُه
ولم يَخِبْ رَجاؤُه.
الحَسَد والبُخل
٣الغِنى لا يَحسُنُ بِالرَّجُلِ الشَّحيح
وما مَنفَعَةُ الأَمْوالِ مع الإِنْسانِ الحَسود؟
٤مَن جَمَعَ المالَ بِحِرمانِ نَفْسِه جَمَعَه للآخَرين
ويَتَنَعَّمُ بِخَيراتِه غَيرُه.
٥مَن أَساءَ إِلى نَفسِه فإِلى مَن يُحسِن؟
وهو لا يَتَمَتَّعُ بِأَمْوالِه.
٦لا أَسوأَ مِمَّن يَحسُدُ نَفْسَه.
ذٰلك جَزاءُ خُبثِه.
٧وإِن هو أَحسَنَ فعَن سَهْوٍ
وفي الآخِرِ يُبْدي خُبثَه.
٨خَبيثٌ مَن يَحسُدُ بِعَينِه
ويُحَوِّلُ وَجهَه ويَحتَقِرُ النَّاس.
٩عَينُ الجَشِعِ لا تَشبَعُ مِن نَصيبِه
والطَّمَعُ السَّيِّئُ يُجَفِّفُ النَّفْس.
١٠العَينُ الشَّرِّيرَةُ تَحسُدُ على الخُبْز
وعلى مائِدَتِها يَكونُ العَوَز.
١١يا بُنَيَّ، بِحَسَبِ ما تَملِكُ أَنفِقْ على نَفْسِكَ
وقَرِّبْ لِلرَّبِّ تَقادِمَ تَليقُ بِه.
١٢أُذْكُرْ أَنَّ المَوتَ لا يُبطِئ
وأَنَّ عَهدَ مَثْوى الأَمْواتِ لم يُكشَفْ لَكَ.
١٣قَبلَ أَن تَموتَ أَحسِنْ إِلى صَديقِكَ
وعلى قَدْرِ طاقَتِكَ ٱبسُطْ يَدَكَ وأَعْطِه.
١٤لا تَحرِمْ نَفسَكَ مِن يَومٍ صالِحٍ ولا
يَفُتْكَ نَصيبُكَ مِن رَغبَةٍ صالِحة.
١٥أَلَستَ مُخَلِّفًا ثَمَرَ أَتْعابِكَ لِآخَر
وثَمَرَ جُهودِكَ لِلٱقتِسامِ بِالقُرْعَة؟
١٦أَعْطِ وخُذْ ومَتِّعْ نَفْسَكَ
فلا سَبيلَ إِلى ٱلتِماسِ اللَّذَّةِ في مَثْوى الأَمْوات.
١٧كُلُّ جَسَدٍ يَبْلى مِثْلَ الثَّوب
فالسُّنَّةُ مُنذُ البَدْء أَن «مَوتًا تَموت»
١٨فكَما أَنَّ أَوراقَ شَجَرَةٍ كَثيفةٍ
تارةً تَسقُطُ وتارةً تَنبُت
كذٰلِكَ أَجْيالُ اللَّحْمِ والدَّم:
بَعضُهم يَموتُ وبَعضُهم يولَد.
١٩كُلُّ عَمَلٍ فاسِدٍ يَزول وعامِلُه يَذهَبُ معه.
سعادة الحكيم
٢٠طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَتَأَمَّلُ في الحِكمَة
ويُفَكِّرُ بِعَقلِه
٢١ويتأَمَّلُ في طُرُقِها في قَلبِه
ويُمعِنُ النَّظَرَ في أَسْرارِها.
٢٢يَسْعى وَراءَها كالصَّيَّاد ويَتَرَصَّدُ آثارَها
٢٣ويَتَطَلَّعُ مِن كُوَّاتِها ويَتَسَمَّعُ عِندَ أَبْوابِها
٢٤ويُقيمُ بِقُربِ بَيتِها
ويَضرِبُ وَتِدًا في أَسْوارِها
٢٥ويَنصِبُ خَيمَتَه بِجانِبِها
ويُقيمُ بِمُقامِ السَّعادة.
٢٦يَجعَلُ أَولادَه في كَنَفِها
ويَسكُنُ تَحتَ أَغْصانِها.
٢٧يَستَتِرُ بِظِلِّها مِنَ الحَرّ
وفي مَجدِها يُقيم.
يشوع بن سيراخ ١٥
١الَّذي يَتَّقي الرَّبَّ يَعمَلُ ذٰلك
والَّذي يُمسِكُ بِالشَّريعةِ يَنالُ الحِكمَة.
٢تُبادِرُ إِلَيه كَأُمٍّ وتُرَحِّبُ بِه كٱمرَأَةٍ بِكْرٍ
٣تُطعِمُه خُبْزَ العَقل وتَسْقيه ماءَ الحِكمَة.
٤يَستَنِدُ إِلَيها فلا يَنثَني
ويَتَمَسَّكُ بِها فلا يُخْزى
٥فتَرفَعُ مَقامَه عِندَ أَصْحابِه
وتَفتَحُ فاه في الجَماعة.
٦يَجِدُ السُّرورَ وإِكْليلَ الِٱبتِهاج
ويَرِثُ ٱسْمًا أَبَدِيًّا.
٧النَّاسُ الأَغْبِياءُ لا يُدرِكونَها
والخاطِئونَ لا يَرونَها أَبَدًا.
٨إِنَّها بَعيدةٌ عنِ الكِبرِياء
والكَذَّابونَ لا يَذكُرونَها.
٩لا يَجمُلُ الحَمدُ في فمِ الخاطِئ
لأَنَّ الرَّبَّ لا يُرسِلُه إِلَيه
١٠لِأَنَّ الحمدَ يُعَبَّرُ عنه بِالحِكمَة والرَّبَّ يَهْديه.
الحرّيّة البشريّة
١١لا تَقُلْ: «الرَّبُّ جَعَلَني أَحيد»
فإِنَّه لا يَعمَلُ ما يَمقُتُه.
١٢لا تَقُلْ: «هو أَضَلَّني»
فإِنَّه لا حاجَةَ لَه في الرَّجُلِ الخاطِئ».
١٣الرَّبُّ يُبغِضُ كُلَّ قَبيحة
ولَيسَت بِمَحْبوبةٍ عِندَ الَّذينَ يَتَّقونَه.
١٤هو صَنَعَ الإِنْسانَ في البَدْء
وتَرَكَه يَستَثيرُ نَفسَه.
١٥فإِن شِئتَ حَفِظتَ الوَصايا
وأَتمَمتَ ما يُرْضيه بِأَمانة.
١٦وَضَعَ أَمامَكَ النَّارَ والماء
فتَمُدُّ يَدَكَ إِلى ما شِئتَ.
١٧الحَياةُ والمَوتُ أَمامَ النَّاس
فما أَعجَبَهم يُعْطى لَهم.
١٨إِنَّ حِكمَةَ الرَّبِّ عَظيمة
وهو قَوِيٌّ قَديرٌ يَرى كُلَّ شَيء.
١٩وعَيناه إِلى الَّذينَ يَتَّقونَه
وهو يَعلَمُ كُلَّ أَعْمالِ الإِنْسان.
٢٠لم يُوصِ أَحَدًا أَن يَكونَ كافِرًا
ولا أَذِنَ لِأَحَدٍ أَن يَخطَأ.
يشوع بن سيراخ ١٦
اللَّعنة على الكافرين
١لا تَشتَهِ كَثرَةَ أَولادٍ لا خَيرَ فيهم
ولا تَفرَحْ بِالبَنينَ الكافِرين.
٢حَتَّى إِن كَثُرَ عَدَدُهم فلا تَفرَح
إِذا لم تَكُنْ فيهم مَخافةُ الرَّبّ.
٣لا تَعتَمِدْ على طولِ حَياتِهم
ولا تَستَنِدْ إِلى عَدَدِهم.
وَلَدٌ واحِدٌ خَيرٌ من أَلْف
والمَوتُ بِلا وَلَدٍ خَيرٌ مِنَ الأَولادِ الكافرين.
٤لِأَنَّه بِعاقِلٍ واحِدٍ تُعمَرُ المَدينة
ولكِنَّ قَبيلةَ الآثِمينَ تُباد.
٥عَيني رَأَت كَثيرًا مِن أَمْثالِ هٰذه
وأُذُني سَمِعَت بِأَعظَمَ مِنها.
٦في جَماعةِ الخاطِئينَ تَشتَعِلُ النَّار
وفي الأُمَّةِ المُتَمَرِّدةِ ٱضطَرَمَ الغَضَب.
٧لم يَعْفُ اللهُ عنِ الجَبابِرَةِ الأَوَّلينَ
الَّذينَ تَمَرَّدوا بِقُوَّتِهم.
٨ولم يُشفِقْ على قَومِ لوط
وكانَ يَمقُتُهم لِكِبريائِهم.
٩ولم يَرحَمْ أُمَّةَ الهَلاك
أُولٰئِكَ المُتَباهينَ بِخَطاياهم.
١٠وكذٰلك السِّتُّ مِئةِ أَلْفٍ مِنَ الرَّجَّالة
الَّذينَ تَجَمَّعوا في قَساوةِ قُلوبهم.
١١بل لَو وُجِدَ واحِدٌ قاسي الرَّقبَة
لَكانَ مِنَ العَجَبِ أَن يَبْقى بِلا عِقاب.
لِأَنَّ الرَّحمَةَ والغَضَبَ مِن عِندِه
وهو قَديرٌ على الغُفْرانِ وساكِبٌ لِلغَضَب.
١٢كما أَنَّه كَثيرُ الرَّحمَة
هٰكذا هو كَثيرُ الِٱستِنْكار
فيَدينُ الرَّجُلَ بِحَسَبِ أَعْمالِه.
١٣لا يُفلِتُ الخاطِئُ بِغَنائِمِه
ولا يَضيعُ صَبرُ التَّقِيّ.
١٤لِكُلِّ عَمَلِ رَحمَةٍ يَجعَلُ مَكانًا
وكُلُّ واحِدٍ يَلْقى ما تَستَحِقُّ أَعْمالُه.
المكافأة أمر أكيد
١٧لا تَقُلْ: «سأَتَوارى عنِ الرَّبِّ
ومِنَ العُلى مَنِ الَّذي يَذكُرُني؟
في وَسْطِ شَعْبٍ كَثيرٍ لا أُعرَف،
ومَن أَنا في خَلْقٍ لا يُقَدَّر؟»
١٨ها إِنَّ السَّماءَ وسَماءَ السَّماءِ والغَمْرَ والأَرضَ
تَتَزَعْزَعُ عِندَ ٱفتِقادِه
١٩والجِبالُ وأُسُسُ الأَرضِ تَرتَعِدُ رُعْبًا
عِندَما يَنظُرُ إِلَيها.
٢٠ولٰكِنَّ القَلبَ لا يَتَأَمَّلُ في ذٰلك
ومَنِ الَّذي يَنتَبِهُ لِطُرُقِه؟
٢١وكالزَّوبَعةِ الَّتي لا يُبصِرُها الإِنْسان
فإِنَّ أَكْثَرَ أَعْمالِ الرَّبِّ في الخَفاء.
٢٢«أَعْمالُ البِرِّ مَن يُخبِرُ بِها؟
أَو مَن يَتَوَقَّعُها؟ فإِنَّ العَهدَ بَعيد».
٢٣الفاقِدُ القَلبِ يَتَأَمَّلُ في ذٰلك
والرَّجُلُ الغَبِيُّ الضَّالُّ يَتَأَمَّلُ في الحَماقات.
الإنسان في الخليقة
٢٤إِسمَعْ لي يا بُنَيَّ وخُذِ العِلم
ووَجِّه قَلبَكَ إِلى كَلامي.
٢٥أَكشِفُ عنِ التَّأديبِ بِوَزنٍ
وأُعلِنُ العِلمَ بِتَدْقيق.
٢٦لَمَّا خَلَقَ الرَّبُّ أَعْمالَه في البَدءِ
مَيَّزَ أَجْزاءَها مُنذُ إِنْشائِها.
٢٧زَيَّنَ أَعْمالَه لِلأَبَدِ مُنذُ مَبادِئِها
إِلى أَجْيالِها البَعيدة.
فلا تَجُوعُ ولا تَتْعَبُ ولا تَترُكُ عَمَلَها.
٢٨لا يَصدِمُ الواحِدُ جارَه
ولا تَعْصي كَلِمَتَه أَبَدًا.
٢٩وبَعدَ ذٰلك نَظَرَ الرَّبُّ إِلى الأَرض
ومَلأَها مِن خَيراتِه
٣٠وغَطَّى وَجهَها بِجَميعِ أَنواعِ الحَيَوانات وإِلَيها تَعود.
يشوع بن سيراخ ١٧
١خَلَقَ الرَّبُّ الإِنسانَ مِنَ الأَرض
وإِلَيها أَعادَه.
٢جَعَلَ لِلنَّاسِ أَيَّامًا مَعْدودةً ووَقتًا مُعَيَّنًا
وأَولاهم سُلْطانًا على كُلِّ ما فيها.
٣ وأَلبَسَهم قُوَّةً كالَّتي لَه وصَنَعَهم على صورَتِه.
٤وأَلْقى رُعبَ الإِنسانِ على كُلِّ ذي جَسَد
لِكَي يَتَسَلَّطَ على الوُحوشِ والطُّيور.
٦وأَعْطاهم عَقلًا ولِسانًا
وعَينَينِ وأُذُنَينِ وقَلْبًا لِلتَّفْكير.
٧ومَلَأَهم مِنَ العِلمِ والفِطنَة
وأَطلَعَهم على الخيرِ والشَّرّ.
٨وجَعَلَ عَينَه على قُلوبِهم
لِيُظهِرَ لَهم عَظَمَةَ أَعْمالِه.
١٠ويَحمَدونَ ٱسمَه القُدُّوس
لِيُخبِروا بِعَظَائِمِ أَعْمالِه.
١١وزادَهُم العِلمَ وأَورَثَهم شَريعةَ الحَياة.
١٢وعاهَدَهم عَهدًا أَبَدِيًّا وأَراهم أَحْكامَه.
١٣فرَأَت عُيونُهم عَظَمَةَ مَجدِه
وسَمِعَت آذانُهم مَجْدَ صَوتِه.
١٤وقالَ لَهم: «إِحتَرِسوا مِن كُلِّ ظُلْم»
وأَوصاهم كُلَّ واحِدٍ في حَقِّ قَريبِه.
القاضي الإلهيّ
١٥طُرُقُهم أَمامَه في كُلِّ حين
فهي لا تَخْفى عن عَينَيه.
١٧لِكُلِّ أُمَّةٍ أَقامَ رَئيسًا
وأَمَّا إِسْرائيلُ فهو نَصيبُ الرَّبّ.
١٩جَميعُ أَعْمالِهم كالشَّمْسِ أَمامَه.
وعَيناه على الدَّوامِ تَنظُرانِ إِلى طُرُقِهم.
٢٠لا تَخْفى علَيه مَظالِمُهم
بل جَميعُ خَطاياهم أَمامَ الرَّبّ.
٢٢صَدَقَةُ الرَّجُلِ كخاتَمٍ عِندَه
فيَحفَظُ الإِحْسانَ كَحَدَقَةِ العَين.
٢٣وبَعدَ ذٰلك يَقومُ ويُجازيهم
يُجازيهم جَزاءَهم على رُؤُوسِهم.
٢٤لٰكِنَّه يَجعَلُ لِلتَّائِبينَ مَرجِعًا
ويُعَزِّي فاقِدي الصَّبْر.
دعوة إلى التوبة
٢٥تُبْ إِلى الرَّبِّ وأَقْلِعْ عنِ الخَطايا
تَضَرَّعْ أَمامَ وَجهِه وأَقلِلْ مِنَ العَثَرات.
٢٦إِرجِعْ إِلى العَلِيِّ وأَعرِضْ عنِ الظُّلْم
وأَبغِضِ القَبيحةَ أَشَدَّ بُغْض.
٢٧فمَن يُسَبِّحُ العَلِيَّ في مَثْوى الأَموات
إِن لم يَحمَدْه الأَحْياء؟
٢٨لا حَمدَ عِندَ المَيتِ الَّذي لا وُجودَ لَه
فلا يَحمَدُ الرَّبَّ إِلَّا الحَيُّ المُعافى.
٢٩ما أَعظَمَ رَحمَةَ الرَّبِّ وعَفوَه
لِلَّذينَ يَتوبونَ إِلَيه!
٣٠فلَيسَ في النَّاسِ قُدرَةٌ على كُلِّ شَيء
لِأَنَّ ٱبنَ الإِنْسانِ لَيسَ بِخالِد.
٣١أَيُّ شَيءٍ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْس؟
وهي مع ذٰلك تَكسِف
واللَّحمُ والدَّمُ يَرغَبانِ في الشَّرّ.
٣٢الرَّبُّ يُراقِبُ جَيشَ السَّماءِ العُلْيا
وجَميعُ النَّاسِ تُرابٌ ورَماد.
يشوع بن سيراخ ١٨
عظمة الله
١الحَيُّ لِلأَبَدِ خَلَقَ جَميعَ الأَشْياءِ معًا.
٢الرَّبُّ وَحدَه يُزَكَّى.
٤لم يَسمَحْ لِأَحَدٍ أَن يُخبِرَ بِأَعْمالِه
ومَنِ الَّذي ٱستَقْصى عَظائِمَه؟
٥مَنِ الَّذي يُحْصي قُدرَةَ عَظَمَتِه؟
ومَنِ الَّذي يُقدِمُ على رِوايَةِ مَراحِمِه؟
٦لا سَبيلَ إِلى الإِسقاطِ مِنها ولا الزِّيادةِ علَيها
ولا سَبيلَ إِلى ٱستِقصاءِ عَجائبِ الرَّبّ.
٧إِذا أَتَمَّ الإِنسانُ فحينَئذٍ يَبتَدِئ
وإِذا تَوَقَّفَ فحينَئِذٍ يَكونُ في حَيرة.
عَدَم الإنسان
٨ما الإِنسان؟ وما مَنفَعَتُه؟
ما خَيرُه وما شَرُّه؟
٩عَدَدُ أَيَّامِ الإِنسانِ على الأَكثَرِ مِئَةُ سَنَة.
١٠كنُقطَةِ ماءٍ مِنَ البَحرِ وكذَرَّةٍ مِنَ الرَّمل
هٰكذا هي هٰذه السِّنونَ القَليلةُ أَمامَ الأَبَدِيَّة.
١١فلِذٰلك طالَت علَيهم أَناةُ الرَّبّ
وأَفاضَ علَيهم رَحمَتَه.
١٢رأَى وعَلِمَ ما أَشْقى نِهايَتَهم
فلِذٰلك أَكثَرَ مِنَ العَفْو.
١٣رَحمَةُ الإِنسانِ لِقَريبِه
أَمَّا رَحمَةُ الرَّبِّ فلِكُلِّ ذي جَسَد:
يُوَبِّخُ ويُؤَدِّبُ ويُعَلِّمُ
ويَرُدُّ كالرَّاعي رَعِيَّتَه.
١٤يَرحَمُ الَّذينَ يَقبَلونَ التَّأديب
ويُبادِرونَ إِلى أَحْكامِه.
كيفيّة العطاء
١٥يا بُنَيَّ، لا تَقرِنِ الصَّنيعةَ بِالمَلامة
ولا العَطايا بِالكَلامِ المُكَدِّر.
١٦أَليسَ النَّدى يُسَكِّنُ القَيظ؟
فهٰكذا الكَلامُ أَفضَلُ مِنَ العَطِيَّة.
١٧أَما تَرى أَنَّ الكَلامَ أَفضَلُ مِنَ العَطِيَّة؟
وكِلاهُما عِندَ الرَّجُلِ المُحسِن.
١٨الأَحمَقُ يُعَنِّفُ ولا يَلطُف
وعَطِيَّةُ الحاسِدِ تُحرِقُ العُيون.
التفكير والاحتياط
١٩قَبْلَ الكَلامِ تَعَلَّمْ
وقَبْلَ المَرَضِ ٱعتَنِ بِصِحَّتِكَ
٢٠وقَبْلَ القَضاءِ ٱفحَصْ نَفسَكَ
فتَنالَ العَفْوَ ساعةَ الِٱفتِقاد.
٢١قَبْلَ المَرَضِ كُن مُتَواضِعًا
وعِندَ ٱرتِكابِ الخَطايا أَظْهِرْ تَوبَتَكَ.
٢٢لا يَمنَعْكَ شَيءٌ مِن قَضاءِ نَذرِكَ في وَقتِه
ولا تَنتَظِرْ ساعةَ المَوتِ لِتُؤَدِّيَ ما علَيكَ
٢٣قَبْلَ القِيامِ بِنَذْرٍ هَيِّئْ نَفسَكَ
ولا تَكُنْ كإِنْسانٍ يُجَرِّبُ الرَّبّ.
٢٤تَذَكَّرْ غَضَبَ الأَيَّامِ الأَخيرة
ووَقتَ العِقابِ عِندَ تَحَوُّلِ وَجهِ الرَّبّ.
٢٥في وَقتِ الشِّبَعِ ٱذكُرْ وَقتَ الجوع
وفي أَيَّامِ الغِنى ٱذكُر الفَقَر والعَوَز.
٢٦بَينَ الفَجْرِ والمَساءِ يَتَغَيَّرُ الزَّمان
وكُلُّ شَيءٍ يَمُرُّ سَريعًا أَمامَ الرَّبّ.
٢٧الحَكيمُ يَتَحَذَّرُ في كُلِّ شَيء
وفي أَيَّامِ الخَطايا يَحتَرِزُ مِنَ الهَفَوات.
٢٨كُلُّ عاقِلٍ يَعرِفُ الحِكمَة
ويَشهَدُ لِمَن يَجِدُها.
٢٩العُقَلاءُ في الكَلامِ هم أَيضًا حُكَماء
ويُمطِرونَ الأَمْثالَ السَّديدة.
التمالُك
٣٠لا تَتَّبِعْ أَهْواءَكَ، بلِ ٱكبَحْ شَهَواتِكَ.
٣١فإِنَّكَ إِنْ أَبَحتَ لِنَفسِكَ الرِّضا بِالشَّهوَة
جَعَلَتكَ شَماتةً لِأَعْدائِكَ.
٣٢لا تَستَمتِعْ بِكَثْرَةِ المَآكِل
ولا تُلزِمْ نَفْسَكَ الإِنْفاقَ علَيها.
٣٣لا تُفقِرْ نَفْسَكَ بِالمَآدِبِ
تُنفِقُ علَيها مِنَ الدَّين
ولَيسَ في كيسِكَ شَيء.
يشوع بن سيراخ ١٩
١العامِلُ الشِّرِّيبُ لا يَغتَني
والَّذي يَحتَقِرُ اليَسيرَ يَسقُطُ شَيئًا فشَيئًا.
٢الخَمرُ والنِّساءُ تُضَلِّلُ العُقَلاء
والَّذي يُعاشِرُ الزَّواني يَزْدادُ وَقاحةً.
٣العَفَنُ والدُّودُ يَرِثانِه
والنَّفْسُ الوَقِحَةُ تُستَأصَل.
ذمّ الثرثرة
٤مَن أَسرَعَ إِلى الثِّقَةِ فهُو خَفيفُ العَقْل
ومَن خَطِئَ فهو مُجرِمٌ إِلى نَفْسِه.
٥الَّذي يَستَمتِعُ بِالإِثْمِ يُحكَمُ علَيه
٦والَّذي يَكرَهُ الثَّرثَرَةَ يَنْجو مِنَ الشَّرّ.
٧لا تَنقُلْ أَبَدًا ما يُقال فلا تَكونُ خاسِرًا.
٨لا تُخْبِرْ بِه صَديقَكَ ولا عَدُوَّكَ
ولا تَكشِفْه ما لم تخطَأْ إِن كَتَمتَه.
٩فَقَد يَسمَعُكَ ويَحتَرِسُ مِنكَ
ويُبغِضُكَ إِذا حانَ الوَقْت.
١٠هل سَمِعتَ كَلامًا؟ فلْيَمُتْ عِندَكَ
وتَشَدَّدْ فإِنَّه لن يَشُقَّكَ.
١١أَمامَ كَلِمَةٍ يَتَمَخَّضُ الأَحمَق
كما تَتَمَخَّضُ الوالِدَةُ بِالجَنين.
١٢السَّهمُ المَغْروزَةُ في لَحمِ الفَخِذ
هٰكذا الكَلِمَةُ في جَوفِ الأَحمَق.
التثبُّت مِمَّا يُسمَع
١٣إِسأَلْ صَديقَكَ فلَعَلَّه لم يَفعَلْ شَيئًا
وإِن كانَ قد فَعَلَه فلا يَعودُ يَفعَلُه.
١٤إِسأَلْ جارَكَ فلَعَلَّه لم يَقُلْ شَيئًا
وإِن كانَ قد قالَ فلا يُكَرِّرُ القَول.
١٥إِسأَلْ صَديقَكَ فالِٱفتِراءُ كَثير
ولا تُصَدِّقْ كُلَّ ما يُقال.
١٦فرُبَّ ٱمرئٍ يَزِلُّ بِغَيرِ تَعَمُّد
ومَنِ الَّذي لم يَخطَأْ بِلِسانِه؟
١٧إِسأَلْ جارَكَ قَبلَ أَن تُهَدِّدَه
ودَعْ شَريعةَ العَلِيِّ تَأخُذُ مَجْراها [١٨، ١٩٭].
