اختر صفحة

سِفْرُ حجَّاي

إنجيل متّى


الحواشي:

١ تشتمل مقدّمة الإنجيل، بعد نسب يسوع (متى ١/١-١٧)، على خمسة مشاهد تتناوب فيها أحلام يوسف (متى ١/١٨-٢٥؛ متى ٢/١٣-١٥؛ متى ٢/١٩-٢٣) وتدخّلات هيرودس (متى ٢/١-١٢ و١٦-١٨). في روايات الطفولة تقليدان أحدهما يتعلّق بهيرودس والآخر بيوسف، وهما مستقلّان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون.

٢ الترجمة اللفظيّة: كتاب تكوين يسوع المسيح. يقتدي متّى بعنوان رواية سلالة الإنسان الأوّل («هذا كتاب سلالة آدم»: تك ٥/١)، فيوحي بأنّ يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد، لأنّه آدم الجديد (راجع لو ٣/٣٨). إلّا أنّ التاريخ المرويّ هنا يفيدنا عن نسب يسوع، في حين أنّ سِفر التكوين يركّز على نسل آدم: ففي يسوع يتمّ معنى تاريخ إسرائيل. عن الفرق القائم بين نسب متّى ونسب لوقا، راجع لو ٣/٢٣+.

حجّاي ١

حجّاي ٢

سِفْرُ حَجَّاي

مدخل

للنبيّ حجَّاي في سِيَر التاريخ المقدّس شأن يفوق كثيرًا صِغَر كتابه.

فبعد محاولة أولى لإعادة بناء الهيكل في العام ٥٣٧ ق.م (عز ٣/ ٧-١٢)، اضطرّت جماعة العائدين من الجلاء إلى إيقاف الأعمال، لقلّة ما في أيديها ولعداوة سكَّان السامرة.

عند وفاة قمبيز في العام ٥٢٢ ق.م، زعزعت نزاعات عنيفة داخليّة الإمبراطوريّة الفارسيّة. وإنّ عدم الاستقرار السياسيّ الذي اتّصفت به أولى سني مُلْك داريوس (٥٢٢-٤٨٦ ق.م) قد أحدث في أورشليم توتّرًا انتهزه النبيّ حجَّاي فرصة سانحة، وبعده النبيّ زكريّا، ليوقظ الجماعة.

في رسالة حجَّاي النبويّة – التي جرت أحداثها على وجهٍ دقيق جدًّا بين آب (أغسطس) وكانون الأوّل (ديسمبر) ٥٢٠ ق.م – محاولة لتفسير علامات الأزمنة لفائدة المعاصرين: فالفقر ورداءَة الغلال هما جزاء لسِباتهم الروحيّ. عليهم أن يستعيدوا غيرة الإيمان وأن يعودوا إلى العمل ليبنوا للربّ بيتًا لائقًا به، فتكثر البركات ويُفتَتَح زَمَن الخلاص الأخير.

إنّ تزعزع الأمم قد أخذ يمهّد ليوم الربّ (حج ٢/ ٢١-٢٢)، وأصبح الخلاص قريبًا. وهذه الآمال المشيحيّة قد حَمَلَها لحظةً زرُبَّابَل (٥٢٠-٥١٥ ق.م) وهو من سلالة داود.

لقد وجد الشعب، في انتظار هيكلٍ أمجد من الأوّل ومشيح مَلَكيّ – وهما رجاء مزدوج تحقَّق في يسوع المسيح – سندًا متينًا في سيره نحو الأزمنة الجديدة.