الحكمة الصادقة والحكمة الكاذبة
٢٠كُلُّ حِكمَةٍ مَخافةُ الرَّبّ
وفي كُلِّ حِكمَةٍ العَمَلُ بِالشَّريعَة[٢١٭].
٢٢ولَيسَتِ الحِكمَةُ عِلمَ الشَّرّ
ولَيسَتِ الفِطنَةُ في نَصيحَةِ الخاطِئين.
٢٣فإِنَّ مِنَ المَهارَةِ ما هو قبيحة
ومِنَ الأَغْبِياءِ مَن أَعوَزَته الحِكمَة.
٢٤النَّاقِصُ العَقلِ وهو تَقِيٌّ
خَيرٌ مِن وافِرِ الفِطنَةِ وهو يَتَعَدَّى الشَّريعة.
٢٥ورُبَّ مَهارةٍ مُحكَمةٍ وهي ظالِمة
ورُبَّ رَجُلٍ يَخدَعُ لِيُثبِتَ حَقَّه.
٢٦رُبَّ رَجُلٍ يَسيرُ مُنحَنِيًا تَحتَ وَطأَةِ الحُزْن
وباطِنُه مَمْلوءٌ مَكْرًا.
٢٧يَحجُبُ وَجهَه ويُصِمُّ أُذُنَيه
وحينَ لا يَشعُرُ بِه أَحَدٌ يَتَغَلَّبُ علَيكَ.
٢٨وإِن مَنَعَه العَجْزُ مِنِ ٱرتِكابِ الخَطيئَة
فصادَفَ فُرصةً أَساءَ.
٢٩مِن مَنظَرِهِ يُعرَفُ الرَّجُل
ومِن هَيئَةِ وَجهِه يُعرَفُ العاقِل.
٣٠لِباسُ الرَّجُلِ وضِحكَةُ الأَسْنان
ومِشيَةُ الإِنْسانِ تُخبِرُ بِما هو.
يشوع بن سيراخ ٢٠
السكوت والكلام
١رُبَّ تَوبيخٍ لَيسَ في مَحَلِّه
ورُبَّ صامِتٍ عن فِطنَة.
٢التَّوبيخُ خَيرٌ مِن إِضْمارِ الغَضَب.
٣والمُعتَرِفُ بِخَطَإِه يَنْجو مِنَ الخُسْران.
٤كالخَصِيِّ المُشْتَهي فَضَّ بَكارَةِ فَتاة
هٰكذا مَن يَستَعمِلُ العُنْفَ في إِجْراءِ الحُكْم.
٥رُبَّ ساكِتٍ يُعَدُّ حَكيمًا
ورُبَّ رَجُلٍ يُكرَهُ لِطولِ حَديثِه.
٦رُبَّ أَحَدٍ يَسكُتُ لِأَنَّه لا يَجِدُ جَوابًا
ورُبَّ أَحَدٍ يَسكُتُ
لِأَنَّه يَعرِفُ الوَقتَ المُناسِب.
٧ الإِنْسانُ الحَكيمُ يَسكُتُ إِلى الوَقتِ المُناسِب
أَمَّا الثَّرثارُ والغَبِيُّ
فإِنَّ الوَقتَ المُناسِبَ يَفوتُهما.
٨الكثيرُ الكَلامِ يُمقَت
والفارِضُ نَفْسَه يُبغَض.
٩رُبَّ رَجُلٍ يَستَفيدُ مِن مَساوِئِه
ورُبَّ ضَربَةِ حَظٍّ تَكونُ لِخُسْرانِه.
١٠رُبَّ عَطِيَّةٍ لا تَنفَعُكَ
ورُبَّ عَطِيَّةٍ تَكونُ مُضاعَفَةَ الجَزاء.
١١رُبَّ مَجْدٍ سَبَّبَه الِٱنحِطاط
ورُبَّ ٱمرئٍ رَفَعَ رأسَه بَعدَ الذُّلّ.
١٢رُبَّ مُشتَرٍ كَثيرًا بِقَليل
يَدفَعُ ثَمَنَه سَبعَةَ أَضْعاف.
١٣الحَكيمُ يُحَبِّبُ نَفْسَه بِالكَلام
ونِعَمُ الحَمْقى تَذهَبُ سُدًى.
١٤عَطِيَّةُ الغَبِيِّ لا تَنفَعُكَ
لِأَنَّ لَه عِوَضَ العَينَينِ عُيونًا.
١٥يُعْطي يَسيرًا ويُهينُ كَثيرًا
ويَفتَحُ فاهُ مِثْلَ المُنادي.
يُقرِضُ اليَومَ ويُطالِبُ غَدًا:
إِنَّ إِنْسانًا مِثْلَ هٰذا لَبَغيض.
١٦يَقولُ الأَحمَق: «لا صَديقَ لي
وصَنائِعي غيرُ مَشْكورة
١٧إِنَّ الَّذينَ يأكُلونَ خُبْزي خُبَثاءُ اللِّسان».
ما أَكثَرَ المُستَهزِئينَ بِه!
كلام غير مُوفَّق
١٨الزَّلَّةُ على البَلاطِ ولا الزَّلَّةُ مِنَ اللِّسان
هٰكذا يَكونُ سُقوطُ الأَشْرارِ مُفاجِئًا.
١٩الإِنْسانُ الخَشِنُ كَحَديثٍ في غَيرِ وَقتِه
لا يَزالُ في أَفْواهِ فاقِدي الأَدَب.
٢٠يُرفَضُ المَثَلُ مِن فَمِ الأَحمَق
لِأَنَّه لا يَقولُه في وَقتِه.
٢١رُبَّ إِنْسانٍ يَمنَعُه عَوَزُه عنِ الخَطيئَة
وفي راحَتِه لا يَخِزُه ضَميرُه.
٢٢مِنَ النَّاسِ مَن يُهلِكُ نَفْسَه مِنَ الحَياء
وإِنَّما يُهلِكُها لِأَجلِ الغَبِيّ.
٢٣مِنَ النَّاسِ مَن يَعِدُ صَديقَه مِنَ الحَياء
فيُصَيِّرُه عَدُوًّا لَه بِغَيرِ سَبَب.
الكذب
٢٤الكَذِبُ وَصمَةُ عارٍ في الإِنْسان
وهو لا يَزالُ في أَفْواهِ فاقِدي الأَدَب.
٢٥السَّارِقُ خَيرٌ مِمَّن يَألَفُ الكَذِب
لٰكِنَّ كِلَيهما يَرِثانِ الهَلاك.
٢٦حالُ الإِنْسانِ الكَذوبِ العار
وخِزيُه معَه على الدَّوام.
في الحكمة
٢٧الحَكيمُ في الكلامِ يَدفَعُ نَفْسَه
والإِنْسانُ الفَطِنُ يُرْضي العُظَماء.
٢٨الَّذي يَفلَحُ الأَرضَ يُعْلي كُدْسَ قَمحِه
والَّذي يُرْضي العُظَماءَ يُكَفِّرُ الظُّلْم.
٢٩الهَدايا والعَطايا تُعْمي أَعيُنَ الحُكَماء
وكلِجامٍ في الفَمِ تَمنَعُ التَّوبيخات.
٣٠الحِكمَةُ المَكْتومَةُ والكَنزُ الدَّفين
أَيُّ مَنفَعَةٍ فيهِما؟
٣١الإِنْسانُ الَّذي يَكتُمُ حَماقَتَه
خَيرٌ مِنَ الإِنْسانِ الَّذي يَكتُمُ حِكمَتَه.
يشوع بن سيراخ ٢١
خطايا متنوّعة
١يا بُنَيَّ، أَخَطِئتَ؟ فلا تَزِدْ
بلِ ٱستَغفِرْ عَمَّا سَلَفَ مِنَ الخَطايا.
٢أُهرُبْ مِنَ الخَطيئَةِ هَرَبَكَ مِنَ الحَيَّة
فإِنَّها إِن دَنَوتَ مِنها لَدَغَتكَ.
أَنْيابُها أَنْيابُ أَسَدٍ تَذهَبُ بِنُفوسِ النَّاس.
٣كُلُّ إِثْمٍ كسَيفٍ ذي حَدَّين
لا شِفاءَ لِجُرحِه.
٤الفَزَعُ والعُنفُ يُدَمِّرانِ الغِنى
وبِمِثْلِ ذٰلك يُدَمَّرُ بَيتُ المُتَكَبِّر.
٥الصَّلاةُ الخارِجَةُ مِن فَمِ الفَقير
تَبلُغُ إِلى أُذُنَيِ الرَّبّ
فسُرعانَ ما يُجْرى لَه القَضاء.
٦مَن مَقَتَ التَّوبيخَ فهو في إِثرِ الخاطِئ
ومَنِ ٱتَّقَى الرَّبَّ يَتوبُ بِقَلبِه.
٧الحَسَنُ الكَلامِ بَعيدُ السُّمعَة
لٰكِنَّ المُتَرَوِّيَ عالِمٌ بِزَلَّاتِه.
٨مَن بَنى بَيتًا بِأَمْوالِ غَيرِه
فهو كَمَن يَجمَعُ حِجارَةً لِقَبرِه.
٩جَماعَةُ الآثِمين كَومَةُ مُشاقّة
وعاقِبَتُهم لَهيبُ نار.
١٠طَريقُ الخاطِئينَ مَفْروشٌ بِالبَلاط
وفي مُنْتَهاه حُفرَةُ مَثْوى الأَمْوات.
الحكيم والأحمق
١١مَن حَفِظَ الشَّريعةَ سَيطَرَ على مُيولِه
ومَخافَةُ الرَّبِّ كَمالُها الحِكمَة.
١٢مَن لم يَكُنْ ذا حِذْقٍ لا يُؤَدَّب
ورُبَّ حِذْقٍ يُكثِرُ المَرارة.
١٣عِلمُ الحَكيمِ يَفيضُ كالطُّوفان
ومَشورَتُه كيَنْبوعٍ حَيّ.
١٤باطِنُ الأَحمَقِ كإِناءٍ مَكْسور
لا يَضبِطُ شَيئًا مِنَ العِلْم.
١٥العالِمُ إِذا سَمِعَ كَلامَ حِكمَة
مَدَحَه وزادَ علَيه.
أَمَّا الخَليعُ فإِذا سَمِعَه
كَرِهَه ونَبَذَه وَراءَ ظَهرِه.
١٦حَديثُ الأَحمَقِ كَحِمْلٍ في الطَّريق
وإِنَّما الظَّرْفُ على شَفَتَيِ العاقِل.
١٧فَمُ الفَطِنِ يَبتَغونَه في الجَماعة
وكَلامُه يَتَأَمَّلونَ بِه في القَلْب.
١٨الحِكمَةُ لِلأَحمَقِ كبَيتٍ مُخَرَّب
وعِلمُ الجاهِلِ كَلامٌ لا يُفهَم.
١٩التَّأديبُ لِلأَبلَهِ كالقُيودِ في الرِّجلَين
وكالغُلِّ في اليَدِ اليُمْنى.
٢٠الأَحمَقُ يَرفَعُ صَوتَه عِندَ الضَّحِك
أَمَّا ذو الحِذْقِ فيَبتَسِمُ قَليلًا وبِسُكون.
٢١التَّأديبُ لِلفَطِنِ كحِليَةٍ مِن ذَهَب
وكسِوارٍ في ذِراعِه اليُمْنى.
٢٢قَدَمُ الأَحمَقِ تُسرِعُ إِلى داخِلِ البَيت
أَمَّا الإِنسانُ الواسِعُ الخِبرَةِ فيَستَحْيي.
٢٣الغَبِيُّ يَتَطَلَّعُ مِنَ البابِ إِلى داخِلِ البَيت
أَمَّا الرَّجُلُ المُتَأَدِّبُ فيَقِفُ خارِجًا.
٢٤مِن قِلَّةِ الأَدَبِ التَّسَمُّعُ على الباب
والفَطِنُ يَستَثقِلُ ذٰلك العار.
٢٥شِفاهُ الثَّرْثارينَ تُكَرِّرُ كَلامَ الآخَرين
وكَلامُ الفُطَناءِ يُوزَنُ بِالميزان.
٢٦قُلوبُ الحَمْقى في أَفْواهِهم
وأَفْواهُ الحُكَماءِ قُلوبُهم.
٢٧إِذا لَعَنَ الكافِرُ الشَّيطانَ فقَد لَعَنَ نَفْسَه.
٢٨النَّمَّامُ يُنَجِّسُ نَفْسَه ومُعاشَرَتُه مَكْروهة.
يشوع بن سيراخ ٢٢
الكسلان
١الكَسْلانُ أَشبَهُ بِحَجَرٍ مُلَوَّث
كُلُّ أَحَدٍ يُصَفِّرُ لِعارِه.
٢الكَسلانُ أَشْبَهُ بِالزِّبْل
كُلُّ مَن لَمَّه يَنفُضُ يَدَه.
الأولاد الفاسدون
٣الِٱبنُ الفاقِدُ الأَدب عارٌ لِأَبيه
والبِنتُ تولَدُ لِخُسْرانِها.
٤البِنتُ الفَطينَةُ تَحصُلُ على زَوج
والبِنتُ المُخزِيَةُ غَمٌّ لِوالِدِها.
٥الوَقِحَةُ تُخْزي أَباها وزَوجَها
وكِلاهُما يُهينانِها.
٦الكَلامُ في غَيرِ وَقتِه كالموسيقى في الحُزْن
أَمَّا السِّياطُ والتَّأديبُ
فهُما في كُلِّ وَقتٍ حِكمَة.
الحكمة والحُمْق
٩الَّذي يُعَلِّمُ الأَحمَقَ يَجبُرُ الشَّقَف
ويُنَبِّهُ مُستَغرِقًا في نَومِه.
١٠مَن كَلَّمَ الأَحمَقَ فإِنَّه يُكَلِّمُ غافِيًا
وفي النِّهايَةِ يَقول: «ما هٰذا؟»
١١إِبْكِ على المَيْتِ لِأَنَّه فَقَدَ النُّور
وٱبْكِ على الأَحْمَقِ لِأَنَّه فَقَدَ العَقْل.
أَقلِلْ مِنَ البُكاءِ على المَيْتِ فإِنَّه في راحة
أَمَّا الأَحمَقُ فحَياتُه أَشْقى مِن المَوت.
١٢النَّوحُ على المَيتِ سَبعَةَ أَيَّام
والنَّوحُ على الأَحمَقِ والكافِر
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِه.
١٣لا تُكثِرِ الكَلامَ معَ الغَبِيّ
ولا تَسِرْ إِلى قَليلِ الذَّكاء.
تَحَفَّظْ مِنه لِئَلَّا يُتعِبَكَ
ولِئَلَّا تَتَنَجَّسَ إِذا ٱتَّصَلتَ بِه.
أَعرِضْ عنه فتَجِدَ راحةً
ولا تَضجَرَ مِن سَخافَتِه.
١٤أَيُّ شَيءٍ أَثقَلُ مِنَ الرَّصاص
وماذا يُسَمَّى؟ الأَحمَق.
١٥الرَّملُ والمِلحُ وكُتلَةُ الحَديد
أَخَفُّ حَمْلًا مِنَ الإِنسانِ القَليلِ الذَّكاء.
١٦هَيكَلُ الخَشَبِ المَوصولُ في بِناء
لا يَتَفَكَّكُ في الزَّلزَلَة
كذٰلك القَلبُ الثَّابِتُ على عَزمٍ مُتَروًّى فيه
لا يَخافُ إذا حانَ الوَقْت.
١٧القَلبُ المُستَنِدُ على تَفْكيرٍ عاقِل
كزينَةٍ رَملِيَّةٍ على حائطٍ مَصْقول.
١٨كما أَنَّ الأَوتادَ المَوضوعةَ في مَكانٍ عالٍ
لا تَثبُتُ لِلرِّيح
كذٰلك القَلبُ الخائِفُ مِنَ الأَفكارِ الحَمْقاء
لا يَثبُتُ لِمَخافةٍ مِنَ المَخاوِف.
الصداقة
١٩مَن ضَرَبَ العَينَ أَسالَ الدُّموع
ومَن ضَرَبَ القَلْبَ أَبرَزَ المَشاعِر.
٢٠مَن رَمى الطُّيورَ بِحَجَرٍ هَرَّبَها
ومَن شَتَمَ صَديقَه قَطَعَ الصَّداقة.
٢١إِن جَرَّدتَ السَّيفَ على صَديقِكَ
فلا تَيأَسْ فإِنَّه قد يَعود.
٢٢إِن فَتَحتَ فَمَكَ على صَديقِكَ
فلا تَخَفْ فقد تَتِمُّ المُصالَحة
إِلَّا في حالاتِ الشَّتْمِ والتَّـكَبُّر
وإِفْشاءِ السِّرِّ والضَّربَةِ الماكِرَة
فإِنَّه في هٰذه الحالاتِ يَفِرُّ كُلُّ صَديق.
٢٣إِربَحْ ثِقَةَ قَريبِكَ في فَقرِه
لِكَي تَشبَعَ مَعَه في يُسرِه.
إِبقَ معَه في وَقتِ ضيقِه
لِكَي تُشارِكَه في ميراثِه.
٢٤قَبلَ النَّارِ بُخارُ الأَتُّونِ والدُّخان
وكذٰلِكَ قَبلَ الدِّماءِ الشَّتائِم.
٢٥لا أَستَحْيي أَن أُحامِيَ عن صَديق
ولا أَتَوارى عن وَجهِه.
٢٦وإِن أَصابَني مِنه شَرٌّ
فكُلُّ مَن يَسمَعُ بِذٰلك يَتَحَفَّظُ مِنه.
السَّهَر
٢٧مَنِ الَّذي يَجعَلُ حارِسًا لِفَمي
وخاتَمَ الحِذْقِ على شَفَتَيَّ
لِئَلَّا أَسقُطَ بِسَبَبِهما ويُهلِكَني لِساني؟
يشوع بن سيراخ ٢٣
١أَيُّها الرَّبُّ أَبو حَياتي وسَيِّدُها
لا تَترُكْني ومَشورَةَ شَفَتَيَّ
ولا تَدَعْني أَسقُطُ بِسَبَبِهما.
٢مَنِ الَّذي يُخضِعُ أَفْكاري لِلسِّياط
وقَلْبي لِتأديبِ الحِكمَة
بِحَيثُ لا يُشفَقُ على جَهالاتي
ولا يُغْضى عن خَطاياي؟
٣لِكَي لا تَتَكاثَرَ جَهالاتي وتَتَوافَرَ خَطايايَ
فأَسقُطَ أَمامَ خُصومي ويَشمَتَ بي عَدُوِّي.
٤أَيُّها الرَّبُّ أَبو حَياتي وإِلٰهُها
لا تَدَعْني أَطمَحُ بِعَينَيَّ
٥وٱصرِفِ الهَوى عَنِّي
٦لا تَملِكْني الشَّهوَةُ الجِنسِيَّةُ والزِّنى
ولا تُسلِمْني إِلى الهَوى الفاجِر.
الحَلْف
٧أَيُّها البَنونَ ٱسمَعوا تَعْليمَ فَمي
فإِنَّ مَن يَحفَظُه لا يُؤخَذ:
٨يُصْطادُ الخاطِئُ بِشَفَتَيه
وبِهِما يَعثُرُ الشَّتَّامُ والمُتَكَبِّر.
٩لا تُعَوِّدْ فَمَكَ الحَلْف
ولا تَألَفِ التَّلَفُّظَ بِٱسمِ القُدُّوس.
١٠فإِنَّه كما أَنَّ العَبدَ الَّذي لا يَزالُ مُراقَبًا
لا يَخْلو مِن آثارِ الضَّرْب
كذٰلِكَ مَن يَحلِفُ
ويَتَلَفَّظُ بِالٱسمِ في كُلِّ حينٍ
لا يُزَكَّى.
١١الرَّجُلُ الحَلَّافُ يَمتَلِئُ إِثْمًا
ولا يَبرَحُ السَّوطُ بَيتَه.
وهو إِن لم يَفِ فَعَلَيه خَطيئَة
وإِنِ ٱستَخَفَّ بِالأَمرِ فخَطيئَتُه مُضاعَفَة.
وإِن حَلَفَ بالزُّورِ لا يُبَرَّر
ويَمتَلِئُ بَيتُه بِالبَلايا.
الأَقوال غير اللائقة
١٢مِن أَساليبِ الكَلامِ أُسْلوبٌ يُشبِه المَوت
لَيتَه لا يَكونُ في ميراثِ يَعْقوب!
لِأَنَّ الأَتْقِياءَ يَبتَعِدونَ عن هٰذه كُلِّها
فلا يَتَمَرَّغونَ في الخَطايا.
١٣لا تُعَوِّدْ فَمَكَ الفُحْشَ البَذيءَ
فإِنَّ فيه كَلامَ خَطيئَة.
١٤أُذكُرْ أَباكَ وأُمَّكَ إِذا جَلَستَ بَينَ العُظَماء
لِئَلَّا تَنْسى نَفْسَكَ أَمامَهم
وتَتَصَرَّفَ كالأَحمَق
فتَوَدُّ لو لم تولَد وتَلعَنُ يَومَ وِلادَتِكَ.
١٥مَن تَعَوَّدَ كَلامَ الشَّتيمَةِ لا يَتَأَدَّبُ طولَ أَيَّامِه.
١٦مِنَ النَّاسِ صِنْفانِ يُكثِرانِ مِنَ الخَطايا
وصِنفٌ ثالِثٌ يَجلُبُ الغَضَب.
١٧الهَوى الحارُّ كنارٍ مُلتَهِبَة
فلا يَنطَفِئُ إِلى أَن يُشبَع.
الإِنسانُ الزَّاني بِجَسَدِه البَشَرِيّ
لا يَكُفُّ إِلى أَن تَأكُلَه النَّار.
الإِنْسانُ الزَّاني كُلُّ طَعامٍ يَحْلو لَه
فلا يَهدأُ إِلى أَن يَموت.
١٨الإِنسانُ الَّذي يَخطَأُ على فِراشِه
قائلًا في نَفْسِه: «مَن يَراني؟
الظُّلمَةُ حَولي والحيطانُ تَستُرُني
ولا أَحَدَ يَراني فماذا أَخْشى؟
إِنَّ العَلِيَّ لن يَذكُرَ خَطايايَ».
١٩وهو إِنَّما يَخافُ مِن عُيونِ البَشَر
ولا يَعلَمُ أَنَّ عَينَيِ الرَّبِّ
أَضْوَأُ مِنَ الشَّمسِ عَشرَةَ آلافِ ضِعْفٍ
فتُبصِرانِ جَميعَ طُرُقِ البَشَر
وتَنفُذانِ إِلى الثَّنايا الخَفِيَّة.
٢٠هو عالِمٌ بِكُلِّ شيءٍ قَبلَ أَن يُخلَق
وكذٰلك بَعدَ الِٱنتِهاءِ مِنه.
٢١هٰذا يُعاقَبُ في ساحاتِ المَدينة
وحَيثُ لا يَتَوَقَّعُ يُقبَضُ علَيه.
الزانية
٢٢هٰذا شأنُ المَرأَةِ الَّتي تَترُكُ زَوجَها
وتَجعَلُ لَه وارِثًا مِنَ الغَريب
٢٣لِأَنَّها عَصَت شَريعةَ العَلِيِّ أَوَّلًا
وخَطِئَت إِلى زَوجِها ثانِيًا
وتَنَجَّسَت بِالزِّنى ثالِثًا
وخَلَّفَت أَولادًا مِن رَجُلٍ غَريب.
٢٤فهٰذه يُؤتى بِها إلى الجَماعة
ويُجْرى تَحْقيقٌ في أَمرِ أَولادِها.
٢٥إِنَّ أَولادَها لَن يَكونَ لَهم أُصول
وأَغْصانَها لن تُخرِجَ ثِمارًا.
٢٦وهي تُخَلِّفُ ذِكْرًا مَلْعونًا
وفَضيحَتُها لا تُمْحى
٢٧فيَعرِفَ الباقونَ
أَنْ لا شَيءَ أَفضَلُ مِن مَخافةِ الرَّبّ
ولا شَيءَ أَعذَبُ مِنَ الِٱهتِمامِ بِوَصايا الرَّبّ.
يشوع بن سيراخ ٢٤
في الحكمة
١الحِكمَةُ تَمدَحُ نَفْسَها
وتَفتَخِرُ بَينَ شَعبِها.
٢تَفتَحُ فَمَها في جَماعةِ العَلِيّ
وتَفتَخِرُ أَمامَ قُدرَتِه.
٣إِنِّي خَرَجتُ مِن فَمِ العَلِيّ
وكالبُخارِ غَطَّيتُ الأَرْض.
٤ونَصَبتُ خَيمَتي في العُلى
وكانَ عَرْشي في عَمودِ الغَمام.
٥أَنا وَحْدي جُلتُ في دائِرَةِ السَّماء
وتَمَشَّيتُ في عُمْقِ الغِمار
٦وعلى أَمْواجِ البَحرِ والأَرضِ كُلِّها
وعلى كُلِّ شَعْبٍ وكُلِّ أُمَّةٍ تَسَلَّطتُ.
٧في هٰذه كُلِّها ٱلتَمَستُ الرَّاحة
وفي أَيِّ ميراثٍ أَحِلُّ.
٨حينَئِذٍ أَوصاني خالِقُ الجَميع
والَّذي خَلَقَني أَقَرَّ خَيمَتي
وقال: «أُنصُبي خَيمَتَكِ في يَعْقوب
ورِثي في إِسْرائيل».
٩قَبلَ الدُّهورِ ومُنذُ البَدءِ خَلَقَني
وإِلى الدُّهورِ لا أَزول.
١٠في المَسكِنِ المُقَدَّسِ أَمامَه خَدَمتُ
وهٰكذا في صِهْيونَ ٱستَقرَرتُ
١١وجَعَلَ لي مَقَرًّا في المَدينَةِ المَحْبوبة
وسَلطَنَتي هي في أُورَشَليم.
١٢فتأَصَّلتُ في شَعبٍ مَجيد
وفي نَصيبِ الرَّبِّ، نَصيبِ ميراثِه.
١٣كالأَرْزِ في لُبْنانَ ٱرتَفَعتُ
وكالسَّرْوِ في جِبالِ حَرْمون.
١٤كالنَّخْلِ في عَينَ جَدْيَ ٱرتَفَعتُ
وكغِراسِ الوَرْدِ في أَريحا
كالزَّيْتونِ النَّضيرِ في السَّهْل
وكالدُّلْبِ ٱرتَفَعتُ.
١٥كالدَّارَصينِيِّ والقُنْدولِ العَطِرِ فاحَ عِطْري
وكالمُرِّ المُنْتَقى ٱنتَشَرَت رائِحَتي.
كالقِنَّةِ والجَزْعِ والمَيعَةِ
ومِثْلَ بُخارِ اللُّبانِ في الخَيمَة.
١٦إِنِّي مَدَدتُ أَغْصاني كالبُطمَة
وأَغْصاني أَغْصانُ مَجدٍ ونِعمَة.
١٧أَنا كالكَرمَةِ أَنبَتُّ النِّعمَة
وأَزْهاري ثِمارُ مَجدٍ وغِنَى.
١٩تَعالوا إِلَيَّ أَيُّها الرَّاغِبونَ فِيَّ
وٱشبَعوا مِن ثِماري.
٢٠فإِنَّ ذِكْري أَحْلى مِنَ العَسَل
وميراثي أَلَذُّ مِن شَهْدِ العَسَل.
٢١الَّذينَ يأكُلونَني لا يَزالونَ يَجوعون
والَّذينَ يَشرَبونَني لا يَزالونَ يَعطَشون.
٢٢مَن سَمِعَ لي فلا يُخْزَى
ومَن عَمِلَ بِإِرْشادي فلا يَخطأ.
الحكمة والشريعة
٢٣هٰذه كُلُّها هي سِفْرُ عَهْدِ الإِلٰهِ العَلِيّ
والشَّريعةُ الَّتي أَوصانا بِها موسى
ميراثًا لِجَماعاتِ يَعْقوب.
٢٥هيَ الَّتي تُفيضُ الحِكمَةَ كَفيشون
ومِثْلَ دِجلَةَ في أَيَّامِ الثِّمارِ الجَديدة
٢٦وتَملأُ فَهمًا كالفُرات
ومِثْلَ الأُردُنِّ في أَيَّامِ الحِصاد.
٢٧وتُفيضُ التَّأديبَ كالنِّيل
ومِثْلَ جيحونَ في أَيَّامِ القِطاف.
٢٨لا يَستَوفي الأَوَّلُ مَعرِفَتَها
ولا يَستَقْصيها الآخَر
٢٩لِأَنَّ فِكرَها أَوسَعُ مِنَ البَحْر
ومَقاصِدَها أَعمَقُ مِنَ الغَمْرِ العَظيم.
٣٠وأَنا كساقِيَةٍ مِنَ النَّهرِ
ومِثلَ قَناةٍ خَرَجتُ إِلى جَنَّة.
٣١قُلتُ: «أَسْقي بُسْتاني وأُرْوي زَهرائي».
فإِذا بِساقِيَتي قد صارَت نَهْرًا
وبِنَهْري قد صارَ بَحْرًا.
٣٢فإِنِّي أُضيءُ أَيضًا بِالتَّأديبِ مِثلَ الفَجْر
وأَجعَلُه يَسطَعُ إِلى بَعيد.
٣٣أُفيضُ التَّعْليمَ مِثْلَ نُبوءَةٍ
وأُخَلِّفُه لِلأَجْيالِ الآتِيَة.
٣٤فٱنظُروا كَيفَ أَنِّي لم أَتعَبْ لِأَجْلي فَقَط
بل لِجَميعِ الَّذينَ يَلتَمِسونَ الحِكمَة.
يشوع بن سيراخ ٢٥
أمثال
١ثَلاثٌ تَشتَهيها نَفْسي
وهي جَميلةٌ أَمامَ الرَّبِّ والنَّاس:
إِتِّفاقُ الإِخوَةِ والصَّداقَةُ بَينَ الجيران
وٱمرَأَةٌ ورَجُلٌ مُتَّفِقان.
٢ثَلاثَةٌ تُبغِضُهم نَفْسي وتَمقُتُ حَياتَهم مَقْتًا:
الفَقيرُ المُتَكَبِّرُ والغَنِيُّ الكَذَّابُ
والشَّيخُ الزَّاني الفاقِدُ الفَهْم.
الشيوخ
٣إِن لم تَدَّخِرْ في شَبابِكَ
فكَيفَ تَجِدُ في شَيخوخَتِكَ؟
٤ما أَجمَلَ القَضاءَ لِلشَّيب
وحُسنَ المَشورَةِ لِلشُّيوخ!
٥ما أَجمَلَ الحِكمَةَ لِلشُّيوخ
والرَّأيَ والمَشورةَ لِأَرْبابِ المَجْد!
٦كَثرَةُ الخِبرَةِ إِكْليلُ الشُّيوخ
ومَخافَةُ الرَّبِّ فخرُهم.
مَثَلٌ عَدَديّ
٧تِسْعٌ تَخطُرُ بِبالي وأُغَبِّطُها في قَلْبي
وعاشِرَةٌ يَنطُقُ بِها لِساني:
رَجُلٌ يَفرَحُ بِأَولادِه
ويَرى في حَياتِه سُقوطَ أَعْدائِه.
٨طوبى لِمَن يُساكِنُ ٱمرَأَةً عاقِلَة
ومَن لم يَزِلَّ بِلِسانِه
ومَن لم يَخدُمْ مَن لا يَستأْهِلُه!
٩طوبى لِمَن وَجَدَ الفِطنَةَ
ويُخبِرُ بِها آذانًا صاغِيَة!
١٠ما أَعظَمَ مَن وَجَدَ الحِكمَة!
لٰكِن ما مِن أَحَدٍ فَوقَ الَّذي يَتَّقي الرَّبّ.
١١مَخافَةُ الرَّبِّ فَوقَ كُلِّ شَيء
والَّذي يَمتَلِكُها بِمَن يُشَبَّه؟
النساء
١٣كُلُّ جُرْحٍ ولا جُرْحُ القَلْب
وكُلُّ خُبثٍ ولا خُبثُ المرأَة!
١٤وكُلُّ مُصيبَةٍ ولا المُصيبَةُ مِنَ المُبغِضين
وكُلُّ ٱنتِقامٍ ولا ٱنتِقامُ الأَعْداء!
١٥لا سَمَّ شَرٌّ مِن سَمِّ الحَيَّة
ولا غَضَبَ شَرٌّ مِن غَضَبِ المَرأَة!
١٦مُساكَنَةُ الأَسَدِ والتِّنِّين
خَيرٌ عِنْدي مِن مُساكَنَةِ المرأَةِ الخَبيثة.
١٧خُبثُ المَرأَةِ يُغَيِّرُ مَنظَرَها
ووَجهُها كالِحٌ كالدُّبّ.
١٨زَوجُها يَجلِسُ بَينَ جيرانِه
وعلى كَرْهٍ مِنه يَتَأَوَّهُ بِمَرارة.
١٩كُلُّ سوءٍ بِإِزاءِ سوءِ المَرأَةِ خَفيف:
لِتَقَعْ قُرعَةُ الخاطِئ علَيها!
٢٠كما يَكونُ المُرتَقى الكَثيرُ الرَّمْلِ لِقَدَمَيِ الشَّيخ
فكذٰلك تَكونُ المَرأَةُ الثَّرثارةُ لِلرَّجُلِ الهادِئ.
٢١لا تُؤخَذْ بِجَمالِ ٱمرَأَةٍ ولا تَشتَهِ ٱمرَأَةً
٢٢غَضَبٌ ووَقاحةٌ وفَضيحَةٌ عَظيمةٌ
المَرأَةُ الَّتي تُنفِقُ على زَوجِها.
٢٣المَرأَةُ الشِّرِّيرةُ ذِلَّةٌ لِلقَلْب
وتَقْطيبٌ لِلوَجهِ وجُرْحٌ
لِلفُؤاد. يَدانِ هامِدَتانِ ورُكْبتانِ مُتَراخِيَتان
تِلكَ هي المَرأَةُ الَّتي لا تُسعِدُ زَوجَها.
٢٤مِنَ المَرأَةِ نَشَأَتِ الخَطيئَة
وبِسَبَبِها نَموتُ نَحنُ أَجمَعون.
٢٥لا تَجعَلْ لِلماءِ مَخرَجًا
ولا لِلمَرأَةِ الشِّرِّيرَةِ حُرِّيَّةَ الكَلام.
٢٦إِن لم تَسلُكْ بِحَسَبِ أَمرِكَ
فٱفصِلْها عن جَسَدِكَ.
يشوع بن سيراخ ٢٦
١طوبى لِزَوجِ المَرأَةِ الصَّالِحَة
فإِنَّ عَدَدَ أَيَّامِه يُضاعَف.
٢المَرأَةُ الباسِلَةُ تَسُرُّ زَوجَها
فيَقْضي سِنيه بِالسَّلام.
٣المَرأَةُ الصَّالِحَةُ نَصيبٌ صالِح
يُمنَحُ لِمَن يَتَّقي الرَّبّ
٤أَغَنِيًّا كانَ أَم فَقيرًا
فقَلبُه في سُرور ووَجهُه مُشرِقٌ في كُلِّ وَقْت.
٥ثَلاثٌ خافَ مِنهُنَّ قَلْبي ورابِعَةٌ تُفزِعُني:
إِفتِراءُ المَدينةِ وتَجَمهُرُ الجَمْعِ والبُهْتان
كُلُّ ذٰلك أَثقَلُ مِنَ المَوت.
٦لٰكِنَّ المَرأَةَ الغائِرَةَ مِنَ المَرأَة
وَجَعُ قَلْبٍ وحُزْن
وفي كُلِّ ذٰلك آفَةُ اللِّسان.
٧المَرأَةُ الشِّرِّيرةُ نِيرٌ غَيرُ مُحكَم
ومَثَلُ مَن يُريدُ ضَبطَها
مَثَلُ مَن يُمسِكُ عَقرَبًا.
٨المَرأَةُ السِّكِّيرةُ سُخطٌ عَظيم
ولا تَستُرُ فَضيحَتَها.
٩زِنى المرأَةِ في وَقاحَةِ عَينَيها
ويُعرَفُ مِن جَفنَيها.
١٠شَدِّدْ حِراسَةَ البِنتِ القَليلةِ الحَياء
لِئَلَّا تَجِدَ بَعضَ التَّراخي فتَغتَنِمَه.
١١تَحَفَّظْ مِنَ العَيْنِ الوَقِحَة
ولا تَعجَبْ إِذا حَمَلَتكَ على الخَطيئة.
١٢تَفتَحُ فَمَها كالمُسافِرِ العَطْشان
وتَشرَبُ مِن كُلِّ ماءٍ صادَفَته.
وتَجلِسُ عِندَ كُلِّ وَتَد
وتَفتَحُ الجَعبَة لِكُلِّ سَهْم.
١٣ظَرافَةُ المَرأَةِ نَعيمٌ لِزَوجِها
وعِلمُها يُسَمِّنُ عِظامَه.
١٤المَرأَةُ المُحِبَّةُ لِلصَّمتِ عَطِيَّةٌ مِنَ الرَّبّ
والنَّفسُ المُتَأَدِّبَةُ لا يُستَبدَلُ بِها.
١٥المَرأَةُ المُحتَشِمَةُ نِعمَةٌ على نِعمَة
والنَّفسُ العَفيفةُ لا قيمَةَ تُوازِنُها.
١٦الشَّمسُ تُشرِقُ في عُلى الرَّبّ
وجَمالُ المَرأَةِ الصَّالِحَةِ في بَيتِها المُرَتَّب.
١٧السِّراجُ يُضيءُ على المَنارَةِ المُقَدَّسة
وحُسنُ الوَجهِ على القامةِ الرَّاسِخَة.
١٨الأَعمِدَةُ مِنَ الذَّهَبِ
تَقومُ على قَواعِدَ مِنَ الفِضَّة
والسَّاقانِ الجَميلَتانِ على عَقِبَينِ ثابِتَين.
أمور محزنة
٢٨إِثْنانِ يَحزَنُ لَهما قَلْبي
والثَّالِثُ يَأخُذُني علَيه الغَضَب:
رَجُلُ الحَرْبِ إِذا أَعجَزَته الفاقة
والرِّجالُ العُقَلاءُ إِذا أُهينوا
والمُرتَدُّ عنِ البِرِّ إِلى الخَطيئَة:
فالرَّبُّ يُعِدُّه لِلسَّيف.
التجارة
٢٩قَلَّما يَتَجَنَّبُ التَّاجِرُ الخَطَأ
والبائِعُ لا يُبَرَّرُ مِنَ الخَطيئة.
يشوع بن سيراخ ٢٧
١كَثيرونَ خَطِئوا حُبًّا لِلْمال
والَّذي يَطلُبُ الغِنى يَصرِفُ نَظَرَه.
٢بَينَ الحِجارَةِ المُتَراصَّةِ يُغرَزُ الوَتِد
وبَينَ البَيعِ والشِّراءِ تَنسَلُّ الخَطيئَة.
٣مَن لا يُبادِرُ إِلى التَّمَسُّكِ بِمَخافَةِ الرَّبِّ
يُهدَمُ بَيتُه سَريعًا.
الكلام
٤عِندَ هَزِّ الغِربالِ تَبْقى الأَقْذار
كذٰلك عُيوبُ الإِنْسانِ في كَلامِه.
٥آنِيَةُ الخَزَّافِ تُختَبَرُ بِالأَتُّون
والإِنسانُ يُختَبَرُ بِحَديثِه.
٦الحَقلُ المَزْروعَةُ فيه الشَّجَرَةُ يَظهَرُ مِن ثَمَرِها
كذٰلك مَشاعِرُ قَلبِ الإِنسانِ
تَظهَرُ مِن كَلامِه.
٧لا تَمدَحْ رَجُلًا قَبلَ أَن يَتَكَلَّم
فإِنَّه بِهٰذا يُمتَحَنُ النَّاس.
العَدْل
٨إِذا سَعَيتَ وَراءَ العَدْلِ
فإِنَّكَ تُدرِكُه وتَلبَسُه حُلَّةَ مَجْد.
٩الطُّيورُ تأوي إِلى أَشْكالِها
والحَقُّ يَعودُ إِلى العامِلينَ بِه.
١٠الأَسَدُ يَكمُنُ لِلفَريسة
كذٰلك الخَطيئَةُ تَكمُنُ لِفاعلي الإِثْم.
١١حَديثُ التَّقِيِّ حِكمةٌ في كلِّ حين
أَمَّا الغَبِيُّ فيَتَغَيَّرُ كالقَمَر.
١٢بَينَ قَليلي الذَّكاءِ تَرَقَّبِ الوَقتَ المُناسِب
وبَينَ العُقَلاءِ أَطِلِ المُقام.
١٣حَديثُ الحَمْقى مَكْروه
وضَحِكُهم في مَلَذَّاتِ الخَطيئَة.
١٤كَلامُ الحَلَّافِ يُقِفُّ الشَّعَر
ومُخاصَمَتُه تَحمِلُ على سَدِّ الآذان.
١٥مُخاصَمَةُ المُتَكَبِّرينَ تُريقُ الدِّماء
ومُشاتَمَتُهم سَماعٌ ثَقيل.
الأَسرار
١٦الَّذي يُفْشي الأَسْرارَ يَهدِمُ الثِّقَة
ولا يَجِدُ صَديقًا لِنَفسِه.
١٧أَحبِبْ صَديقَكَ وكُنْ أَمينًا لَه
لٰكِن إِن أَفشَيتَ أَسْرارَه فلا تَسْعَ وَراءَه.
١٨فكَما أَنَّ الإِنسانَ يَفقِدُ الَّذي قَتَلَه
كذٰلِكَ فَقَدتَ صَداقَةَ قَريبِكَ.
١٩وكما أَنَّكَ تُطلِقُ طائِرًا مِن يَدِكَ
كذٰلِكَ سَرَّحتَ قَريبَكَ فلا تَعودُ تَصْطادُه.
٢٠لا تَجِدَّ في إِثرِه
فإِنَّه قدِ ٱبتَعَدَ وفَرَّ كالظَّبْيِ مِنَ الفَخّ.
٢١إِنَّ الجُرْحَ لَه ضِماد والمُشاتَمَةَ بَعدَها صُلْح
أَمَّا الَّذي يُفْشي الأَسْرارَ فلا أَمَلَ لَه.
الرّياء
٢٢الغامِزُ بِالعَينِ يَختَلِقُ الشُّرور
ولَيسَ مَن يَكُفُّه.
٢٣أَمامَ عَينَيكَ يَحْلو بِفَمِه ويَستَحسِنُ كَلامَكَ ثُمَّ يُغَيِّرُ لَهجَتَه
ومِن كَلامِكَ يَجعَلُ حَجَرَ عَثْرَة.
٢٤أَبغَضتُ أُمورًا كَثيرةً ولٰكِن لا كبُغْضي لَه
والرَّبُّ أَيضًا يُبغِضُه.
٢٥مَن رَمى حَجَرًا إِلى فَوقُ فقَد رَماه على رأسِه
والضَّربَةُ بِالمَكْرِ تَجرَحُ الماكِر.
٢٦مَن حَفَرَ حُفرَةً سَقَطَ فيها
ومَن نَصَبَ فَخًّا أُخِذَ بِه.
٢٧مَن صَنَعَ الشُّرورَ فعَلَيه تَنقَلِب
ولا يَشعُرُ مِن أَينَ تَقَعُ علَيه.
٢٨التَّهَكُّمُ والشَّتْمُ شَأنُ المُتَكَبِّر
والِٱنتِقامُ يَكمُنُ لَه مِثلَ الأَسَد.
٢٩الشَّامِتونَ بِسُقوطِ الأَتْقِياءِ يُؤخَذونَ بالفَخّ
والوَجَعُ يُفْنيهِم قَبلَ مَوتِهم
الحقد
٣٠الحِقْدُ والغَضَبُ كِلاهما قَبيحة
والرَّجُلُ الخاطِئُ ماهِرٌ فيهِما.
يشوع بن سيراخ ٢٨
١مَنِ ٱنتَقَمَ يُدرِكُه الِٱنتِقامُ
مِن لَدُنِ الرَّبِّ الَّذي يُحْصي خَطاياه.
٢إِغْفِرْ لِقَريبِكَ ظُلْمَه
فإِذا تَضَرَّعتَ تُمْحى خَطاياكَ.
٣أَيَحقِدُ إِنسانٌ على إِنْسان
ثُمَّ يَلتَمِسُ مِنَ الرَّبِّ الشِّفاء
٤أَم لا يَرحَمُ إِنْسانًا مِثلَه
ثُمَّ يَطلُبُ غُفْرانَ خَطاياه؟
٥إِن أَمسَكَ الحِقْدَ وهو بَشَر
فمَن يُكَفِّرُ خَطاياه؟
٦ أُذكُرِ العاقِبَةَ وكُفَّ عنِ العَداوة
وٱذكُرِ الفَسادَ والمَوتَ وٱثبُتْ على الوَصايا.
٧أُذكُرِ الوَصايا ولا تَحْقِدْ على القَريب
وٱذكُرْ عَهْدَ العَلِيِّ وأَغْضِ عنِ الإِهانَة.
المخاصمات
٨إِبْتَعِدْ عنِ المُخاصَمَةِ فتُقَلِّلَ الخَطايا
فإِنَّ الإِنْسانَ الغَضوبَ يُضرِمُ المُخاصَمة.
٩الرَّجُلُ الخاطِئُ يُبَلبِلُ الأَصدِقاء
ويُلْقي الشِّقاقَ بَينَ المُسالِمين.
١٠بِحَسَبِ الحَطَبِ تَضطَرِمُ النَّار
والمُخاصَمَةُ تَحتَدِمُ بِحَسَبِ شِدَّتِها.
وبِحَسَبِ قُوَّةِ الإِنْسانِ يَكونُ غَيظُه
وبِحَسَبِ غِناهُ يَثورُ غَضَبُه.
١١النِّزاعُ عن عَجَلَةٍ يُضرِمُ النَّار
والمُخاصَمةُ عن عَجَلَةٍ تَسفِكُ الدَّم.
١٢إِذا نَفَختَ في شَرارةٍ ٱضطَرَمَت
وإِذا تَفَلتَ عَلَيها ٱنطَفَأَت وكِلاهُمَا مِن فَمِكَ.
اللسان
١٣النَّمَّامُ وذو اللِّسانَينِ ٱلعَنوهُما
فقَد أَهْلكا كَثيرينَ مِنَ المُسالِمين.
١٤اللِّسانُ الثَّالِثُ زَعزَعَ كَثيرين
وبَدَّدَهم مِن أُمَّةٍ إِلى أُمَّة
وهَدَمَ مُدُنًا مُحَصَّنَة وقَلَبَ بُيوتَ العُظَماء.
١٥اللِّسانُ الثَّالِثُ حَمَلَ على طَرْدِ نِساءٍ فاضِلات
وسَلَبَهُنَّ ثِمارَ أَتْعابِهِنَّ.
١٦مَن أَصْغى إِلَيه لا يَجِدُ الرَّاحَة
ولا يَسكُنُ مُطمَئِنًّا.
١٧ضَربَةُ السَّوطِ تُبْقي رَضًّا
وضَربَةُ اللِّسانِ تُحَطِّمُ العِظام.
١٨كَثيرونَ سَقَطوا بِحَدِّ السَّيف
لٰكِنَّهم لَيسوا كالسَّاقِطينَ بِحَدِّ اللِّسان.
١٩طوبى لِمَن وُقِيَ شَرَّه ولم يَتَعَرَّضْ لِغَضَبِه
ولم يَحمِلْ نيرَه ولم يُوثَقْ بِقُيودِه.
٢٠فإِنَّ نيرَه نيرٌ مِن حَديد
وقُيودَه قُيودٌ مِن نُحاس.
٢١المَوتُ به مَوتٌ هائِل
ومَثْوى الأَمْواتِ خَيرٌ مِنه.
٢٢لا يَتَسَلَّطُ على الأَتْقِياء
ولا هم يَحتَرِقونَ بِلَهيبِه.
٢٣الَّذينَ يَترُكونَ الرَّبَّ يَقَعونَ تَحتَ سُلْطانِه
فيَشتَعِلُ فيهم ولا يَنطَفِئ.
يُطلَقُ علَيهم كالأَسَد ويَفتَرِسُهم كالنَّمِر.
٢٤أُنظُرْ وسَيِّجْ مِلكَكَ بِالشَّوك
وصُرَّ فِضَّتَكَ وذَهَبَكَ
٢٥وٱجعَلْ لِكَلامِكَ ميزانًا ومِعْيارًا
ولِفَمِكَ بابًا ومِزْلاجًا
٢٦وٱحذَرْ أَن تَزِلَّ بِه
فتَسقُطَ في يَدِ الكامِنِ لَكَ.
يشوع بن سيراخ ٢٩
الإِقراض
١أَلَّذي يَصنَعُ رَحمَةً يُقرِضُ القَريب
والَّذي يَمُدُّ إِلَيه يَدَ المُساعَدَةِ
يَحفَظُ الوَصايا.
٢أَقْرِضْ قَريبَكَ في وَقتِ حاجَتِه
وسَدِّدْ ما لَه علَيكَ في أَجَلِه.
٣أُثبُتْ على كَلامِكَ وكُنْ مُخلِصًا لَه
فتَنالَ بُغيَتَكَ في كُلِّ حين.
٤كَثيرونَ يَحسَبونَ القَرْضَ لُقْطَةً
ويَجلُبونَ المَتاعِبَ لِلَّذينَ ساعَدوهم.
٥قَبلَ أَن يَقبِضوا يُقَبِّلونَ اليَد
وأَمامَ أَمْوالِه يَتَكَلَّمونَ بِتَواضُع
فإِذا آنَ الرَّدّ ماطَلوا ورَدُّوا كَلِماتٍ كَئيبة
وشَكَوا صُروفَ الدَّهْر.
٦إِن كانَ الرَّدُّ في طاقَتِهم
يَكادُ المُقرِضُ لا يَنالُ النِّصْف
ويَحسَبُ ذٰلك لُقطَةً
وإِلَّا فيَكونونَ قد سَلَبوه أَمْوالَه
ويَكونُ قد زادَ عَدَدَ أَعْدائِه بِلا سَبَب
يَرُدُّونَ لَعْنًا وشَتْمًا
وبَدَلَ الإِكْرامِ يُكافِئونَه الإِهانة.