حجّاي ١

إعادة بناء الهيكل

١في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لَدارِيوسَ المَلِك، في الشَّهرِ السَّادِس، في اليَومِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْر، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ على لِسانِ حَجَّايَ النَّبِيِّ إِلى زَرُبَّابَلَ بنِ شأَلْتيئيل، حاكِمِ يَهوذا، وإِلى يَشوعَ بنِ يوصاداقَ الكاهِنِ العَظيمِ قائِلًا: ٢«هٰكذا تَكَلَّمَ رَبُّ القُوَّاتِ قائِلًا: إِنَّ هٰذا الشَّعبَ قد قال: إِنَّه لم يَبلُغ وَقتُ الذَّهاب، وَقتُ إِعادَةِ بِناءِ بَيتِ الرَّبّ». ٣ (فكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ على لِسانِ حَجَّايَ النَّبِيِّ قائِلًا:). ٤أَفحانَ لَكم أَن تَسكُنوا في بُيوتِكُمُ المُسَقَّفَة، وهٰذا البَيتُ خَرِب؟ ٥والآن، هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: فَكِّروا في مَصيرِكم. ٦لقَد زَرَعتُم كَثيرًا وٱستَغلَلتُم قَليلًا. أَكَلتُم ولَم تَشبَعوا. شَرِبتُم ولَم تَرتَوُوا. إكتَسَيتُم ولَم تَدفَأوا. والَّذي يَأخُذُ أُجرَةً يأخُذُها في صُرَّةٍ مَثْقوبَة. ٧هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: فَكِّروا في مَصيرِكم. ٨إِصعَدوا إِلى الجَبَلِ وأتوا بِخَشَب، وأَعيدوا بِناءَ البَيت، فأَرْضى بِه وأُظهِرَ فيه مَجْدي، قالَ الرَّبّ. ٩لقَد تَوَقَّعتُم كَثيرًا فإِذا بِقَليل، والغَلَّةُ الَّتي أَتَيتُم بِها إِلى البَيتِ نَفَختُ علَيها. ولِماذا، يَقولُ رَبُّ القُوَّات؟ بِسَبَبِ بَيتِيَ الَّذي هو خَرِب، بَينَما أَنتُم مُسارِعونَ كُلُّ واحِدٍ مِن أَجلِ بَيتِه. ١٠لِذٰلك حَبَسَتِ السَّماءُ فَوقَكُمُ النَّدى وحَبَسَتِ الأَرضُ غَلَّتها. ١١ودَعَوتُ بِالقَحَلِ على الأَرضِ وعلى الجِبال، وعلى القَمْحِ والنَّبيذِ والزَّيت، وعلى ما تُنبِتُ الأَرض، وعلى البَشَرِ والبَهائم، وعلى كُلِّ تَعَبِ اليَدَين.

١٢فسَمِعَ زَرُبَّابَلُ بنُ شأَلْتيئيل ويَشوعُ بنُ يوصاداقَ الكاهِنُ العَظيم، وكُلُّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ صَوتَ الرَّبِّ إِلٰهِهم وكَلامَ حَجَّايَ النَّبِيّ، بِحَسَبِ ما أَرسَلَه الرَّبُّ إِلٰهُهم، فخافَ الشَّعبُ مِن وَجهِ الرَّبّ. ١٣وتَكَلَّمَ حَجَّاي، رَسولُ الرَّبّ، بِحَسَبِ رِسالَةِ الرَّبِّ إِلى الشَّعبِ قائِلًا: «أَنا معَكم، يَقولُ الرَّبّ». ١٤ونَبَّهَ الرَّبُّ روحَ زَرُبَّابَلَ بنِ شأَلتيئيل، حاكِمِ يَهوذا، وروحَ يَشوعَ بنِ يوصاداقَ، الكاهِنِ العَظيم، وأَرْواحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْب، فأَتَوا وباشَروا العَمَلَ في بَيتِ رَبِّ القُوَّاتِ إِلٰهِهم. ١٥وكانَ ذٰلك في اليَومِ الرَّابعِ والعِشْرينَ مِنَ الشَّهرِ السَّادِس.

مجد الهيكل

في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِداريوسَ المَلِك.

حجّاي ٢

١في الشَّهرِ السَّابِع، في الحادي والعِشْرينَ مِنَ الشَّهْر، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ على لِسانِ حَجَّايَ النَّبِيِّ قائِلًا: ٢«كَلِّمْ زَرُبَّابَلَ بنَ شأَلْتيئيل، حاكِمَ يَهوذا، ويَشوعَ ٱبنَ يوصاداقَ، الكاهِنَ العَظيم، وبَقِيَّةَ الشَّعبِ قائِلًا: ٣مَنِ الباقي فيكُم، الَّذي رَأَى هٰذا البَيتَ في مَجدِه الأَوَّل، وكيفَ تَرَونَه الآن؟ أَلَيسَ هو في عُيونِكم كلا شَيء؟ ٤فالآن، تَشَدَّدْ يا زَرُبَّابَل، يَقولُ الرَّبّ، وتَشَدَّدْ يا يَشوعُ بنُ يوصاداقَ، الكاهِنُ العَظيم، وتَشَدَّدوا يا جَميعَ شَعبِ الأَرض، يَقولُ الرَّبّ، وٱعمَلوا لِأَنِّي أَنا معَكم، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، ٥على حَسَبِ الكَلِمَةِ الَّتي عاهَدتُكم بِها عِندَ خُروجِكم مِن مِصر، وروحي يُقيمُ فيما بَينَكم، فلا تَخافوا. ٦فإِنَّه هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ أُزَلزِلُ السَّماءَ والأَرضَ والبَحرَ واليابِسة، ٧وأُزَلزِلُ جَميعَ الأُمَم، وتأتي نَفائِسُ جَميعِ الأُمَم، فأَملأُ هٰذا البَيتَ مَجْدًا، قالَ رَبُّ القُوَّات. ٨لِيَ الفِضَّةُ ولِيَ الذَّهَب، يَقولُ رَبُّ القُوَّات. ٩وسيَكونُ مَجدُ هٰذا البَيتِ الأَخيرُ أَعظَمَ مِنَ الأَوَّل، قالَ رَبُّ القُوَّات. وفي هٰذا المَكانِ أُعْطي السَّلام، يَقولُ رَبُّ القُوَّات».