٧كَثيرونَ عن غَيرِ خُبْثٍ يُمسِكونَ عنِ القَرْض مَخافَةَ أَن يُسلَبوا بِلا سَبَب.
الصَّدَقة
٨مع ذٰلكَ كُن طَويلَ الأَناةِ على البائس
ولا تُماطِلْه في الصَّدَقَة.
٩لِأَجْلِ الوَصِيَّةِ أَعِنِ المِسْكين
وفي عَوَزِه لا تَرُدَّه فارِغًا.
١٠ضَحِّ بِفِضَّتِكَ على أَخيكَ وصَديقِكَ
ولا تَدَعْها تَصدَأُ تَحتَ الحَجَرِ فتَتلَف.
١١إِستَعمِلْ كَنزَكَ بِحَسَبِ وَصايا العَلِيّ
فيَنفَعَكَ أَكثَرَ مِنَ الذَّهَب.
١٢أَغلِقْ على الصَّدَقَةِ في أَهْرائِكَ
فهي تُنقِذُكَ مِن كُلِّ شَرّ.
١٣تُقاتِلُ عَنكَ أَمامَ عَدُوِّكَ
أَكثَرَ مِن تُرْسٍ مَتينٍ ورُمْحٍ ثَقيل.
الكفالات
١٤الرَّجُلُ الصَّالِحُ يَكفُلُ قَريبَه
والَّذي فَقَدَ كُلَّ حَياءٍ يَخذُلُه.
١٥لا تَنْسَ نِعَمَ الكافِل
فإِنَّه بَذَلَ نَفْسَه لِأَجلِكَ.
١٦الخاطِئُ يُبَذِّرُ خَيراتِ كافِلِه
وناكِرُ الجَميلِ يَخذُلُ مُخَلِّصَه.
١٧الكَفالَةُ أَهلَكَت كثيرينَ مِنَ المَيسورين
وتَقاذَفَتهم كأَمْواجِ البَحْر.
١٨أَلجَأَت رِجالًا مُقتَدِرينَ إِلى الهِجْرة
فتاهوا بَينَ أُمَمٍ غَريبة.
١٩الخاطِئُ الَّذي يَتَهافَتُ على الكَفالَةِ
سَعْيًا وَراءَ الكَسْبِ يَتَهافَتُ على دَينونَتِه.
٢٠ساعِدْ قَريبَكَ بِقَدْرِ طاقَتِكَ
وٱحذَرْ على نَفْسِكَ أَن تَسقُط.
الضيافة
٢١أَساسُ المَعيشةِ الماءُ والخُبزُ واللِّباس
وبَيتٌ لِسَترِ العَورَة.
٢٢عَيشُ الفَقيرِ تَحتَ سَقْفٍ مِن أَلْواح
خَيرٌ مِنَ الأَطعِمَةِ الفاخِرَةِ في دارِ الغُربَة.
٢٣إِرْضَ بِالقَليلِ والكَثير
فلا تَسمَعَ تَوبيخًا بِأَنَّكَ غَريب.
٢٤بِئسَ حَياةُ الإِنسانِ
المُتَنَقِّلِ مِن بَيتٍ إِلى بَيت
وحَيثُما تَنزِلْ لا تَفْتَحْ فَمَكَ.
٢٥تُطعِمُ وتَسْقي ناكِرينَ لِجَميلِكَ
وفَوقَ ذٰلك تَسمَعُ أَقْوالًا مُرَّة.
٢٦أَن: «تَعالَ، يا نَزيلُ، جَهِّزِ المائِدة
وإِن كانَ بِيَدِكَ شَيءٌ فأَطعِمْني.
٢٧إِنْصَرِفْ، يا نَزيلُ، مِن أَمامِ شَخصٍ كَريم
أَخي ضَيفٌ علَيَّ فأَنا مُحْتاجٌ إِلى البَيت».
٢٨أَمْرانِ يَستَثقِلُهما الإِنْسانُ الفَطِن:
اللَّومُ على النُّزولِ ضَيفًا وشَتيمةُ المُقرِض.
يشوع بن سيراخ ٣٠
التأديب
١مَن أَحَبَّ ٱبنَه أَكثَرَ مِن ضَربِه
لِكَي يُسَرَّ بِه في آخِرِ الأَمْر.
٢مَن أَدَّبَ ٱبنَه يَجْني ٱرتِياحًا
ويَفتَخِرُ بِه بَينَ مَعارِفِه.
٣مَن عَلَّمَ ٱبنَه يُثيرُ غَيرَةَ عُدُوِّه
ويَبتَهِجُ بِه أَمامَ أَصْدِقائِه.
٤إِذا تُوُفِّيَ أَبوه فكأنَّه لم يَمُتْ
لِأَنَّه خَلَّفَ مَن هو نَظيرُه.
٥في حَياتِه رَآه ففَرِحَ وعِندَ وَفاتِه لم يَحزَن.
٦خَلَّفَ مُنتَقِمًا مِن أَعْدائِه
ومُكافِئًا لِأَصدِقائِه بِالجَميل.
٧مَن دَلَّلَ ٱبنَه فسيَضمِدُ جِراحَه
وعِندَ كُلِّ صُراخٍ تَضطَرِبُ أَحْشاؤُه.
٨الفَرَسُ الَّذي لم يُرَوَّضْ يَصيرُ جَموحًا
والِٱبنُ الَّذي لم يُضبَطْ يَصيرُ وَقِحًا.
٩إِن دَلَّلتَ ٱبنَكَ رَوَّعَكَ
وإِن لاعَبتَه أَحزَنَكَ.
١٠لا تُضاحِكْه لِئَلَّا تَغَتَمَّ معَه
وفي آخِرَتِكَ يأخُذُكَ صَريفُ الأَسْنان
١١ولا تَترُكْ لَه حُرِّيَّةً في شَبابِه.
١٢أُرضُضْ أَضْلاعَه ما دامَ صَغيرًا
لِئَلَّا يَتَصَلَّبَ فيَعصِيَكَ.
١٣أَدِّبِ ٱبنَكَ وٱجتَهِدْ في تَهْذيبِه
لِئَلَّا تُعانِيَ قِلَّةَ حَيائِه.
العافية
١٤فَقيرٌ ذو عافِيَةٍ وصَحيحُ البِنيَة
خَيرٌ مِن غَنِيٍّ مَجْلودٍ في جَسَدِه.
١٥العافِيَةُ وصِحَّةُ البِنيَةِ خَيرٌ مِن كُلِّ الذَّهَب
وقُوَّةُ الجِسْمِ أَفضَلُ مِن ثَروَةٍ لا تُحْصى.
١٦لا غِنى خَيرٌ مِن عافِيَةِ الجِسْم
ولا سُرورَ يَفوقُ فَرَحَ القَلْب.
١٧المَوتُ أَفضَلُ مِنَ الحَياةِ المُرَّة
والرَّاحَةُ الأَبَدِيَّةُ أَفضَلُ مِنَ المَرَضِ المُلازِم.
١٨الخَيراتُ المَسكوبَةُ على فَمٍ مُغلَق
كالأَطعِمَةِ المَوضوعَةِ على قَبْر.
١٩أَيُّ مَنفَعَةٍ لِلصَّنَمِ بِالقُرْبان
فإِنَّه لا يأكُلُ ولا يَشُمّ
هٰكذا مَن يُرهِقُه الرَّبّ.
٢٠يَرى بِعَينَيه ويَتَنَهَّد
كالخَصِيِّ الَّذي يُعانِقُ عَذْراءَ ثُمَّ يَتَنَهَّد.
السُّرور
٢١لا تَستَسلِمْ إِلى الحُزْنِ
ولا تُضَيِّقْ صَدرَكَ بِأَفْكارِكَ.
٢٢سُرورُ القَلبِ حَياةُ الإِنْسان
وٱبتِهاجُ الرَّجُلِ يُطيلُ أَيَّامَه.
٢٣رَوِّحْ عن نَفسِكَ وفَرِّجْ عن قَلبِكَ
وٱطرُدِ الحُزنَ عَنكَ بَعيدًا
فإِنَّ الحُزنَ قَتَلَ كَثيرينَ ولَيسَ فيه مَنفَعَة.
٢٤الغَيرَةُ والغَضَبُ يُقَلِّلانِ عَدَدَ الأَيَّام
والهَمُّ يأتي بِالشَّيخوخةِ قَبلَ الأَوان.
٢٥القَلبُ المَسْرورُ الطَّيِّبُ يُساعِدُ على الشَّهِيَّة
ويَهتَمُّ بمآكِلِه.
يشوع بن سيراخ ٣١
الأَموال
١سُهادُ الغِنى يُذيبُ الجِسْم
وهَمُّه يُبعِدُ النَّوم.
٢هَمُّ السَّهَرِ يَحرِمُ مِنَ الغَفْوِ
والمَرَضُ الشَّديدُ يُبعِدُ النَّوم.
٣يَجِدُّ الغَنِيُّ في جَمْعِ الأَمْوال
وفي راحَتِه يَشبَعُ من لَذَّاتِه.
٤يَجِدُّ الفَقيرُ في حاجةِ العَيش
وفي راحَتِه يُمْسي مُعوِزًا.
٥مَن أَحَبَّ الذَّهَبَ لا يُزَكَّى
ومَنِ ٱتَّبَعَ الكَسْبَ يَضِلُّ فيه.
٦كَثيرونَ سَقَطوا لِأَجْلِ الذَّهَب
فأَضْحى هَلاكُهم أَمامَ وجُوهِهم.
٧إِنَّه فَخٌّ لِلَّذينَ يَذبَحونَ لَه
وكُلُّ غَبِيٍّ يُصطادُ بِه.
٨طوبى لِلغَنِيِّ الَّذي وُجِدَ بِغَيرِ عَيب
ولم يَسْعَ وَراءَ الذَّهَب.
٩مَن هو فنُغَبِّطَه؟
لِأَنَّه صَنَعَ عجائِبَ في شَعبِه.
١٠مَنِ الَّذي ٱمتُحِنَ بِه فوُجِدَ كامِلًا؟
لَه أَن يَفتَخِرَ بِذٰلك.
مَنِ الَّذي قَدِرَ أَن يَتَعَدَّى ولم يَتَعَدَّ
وأَن يَصنَعَ الشَّرَّ ولم يَصنَع؟
١١ستَكونُ خَيراتُه ثابِتَة
وتُخبِرُ الجَماعةُ بِصَدَقاتِه.
المآدب
١٢إِذا جَلَستَ إِلى مائِدَةٍ حافِلَة
فلا تَفتَحْ لَها حَنجَرَتَكَ
ولا تَقُلْ: «ما أَكثَرَ ما علَيها!».
١٣أُذكُرْ أَنَّ عَينَ الشَّرَهِ شَرٌّ عَظيم:
أَيُّ شَيءٍ خُلِقَ أَسوَأ مِنَ العَين؟
فلِذٰلك هي تَدمَعُ لِكُلِّ أَمْر.
١٤حَيثُما نَظَرَ ضَيفُكَ فلا تَمدُدْ يَدَكَ
ولا تُزاحِمْه في الصَّحفَة.
١٥إِفهَمْ ما عِندَ القَريبِ مِمَّا عِندَكَ
وتَرَوَّ في كُلِّ أَمْر.
١٦كُلْ مِمَّا وُضِعَ أَمامَكَ
كما يأكُلُ الإِنْسانُ المُتَأَدِّب
ولا تُعمِلِ الفَكَّينِ لِئَلَّا تُكرَه.
١٧كُنْ أَوَّلَ مَن يَتَوَقَّفُ مُراعاةً لِلأَدَب
ولا تَكُنْ نَهِمًا لِئَلَّا يُنكَرَ علَيكَ.
١٨وإِذا جَلَستَ إِلى مائِدَةٍ بَينَ كَثيرين
فلا تَمدُدْ يَدَكَ قَبلَهم.
١٩ما أَقَلَّ ما يَكتَفي بِه الإِنْسانُ المُتَأَدِّب
وعلى فِراشِه لا يَلْهَث.
٢٠رُقادُ الصِّحَّةِ لِقَنوعِ الجَوف.
يَقومُ مُبَكِّرًا وهو مالِكُ نَفسِه.
السُّهادُ والتَّقَيُّؤُ والمَغْصُ لِلرَّجُلِ الشَّرِه.
٢١وإِذا أُكرِهتَ على الإِكْثارِ مِنَ الأَكْل
فقُمْ وتَقَيَّأْ فتَستَريح.
٢٢إِسمَعْ لي يا بُنَيَّ ولا تَستَخِفَّ بي
وفي آخِرِ الأَمرِ تَهتَدي إِلى أَقْوالي.
في جَميعِ أَعْمالِكَ كُن مُعتَدِلًا
فلا يَلحَقَ بِكَ مَرَض.
٢٣مَن سَخا بِالطَّعامِ تُبارِكُه الشِّفاه
ويُشهَدُ بِكَرَمِه شَهادَة صِدْق.
٢٤مَن شَحَّ بِالطَّعامِ تَتَذَمَّرُ علَيهِ المَدينة
ويُشهَدُ بِبُخلِه شَهادةً صَحيحَة.
الخمر
٢٥لا تَكُنْ ذا بأسٍ في أَمرِ الخَمْر
فإِنَّ الخَمْرَ أَهلَكَت كَثيرين.
٢٦الأَتُّونُ يَمتَحِنُ صَلادَةَ الفولاذ
والخَمْرُ تمتَحِنُ القُلوبَ
في قِتالٍ بَينَ مُتَعَنتِرين.
٢٧الخَمْرُ حَياةٌ لِلإِنْسانِ إِذا ٱعتَدَلتَ في شُربِها.
أَيُّ عَيشٍ لِمَن لَيسَ لَه خَمْر؟
فهِيَ خُلِقَت لِٱبتِهاجِ النَّاس.
٢٨الخَمْرُ ٱبتِهاجُ القَلْبِ وسُرورُ النَّفْس
لِمَن شَرِبَ مِنها في وَقتِها ما كَفى.
٢٩الإِفْراطُ مِن شُربِ الخَمْرِ مَرارَةٌ لِلنَّفْس
ويَجلُبُ التَّحَدِّيَ والزَّلَّة.
٣٠السُّكْرُ يُهَيِّجُ غَضَبَ الغَبِيِّ حَتَّى العِثار
ويُقَلِّلُ قُوَّتَه ويُسَبِّبُ الجِراح.
٣١في مَجلِسِ الخَمْرِ لا تُوَبِّخْ جارَكَ
ولا تَحتَقِرْه في ٱنبِساطه.
ولا تُخاطِبْه بِكَلامِ إِهانة
ولا تُضايِقْه بِمُطالَباتِكَ.
يشوع بن سيراخ ٣٢
المآدب
١إِذا جَعلوكَ رَئيسًا فلا تَتَكَبَّرْ
بل كُنْ بَينَهم كواحِدٍ مِنهم
إِهتَمَّ بِهم ثُمَّ ٱجلِسْ.
٢وبَعدَ القِيامِ بِكُلِّ ما يَجِبُ عَلَيكَ
اِجلِسْ إِلى المائِدَة
لِكَي تَفرَحَ بِفَرَحِهم
وتَنالَ الإِكْليلَ لِحُسْنِ التَّرْتيب.
٣تَكَلَّمْ أَيُّها الشَّيخُ فإِنَّكَ أَهلُ ذٰلك
لٰكِن عن دِقَّةٍ، ولا تَمنَعِ الطَّرَب.
٤لا تُطلِقْ كَلامَكَ عِندَ السَّماع
ولا تَأتِ بِالحِكمَةِ في غَيرِ وَقتِها.
٥حَفلَةُ طَرَبٍ في مَجلِسِ الخَمْرِ
كفَصٍّ مِن ياقوتٍ في حِلْيٍ مِن ذَهَب.
٦لَحْنٌ على خَمْرٍ لَذيذَة
كفَصٍّ مِن زُمُرُّدٍ في مَصوغٍ مِن ذَهَب.
٧تَكَلَّمْ يا شابُّ متى دَعَتكَ الحاجة
مَرَّتَينِ بِالأَكثَرِ إِن سُئِلتَ.
٨أَوجِزْ كَلامَكَ مُعَبِّرًا عنِ الكَثيرِ بِالقَليل
وكُنْ كَمن يَعلَمُ ويَصمُت.
٩في جَماعةِ العُظَماءِ لا تُساوِ نَفسَكَ بِهِم
وإِن تَكَلَّمَ غَيرُكَ لا تَكُنْ كَثيرَ الهَذَر.
١٠البَرْقُ يَسبِقُ الرَّعْدَ والحُظْوَةُ تَتَقَدَّمُ المُحتَشِم.
١١إِذا آنَ الوَقتُ فقُمْ ولا تَتَأَخَّرْ
أَسرِعْ إِلى بَيتِكَ ولا تَتَسَكَّعْ.
١٢وهُناكَ تَسَلَّ وٱصنَعْ ما بَدَا لَكَ
ولا تَخْطَأْ بِكَلامِ الكِبرِياء.
١٣وعلى هٰذه كُلِّها بارِكْ صانِعَكَ
الَّذي يُسكِرُكَ مِن طَيِّباتِه.
مخافة الله
١٤مَنِ ٱتَّقى الرَّبَّ يَقبَلُ تأديبَه
والمُبتَكِرونَ إِلَيه يَنالونَ مَرْضاتَه.
١٥مَن أَمعَنَ النَّظَرَ في الشَّريعَةِ يَمتَلِئُ مِنها
وأَمَّا المُرائي فهي لَه حَجَرُ عَثرَة.
١٦الَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبَّ يَهتَدونَ إِلى العَدْل
ويَجعَلونَ أَحْكامَهم تَتَأَلَّقُ كالنُّور.
١٧الإِنسانُ الخاطِئُ يَرفُضُ التَّوبيخ
ويَجِدُ حُجَجًا تُوافِقُ مُبتَغاه.
١٨صاحِبُ المَشورَةِ لا يُهمِلُ التَّفْكير
أَمَّا الغَريبُ والمُتَكَبِّرُ فلا يَشعُرانِ بِالخَوف.
١٩لا تَعمَلْ شَيئًا عن غَيرِ تَفْكير
فلا تَندَمَ على عَمَلِكَ.
٢٠لا تَسِرْ في طريقٍ وَعْرٍ
فلا تَعثُرَ بِالحِجارة.
٢١لا تَثِقْ بِطَريقٍ سَوِيٍّ
٢٢وٱحتَرِزْ مِن أَولادِكَ.
٢٣في جَميعِ أَعْمالِكَ ثِقْ بِنَفسِكَ
ففي ذٰلك أَيضًا حِفْظٌ لِلوَصايا.
٢٤الَّذي يَعتَمِدُ على الشَّريعَةِ يَحفَظُ وَصاياها
والَّذي يَتَّكِلُ على الرَّبِّ لا يَلحَقُه ضَرَر.
يشوع بن سيراخ ٣٣
١مَنِ ٱتَّقى الرَّبَّ لا يَلْقى سوءًا
بل يَنْجو حتَّى في التَّجرِبَة.
٢الرَّجُلُ الحَكيمُ لا يُبغِضُ الشَّريعة
أَمَّا الَّذي يُرائي فيها فهُو كسَفينةٍ في العاصِفَة.
٣الإِنسانُ العاقِلُ يَثِقُ بِالشَّريعَة
والشَّريعَةُ عندَه جَديرةٌ بِالثِّقَة
كٱستِطْلاعِ الأُوريم.
٤هَيِّئْ كَلامَكَ فتُسمَع
وٱستَجمِعْ عِلمَكَ وجاوِبْ.
٥مَشاعِرُ الأَحمَقِ كدولابِ المَركَبة
وتَفْكيرُه مِثْلُ مِحوَرٍ يَدور.
٦الصَّديقُ المُستَهزِئُ كفَحْلِ الخَيلِ
الَّذي يَصهِلُ تَحتَ كُلِّ راكِبٍ علَيه.
التفاوت في الأحوال
٧لِماذا يَكونُ يَومٌ أَفضَلَ مِن يَوم
ونورُ أَيَّامِ السَّنَةِ كُلُّه مِنَ الشَّمْس؟
٨عِلْمُ الرَّبِّ هو الَّذي مَيَّزَ بَينَها
فقَد نَوَّعَ الفُصولَ والأَعْياد.
٩فمِنْها ما أَعْلى شَأنَه وقَدَّسَه
ومِنْها ما جَعَلَه في عِدادِ الأَيَّامِ العادِيَّة.
١٠والبَشَرُ كُلُّهم مِنَ التُّراب
ومِنَ الأَرضِ خُلِقَ آدَم.
١١الرَّبُّ مَيَّزَ بَينَهم بِسَعَةِ حِكمَتِه
ونَوَّعَ طُرُقَهم.
١٢فمِنْهم مَن بارَكَه وأَعْلى شَأنَه
ومِنْهم مَن قَدَّسَه وقَرَّبَه إِلَيه
ومِنْهم مَن لَعَنَه وأَذَلَّه وخَلَعَه مِن مَقامِه.
١٣كما يَكونُ الطِّينُ في يَدِ الخَزَّاف
وهو يَصنَعُ بِه بِحَسَبِ مَرْضاتِه
كذٰلكَ النَّاسُ في يَدِ صانِعِهم
وهو يُجازيهم بِحَسَبِ حُكْمِه.
١٤بِإِزاءِ الشَّرِّ الخَيرُ وبِإِزاءِ المَوتِ الحَياة
كذٰلكَ بِإِزاءِ التَّقِيِّ الخاطِئ.
١٥وهٰكذا تأَمَّلْ في جَميعِ أَعْمالِ العَلِيّ
فهي تَبْدو ٱثنَينِ ٱثنَينِ الواحِدُ بِإِزاءِ الآخَر.
١٦إِنِّي أَنا الأَخيرَ قد سَهِرتُ
كمَن يَلتَقِطُ وَراءَ القَطَّافين.
١٧بِبَرَكَةِ الرَّبِّ أَسرعتُ
وكالَّذي قَطَفَ مَلأتُ المَعصَرَة.
١٨فاعتَرِفوا بِأَنَّ تَعَبي لم يَكُنْ لي وَحْدي
بل لِجَميعِ الَّذينَ يَلتَمِسونَ التَّأديب.
١٩إِسمَعوني يا عُظَماءَ الشَّعب
وأَصْغوا إِلَيَّ يا رُؤَساءَ الجَماعة.
عدم الاحتياج إلى الآخرين
٢٠لا تُوَلِّ على نَفسِكَ في حَياتِكَ ٱبنَكَ
أَوِ ٱمرَأَتَكَ أَو أَخاكَ أَو صَديقَكَ
ولا تُعْطِ آخَرَ أَمْوالَكَ
لِئَلَّا تَندَمَ فتَتَضرَّعَ إِلَيه بِها.
٢١ما حَييتَ وما دامَ فيكَ نَفَس
لا تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلى أَحَدٍ مِنَ البَشَر.
٢٢فلأَن يَطلُبَ أَبْناؤُكَ مِنكَ
خَيرٌ مِن أَن تَنظُرَ أَنتَ إِلى أَيدي أَبْنائِكَ.
٢٣في جَميعِ أُمورِكَ كُنْ سَيِّدًا
ولا تُلحِقْ عَيبًا بِسُمعَتِكَ.
٢٤عِندَ ٱنقِضاءِ أَيَّامِ حَياتِكَ وفي ساعةِ مَماتِكَ قَسِّمْ ميراثَكَ.
العبيد
٢٥العَلَفُ والعَصا والحِمْلُ للِحِمار
والخُبزُ والتَّأديبُ والعَمَلُ لِلعَبْد.
٢٦شَغِّلْ عَبدَكَ تَجِدِ الرَّاحة
أَطلِقْ يَدَيه يَلتَمِسِ الحُرِّيَّة.
٢٧النِّيرُ والرُّبُطُ تَحني الرِّقاب
ولِلعَبدِ الشِّرِّيرِ التَّنْكيلُ والتَّعْذيب.
٢٨أَرغِمْه على العَمَلِ لِئَلَّا يَبْقى بَطَّالًا
فإِنَّ البِطالَةَ تُعَلِّمُ شُرورًا كَثيرة.
٢٩أَلزِمْه الأَعْمالَ كما يَليقُ بِه
فإِن لم يُطِعْ فثَقِّلْ رِجلَيه بِالقُيود.
٣٠لٰكِن لا تُفرِطْ نَحوَ أَيِّ إِنْسان
ولا تَصنَعْ شَيئًا بِغَيرِ عَدْل.
٣١إِن كانَ لَكَ عَبدٌ فَليَكُنْ كَنَفسِكَ
فإِنَّكَ ٱكتَسَبتَه بِالدَّم.
٣٢إِن كانَ لَكَ عَبدٌ فعامِلْه كالأَخ
فإِنَّكَ تَحْتاجُ إِلَيه ٱحتِياجَكَ إِلى نَفسِكَ.
٣٣إِن أَسأتَ إِلَيه ففَرَّ هارِبًا
ففي أَيِّ طَريقٍ تَطلُبُه؟
يشوع بن سيراخ ٣٤
الأَحلام
١الآمالُ الفارِغَةُ الكاذِبَةُ لِلعَديمِ الذَّكاء
والأَحلامُ تُعْطي الأَغبِياءَ أَجنِحَة.
٢مَثَلُ المُلتَفِتِ إِلى الأَحْلامِ
مَثَلُ القابِضِ على الظِّلّ
والسَّاعي وَراءَ الرِّيح.
٣رُؤْيا الأَحْلامِ مُجَرَّدُ ٱنعِكاس
وشِبْهُ الوَجهِ أَمامَ الوَجْه.
٤أَيُّ طاهِرٍ يأتي مِنَ النَّجِس
وأَيُّ صِدْقٍ يأتي مِنَ الكَذِب؟
٥العِرافَةُ والتَّطَيُّرُ والأَحْلامُ باطِلة
كَخَيالاتِ قَلبِ المَرأَةِ الماخِض.
٦إِن لم تُرسَل مِن عِندِ العَلِيِّ في ٱفتِقادٍ مِنه
فلا تُوَجِّهْ إِلَيها قَلبَكَ.
٧فإِنَّ كَثيرينَ أَضَلَّتهمُ الأَحْلام
فسَقَطوا لِٱعتِمادِهم علَيها.
٨الشَّريعَةُ تُتَمَّمُ بِغَيرِ تِلكَ الأَكاذيب
والحِكمَةُ في الفَمِ الأَمينِ كَمال.
الأسفار
٩الرَّجُلُ الَّذي سافَرَ كَثيرًا يَعلَمُ الكَثير
والكَثيرُ الخِبرَةِ يُحَدِّثُ بِذَكاء.
١٠الَّذي لم يُمتَحَنْ يَعلَمُ قَليلًا
أَمَّا الَّذي سافَرَ فهو كَثيرُ الحِيَل.
١١إِنِّي رأَيتُ في أَسفاري أُمورًا كثيرة
وما فَهِمتُه يَفوقُ ما أَقول.
١٢كَثيرًا ما خاطَرتُ بِنَفْسي حتَّى المَوت
ونَجَوتُ بِفَضلِ هٰذا.
١٣الَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبَّ يَحْيا روحُهم
لِأَنَّ رَجاءَهم في الَّذي يُخَلِّصُهم.
١٤مَنِ ٱتَّقى الرَّبَّ فلا يَخافُ شَيئًا
ولا يَفزَعُ أَبَدًا لِأَنَّه هو رَجاؤُه.
١٥مَن ٱتَّقى الرَّبَّ فطوبى لِنَفْسِه:
على مَن يَعتَمِدُ ومَن سَنَدُه؟
١٦عَينا الرَّبِّ إِلى مُحِبِّيه:
إِنَّه حِمايةٌ قَديرةٌ وسَنَدٌ قَوِيّ
وسِتْرٌ مِنَ القَيْظِ وظِلٌّ مِنَ الهَجير
ووِقايَةٌ مِنَ العَقَبات ونَجدَةٌ عِندَ السُّقوط.
١٧يُعْلي شَأنَ النَّفْسِ ويُنيرُ العَينَين
ويَمنَحُ الشِّفاءَ والحَياةَ والبَرَكَة.
الذبائح
١٨الذَّابِحُ مِن كَسْبِ الظُّلْمِ يُستَهزَأْ بِتَقدِمَتِه
وعَطايا الأُثَماءِ لَيسَت بِمَرضِيَّة.
١٩لا يَرْضى العَلِيُّ عن تَقادِمِ الأَشْرار
ولا بِكَثرَةِ ذَبائِحِهم يَغفِرُ خَطاياهم.
٢٠مَن قَدَّمَ ذَبيحةً مِن مالِ المَساكين
فهو كمَن يَذبَحُ الِٱبنَ أَمامَ أَبيه.
٢١خُبزُ المُعوِزينَ حَياةُ المساكين
فمَن حَرَمَهم إِيَّاه فإِنَّما هو رَجُلُ دِماء.
٢٢مَن يَنتَزِعْ مَعاشَ القَريبِ يَقتُلْه
ومَن يَحرِمِ الأَجيرَ أُجرَتَه يَسفِكْ دَمَه.
٢٣واحِدٌ يَبْني وآخَرُ يَهدِم
فماذا يَنتَفِعانِ سِوى التَّعَب؟
٢٤واحِدٌ يُبارِكُ وآخَرُ يَلعَن
فأَيَّهُما يَستَجيبُ الرَّبُّ دُعاءَه؟
٢٥مَنِ ٱغتَسَلَ مِن لَمْسِ المَيتِ ثُمَّ عادَ فلَمَسَه
فماذا نَفَعَه غُسْلُه؟
٢٦كذٰلك الإِنْسانُ الَّذي يَصومُ عن خَطاياه
ثُمَّ يَعودُ يَرتَكِبُها
فمَن يَستَجيبُ صَلاتَه وماذا يَنَفَعُه تَواضُعُه؟
يشوع بن سيراخ ٣٥
الشريعة والذبائح
١مَن حَفِظَ الشَّريعةَ فقَد أَكثَرَ مِنَ التَّقادِم
ومَن تَمَسَّكَ بِالوَصايا
فقَد ذَبَحَ ذَبيحَةً سَلامِيَّة.
٢مَن وَفى بِالشُّكرِ فقَد قَدَّمَ السَّميذ
ومَن تَصَدَّقَ فقَد ذَبَحَ ذَبيحةَ الحَمْد.
٣مَرْضاةُ الرَّبِّ الإِقْلاعُ عنِ الشَّرّ
والإِقْلاعُ عنِ الإِثْمِ ذَبيحةُ تَكْفير.
٤لا تَحضُرْ أَمامَ الرَّبِّ فارِغَ اليَدَين
فإِنَّ هٰذه كُلَّها تَفرِضُها الوَصِيَّة.
٥تَقدِمَةُ البارِّ تُدَسِّمُ المَذبَح
ورائِحَتُها الطَّيِّبَةُ تَرتَفِعُ أَمامَ العَلِيّ.
٦ذَبيحَةُ الرَّجُلِ البارِّ مَرْضِيَّة
وذِكرُها لا يُنْسى.
٧مَجِّدِ الرَّبَّ بِعَينٍ كَريمة
ولا تَبْخُلْ بِبَواكيرِ يَدَيكَ.
٨في كُلِّ عَطِيَّةٍ كُنْ مُتَهَلِّلَ الوَجْه
وكَرِّسِ العُشورَ بِفَرَح.
٩أَعطِ العَلِيَّ على حَسَبِ عَطِيَّتِه
وبِعَينٍ كَريمةٍ وبِحَسَبِ كَسْبِ يَدِكَ
١٠فإِنَّ الرَّبَّ مُكافِئٌ فيُكافِئُكَ سَبعَةَ أَضْعاف.
العدل الإِلهيّ
١١لا تُحاوِلْ رَشوَه بِالعَطايا فإِنَّه لا يَقبَلُها
ولا تَعتَمِدْ على ذَبيحَةِ ظُلْم.
١٢فإِنَّ الرَّبَّ دَيَّان
ولا يَلتَفِتُ إِلى كَرامةِ الوُجوه.
١٣لا يُحابي الوُجوهَ على حِسابِ الفَقير
بل يَستَجيبُ صَلاةَ المَظْلوم.
١٤لا يُهمِلُ تَضَرُّعَ اليَتيم
ولا تَضَرُّعَ الأَرمَلَةِ إِذا سَكَبَت شَكْواها.
١٥أَلَيسَت دُموعُ الأَرمَلَةِ تَسيلُ على خَدَّيها
وصُراخُها على الَّذي أَسالَها؟
١٦مَن قامَ بِخِدمَةِ الرَّبِّ بِحَسَبِ مَرْضاتِه يُقبَلْ
ودُعاؤُه يَبلُغُ إِلى الغُيوم.
١٧صَلاةُ المُتَواضِعِ تَنفُذُ الغُيوم
ولا يَتَعَزَّى حَتَّى تَصِل.
١٨ولا يَكُفُّ حَتَّى يَفتَقِدَه العَلِيّ
ويُنصِفَ الأَبْرارَ ويُجرِيَ القَضاء.
١٩فالرَّبُّ لا يُبطِئُ ولا يُطيلُ أَناتَه علَيهم
٢٠حَتَّى يُحَطِّمَ صُلْبَ الَّذينَ لا رَحمَةَ لَهم
ويَنتَقِمَ مِنَ الأُمَم
٢١حَتَّى يَمحُوَ قَومَ المُتَكَبِّرين
ويُحَطِّمَ صَوالِجَةَ الظَّالِمين
٢٢حَتَّى يُكافِئَ الإِنْسانَ على حَسَبِ أَفْعالِه
ويُجازِيَ البَشَرَ بِأَعْمالِهم على حَسَبِ نِيَّاتِهم
٢٣حَتَّى يُجرِيَ القَضاءَ لِشَعبِه
ويُفرِحَهم بِرَحمَتِه.
٢٤الرَّحمَةُ تَجمُلُ في أَوانِ الضِّيق
كغُيومِ المَطَرِ في أَوانِ القَحْط.
يشوع بن سيراخ ٣٦
صلاة لخلاص إسرائيل وإعادة كرامته إليه
١إِرحَمْنا، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ الجَميع
وٱنظُرْ وأَلْقِ رُعبَكَ على جَميعِ الأُمَم.
٢إِرْفَعْ يَدَكَ على الأُمَمِ الغَريبة
ولْتَرَ عِزَّتَكَ.
٣كما قد ظَهَرَت فينا قَداسَتُكَ أَمامَهم
هٰكذا فلْتَظهَرْ عَظَمَتُكَ فيهم أَمامَنا.
٤ولْيَعرِفوكَ كما عَرَفْنا نَحنُ
أَن لا إِلٰهَ إِلَّا أَنتَ يا رَبّ.
٥جَدِّدِ الآياتِ وأَجْرِ عَجائِبَ أُخْرى
ومَجِّدْ يَدَكَ وذِراعَكَ اليُمْنى.
٦أَيقِظْ غَضَبَكَ وصُبَّ سُخطَكَ
ودَمِّرِ المُقاوِمَ وٱقضِ على العَدُوّ.
٧عَجِّلِ الزَّمانَ وٱذكُرِ القَسَم
ولْيُحَدَّثْ بِعَظائِمِكَ.
٨لِيُؤكَلِ النَّاجي بِغَضَبِ النَّار
ولْيَلْقَ مُضايِقو شَعبِكَ الهَلاك.
٩هَشِّمْ رُؤُوسَ قادَةِ الأَعْداء
الَّذينَ يَقولون: «لَيسَ غَيرُنا».
١٠إِجمَعْ كُلَّ أَسْباطِ يَعْقوب
وٱردُدْ لَها ميراثَها كما في البَدْء.
١١أَيُّها الرَّبُّ ٱرحَمِ الشَّعبَ
الَّذي دُعِيَ بِٱسمِكَ
وإِسرائيلَ الَّذي أَنزَلتَه مَنزِلَةَ بِكرِكَ.
١٢أَشفِقْ على مَدينَةِ قُدسِكَ أُورَشَليم
مَدينَةِ راحَتِكَ.
١٣إِمْلأ صِهْيونَ مِن رِوايَةِ مآثِرِكَ
ومَقدِسَكَ مِن مَجدِكَ.
١٤إِشْهَدْ لِلَّذينَ هُم خَلقُكَ في البَدْءِ
وأَتِمَّ النُّبوءاتِ الَّتي بِٱسمِكَ
١٥أَعطِ الَّذينَ يَنتَظِرونَكَ الثَّواب
ولْيَتَبَيَّنْ صِدْقُ أَنبِيائِكَ.
١٦إِستَجِبْ أَيُّها الرَّبُّ صَلاةَ عَبيدِكَ
بِحَسَبِ بَرَكَةِ هارونَ على شَعبِكَ.
١٧ولْيَعلَمْ جَميعُ سُكَّانِ الأَرضِ
أَنَّكَ أَنتَ الرَّبُّ إِلْهُ الدُّهور.
التمييز
١٨الجَوفُ يَتَناوَلُ جَميعَ أَلْوانِ الطَّعام
لٰكِنَّ مِنَ الطَّعامِ ما هو أَطيَبُ مِن غَيرِه.
١٩الحَلقُ يُمَيِّزُ لَحمَ الصَّيدِ مِن طَعمِه
والقَلبُ الفَطِنُ يُمَيِّزُ الأَقْوالَ الكاذِبة.
٢٠القَلبُ الخَبيثُ يُورِثُ الغَمّ
والرَّجُلُ الواسِعُ الخِبرَةِ يُكافِئُه.
إختيار الرجل للمرأة
٢١المرأَةُ تَقبَلُ أَيَّ زَوجٍ كان
لٰكِنَّ في البَناتِ مَن تُفَضَّلُ على غَيرِها.
٢٢جَمالُ المَرأَةِ يُبهِجُ الوَجْه
ويَفوقُ جَميعَ مُنى الإِنْسان.
٢٣وإِن كانَ في لِسانِها رَحمَةٌ ووَداعة
فلَيسَ زَوجُها كسائِرِ بَني البَشَر.
٢٤مَن حَصَلَ على ٱمرَأَةٍ فهي لَه رَأسُ الغِنى
وعَونٌ يُشبِهُه وعَمودٌ يَستَنِدُ إِلَيه.
٢٥حَيثُ لا سِياجَ يُنهَبُ المِلْكُ
وحَيثُ لا ٱمرأَةَ يَتيهُ الرَّجُلُ نائِحًا.
٢٦مَن ذا يأمَنُ اللِّصَّ النَّشيطَ
القافِزَ مِن مَدينةٍ إِلى مَدينَة؟
٢٧هٰكذا حالُ الرَّجُلِ الَّذي لا وَكْرَ لَه
فيَأوي حَيثُما أَمْسى.
يشوع بن سيراخ ٣٧
الأَصدقاء الكاذبون
١كُلُّ صَديقٍ يَقول: «أَنا أَيضًا صَديقُكَ»
لٰكِن رُبَّ صَديقٍ إِنَّما هو صَديقٌ بِالِٱسم.
٢أَلا يُورِثُ الغَمَّ حتَّى المَوت
كُلُّ صاحِبٍ أَو صَديقٍ يَتَحَوَّلُ إِلى عَدُوّ؟
٣أَيُّها المَيلُ الفاسِد مِن أَينَ خُرِطتَ
فغَطَّيتَ اليابِسَةَ مَكْرًا؟
٤صاحِبُ الصَّديقِ يَفرَحُ في سَرَّائِه
وفي ضَرَّائِه يُعاديه.
٥الصَّاحِبُ يُشارِكُ صَديقَه في الأَلَمِ
لِأَجلِ بَطنِه
ويَحمِلُ التُّرسَ في الحَرْب.
٦لا تَنْسَ صَديقَكَ في قَلبِكَ
ولا تَتَغاضَ عنه في ثَروَتِكَ.
المشيرون
٧كُلُّ مُشيرٍ يُشيدُ بِمَشورَتِه
لٰكِن رُبَّ مُشيرٍ يُشيرُ لِمَصلَحَتِه.
٨الحَذَرَ لِنَفسِكَ مِنَ المُشير
وٱستَخبِرْ أَوَّلًا عن حاجَتِه.
– فإِنَّه يُشيرُ بِما يَنفَعُه –
لِئَلَّا يُلقِيَ القُرعَةَ علَيكَ
٩ويَقولَ لَكَ: «سَبيلُكَ حَسَن»
ثُمَّ يَقِفُ تُجاهَكَ يَنظُرُ ماذا يَحِلُّ بِكَ.
١٠لا تَستَشِرْ مَن يَنظُرُ إِلَيكَ مِن أَسفَل
وٱكتُمْ ما تَنْويه عَمَّن يَحسُدونَكَ.
١١لا تَستَشِرِ المَرأَةَ في مُنافِسَتِها
ولا الجَبانَ في الحَرْب
ولا التَّاجِرَ في التِّجارة ولا المُشتَرِيَ في البَيع
ولا الحاسِدَ في عِرْفانِ الجَميل
ولا الجافِيَ في الرِّقَّة
ولا الكَسْلانَ في شَيءٍ مِنَ الشُّغْل
ولا الأَجيرَ المَوسِمِيَّ في إِنْجازِ الشُّغْل
ولا العَبدَ البَطَّالَ في كَثرَةِ العَمَل
فلا تَعتَمِدْ على هٰؤُلاءِ لِشَيءٍ مِنَ المَشورة.
١٢لٰكِن لازِمِ الرَّجُلَ التَّقِيَّ
مِمَّن علِمتَه يَحفَظُ الوَصايا
ونَفْسُه كنَفْسِكَ وإِذا سَقَطتَ يَتَوَجَّعُ لَكَ.
١٣وتَمَسَّكْ بمَشورَةِ قَلبِكَ.
فإِنَّه لَيسَ لَكَ آمَنُ مِنه
١٤لِأَنَّ نَفْسَ الرَّجُلِ كَثيرًا ما تُخبِرُ
أَكثَرَ مِن سَبعَةِ رُقَباءَ
يَرقُبونَ مِن مَوضِعٍ عالٍ.
١٥وفَوقَ كُلِّ ذٰلك تَضَرَّعْ إِلى العَلِيّ
لِيَهدِيَكَ بِالحَقِّ إِلى الطَّريقِ المُستَقيم.
الحكمة الصادقة والحكمة الكاذبة
١٦الكَلامُ بَدءُ كُلِّ مَسْعًى
والتَّفكيرُ قَبلَ كُلِّ عَمَل.
١٧القَلبُ أَصلُ الأَفْكار
ومِنه تَصدُرُ أَربَعةُ فُروع:
١٨الخَيرُ والشَّرُّ، والحَياةُ والمَوت
والمُتَسَلِّطُ على هٰذه في كُلِّ حينٍ هو اللِّسان.
١٩مِنَ النَّاسِ مَن هو ماهِرٌ في تأديبِ الكَثيرين
لٰكِنَّه لا يَنفَعُ نَفْسَه شَيئًا
٢٠ومِنهُم مَن يَدَّعي الحِكمَةَ في كَلامِه
وهو مَكْروه
فمِثلُ هٰذا يُحرَمُ كُلَّ قوت.
٢١لِأَنَّه لم يُؤتَ الحُظوَةَ مِن عِندِ الرَّبّ.
إِذ لَيسَ مِنَ الحِكمَةِ على شَيء.
٢٢إِنَّه حَكيمٌ في عَيْنَيه
وثِمارُ عَقلِه مَوثوقٌ بِها بِحَسَبِ قَولِه.
٢٣الرَّجُلُ الحَكيمُ يُعَلِّمُ شَعْبَه
وثِمارُ عَقلِه مَوثوقٌ بِها.
٢٤الرَّجُلُ الحَكيمُ مُمتَلِئٌ بَرَكَة
وجَميعُ الَّذينَ يَرَونَه يُغَبِّطونَه.
٢٥حَياةُ الرَّجُلِ أَيَّامٌ مَعْدودة
أَمَّا أَيَّامُ إِسْرائيلَ فلا عَدَد لَها.
٢٦الحَكيمُ يَرِثُ الثِّقَةَ في وَسْطِ شَعبِه
وٱسمُه يَحْيا لِلأَبَد.
القناعة
٢٧يا بُنَيَّ، ٱمتَحِن نَفْسَكَ في حَياتِكَ
وٱنظُرْ ماذا يَضُرُّها وٱمنَعْها عَنه.
٢٨فإِنَّه لَيسَ كُلُّ شَيءٍ يَنفَعُ كُلَّ أَحَد
ولا كُلُّ نَفْسٍ تَرْضى بِكُلِّ شَيء.
٢٩لا تشرَهْ إِلى كُلِّ لَذَّة
ولا تَنصَبَّ على الأَطعِمَة.
٣٠فإِنَّ كَثرَةَ الأَكلِ تَجلُبُ المَرَض
والشَّرَهَ يَبلُغُ إِلى المَغْص.
٣١كَثيرونَ ماتوا مِنَ الشَّرَه
أَمَّا القَنوعُ فيُطيلُ حَياتَه.
يشوع بن سيراخ ٣٨
الطِبّ والمَرَض
١أَدِّ لِلطَّبيبِ كَرامَتَه لِأَجلِ خَدَماتِه
فإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَه هو أَيضًا
٢لِأَنَّ الشِّفاءَ مِن عِندِ العَلِيّ
ومِنَ المَلِكِ يَنالُ الطَّبيبُ العَطايا.
٣عِلمُ الطَّبيبِ يُعْلي رَأسَه
فيُعجَبُ بِه عِندَ العُظَماء.
٤الرَّبُّ أَخرَجَ الأَدوِيَةَ مِنَ الأَرض
والرَّجُلُ الفَطِنُ لا يَستَخِفُّ بِها.
٥أَلَيسَ بِعودٍ صارَ الماءُ عَذْبًا
حَتَّى عُرِفَت خاصِّيَّتُه؟
٦وهو الَّذي أَعْطى النَّاسَ المَعرِفَة
لِيَتَمَجَّدوا في عَجائِبِه.
٧بِالأَدوِيَةِ يَشْفي ويُزيلُ الأَوجاع
ومِنها يَصنَعُ الصَّيدَلِيُّ أَمزِجَةً
٨وأَعْمالُه لا نِهايَةَ لَها
وعن يَدِه تَحِلُّ السَّلامَةُ على وَجهِ الأَرْض.
٩يا بُنَيَّ، إِذا مَرِضتَ فلا تَتَهاوَنْ
بل صَلِّ إِلى الرَّبِّ فهو يَشْفيكَ.
١٠أَقلِعْ عن ذُنوبِكَ وٱجعَلْ يَدَيكَ مُستَقيمَتَين
وطَهِّرْ قَلبَكَ مِن كُلِّ خَطيئَة.
١١قَرِّبْ رائِحَةً مَرضِيَّةً وتَذْكارَ السَّميذ
وأَفِضِ التَّقادِمَ بِحَسَبِ ما في يَدِكَ.
١٢ثُمَّ راجِعِ الطَّبيبَ فإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَه هو أَيضًا
ولا يُفارِقْكَ فإِنَّكَ تَحْتاجُ إِلَيه.
١٣في بَعضِ الأَحوالِ تَكونُ العافِيَةُ في أَيديهم
١٤فهم أَيضًا يَتَضَرَّعونَ إِلى الرَّبِّ
أَن يُنجِحَ عَمَلَهم على الرَّاحَةِ والشِّفاءِ
مِن أَجلِ إِنْقاذِ الحَياة.
١٥مَن خَطِئَ أَمامَ صانِعِه
فلْيَقَعْ في يَدَيِ الطَّبيب.
الحزن
١٦يا بُنَيَّ ٱذرِفِ الدُّموعَ على المَيْت
وٱشرَعْ في النِّياحَةِ على ما يَليقُ
بِمَن نَزَلَت بِه مُصيبَةٌ شَديدة
وكَفِّنْ جَسَدَه كما يَحِقّ ولا تَتَهاوَنْ بِدَفْنِه.
١٧لِيَكُنْ بُكاؤُكَ مُرًّا وأَكثِر مِن قَرعِ صَدرِكَ
وأَقِمِ المَناحَةَ بِحَسَبِ مَنزِلَتِه
يَومًا أَو يَومَين دَفْعًا لِلنَّميمة
ثُمَّ تَعَزَّ عنِ الحُزْن
١٨فإِنَّ الحُزنَ يُؤَدِّي إِلى المَوت
وحُزنَ القَلبِ يُنهِكُ القِوى.
١٩في المُصيبَةِ يَستَمِرُّ الحُزنُ أَيضًا
وحَياةُ البائِسِ على حَسَبِ قَلبِه.
٢٠لا تُسلِمْ قَلبَكَ إِلى الحُزْن
بلِ ٱصرِفْه ذاكِرًا الآخِرَة.
٢١لا تَنْسَ فإِنَّه لا رجوعَ مِن هُناكَ
ولَستَ تَنفَعُ المَيتَ وتَضُرُّ نَفْسَكَ.
٢٢«أُذكُرْ أَنَّ ما قُضِيَ عَلَيَّ يُقْضى علَيكَ
لي أَمسُ ولَكَ اليَوم».
٢٣إِذا ٱستَراحَ المَيتُ فٱستَرِحْ مِن تَذَكُّرِه
وتَعَزَّ عنه عِندَ خُروجِ روحِه.
الحِرَف اليَدَوِيَّة
٢٤الكاتِبُ يَكتَسِبُ الحِكمَةَ في أَوانِ الفَراغ
والقَليلُ العَمَلِ يُصبِحُ حَكيمًا.
٢٥كَيفَ يُصبِحُ حَكيمًا مَن يُمسِكُ المِحْراث
ويَفتَخِرُ بِالتَّهْويلِ بِالمِنخَس
ويَسوقُ البَقَرَ ويُلازِمُها في أَعْمالِها
ولا يَتَحَدَّثُ إِلَّا بِأَولادِ الثِّيران؟
٢٦قَلبُه مُنصَرِفٌ إِلى خُطوطِ المِحْراث
وسَهَرُه في تَسْمينِ العِجال.
٢٧كذٰلك كُلُّ صانِعٍ ورَبِّ عَمَل
مِمَّن يَقْضي اللَّيلَ كالنَّهار
والحافِرونَ نُقوشَ الخَواتِم
الجاهِدونَ في تَنْويعِ الأَشْكال
والَّذينَ يَصرِفونَ قُلوبَهم إِلى نَقْلِ الصُّورة
ويَسهَرونَ لِٱستِكْمالِ صَنعَتِهم.