إستشارة الكهنة

١٠في الرَّابِعِ والعِشْرينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِع، في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدارِيوس، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ على لِسانِ حَجَّايَ النَّبِيِّ قائِلًا: ١١«هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِسأَلِ الكَهَنَة قَرارًا قائِلًا: ١٢إِذا حَمَلَ إِنْسانٌ لَحمًا مُقَدَّسًا في ذَيلِ ثَوبِه ولَمَسَ بِذَيلِه خُبزًا أَو طَبيخًا أَو خَمرًا أَو زَيتًا أَو أَيَّ طَعامٍ كان، أَفَيَتَقَدَّس؟» فأَجابَ الكَهَنَةُ وقالوا: «لا». ١٣فقالَ حَجَّاي: «إِذا لَمَسَ المُتَنَجِّسُ بِمَيِّتٍ شَيئًا مِن هٰذه، أَفَيَتَنَجَّس؟» فأَجابَ الكَهَنَةُ وقالوا: «يَتَنَجَّس». ١٤فأَجابَ حَجَّايُ وقال: «هٰكذا هٰذا الشَّعبُ وهٰكذا هٰذه الأُمَّةُ أَمامي، يَقولُ الرَّبّ، وهٰكذا جَميعُ أَعْمالِ أَيديهم وما يُقَرِّبونَه هُناكَ هو نَجِس.

وعد بالازدهار الزراعيّ

١٥فالآن، فَكِّروا فيما كانَ مِن هٰذا اليَومِ فما بَعدَه، قَبلَ أَن يُوضَعَ حَجَرٌ على حَجَرٍ في هَيكَلِ الرَّبّ. ماذا كُنتُم علَيه؟ ١٦كانَ الواحِدُ يأتي إِلى كَومَةِ عِشْرينَ فلا يَكونُ فيها إِلَّا عَشَرَة، أَو يأتي إِلى المِعصَرَةِ لِيَغرِفَ مِنها خَمْسينَ فلا يَكونُ فيها إِلَّا عِشْرون. ١٧إِنِّي ضَرَبتُكم بِالصَّدَإِ والذُّبولِ والبَرَدِ في جَميعِ أَعْمالِ أَيديكم، ولَم تَتوبوا إِلَيَّ، يَقولُ الرَّبّ. ١٨لٰكِن فَكِّروا مِن هٰذا اليَومِ فما بَعدَه (مِنَ اليَومِ الرَّابِعِ والعِشْرينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِع، مِن يَومِ أُسِّسَ هَيكَلُ الرَّبّ، فَكِّروا). ١٩هل هُناكَ بَذرٌ حتَّى الآنَ في الأَهْراء؟ وحَتَّى الكَرمَةُ والتِّينَةُ والرُّمَّانُ وشَجَرُ الزَّيتونِ لم يُثمِر. لٰكِن مِن هٰذا اليَومِ أُبارِك».

وعد لِزَرُبّابَل

٢٠وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ ثانِيَةً إِلى حَجَّاي، في الرَّابِعِ والعِشْرينَ مِنَ الشَّهْرِ، قائِلًا: ٢١«كَلِّمْ زَرُبَّابَل، حاكِمَ يَهوذا، قائِلًا: إِنِّي أُزَلزِلُ السَّماءَ والأَرْض، ٢٢وأَقلِبُ عَرشَ المَمالِك، وأُدَمِّرُ قُدرَةَ مَمالِكِ الأُمَم، وأَقلِبُ المَركَبَةَ ورُكَّابَها، وتَسقُطُ الخَيلُ ورُكَّابُها، كُلُّ واحِدٍ بِسَيفِ أَخيه. ٢٣في ذٰلك اليَومِ، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، آخُذُكَ يا زَرُبَّابَلُ بنُ شَأَلْتيئيلَ عَبْدي، يَقولُ الرَّبّ، وأَجعَلُكَ كخاتَمٍ فإِنِّي قدِ ٱختَرتُكَ»، يَقولُ رَبُّ القُوَّات.