٢٨وكذٰلِكَ الحَدَّادُ الجالِسُ عِندَ السَّنْدان
والمُمعِنُ في الحَديدِ الَّذي يَصوغُه:
وَهَجُ النَّارِ يُذيبُ لَحمَه
وهو يَتَخَبَّطُ في حَرِّ الأَتُّون
وصَوتُ المِطرَقَةِ يُصِمُّ أُذُنَيه
وعَيناه إِلى مِثالِ ما يَصنَع.
يَصرِفُ قَلبَه إِلى إِتْمامِ أَعْمالِه
وسَهَرُه في تَزْيينِها إِلى التَّمام.
٢٩وكذٰلك الخَزَّافُ الجالِسُ على عَمَلِه
والمُديرُ دولابَه بِقَدَمَيه
لا يَزالُ مُهتَمًّا بِعَمَلِه
وكُلُّ نَشاطِه مُحْصًى.
٣٠بِذِراعِه يَعرُكُ الطِّين وبِقَدَميه يَحْني صَلابَتَه.
يَصرِفُ قَلبَه إِلى إِتقانِ الدِّهان
وسَهَرُه في تَنْظيفِ الأَتُّون.
٣١هٰؤُلاءِ كُلُّهمُ ٱتَّكَلوا على أَيديهم
وكُلٌّ مِنهم حَكيمٌ في صِناعَتِه.
٣٢بِدونِهم لا تُعمَرُ مَدينَة
ولا يَسكُنُ النَّاسُ ولا يُسافِرون.
٣٣لٰكِنَّهم إِلى مَجلِسِ الشَّعبِ لا يُستَدعَون.
وفي الجَماعَةِ لا يَمْتازون.
على مِنبَرِ القاضي لا يَجلِسون
وأَحكامَ الشَّرعِ لا يَفقَهون.
٣٤في التَّأديب والحُكمِ لا يَبرُزون
وبَينَ ضارِبي الأَمْثالِ لا يوجَدون.
لٰكِنَّهم يُثَبِّتونَ الخَليقَةَ الأَبَدِيَّة
وصَلاتُهم لِأَجلِ عَمَلِ صِناعَتِهم.
يشوع بن سيراخ ٣٩
الكاتب
١شأنُهم يَختَلِفُ
عن شأنِ الَّذي يَصرِفُ نَفْسَه
إِلى التَّأَمُّلِ في شَريعَةِ العَلِيّ.
فإِنَّه يَلتَمِسُ حِكمَةَ جَميعِ الأَقدَمين
ويَقْضي أَوانَ فَراغِه في النُّبُوَّات.
٢يَحفَظُ أَحاديثَ الرِّجالِ المَشْهورين
ويَدخُلُ في تَشَعُّباتِ الأَمْثال.
٣يَبحَثُ عن خَفايا الأَقْوالِ السَّائرة
ويَنصَرِفُ إِلى أَلْغاز الأَمْثال.
٤يَخدُمُ بَينَ أَيدي العُظَماء
ويُرى أَمامَ الرَّئيس.
يَجولُ في أَرضِ الأُمَمِ الغَريبة
وٱختَبَرَ الخَيرَ والشَّرَّ بَينَ النَّاس.
٥يَصرِفُ قَلبَه إِلى الِٱبتِكارِ إِلى الرَّبِّ صانِعِه
ويَتَضَرَّعُ أَمامَ العَلِيّ
ويَفتَحُ فاه بالصَّلاةِ ويَستَغفِرُ لِخَطاياه.
٦فإِن شاءَ الرَّبُّ العَظيم
يَمتَلِئُ مِن روحِ الفَهْم
فيُمطِرُ هو بِأَقْوالِ حِكمَتِه
وفي الصَّلاةِ يَحمَدُ الرَّبّ.
٧يَجعَلُ حُكمَه وعِلمَه مُستَقيمَين
ويَتَأَمَّلُ في أَسْرارِ الرَّبّ.
٨يُبَيِّنُ التَّأديبَ الَّذي أَخَذَه
ويَفتَخِرُ بِشَريعَةِ عَهدِ الرَّبّ.
٩كَثيرونَ يُثنونَ على فَهمِه
فهو لا يُمْحى لِلأَبَد.
ذِكرُه لا يَزولُ وٱسمُه يَحْيا
مِن جيلٍ إِلى جيل.
١٠أُمَمٌ تُحَدِّثُ بِحِكمَتِه والجَماعةُ تُشيدُ بِحَمدِه.
١١إِن طالَ عُمرُه خَلَّفَ ٱسمًا أَكثَرَ مِن أَلْف
وإِن دَخَلَ إِلى الرَّاحَةِ ٱكتَفى بِذٰلك.
دعوة إلى تسبيح الله
١٢إِنِّي أَستَمِرُّ على بَيانِ أَفْكاري
لِأَنِّي مُمتَلِئٌ كالبَدْرِ التَّمام.
١٣إِسمَعوني أَيُّها البَنونَ الأَصفِياء
وٱنْموا كوَردٍ مَغْروسٍ على مَجْرى ماء
١٤وأَفيحوا عَرفَكم كالبَخور وأَزهِروا كالزَّنبَق
وٱنشُروا عَرفَكم وأَنشِدوا نَشيدًا
وبارِكوا الرَّبَّ على جَميعِ أَعْمالِه.
١٥عَظِّموا ٱسمَه وٱحمَدوه بِالتَّسْبيح
بِتَرانيمِ الشِّفاهِ وبالكِنَّارة
وقولوا هٰكذا حامِدين.
١٦أَعْمالُ الرَّبِّ كُلُّها حَسَنَةٌ جِدًّا
وجَميعُ أَوامِرِه تُنَفَّذُ في أَوقاتِها
لا يُقال: «ما هذا ولِمَ هٰذا؟»
فكُلُّ شَيءٍ يُطلَبُ في أَوانِه.
١٧بِكَلِمَتِه وَقَفَ الماءُ مِثلَ كُتلَةٍ
وبِقَولِ فَمِه كانَت حِياضُ مِياه.
١٨بِأَمرِه تَمَّ كُلُّ شَيءٍ بِحَسَبِ مَرْضاتِه
ولَيسَ أَحَدٌ يَمنَعُ كَمالَ خَلاصِه.
١٩أَعْمالُ جَميعِ البَشَرِ أَمامَه
ولا شَيءَ يَخْفى عن عَينَيه.
٢٠يَمتَدُّ نَظَرُه مِن دَهرٍ إِلى دَهْر
ولَيسَ شيءٌ عَجيبًا أَمامَه.
٢١لا يُقال: «ما هٰذا ولِمَ هٰذا؟»
لِأَنَّ كُلَّ شَيءٍ خُلِقَ لِمَنفَعَتِه.
٢٢فاضَت بَرَكَتُه كنَهْرٍ
وأَروَتِ اليابِسَةَ كطوفان.
٢٣كذٰلك يُورِثُ الأُمَمَ غَضَبَه
كما حينَ حَوَّلَ المِياهَ إِلى مِلْح.
٢٤كما أَنَّ طُرُقَه مُستَقيمَةٌ لِلقِدِّيسين
كٰذلك هي معاثِرُ لِلآثِمين.
٢٥الصَّالِحاتُ خُلِقَت لِلصَّالِحينَ مُنذُ البَدْء
وكذٰلك الشُّرورُ لِلأَشْرار.
٢٦رَأسُ ما تَحْتاجُ إِلَيه حَياةُ الإِنْسان:
الماءُ والنَّارُ والحَديدُ والمِلْح
وسَميذُ الحِنطَةِ واللَّبَنُ الحَليب
والعَسَلُ ودمُ العِنَبِ والزَّيتُ واللِّباس.
٢٧جَميعُ هٰذه خَيراتٌ لِلأَتقِياء
ولٰكِنَّها تَتَحَوَّلُ لِلخاطِئينَ بَلايا.
٢٨مِنَ الرِّياحِ رِياحٌ خُلِقَت لِلعِقاب
وفي غَضَبِه يُشَدِّدُ بَلاياهم
وفي وَقتِ الِٱنقِضاءِ تَصُبُّ قُوَّتَها
وتُسَكِّنُ غَضَبَ صانِعِها.
٢٩النَّارُ والبَرَدُ والجوعُ والمَوت
هٰذه كُلُّها خُلِقَت لِلعِقاب.
٣٠أَنْيابُ السِّباعِ والعَقارِبُ والأَفاعي
والسَّيفُ المُعاقِبَةُ لِإِهْلاكِ الكافِرين
٣١تَفرَحُ بِتَنْفيذِ وَصِيَّتِه
وعلى الأَرضِ تَستَعِدُّ لِوَقتِ الحاجة
وفي آوِنَتِها لا تَتَعَدَّى كَلِمَتَه.
٣٢فلِذٰلك ٱستَقَرَّ رَأيي مُنذُ البَدْء
وتأَمَّلتُ ودَوَّنتُ في الكِتاب:
٣٣«إِنَّ جَميعَ أَعْمالِ الرَّبِّ صالِحة
فيَسُدُّ كُلَّ حاجَةٍ في ساعَتِها.
٣٤فلا يُقال: «هٰذه شَرٌّ مِن هٰذا»
فإِنَّ كُلَّ أَمرٍ يُستَحسَنُ في وَقتِه.
٣٥فالآنَ أَنشِدوا بِكُلِّ قُلوبِكم وأَفْواهِكم
وبارِكوا ٱسمَ الرَّبّ.
يشوع بن سيراخ ٤٠
شقاءُ الإنسان
١مَتاعِبُ كَبيرَةٌ خُلِقَت لِكُلِّ إِنْسان
ونيرٌ ثَقيلٌ وُضِعَ على بَني آدَم
مِن يَومِ خُروجِهم مِن أَجْوافِ أُمَّهاتِهم
إِلى يَومِ عَودَتِهم إِلى أُمِّ جَميعِ النَّاس.
٢إِنَّ موضوعَ أَفْكارِهم ورَوعَ قُلوبِهم
اِهتِمامُهم بِما يَنتَظِرُهم، أَي يَومُ مَماتِهم.
٣مِنَ الجالِسِ على العَرْشِ في المَجدِ
إِلى الوَضيعِ الَّذي على التُّرابِ والرَّماد
٤مِنَ اللَّابِسِ الأُرجُوانَ والتَّاج
إِلى المُلتَفِّ بِالكَتَّانِ الخَشِن
لَيسَ هُناكَ إِلَّا غَضَبٌ وغَيرَة
وٱضطِرابٌ وجَزَعٌ وخَوفٌ مِنَ المَوتِ
وحِقدٌ وخُصومَة.
٥وفي وَقتِ الرَّاحةِ على الفِراش
يُنَوِّعُ نَومُ اللَّيلِ هُمومَه:
٦قَليلٌ كلا شَيءٍ مِنَ الرَّاحة
وإِذا بِه يَجهَدُ في أَحْلامِه كما في بَياضِ النَّهار
ويَضطَرِبُ مِن رُؤيا قَلبِه
كالمُنهَزِمِ مِن وَجهِ الحَرْب.
٧وفي ساعةِ نَجاتِه يَستَيقِظ
ويَتَعَجَّبُ مِن بُطْلانِ خَوفِه.
٨لِكُلِّ ذي جَسَدٍ، مِنَ الإِنْسانِ إِلى البَهيمة
ولِلخاطِئينَ سَبعَةُ أَضْعاف:
٩المَوتُ والدَّمُ والخُصومةُ والسَّيف
والمَصائِبُ والجوعُ والدَّمارُ والبَلايا
١٠كُلُّ ذٰلك خُلِقَ لِلأُثَماء
وبِسَبَبِهم أَتى الطُّوفان.
١١كُلُّ ما هو مِنَ الأَرضِ فإِلى الأَرضِ يَعود
وكُلُّ ما هو مِنَ المِياهِ فإِلى البَحرِ يَعود.
حِكَم متنوّعة
١٢كُلُّ رَشوَةٍ ومَظلِمَةٍ تُمْحى
والأَمانَةُ تَبْقى لِلأَبَد.
١٣أَمْوالُ الظَّالِمينَ تَجِفُّ كالسَّيْل
وكالرَّعْدِ الشَّديدِ القاصِفِ في المَطَر.
١٤يَفرَحُ الظَّالِمُ عِندَ بَسْطِ يَدَيه
كذٰلك المُتَعَدُّونَ يَضمَحِلُّونَ تَمامًا.
١٥أَولادُ الكافِرينَ لا يأتونَ بِفُروعٍ كَثيرة
والأُصولُ النَّجِسَةُ هي على صَخرٍ صُلْب.
١٦القَصَبُ الَّذي على كُلِّ ماءٍ وشَطِّ نَهرٍ
يُقلَعُ قَبلَ كُلِّ عُشْب.
١٧النِّعمَةُ كَجَنَّةِ بَرَكات والصَّدَقَةُ تَستَمِرُّ لِلأَبَد.
١٨حَياةُ المُكْتَفي بِذاته والعامِلِ حياةٌ حُلوَة
لٰكِنَّ الَّذي يَجِدُ كَنزًا يَفوقُ كِلَيهما.
١٩إِنْجابُ الأَولادِ وبِناءُ مَدينَةٍ يُعَزِّزانِ الِٱسم
لٰكِنَّ المَرأَةَ الَّتي لا عَيبَ فيها
تُحسَبُ فَوقَ كِلَيهما.
٢٠الخَمرُ والطَّرَبُ يَسُرَّانِ القَلْب
لٰكِنَّ حُبَّ الحِكْمَةِ يَفوقُ كِلَيهما.
٢١المِزْمارُ والعودُ يُرَخِّمانِ اللَّحْن
لٰكِنَّ اللِّسانَ العَذبَ يَفوقُ كِلَيهما.
٢٢الظَّرفُ والجَمالُ تَشتَهيهما العَين
لٰكِنَّ خَضِرَ الحُقولِ يَفوقُ كِلَيهما.
٢٣الصَّديقُ والصَّاحِبُ يَلتَقِيانِ
في الوَقتِ المُناسِب
لٰكِنَّ المَرأَةَ مع زَوجِها تَفوقُ كِلَيهما.
٢٤الإِخوَةُ والمُساعَداتُ لِأَيَّامِ الضِّيق
لٰكِنَّ الصَّدَقَةَ بِإِنقاذِها تَفوقُ كِلَيهما.
٢٥الذَّهَبُ والفِضَّةُ يُثَبِّتانِ القَدَم
لٰكِنَّ المَشورَةَ تُفَضَّلُ على كِلَيهما.
٢٦الغِنى والقُوَّةُ يُشَدِّدانِ القَلْب
لٰكِنَّ مَخافَةَ الرَّبِّ تَفوقُ كِلَيهما.
لَيسَ مع مَخافَةِ الرَّبِّ ٱفتِقار
ولا حاجَةَ مَعَها إِلى المُساعَدَة.
٢٧مَخافَةُ الرَّبِّ كجَنَّةِ بَرَكَة
وحِمايَتُها تَفوقُ كُلَّ مَجْد.
الاستعطاء
٢٨يا بُنَيَّ، لا تَعِشْ عَيشَ الِٱستِعطاء
فإِنَّ المَوتَ خَيرٌ مِنَ الِٱستِعطاء.
٢٩الرَّجُلُ الَّذي يَنظُرُ إِلى مائِدَةِ الغَريب
عَيشُه لا يُعَدُّ عَيشًا.
يُنَجِّسُ حَلقَه بِأَطعِمَةٍ غَريبة
والرَّجُلُ المُثَقَّفُ المُتَأَدِّبُ يَتَحَفَّظُ مِن ذٰلك.
٣٠في فَمِ الوَقِحِ يَحْلو الِٱستِعطاء
وفي جَوفِه نارٌ مُشتَعِلَة.
يشوع بن سيراخ ٤١
الموت
١أَيُّها المَوتُ، ما أَشَدَّ مَرارَةَ ذِكرِكَ
على الإِنْسانِ العائِشِ بِسَلامٍ فيما بَينَ أَمْوالِه
على الرَّجُلِ الَّذي لا هَمَّ لَه
والمُوَفَّقِ في كُلِّ أَمْر
والَّذي لا يَزالُ قَوِيًّا على التَنَعُّم!
٢أَيُّها المَوتُ، حَسَنٌ قَضاؤُكَ
لِلإِنْسانِ المُعوِزِ القَليلِ القُوَّة
لِلهَرِمِ الَّذي تَتَجاذَبُه الهُموم
والمُتَمَرِّدِ الفاقِدِ الصَّبْر.
٣لا تَخْشَ قَضاءَ المَوت
وٱذكُرِ الَّذينَ قَبلَكَ والَّذينَ بَعدَكَ.
٤هٰذا هو القَضاءُ الَّذي قَضاه الرَّبُّ
على كُلِّ ذي جَسَد
فلِماذا تَرفُضُ ما هو مَرْضاةُ العَلِيّ؟
سَواءٌ أَعِشتَ عَشرَ سِنينَ أَم مِئَةً أَم أَلْفًا
فلَيسَ في مَثْوى الأَمْواتِ
تَوبيخٌ على العُمْر.
مصير الكافرين
٥بَنو الخاطِئينَ بَنونَ مَمْقوتون
يَتَرَدَّدونَ إِلى بُيوتِ الكافرين.
٦بَنو الخاطِئينَ يَهلِكُ ميراثُهم
والعارُ يُلازِمُ ذُرِّيَّتَهم.
٧الأَبُ الكافِرُ يَتَشَكَّى مِنه بَنوه
لِأَنَّهم بِسَبَبِه يَلحَقُهمُ العار.
٨وَيلٌ لَكم أَيُّها الرِّجالُ الكافِرون
فقَد نَبَذتُم شَريعةَ الإِلٰهِ العَلِيّ!
٩فإِنَّكم إِذا وُلِدتُم إِنَّما وُلِدتُم لِلَّعنَة
ومتى مُتُّم فاللَّعنَةُ هي نَصيبُكم.
١٠كُلُّ ما هو مِنَ الأَرضِ يَعودُ إِلى الأَرض. كذٰلك الكافِرونَ
يَذهَبونَ مِنَ اللَّعنةِ إِلى الهَلاك.
١١النَّاسُ يَنوحونَ على أَجْسادِهم
لٰكِنَّ ٱسمَ الخاطِئينَ يُمْحى لِأَنَّه غَيرُ صالِح.
١٢إِهتَمَّ بِٱسمِكَ فإِنَّه أَدوَمُ لَكَ
مِن أَلفِ كَنزٍ عَظيمٍ مِنَ الذَّهَب.
١٣الحَياةُ السَّعيدةُ أَيَّامٌ مَعْدودات
أَمَّا الِٱسمُ الصَّالِحُ فيَدومُ لِلأَبَد.
العار
١٤أَيُّها البَنون، اِحفَظوا التَّأديبَ في السَّلام.
أَمَّا الحِكمَةُ المَكْتومةُ والكَنزُ المَدْفون
فأَيَّةُ مَنفَعةٍ فيهِما؟
١٥الإِنسانُ الَّذي يَكتُمُ حَماقَتَه
خَيرٌ مِنَ الإِنْسانِ الَّذي يَكتُمُ حِكمَتَه.
١٦إِستَحْيوا إِذًا بِحَسَبِ ما أقول
فإِنَّه لَيسَ بِحَسَنٍ أَن نَخجَلَ بِكُلِّ شَيء
ولا يُقَدِّرُ كُلُّ إِنْسانٍ كُلَّ شَيءٍ
تَقْديرًا مُحكَمًا.
١٧إِخجَلوا أَمامَ الأَبِ والأُمِّ مِنَ الزِّنى
وأَمامَ الرَّئيسِ والمُقتَدِرِ مِنَ الكَذِب.
١٨وأَمامَ القاضي مِنَ الذَّنب
وأَمامَ المَجمعِ والشَّعبِ مِنَ الإِثْم
١٩وأَمامَ الصَّاحِبِ والصَّديقِ مِنَ الغَدْر
وأَمامَ بَلَدِ سُكْناكَ مِنَ السَّرِقَة
٢٠وأَمامَ حَقِّ اللهِ وأَمامَ العَهدِ
مِنِ ٱتِّكاءِ المِرفَقِ على المائدة.
٢١ومِنَ الإِهانَةِ في الأَخذِ والعَطاء
ومِنَ السُّكوتِ أَمامَ الَّذينَ يُسَلِّمونَ علَيكَ
٢٢ومِنَ النَّظَرِ إِلى المَرأَةِ البَغِيّ
ومِن تَحْويلِ وَجهِكَ عن نَسيب
٢٣ومِن سَلْبِ نَصيبِ أَحَدٍ وعَطِيَّتِه
ومِنَ التَّفَرُّسِ في ٱمرَأَةٍ ذاتِ زَوج
٢٤ومِن مُراوَدَةِ جارِيَةٍ
– وعلى سَريرِها لا تَقِفْ –
٢٥ومِن كلامِ الإهانةِ أَمامَ الأَصدِقاء
– بَعدَ العَطاءِ لا تُهِنْ –
٢٦ومِن نَقْلِ الكَلامِ المَسْموع
وإفشاءِ ما قيلَ في السِّرّ.
٢٧حينَئِذٍ تَشعُرُ بِالخَجَلِ الحَقيقيّ
وتَنالُ حُظوَةً عِندَ كُلِّ إِنْسان.
يشوع بن سيراخ ٤٢
١أَمَّا هٰذه فلا تَخجَلْ مِنها
ولا تُحابِ الوُجوهَ فتَخطأَ فيها.
٢لا تَخجَلْ مِن شَريعَةِ العَلِيِّ والعَهْد
والقَضاءِ الَّذي يُجْري الحُكمَ لِلْكافِر.
٣ولا مِنَ الحِسابِ مع رَفيقِ سَفَر
ولا مِنِ ٱقتِسامِ ميراثِكَ مع الأَصدِقاء
٤ولا مِن دِقَّةِ الميزانِ والمِعْيار
ولا مِنَ الِاكتِسابِ كَثيرًا أَو قَليلًا
٥ولا مِنَ الرِّبحِ في البَيعِ لِلتُّجَّار
ولا مِنَ التَّأديبِ الكَثيرِ لِلأَولاد
ولا مِن إِدْماءِ جَنْبِ العَبدِ الشِّرِّير.
٦مع المَرأَةِ الشِّرِّيرةِ الخَتمُ شَيءٌ حَسَن
وحَيثُ تَكونُ الأَيدي كَثيرةً أَقفِلْ.
٧وإِذا أَودَعتَ شَيئًا فلا بُدَّ مِنَ العَدَدِ والوَزْن
وإِذا أَعطَيتَ أَو أَخَذتَ شَيئًا فدَوِّنْه.
٨ولا تَخْجَلْ مِن تَأديبِ الجاهِلِ والأَحمَق
والهَرِمِ المُشاجِرِ لِلشُّبَّان.
حينَئذٍ تَكونُ مُتَأَدِّبًا في الحَقيقة
ومُؤَيَّدًا لَدى كُلِّ حَيّ.
٩البِنتُ سَبَبُ سُهادٍ مَخفِيٌّ لِأَبيها
وهَمٌّ يَسلُبُه النَّوم:
مخافَةً مِنَ الذُّبولِ إِذا كانَت شابَّة
ومِنَ النُّفورِ مِنها إِذا كانَت مُتَزَوِّجَة
١٠ومِنَ التَّدَنُّسِ والعُلوقِ في بَيتِ أَبيها
إِذا كانت عَذْراء
ومِن عَدَمِ الأَمانَةِ إِذا كانَ لَها زَوج
ومِنَ العُقْمِ إِذا كانَت في بَيتِ زَوجِها.
١١واظِبْ على مُراقَبَةِ البِنتِ القَليلَةِ الحَياء
لِئَلَّا تَجعَلَكَ شَماتَةً لِأَعْدائِكَ
ومَوضوعَ حَديثٍ في المَدينَةِ
وتَجَمُّعٍ في الشَّعب
فتُخزِيَكَ في الجَماعَةِ كُلِّها.
النساء
١٢لا تَتَفَرَّسْ في جَمالِ أَيِّ إِنْسان
ولا تَجْلِسْ بَينَ النِّساء
١٣فإِنَّه مِنَ الثِّيابِ يَخرُجُ العُثّ
ومِنَ المَرأَةِ خُبثُ المَرأَة.
١٤خُبثُ الرَّجُلِ خَيرٌ مِن عَطفِ المَرأَة
فالمَرأَةُ تَجلُبُ الخِزْيَ والفَضيحة.
٢. مجد الله
أ – في الطبيعة
١٥سأُذَكِّرُ الآنَ بِأَعْمالِ الرَّبّ
وأُخبِرُ بِما رَأَيتُ
بِأَقْوالِ الرَّبِّ كانَت أَعْمالُه
والخَليقَةُ تُطيعُ مَشيئَتَه.
١٦الشَّمسُ المُنيرَةُ تَنظُرُ إِلى كُلِّ شَيء
وعَمَلُ الرَّبِّ مَمْلوءٌ مِن مَجدِه.
١٧لم يُؤتَ قِدِّيسو الرَّبِّ
أَن يُخبِروا بِجَميعِ عجائِبِه
الَّتي أَثبَتَها الرَّبُّ القَدير
لِكَي يثبُتَ كُلُّ شَيءٍ في مَجدِه
١٨إِنَّه سَبَرَ الغَمرَ والقَلْب
ونَفَذَ إِلى مَقاصِدِها
لِأَنَّ العَلِيَّ يَعلَمُ كُلَّ عِلْم
ونَظَرُه على عَلاماتِ الأَزمِنَة.
١٩يُخبِرُ بِالماضي والمُستَقبَل
ويَكشِفُ عن آثارِ الخَفايا.
٢٠لا يَفوتُه فِكْرٌ ولا يَخْفى علَيه كَلام.
٢١رَتَّبَ عَظائِمَ حِكمَتِه
وهو الكائِنُ مُنذُ الأَزَلِ وإِلى الأَبَد
ولم يُضَفْ إِلَيه شَيءٌ ولم يُحذَفْ منه شَيء
ولا يَحتاجُ إِلى مَشورَةِ أَحَد.
٢٢ما أَشْهى جَميعَ أَعْمالِه
وهي مِثلُ شَرارةٍ يشاهِدُها الإِنْسان.
٢٣كُلُّ هٰذه تَحْيا وتَبْقى لِلأَبَدِ
لِكُلِّ حاجَة وتُطيعُ جَميعًا.
٢٤كُلُّ الأَشْياءِ جُعِلَتِ ٱثنَينِ ٱثنَين
كُلُّ واحِدٍ بِإِزاءِ الآخَر
ولم يَصنَعْ شَيئًا ناقِصًا.
٢٥بلِ الواحِدُ يُبرِزُ مَزايا الآخَر
فمَنِ الَّذي يَشبَعُ مِن رُؤيَةِ مَجدِه؟
يشوع بن سيراخ ٤٣
الشمس
١جَلَدُ الصَّفاءِ بَهاءُ العَلاء
هٰذا مَنظَرُ السَّماءِ في رُؤيَةِ مَجدِه.
٢الشَّمسُ في ظُهورِها تُعلِنُ عِندَ طُلوعِها:
ما أَعجَبَ صُنعَ العَلِيّ!
٣عِندَ هاجِرَتِها تُيَبِّسُ الأَرض
فمَنِ الَّذي يَقومُ أَمامَ حَرِّها؟
٤يَنفُخونَ في الأَتُّونِ لِما يُصنَعُ في النَّار
والشَّمسُ تُحرِقُ الجِبالَ ثَلاثَةَ أَضْعاف:
تَبعَثُ أَبخِرَةً مُحرِقَة
وتُرسِلُ أَشِعَّتَها فتُبهِرُ العُيون.
٥عَظيمٌ الرَّبُّ الَّذي صَنَعَها
والَّذي بِأَمرِه تُسرِعُ في سَيرِها.
القمر
٦والقَمَرُ أَيضًا أَمينٌ في تَحْديدِ الأزمِنَة
وهو عَلامةٌ أَبَدِيَّة.
٧مِنَ القَمَرِ إِشارَةُ العيد
ذٰلك النَّــيِّرِ الَّذي يَنقُصُ بَعدَ تَمامِه.
٨بِٱسمِه سُمِّيَ الشَّهر
وفي تَغَيُّرِه يَزْدادُ زِيادةً عَجيبة.
وهو رايَةٌ لِلجُيوشِ في العُلى
يَتَلألَأُ في جَلَدِ السَّماء.
النجوم
٩مَجدُ النُّجومِ بَهاءُ السَّماء
وهي زينَةٌ نَـيِّرَةٌ في عُلى الرَّبّ.
١٠عِندَ كَلامِ القُدُّوسِ تَقِفُ بِحَسَبِ أَمرِه
ولا يَأخُذُها في حِراسَتِها فُتور.
قوس قُزَح
١١أُنظُرْ إِلى قَوسِ قُزَح وبارِكْ صانِعَها
فإِنَّ رَونَقَها غايَةٌ في الجَمال.
١٢تُحيطُ السَّماءَ بِدائِرَةِ مَجْد
ويَدا العَلِيِّ شَدَّتاها.
عجائب الطبيعة
١٣بِأَمرِه يُسقِطُ الثَّلْج
ويُرسِلُ بِسُرعَةٍ بُروقًا تُنَفِّذُ قَضاءَه
١٤ولِذٰلِكَ تَنفَتِحُ الأَذْخار
وتَطيرُ الغُيومُ كالعَصافير.
١٥بِعَظَمَتِه يُقَوِّي الغُيوم فتَتَحَطَّمُ حَبَّاتِ بَرَد.
١٦عِندَ صَوتِ رَعدِه تَتَمَخَّضُ الأَرض
وعِندَ رُؤيَتِه تَتَزَعزَعُ الجِبال
١٧وبإِرادَتِه تَهُبُّ ريحُ الجَنوب
وإِعْصارُ الشَّمال والدُّوَّامَةُ الهَوائِيَّة
١٨يَذْري الثَّلْجَ كما تَتَساقَطُ العَصافير
فتَنزِلُ كما يَقَعُ الجَراد.
تَعجَبُ العَينُ مِن حُسنِ بَياضِه
ويَذهَلُ القَلبُ مِن سُقوطِه.
١٩ويَسكُبُ الصَّقيعَ كالمِلْحِ على الأَرض
وإِذا جَمَدَ صارَ كرُؤُوسِ الشَّوك.
٢٠تَهُبُّ ريحُ الشَّمالِ البارِدة
فيَجمُدُ الجَليدُ على الماء
ويَستَقِرُّ على كُلِّ مُجتَمَع مِياه
ويُلبِسُها دِرعًا.
٢١تأكُلُ الجِبالَ وتُحرِقُ الصَّحْراء
وتُتلِفُ الخَضِرَ كالنَّار.
٢٢الغَمامُ دَواءٌ سَريعٌ لِكُلِّ هٰذه
والنَّدى الآتي بَعدَ الحَرِّ يُعيدُ البَهجَة.
٢٣بِحَسَبِ قَصدِه أَخضَعَ الغَمْر
وأَنبَتَ فيه الجُزُر
٢٤والَّذينَ يَركَبونَ البَحرَ يُحَدِّثونَ بِمَخاطِرِه
ونَتَعَجَّبُ مِمَّا تَسمَعُ آذانُنا:
٢٥فهُناكَ أَعْمالٌ غَريبَةٌ عَجيبة
وحَيَواناتٌ مِن كُلِّ نَوع ووُحوشٌ بَحرِيَّة.
٢٦بِفَضلِ الرَّبِّ يَهتَدي رَسولُه
وبِكَلِمَتِه يَنتَظِمُ كُلُّ شَيء.
٢٧في إِمْكانِنا أَن نُكثِرَ الكَلام
دونَ ٱستيعابِ المَوضوع
وغايَةُ ما يُقالُ أَنَّه كُلُّ شيء.
٢٨أَينَ نَستَمِدُّ القُوَّةَ لِتَمْجيده؟
فهو العَظيمُ فَوقَ جَميعِ أَعْمالِه.
٢٩رَهيبٌ الرَّبُّ وعَظيمٌ جِدًّا وقُدرَتُه عَجيبَة.
٣٠مَجِّدوا الرَّبَّ وٱرفَعوا شَأنَه ما ٱستَطَعتُم
فإِنَّه لا يَزالُ فَوقَ ذٰلك.
إِجعَلوا في رَفْعِ شأنِه كُلَّ قُوَّتِكم
ولا تَكِلُّوا فإِنَّكُم لَن تُوفوه حَقَّه.
٣١مَنِ الَّذي رآه فيُخبِرَ عنه؟
ومَنِ الَّذي يُعَظِّمُه كما هو؟
٣٢وهُناكَ خَفايا كثيرةٌ أَعظَمُ مِن هٰذه
فإِنَّ الَّذي رَأَيناه مِن أَعْمالِه هو القَليل.
٣٣إِنَّ الرَّبَّ هو الَّذي صَنَعَ كُلَّ شَيء
وآتى الأَتقِياءَ الحِكمَة.
يشوع بن سيراخ ٤٤
ب – في التاريخ
مديح الأجداد
١لِنَمدحِ الرِّجالَ المَشْهورينَ وآباءَنا
بِحَسَبِ أَجْيالِهم.
٢خَلَقَ الرَّبُّ مَجدًا وافِرًا
وأَظهَرَ عَظَمَته مُنذُ القِدَم.
٣كانوا ذَوي سُلطانٍ في مَمالِكِهم
وٱشتَهَروا بِقُدرَتِهم
٤كانوا ذَوي مَشورَةٍ بِفِطنَتِهم ورُسُلًا بِنُبوءاتِهم
وأَئِمَّةَ الشَّعبِ بِمَشوراتِهم
وبِفَهمِهم لِلعِلمِ الشَّعبِيّ
وبأَقْوالِ تأديبِهمِ الحِكَميَّة.
٥بَحَثوا في أَلْحانِ الموسيقى
ودَوَّنوا رِواياتٍ شِعرِيَّة
٦وكانوا رِجالًا أَغنِياءَ أَصْحابَ قُدرَة
يَعيشونَ بِسَلامٍ في بُيوتِهم.
٧أُولٰئِكَ كُلُّهم نالوا مَجدًا مِن بَني جيلِهم
وكانوا مَوضوعَ ٱفتِخارٍ في أَيَّامِهم.
٨فمِنهُم مَن خَلَّفوا ٱسمًا
يَجعَلُ النَّاسَ يُخبِرونَ بِمَدائِحِهم.
٩ومِنهم مَن لم يَبقَ لَهم ذِكرٌ
وقد هلَكوا كأَنَّهم لم يَكونوا قَطّ
وصاروا كأَنَّهم لم يَكونوا
هُم وبَنوهم بَعدَهم.
١٠وهُناكَ رِجالُ رَحمَةٍ وأَعمالُ بِرِّهم لم تُنْسَ.
١١الميراثُ الصَّالِحُ يَدومُ مع ذُرِّيَّتِهم
وهو أَولادُهم.
١٢ذُرِّيَّتُهم تَبْقى أَمينةً لِلعُهود
وأَولادُهم كٰذلك بِفَضلِهم.
١٣لِلأَبَدِ تَدومُ ذُرِّيَّتُهم ولا يُمْحى مَجدُهم.
١٤أَجْسامُهم دُفِنَت بِسَلام
وأَسْماؤُهم تَحْيا مَدى الأَجْيال.
١٥الشُّعوبُ تُحَدِّثُ بِحِكمَتِهم.
والجَماعةُ تُخبِرُ بِمَديحِهِم.
أَخْنوخ
١٦أَخْنوخُ أَرْضى الرَّبَّ فنُقِل
وهو عِبرَةٌ لِتَوبَةِ الأَجْيال.
نوح
١٧نُوحٌ وُجِدَ بارًّا على وَجهٍ كامل
وفي زَمانِ الغَضَبِ صارَ فَسيلَة
وبِسَبَبِه أُبقِيَت بَقِيَّةٌ على الأرض
حينَ كانَ الطُّوفان.
١٨أُقيمَت معَه عُهودٌ أَبَدِيَّة
لِكَي لا يَهلِكَ بِالطُّوفانِ كُلُّ ذي جَسَد.
إبراهيم
١٩إِبْراهيمُ كانَ أَبًا عَظيمًا لِأُمَمٍ كَثيرة
ولم يوجَدْ نَظيرُه في المَجْد.
٢٠حَفِظَ شَريعةَ العَلِيِّ وقَطَعَ عَهدًا معَه.
في جَسَدِه قَطَعَ هٰذا العَهْد
وعِندَ الِٱمتِحانِ وُجِدَ أَمينًا.
٢١فلِذٰلك أَثبَتَ له الرَّبُّ بِقَسَمٍ
أَنْ ستُبارَكُ الأُمَمُ في نَسْلِه
وأَن يُكَثِّرَه كتُرابِ الأَرض
ويُعلِيَ شأنَ ذُرِّيَّتِه كالنُّجوم
ويُورِثَهم مِنَ البَحْرِ إِلى البَحْر
ومِنَ النَّهرِ إِلى أَقاصي الأَرض.
إسحٰق ويعقوب
٢٢وكذٰلك أَثبَتَ ذٰلك لإِسحٰقَ
إِكْرامًا لإِبْراهيمَ أَبيه
وأَقَرَّ على رأسِ يَعْقوبَ
بَرَكَةَ جَميعِ النَّاسِ والعَهْد.
ثَبَّتَه في بَرَكاتِه وأَعْطاه الميراث
قَسَّمَ حُظوظَه
ووَزَّعَها على الأَسْباطِ الِٱثنَي عَشَر.
يشوع بن سيراخ ٤٥
موسى
١وأَقامَ مِنه رَجُلَ رَحمَةٍ
قد نالَ حُظوَةً في عَينَي كُلِّ بَشَر
موسى الَّذي أَحَبَّه اللهُ والنَّاس
وكانَ ذِكْرُه مُبارَكًا.
٢فآتاه مَجْدًا كمَجدِ القِدِّيسين
وجَعَلَه عَظيمًا يَرهَبُه الأَعْداء.
٣بِكَلامِه أَوقَفَ الآيات ومَجَّدَه أَمامَ المُلوك.
أَعْطاه وَصايا مِن أَجْلِ شَعبِه
وأَراه شَيئًا مِن مَجدِه.
٤بِالأَمانةِ والوَداعةِ قَدَّسَه
ومِن بَينِ جَميعِ البَشَرِ ٱخْتارَه.
٥أَسمَعَه صَوتَه وأَدخَلَه في الغَمامِ المُظلِم.
أَعْطاه الوَصايا وَجهًا لِوَجْه
شَريعةَ حَياةٍ وعِلْم
لِيُعَلِّمَ يَعْقوبَ العَهْدَ وإِسْرائيلَ أَحْكامَه.
هارون
٦أَعْلى شأنَ هارونَ، قِدِّيسٍ نَظيرِ موسى
أَخيه مِن سِبْطِ لاوي.
٧قَطَعَ معَه عَهدًا أَبَدِيًّا
وأَعْطاه كَهَنوتَ الشَّعْب.
أَسعَدَه في لِباسِه البَهِيّ
وسَربَلَه بِحُلَّةٍ مَجيدة.
٨أَلبَسَه كَمالَ الأُبَّهَة وزَيَّنَه بِشاراتِ العِزَّة
مِن سَراويلاتٍ وثَوبٍ سابِغٍ وأَفود.
٩وأَحاطَه بِرُمَّاناتٍ وجَلاجِلَ كثيرة
مِن ذَهَبٍ حَولَه
كانَت تَرِنُّ على كُلِّ خَطوَةٍ مِن خُطاه
وتُسمِعُ صَوتَها في الهَيكلِ، ذِكْرًا لِبَني شَعبِه
١٠وبِحُلَّةٍ مُقَدَّسَةٍ
مِن ذَهَبٍ وبِرفيرٍ بَنَفسَجِيٍّ وأُرْجُوان
صُنعِ نَسَّاجٍ حاذِق
وبِصُدرَةِ القَضاءِ وفيها الأُوريم والتُّوميم
ونَسيجُها مِن قِرمِزٍ مَفْتول
صُنْعِ عامِلٍ حاذِق
١١وعلَيها حِجارَةٌ كَريمةٌ كنَقْشِ الخاتَم
مُرَصَّعَةٌ في الذَّهَب، صُنعُ نَقَّاشِ جَوهَر
مَنْقوشَةٌ بِحَسَبِ عَدَدِ أَسْباطِ إِسْرائيل
إِحْياءً لِلذِّكْر.
١٢وكانَ على العِمامَةِ إِكْليلٌ مِن ذَهَب
مَنقوشٌ علَيه عُنوانُ التَّقْديس
وكانَ عَلامةَ كَرامة
من صُنعٍ رائِعٍ تَعشَقُه العُيونُ لِحُسنِ زينَتِه.
١٣لم يَكُنْ لِكُلِّ هٰذه مَثيلٌ قَبلَه
ولم يَلبَسْها غَريبٌ فيما قَبْلُ
إِلَّا بَنوه وخَلَفُه لِلأَبَد.
١٤كانَت ذَبائِحُه تُحرَقُ تَمامًا
كُلَّ يَومٍ مَرَّتَينِ بِلا ٱنقِطاع.
١٥موسى هو الَّذي كَرَّسَ يَدَيه
ومَسَحَه بِالزَّيتِ المُقَدَّس
فصارَ ذٰلك عَهدًا أَبَدِيًّا لَه
ولِذُرِّيَّتِه ما دامَتِ السَّماء
لِيَخدِمَ لِلرَّبِّ ويُمارِسَ الكَهَنوت
ويُبارِكَ الشَّعبَ بِٱسمِه.
١٦إِخْتارَه مِن بَينِ جَميعِ الأَحْياء
لِيُقَرِّبَ التَّقدِمَةَ لِلرَّبّ
البَخورَ ورائِحَةَ الرِّضا ذِكْرًا
ولِيُكَفِّرَ عن شَعبِه.
١٧أَقامَه على وَصاياه
وأَعْطاه سُلْطانًا على أَحْكامِ الشَّريعة
لِيُعَلِّمَ يَعْقوبَ شَهادَتَه
ويُنيرَ إِسْرائيلَ في شَأنِ شَريعَتِه.
١٨إِجتَمَعَ علَيه غُرَباء وحَسَدوه في البَرِّيَّة
رِجالُ داتانَ وأَبيرام
وجَماعَةُ قُورَحَ في غَضَبٍ شَديد.
١٩رأَى الرَّبُّ ذٰلك فلَم يَرْضَ
فأُبيدوا في سَورَةِ غَضَبه.
أَجْرى بِهم عَجائب وأَفْناهم بِنارِ لَهيبِه.
٢٠وزادَ هارونَ مَجْدًا وأَعْطاه ميراثًا
وجَعَلَ لَه بَواكيرَ ثِمارِ الأَرض
وأَعَدَّ لَه قَبلَ كُلِّ شَيءٍ شِبعَه مِنَ الخُبْز.
٢١فهُم يَأكُلونَ مِن ذَبائِحِ الرَّبِّ
الَّتي أَعْطاها لَه ولِذُرِّيَّتِه.
٢٢إِلَّا أَنَّه لم يَرِثْ في أَرضِ الشَّعْب
ولم يَكُنْ لَه نَصيبٌ فيما بَينَهم
«لِأَنِّي أَنا نَصيبُكَ وميراثُكَ».
فِنْحاس
٢٣وأَمَّا فِنْحاسُ بنُ أَلِعازار فهُو الثَّالِثُ في المَجْد
لِغَيرَتِه في مَخافَةِ الرَّبّ
ولِأَنَّه ثَبَتَ عِندَ ٱرتِدادِ الشَّعْب
بِحُسْنِ ٱندِفاعِ نَفْسِه فكَفَّرَ عن إِسْرائيل.
٢٤لِذٰلك أُقيمَ لَه عَهدُ سَلام
لِكَي يَكونَ إِمامَ المَقدِسِ وشَعبِه
فتَبْقى لَه ولِنَسْلِه
عَظَمَةُ الكَهَنوتِ مَدى الدُّهور.
٢٥وقُطِعَ عَهدٌ مع داوُدَ بنِ يَسَّى
مِن سِبْطِ يَهوذا
لٰكِنَّ ميراثَ المَلِكِ
يَنتَقِلُ مِنِ ٱبنٍ إِلى ٱبنٍ فَقَط
وأَمَّا ميراثُ هارونَ فلِكُلِّ نَسلِه
٢٦لِيُعطِكُمُ الرَّبُّ الحِكمَةَ في قُلوبِكُم
لِكَي تَحكُموا بِالعَدلِ في شَعبِه
فلا تَزولَ خَيراتُهم
ويَبْقى مَجدُهم مَدى الدُّهور.
يشوع بن سيراخ ٤٦
يشوع
١كانَ يَشوعُ بنُ نون
رَجُلَ بأسٍ في الحُروب
وخَليفَةَ موسى في النُّبوءَة
وكانَ كٱسمِه
عَظيمًا في خَلاصِ المُخْتارين
ومُعاقَبَةِ الأَعْداءِ المُتَمَرِّدين
وإِدخالِ إِسْرائيلَ في ميراثِه.
٢ما أَعظَمَ مَجدَه عِندَ رَفعِ يَدَيه
والتَّلْويحِ بِسَيفِه إِنْذارًا لِلمُدُن!
٣مَنِ الَّذي كانَ قَبلَه ثابِتَ العَزمِ مِثلَه؟
فهو الَّذي قادَ مَعارِكَ الرَّبّ.
٤أَلَم تَقِفِ الشَّمسُ بإِشارَةٍ مِن يَدِه
وصارَ اليَومُ يومَين؟
٥دَعا العَلِيَّ القَدير
إِذ كانَ الأَعْداءُ يُضَيِّقونَ علَيه مِن كُلِّ جِهَة
فٱستَجابَه الرَّبُّ العَظيمُ
بِحَبَّاتِ بَرَدٍ عَظيمةِ الثِّقَل.
٦إِنقَضَّ على الأُمَّةِ المُعادِيَة
وفي المُنحَدَرِ أَهلَكَ المُقاوِمين
لِكَي تَعرِفَ الأُمَمُ جَميعَ أَسلِحَتِه
وأَنَّه يُقاتِلُ أَمامَ الرَّبّ.
كالِب
٧فإِنَّه ٱنْقادَ لِلقَدير
وفي أَيَّامِ موسى صَنَعَ رَحمَةً
هو وكالِبُ بنُ يَفُنَّا إِذ قاوَما الجَماعَة
ورَدَّا الشَّعبَ عنِ الخَطيئَة
وأَسكَتا تَذَمُّرَ السُّوء.
٨وهُما وَحدَهما أُبقِيا
مِنَ السِّتِّ مِئَةِ أَلفِ راجِل
لِيُدخَلا إِلى الميراث
إِلى أَرضٍ تَدُرُّ لَبَنًا حَليبًا وعَسَلًا.
٩وآتى الرَّبُّ كالِبَ قُوَّةً
وبَقِيَت معَه إِلى شَيخوخَتِه
ومَكَّنَته مِنَ الصُّعودِ إِلى مُرتَفَعاتِ الأَرضِ الَّتي حَفِظَتها ذُرِّيَّتُه ميراثًا
١٠لِكَي يَعلَمَ جَميعُ بَني إِسْرائيلَ
أَنَّ الٱنقِيادَ لِلرَّبِّ حَسَن.
القضاة
١١والقُضاةُ كُلٌّ مِنهم بِٱسمِه
لم تَزْنِ قُلوبُهم على الرَّبّ
ولم يَرتَدُّوا عنه، فلْيَكُنْ ذِكرُهم مُبارَكًا
١٢ولْتُزْهِرْ عِظامُهم مِن قُبورِهم
ولْيَتَجَدَّدِ ٱسمُهم في بَني أُولٰئِكَ المَشْهورين!
صَموئيل
١٣صَموئيلُ حَبيبُ رَبِّه
ونَبِيُّ الرَّبِّ أَقامَ المَلَكِيَّة
ومَسَحَ الرُّؤَساءَ على شَعبِه.
١٤قَضى لِلجَماعَةِ بِحَسَبِ شَريعَةِ الرَّبّ
وٱفتَقَدَ الرَّبُّ يَعْقوب.
١٥بِأَمانَتِه عُرِفَ أَنَّه نَبِيّ
وبِأَقْوالِه عُلِمَ أَنَّه صادِقُ الرُّؤيا
١٦دَعا الرَّبَّ القَدير
عِندَما كانَ أَعْداؤُه يُضَيِّقونَ علَيه
مِن كُلِّ جِهَة
وأَصعَدَ حَمَلًا رَضيعًا.
١٧فأَرعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّماء
وبِقَصفٍ عَظيمٍ أَسمَعَ صَوتَه
١٨وأَبادَ قُوَّادَ الصُّورِيِّينَ وجَميعَ رُؤَساءِ فَلِسْطين
١٩وقَبلَ رُقادِه الأَبَدِيِّ
شَهِدَ أَمامَ الرَّبِّ ومَسيحِه:
«إِنِّي لم آخُذْ مِن أَحَدٍ مِنَ البَشرِ مالًا
بل ولا حِذاءً»، ولم يَشكُه أَحَد.
٢٠ومِن بَعدِ رُقادِه تَنَبَّأَ
وأَخبَرَ المَلِكَ بِوَفاتِه
ورَفَعَ مِنَ الأَرضِ صَوتَه بِالنُّبوءَة
لِيَمحُوَ إِثمَ الشَّعْب.
يشوع بن سيراخ ٤٧
ناتان
١وبَعدَه قامَ ناتانُ وتَنَبَّأَ في أَيَّامِ داوُد.
داود
٢كما يُفصَلُ الشَّحمُ مِنَ الذَّبيحَةِ السَّلامِيَّة هٰكذا أُفرِدَ داوُدُ مِن بَينِ بَني إِسْرائيل.
٣لاعَبَ الأُسودَ مُلاعَبَتَه الجِداء
والأَدْبابَ كأَنَّها حُمْلانُ الضَّأْن.
٤أَلَم يَقتُلِ الجَبَّارَ وهو شابّ
ولم يَرفَعِ العارَ عن شَعبِه
حينَ رَفَعَ يَدَه بِحَجَرِ المِقْلاع
وخَفَضَ صَلَفَ جُلْيات؟
٥لِأَنَّه دَعا الرَّبَّ العَلِيَّ
فأَعْطى يَمينَه قُوَّةً
لِيَقتُلَ رَجُلًا شَديدَ القِتال
ويُعلِيَ شأنَ شَعبِه.
٦فأَعطَوه مَجدَ قاتِلِ رِبْوات
ومَدَحوه بِبَرَكاتِ الرَّبِّ
مُقَدِّمينَ لَه تاجَ المَجْد.
٧فإِنَّه حَطَّمَ الأَعْداءَ مِن كُلِّ جِهَة
وأَفْنى الفَلِسطينِيِّينَ المُقاوِمينَ لَه
وحَطَّمَ قُوَّتَهم إِلى يَومِنا هٰذا.
٨في جَميعِ أَعْمالِه حَمَدَ القُدُّوسَ العَلِيّ
بِكَلامِ مَجْد.
وبِكُلِّ قَلبِه أَنشَدَ وأَحَبَّ الَّذي صَنَعَه.
٩أَقامَ المُرَتِّلينَ أَمامَ المَذبَح
لِيُرسِلوا أَلْحانَهمُ العَذْبة.
١٠جَعَلَ لِلأَعْيادِ رَوْنَقًا ولِلحَفَلاتِ بَهاءً تامًّا
لِيُسَبَّحَ ٱسمُ الرَّبِّ القُدُّوس
ويُدَوِّيَ المَقدِسُ مُنذُ الصَّباح.
١١الرَّبُّ غَفَرَ خَطاياه وأَعْلى شأنَه لِلأَبَد
وأَعْطاه عَهدًا مَلَكِيًّا
وعَرشَ مَجدٍ في إِسْرائيل.
سليمان
١٢بَعدَه قامَ ٱبنٌ عالِمٌ عاشَ بِفَضلِه سَعيدًا.
١٣مَلَكَ سُلَيمانُ أَيَّامَ سَلام
وأَراحَه اللهُ مِن كُلِّ جِهَة
لِكَي يُشَيِّدَ بَيتًا لِٱسمِه
ويُهَيِّئَ مَقدِسًا أَبَدِيًّا.
١٤ما أَعظَمَ حِكمَتَكَ في شَبابِكَ
وفِطنَتَكَ الَّتي ٱمتَلأتَ بِها مِثلَ النَّهْر!
١٥رُوحُكَ غَطَّى الأَرض
فمَلَأتَها مِن لُغْزِ الأَمثال.
١٦بَلَغَ ٱسمُكَ إِلى الجُزُرِ البَعيدة
وأَحَبَّكَ النَّاسُ لِأَجلِ سَلامِكَ.
١٧أُعجِبَتِ الآفاقُ بِما لَكَ
مِنَ الأَناشيدِ والأَمْثالِ
والحِكَمِ والتَّفاسير.
١٨بِٱسمِ الرَّبِّ الإِلٰهِ الَّذي يُدْعى إِلٰهَ إِسْرائيل
جَمَعتَ الذَّهَبَ كالقِصْدير
وكَدَّستَ الفِضَّةَ كالرَّصاص.
١٩أَسلَمتَ فَخِذَيكَ إِلى النِّساء
فٱستُعبِدتَ في جَسَدِكَ.
٢٠جَعَلتَ عَيبًا في مَجدِكَ ونَجَّستَ نَسلَكَ
فجَلَبتَ الغَضَبَ على أَبْنائِكَ
والعَذابَ بِسَبَبِ غَباوَتِكَ:
٢١حَتَّى قُسِمَ السُّلْطانُ إِلى قِسْمَين
ونَشَأَ مِن أَفْرائيمَ مُلْكٌ مُتَمَرِّد.
٢٢لٰكِنَّ الرَّبَّ لا يَتَخَلَّى عن رَحمَتِه
ولا يَمْحو قَولًا مِن أَقْوالِه
لا يُدَمِّرُ أَولادَ مُختارِه
ولا يُهلِكُ ذُرِّيَّةَ مُحِبِّه
فأَبْقى لِيَعْقوبَ بَقِيَّةً ولِداوُدَ أَصلًا مِنه.
رَحَبْعام
٢٣وٱستَراح سُلَيمانُ مع آبائِه
وخَلَّفَ بَعدَه واحِدًا مِن نَسلِه
أَكثَرَ واحِدٍ جُنونًا في الشَّعْبِ ولا فِطنَةَ لَه
رَحَبعامَ الَّذي حَمَلَ بِمَشورَتِه
الشَّعبَ على التَّمَرُّد.
يارُبْعام
٢٤أَمَّا يارُبْعامُ بنُ ناباط
فهو الَّذي حَمَلَ إِسْرائيلَ على الخَطيئة
وسَنَّ لِأَفْرائيمَ طَريقَ الخَطيئة.
فكَثُرَت خَطاياهم جِدًّا
حتَّى أَجلَتْهم عن أَرضِهم
٢٥وسَعَوا وَراءَ كُلِّ شَرّ حَتَّى حَلَّ بِهِمِ العِقاب.
يشوع بن سيراخ ٤٨
إيليّا
١وقامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كالنَّار
وتَوَقَّدَ كَلامُه كالمِشعَل.
٢وهو الَّذي جَلَبَ علَيهمِ الجوع
وبِغَيرَتِه جَعَلَهم نَفَرًا قَليلًا.
٣بِكَلامِ الرَّبِّ أَغلَقَ السَّماء
وأَنزَلَ نارًا ثَلاثَ مَرَّات.
٤ما أَعظَمَ مَجدَكَ يا إِيلِيَّا بِعَجائِبِكَ!
ومَن لَه فَخرٌ كفَخرِكَ؟
٥أَنتَ الَّذي أَقَمتَ مَيتًا مِنَ المَوت
ومِن مَثْوى الأَمْواتِ بِكَلامِ العَلِيّ
٦وأَهبَطتَ المُلوكَ إِلى الهَلاك
والعُظَماءَ مِن أَسِرَّتِهم
٧وسَمِعتَ في سيناءَ عِتابًا
وفي حوريبَ أَحْكامَ ٱنتِقام
٨ومَسَحتَ مُلوكًا لِلمُجازاة
وأَنبِياءَ خُلفاءَ لَكَ
٩وخُطِفتَ في عاصِفَةٍ مِن نار
في مَركَبَةِ خَيلٍ نارِيَّة.
١٠وٱكتُتِبتَ في إِنْذاراتٍ لِلأَيَّامِ الآتِيَة
لِتُسَكِّنَ الغَضَبَ قَبلَ ٱنفِجارِه
وتَرُدَّ قَلبَ الأَبِ إِلى الِٱبن
وتُصلِحَ أَسْباطَ يَعْقوب.
١١طوبى لِمَن عايَنَكَ ولِمَن رَقَدَ في المَحَبَّة
فإِنَّنا نحنُ أَيضًا نَحْيا حَياةً.
أَليشاع
١٢لَمَّا تَوارى إِيلِيَّا في العاصِفَة
اِمتَلأَ أَليشاعُ مِن روحِه
وفي أَيَّامِه لم يُزَعزِعْه ذو سُلْطان
ولم يَستَولِ علَيه أَحَد.
١٣لم يَفُقْه أَمر
وحَتَّى في رُقادِ المَوتِ جَسَدُه تَنَبَّأ.
١٤صَنَعَ في حَياتِه الخَوارِق
وفي مَوتِه كانَت أَعْمالُه عَجيبة.
خيانة وعقاب
١٥ومع هٰذه كُلِّها لم يَتُبِ الشَّعْب
ولم يُقلِعوا عن خَطاياهم
إِلى أَن طُرِدوا مِن أَرضِهم
وتَشَتَّتوا في الأَرضِ كُلِّها.
١٦ولم يَبقَ إِلَّا شَعبٌ قَليل
ورَئيسٌ لِبَيتِ داوُد.
بَعضُهم صَنَعوا ما يُرْضي الرَّبّ
وبَعضُهم أَكثَروا مِنَ الخَطايا.
حزقيّا
١٧حِزقِيَّا حَصَّنَ مَدينَتَه وأَدخَلَ إِلَيها الماء
حَفَرَ الصَّخرَ بِالحَديدِ وبَنى آبارًا.
١٨في أَيَّامِه صَعِدَ سَنْحاريبُ وبَعَثَ رَبْشاقا
ورَفَعَ يَدَه على صِهْيونَ وتَبَجَّحَ بِكِبريائِه.
١٩حينَئِذٍ ٱرتَجَفَت قُلوبُهم وأَيديهم
وتَمَخَّضوا كاللَّواتي يَلِدْنَ
٢٠فدَعَوا الرَّبَّ الرَّحيمَ باسِطينَ إِلَيه أَيدِيَهم
فالقُدُّوسُ مِنَ السَّماءِ ٱستَجابَهم سَريعًا
وأَنقَذَهم عن يَدِ أَشَعْيا.
٢١ضَرَبَ مُخَيَّمَ أَشُّورَ ومَلاكُه أَبادَهم.
أَشَعيا
٢٢فإِنَّ حِزقِيَّا صَنَعَ ما هو مَرضِيٌّ أَمامَ الرَّبّ
وثَبَتَ في طُرُقِ داوُدَ أَبيه
الَّتي أَوصاه بِها أَشَعْيا النَّبِيُّ
العَظيمُ الصَّادِقُ في رُؤياه.
٢٣في أَيَّامِه رَجَعَتِ الشَّمسُ إِلى الوَراء
فأَطالَ عُمْرَ المَلِك.
٢٤في إِلهامٍ عَظيمٍ رأى آخِرَ الأَزمِنَة
وعزَّى المَحْزونينَ في صِهْيون
وكَشَفَ عَمَّا سَيَكونُ على مَدى الدُّهور
وعنِ الخَفايا قَبلَ حُدوثِها.
يشوع بن سيراخ ٤٩
يوشِيَّا
١ذِكْرُ يوشِيَّا مَزيجُ طيب
قد أُعِدَّ بِصِناعةِ العَطَّار.
في كُلِّ فَمٍ يَحْلو كالعَسَل
وهو كالموسيقى في مَجلِسِ خَمْر.
٢وهو الَّذي وُفِّقَ في تَوبَةِ الشَّعب
وٱستَأصَلَ قَبائِحَ الإِثْم
٣ووَجَّه قَلبَه إِلى الرَّبّ
وفي أَيَّامِ الإِثْمِ وَطَّدَ التَّقْوى.
الملوك والأَنبِياء الآخِرون
٤أَجرَموا كُلُّهم ما عَدا داودَ وحِزقِيَّا ويوشِيَّا. تَرَكوا شَريعَةَ العَلِيّ. وزال مُلوكُ يَهوذا
٥لِأَنَّهم أَسلَموا قُوَّتَهم إِلى غَيرِهم
ومَجدَهم إِلى أُمَّةٍ غَريبة.
٦أَحرَقَ الأَعْداءُ بِالنَّارِ المَدينَةَ المُختارَة
مَدينةَ المَقدِس وجَعَلوا طُرُقَها مُقفِرَة
٧بِسَبَبِ إِرْمِيا فإِنَّهم أَساؤُوا إِلَيه
وهو الَّذي قُدِّسَ في جَوفِ أُمِّه
لِيَستَأصِلَ ويُدَمِّرَ ويُهلِك
ولِيَبنِيَ أَيضًا ويَغرِس.
٨حِزقِيَّالُ هو الَّذي رأى رُؤيا مَجدٍ
أَراه اللهُ إِيَّاها على مَركَبَةِ الكَروبين.
٩لِأَنَّه ذَكَرَ الأَعْداءَ في المَطَر
وأَحسَنَ إِلى السَّائِرينَ في الطَّريقِ المُستَقيم.
١٠أَمَّا الأَنبِياءُ الِٱثنا عَشَر
فلْتُزهِرْ عِظامُهم مِن قُبورِها
فإِنَّهم عَزَّوا يَعْقوبَ وأَنقَذوه بِأَمانةِ الرَّجاء.
زَرُبَّابَل ويشوع
١١كَيفَ نُعَظِّمُ زَرُبَّابَل؟
إِنَّه كالخاتَمِ في اليَدِ اليُمْنى.
١٢كذٰلك يَشوعُ بنُ يوصاداق
فإِنَّهما في أَيَّامِهما بَنَيا البَيت
وشَيَّدا هَيكَلَ الرَّبِّ المُقَدَّس
المُعَدَّ لِمَجدٍ أَبَدِيّ.
نَحَمْيا
١٣وذِكرُ نَحَمْيا أَيضًا طَويلُ الأَيَّام
فهو الَّذي أَقامَ لَنا السُّورَ المُنهَدِم
ونَصَبَ الأَبوابَ والمَزاليج ورَمَّمَ مَنازِلَنا.
مراجعة
١٤لم يُخلَقْ على الأَرضِ أَحَدٌ مِثلُ أَخْنوخ الَّذي نُقِلَ عنِ الأَرض.
١٥ولم يولَدْ رَجُلٌ مِثلُ يوسُف
رَئيسِ إِخوَتِه وعُمدَةِ شَعبِه
عِظامُه ٱفتُقِدَت.
١٦سامٌ وشيتٌ مُمَجَّدانِ بَينَ النَّاس
ولٰكِن فَوقَ كُلِّ حَيٍّ في الخَليقَةِ آدَم.
يشوع بن سيراخ ٥٠
سِمعانُ الكاهن
١سِمْعانُ بنُ أُونِيَّا، عَظيمُ الكَهَنَة
هو الَّذي رَمَّمَ البَيتَ في حَياتِه
ووَطَّدَ الهَيْكَلَ في أَيَّامِه.
٢وعن يَدِه وُضِعَت أُسُسُ العُلُوِّ المُضاعَف
والحُصنُ الشَّامِخُ لِسورِ الهَيكَل.
٣في أَيَّامِه حُفِرَ خَزَّانُ المِياه
حَوضٌ كالبَحرِ ٱمتِدادًا.
٤إِهتَمَّ بِوِقايَةِ شَعبِه مِنَ الهَلاك
فحَصَّنَ المَدينةَ لِئَلَّا تُحاصَر.
٥ما أَمجَدَه مُحاطًا بِشَعبِه
عِندَ خُروجِه مِن وَراءِ بَيتِ الحِجاب
٦مِثلَ كَوكَبِ الصُّبحِ بَينَ الغَمام
أَوِ البَدْرِ أَيَّامَ تَمامِه
٧أَوِ الشَّمسِ المُشرِقَةِ على هَيكَلِ العَلِيّ
أَوِ القَوسِ المُتَلألِئَةِ بَينِ غُيومِ البَهاء
٨أَو زَهَرِ الوَردِ في أَيَّامِ الرَّبيع
أَوِ الزَّنبَقِ على مَجاري المِياه
أَو نَباتِ لُبْنانَ في أَيَّامِ الصَّيف
٩أَوِ النَّارِ أَوِ البَخورِ على المِجمَرة
أَو إِناءِ الذَّهَبِ المُصمَت
المُزَيَّنِ بِكُلِّ حَجَرٍ كَريم
١٠أَوِ الزَّيتونِ المُثمِر
أَوِ السَّرْوِ المُرتَفِعِ إِلى الغُيوم
١١حينَ كانَ يأخُذُ حُلَّةَ مَجدِه
ويَلبَسُ كَمالَ زينَتِه
ويَصعَدُ إِلى المَذبَحِ المُقَدَّس
كان يَملأُ حَرَمَ المَقدِسِ بَهاءً.
١٢ولَمَّا كانَ يَتَناوَلُ أَجْزاءَ الذَّبيحة
مِن أَيدي الكَهَنَة
وهو واقِفٌ على مَوقِدِ المَذبَح
كانَ يُحيطُ بِه إِكْليلٌ مِنَ الإِخوَة
كَفُروعِ الأَرزِ في لبنان أَو جُذوعِ النَّخْل.
١٣وكانَ جَميعُ بَني هارونَ في مَجدِهم
وتَقدِمَةُ الرَّبِّ في أَيديهم
أَمامَ كُلِّ جَماعةِ إِسْرائيل
١٤بَينما كانَ يَقومُ بِخِدمَتِه على المَذبَح
لِتَزْيينِ تَقدِمَةِ العَلِيِّ القَدير.
١٥فيَمُدُّ يَدَه على الكأس
ويَسكُبُ مِن دَمِ العِنَب
يَصُبُّه على أُسُسِ المَذبَحِ رائِحَةَ رِضًا
أَمامَ العَلِيِّ مَلِكِ العالَمين.
١٦حينَئِذٍ كانَ بَنو هارونَ يَهتِفون
ويَنفُخونَ بِالأَبْواقِ المَطْروقة
ويُسمِعونَ صَوتًا عَظيمًا، ذِكْرًا أَمامَ العَلِيّ.
١٧وكانَ عِندَ ذٰلك كُلُّ الشَّعبِ يُبادِرونَ مَعًا
ويَجْثونَ على وُجوهِهم إِلى الأَرض
ساجِدينَ لِرَبِّهمِ القَدير، للهِ العَلِيّ.
١٨وكانَ المُغَنُّونَ يُسَبِّحونَ بِأَصْواتِهم
في هُتافٍ عَظيمٍ ولَحْنٍ عَذْب.
١٩وكانَ الشَّعبُ يَتَضَرَّعُ إِلى الرَّبِّ العَلِيّ
بِصَلاتِه أَمامَ الرَّحيم
إِلى أَن يُفرَغَ مِن إِكْرامِ الرَّبّ
وتَتِمَّ خِدمَتُه.
٢٠ثُمَّ كانَ يَنزِلُ ويَرفَعُ يَدَيه
على كُلِّ جَماعَةِ بَني إِسْرائيل
لِيُبارِكَ الرَّبَّ بِشَفَتَيه
ويَفتَخِرَ بِلَفظِ ٱسمِه.
٢١وكانوا يُكَرِّرونَ السُّجود
لِيَنالوا البَرَكَةَ مِن لَدُنِ العَلِيّ.
عظة
٢٢والآنَ يا جَميعَ النَّاسِ بارِكوا الله
الَّذي يَصنَعُ العَظائِمَ في كُلِّ مَكان
والَّذي أَعْلى شَأنَ أَيَّامِنا مُنذُ الرَّحِم
وعامَلَنا على حَسَبِ رَحمَتِه.
٢٣لِيَمنَحْنا سُرورَ القَلبِ والسَّلامَ في إِسْرائيل
في أَيَّامِنا وعلى مَدى الدُّهور!
٢٤لِتَبْقَ رَحمَتُه أَمينةً معَنا
ولْيَفتَدِنا في أَيَّامِنا!
مَثَلٌ عدَديّ
٢٥أُمَّتانِ مَقَتَتهما نَفْسي
والثَّالِثَةُ لَيسَت بِأُمَّة:
٢٦السَّاكِنونَ في جَبَلِ سِعير، الفَلِسطينِيُّون
والشَّعبُ الأَحمَقُ السَّاكِنُ في شَكيم.
الخاتمة
٢٧تأديب عَقلٍ وعِلم
هٰذا ما رَسَمَه في هٰذا الكِتاب
يَشوعُ بنُ سيراخَ الأُورَشَليميّ
الَّذي أَمطَرَ الحِكمَةَ مِن قَلبِه.
٢٨طوبى لِمَن يُواظِبُ علَيها
فإِنَّ الَّذي يَجعَلُها في قَلبِه يَكونُ حَكيمًا.
٢٩وإِذا عَمِلَ بِها يَقدِرُ على كُلِّ شَيء
لِأَنَّ نورَ الرَّبِّ طَريقُه.
يشوع بن سيراخ ٥١
نشيد حمد
١سأَحمَدُكَ أَيُّها الرَّبُّ المَلِك
وأُسَبِّحُكَ أَنتَ اللهَ مُخَلِّصي، وأَحمَدُ ٱسمَكَ
٢لِأَنَّكَ كُنتَ لي مُجيرًا ونَصيرًا
وأَنقَذتَ جَسَدي مِنَ الهَلاك
مِن فَخِّ اللِّسانِ النَّمَّام
ومِنَ الشِّفاهِ المُختَلِقَةِ لِلكَذِب.
وتُجاهَ الَّذينَ يُقاوِمونَني
كُنتَ لي ناصِرًا وأَنقَذتَني
٣بِرَحمَتِكَ الوافِرَةِ وٱسمِكَ
مِن لَدَغاتِ المُستَعِدِّينَ لِٱفتِراسي
ومِن أَيدي طالِبي نَفْسي
ومِنَ المَضايِقِ الكَثيرَةِ الَّتي قاسَيتُها
٤ومِنَ الِٱختِناقِ بِاللَّهيبِ الَّذي أَحاطَ بي
ومِن وَسَطِ النَّارِ الَّتي لم أُضرِمْها
٥ومِن عُمقِ جَوفِ مَثْوى الأَمْوات
ومِنَ اللِّسانِ الدَّنِسِ وكَلامِ الزُّور
٦- نَميمَةِ لِسانٍ جائرٍ عِندَ المَلِك –
دَنَت نَفْسي مِنَ المَوت
وٱقتَرَبَت حَياتي مِن أَسفَلِ مَثْوى الأَمْوات.
٧أُحيطَ بي مِن كُلِّ جِهَةٍ ولا نَصير
طَلَبَت عَينايَ غَوثَ النَّاس فلَم يَكُنْ.
٨فتَذَكَّرتُ رَحمَتَكَ أَيُّها الرَّبّ
وعَمَلَكَ الَّذي مُنذُ القِدَم
كَيفَ تُنقِذُ الَّذينَ يَنتَظِرونَكَ
وتُخَلِّصُهم مِن أَيدي الأَعْداء.
٩فرَفَعتُ مِنَ الأَرضِ صَلاتي
وتَضَرَّعتُ لِأُنقَذَ مِنَ المَوت.
١٠دَعَوتُ الرَّبَّ أَبا رَبِّي:
«لا تَخذُلْني في أَيَّامِ الضِّيق
في عَهدِ المُتَكَبِّرينَ، ولا نَصيرَ لي.
أُسَبِّحُ ٱسمَكَ في كُلِّ حين
وأُرَنِّمُ لَه بِالحَمْد»
١١وٱستُجيبَت صَلاتي وخَلَّصتَني مِنَ الهَلاك
وأَنقَذتَني مِن زَمانِ السُّوء.
١٢فلِذٰلِكَ أَحمَدُكَ وأُسَبِّحُكَ
وأُبارِكُ ٱسمَ الرَّبّ.
قصيدة في طلب الحكمة
١٣في شَبابي وقَبْلَ تَجْوالي
التَمَستُ الحِكمَةَ عَلانِيَةً في صَلاتي.
١٤أَمامَ الهَيكَلِ طَلَبتُها
وإِلى آخِرِ حَياتي أَسْعى وَراءَها.
١٥إِبتَهَجَ قَلْبي بِزَهرِها
كما يَبتَهِجُ بِعِنَبٍ يَنضَج
ودَرَجَت قَدَمي في الطَّريقِ المُستَقيم
ومُنذُ شَبابي جَدَدتُ في إِثرِها.
١٦أَمَلتُ أُذُني قَليلًا فتَلَقَّيتُها
وَوَجَدتُ لِنَفْسي تأديبًا كَثيرًا.
١٧وتَقَدَّمتُ بِفَضلِها
والَّذي آتاني الحِكمَةَ أُوتيه تَمْجيدًا.
١٨فإِنِّي عَزَمتُ أَن أَعمَلَ بِها
وغُرتُ على الخَيرِ فلا أَخْزى.
١٩جاهَدَت نَفْسي لِأَجلِها
ومارَستُ الشَّريعَةَ بِدِقَّةٍ بالِغَة.
ومَدَدتُ يَدَيَّ إِلى العَلاء
وبَكَيتُ على جَهالاتي.
٢٠وَجَّهتُ نَفْسي إِلَيها وبِالطَّهارَةِ وَجَدتُها
ومعها مَلَكتُ الإِدراكَ مُنذُ البَدْءِ
فلِذٰلك لا أُخذَل.
٢١تَحَرَّكَت أَحشائي في طَلَبِها
فلِذٰلك ٱقتَنَيتُ ٱقتناءً صالِحًا.
٢٢أَعطاني الرَّبُّ اللِّسانَ جَزاءً
فبِه أُسَبِّحُه.
٢٣إِقتَرِبوا مِنِّي أَيُّها الغَيرُ المُتَأَدِّبين
وأَقيموا في مَنزِلِ التَّأديب.
٢٤لِماذا تَعتَرِفونَ بِعَوَزِكم لَها
ونُفوسُكم ظامِئَةٌ جِدًّا؟
٢٥فَتَحتُ فَمي وتَكَلَّمتُ: إِشتَروها بِلا فِضَّة
٢٦أَخضِعوا رِقابَكم لِلنِّير
ولْتَتَّخِذْ نُفوسُكمُ التَّأديبَ فإِنَّه قَريب.
٢٧أُنظُروا بِأَعيُنِكم كيفَ تَعِبتُ قَليلًا
فوَجَدتُ لِنَفْسي راحةً كَثيرة.
٢٨شارِكوا في التَّأديبِ
بِمِقدارٍ كَثيرٍ مِنَ الفِضَّة
فتَكتَسِبوا بِفَضلِها ذَهَبًا كَثيرًا.
٢٩لِتَبتَهِجْ نُفوسُكم بِرَحمَةِ الرَّبّ
ولا تَخجَلوا مِن تَسْبيحِه.
٣٠إِعمَلوا عَمَلَكم قَبلَ الأَوان
فيُؤتِيَكم ثَوابَكم في أَوانِه.