سِفْرُ نحوم
نحوم ١
نحوم ٢
نحوم ٣
سِفرُ نحُوم
مدخل
نَحوم «المعزّي»
إنّ سابع صغار الأنبياء، نحوم أو «المعزّي» و«المشدّد» والذي في إمكانه إذًا أن يعزّي ويشدّد (٢ قور ١/ ٤)، المعزّي، لا اسمَ له في الكتاب المقدّس، بل له مرادف: مَنَحيم (٢ مل ١٥/ ١٤-٢٢؛ رسل ١٣/ ١؛ راجع رسل ٤/ ٣٦؛ وراجع أيضًا نحميا (نح ١/ ١).
يحمل نحوم إلى ذويه التشديد والعزاء الذي يساعد، في الساعات المظلمة، على الثبات بفضل الرجاء (راجع روم ١٥/ ٤-٥).
وهذا الرجاء الذي يحرّك قلبه والذي يعلنه بإيمانٍ قويّ عظيم هو رجاء انتصار الربّ الذي لا بدّ منه، حتّى وإن بدا في ازدهار (نحو ١/ ١٢؛ نحو ٣/ ١٥-١٧)، يخيف كالأسود ويفتن بإغرائها (نحو ٢/ ١٢-١٤؛ نحو ٣/ ٤).
نحوم ١
١قَولٌ على نينَوى. سِفرُ رُؤْيا نَحومَ الأَلْقوشِيّ.
المقدّمة
مزمور. غضب الربّ
٢الرَّبُّ إِلٰهٌ غَيورٌ ومُنتَقِم
الرَّبُّ مُنتَقِمٌ وذو غَضَب.
الرَّبُّ مُنتَقِمٌ مِن خُصومِه
وحاقِدٌ على أَعْدائِه.
٣الرَّبُّ طويلُ الأَناةِ وعَظيمُ القُوَّة
ولا يَتغاضى عن شَيء.
الرَّبُّ طريقُه في الزَّوبَعَةِ والعاصِفَة
والغَمامُ غُبارُ قَدَمَيه.
٤يَزجُرُ البَحرَ فيُجَفِّفُه
ويُنضِبُ جَميعَ الأَنْهار.
… قد ذَبَلَ باشانُ والكَرمَل
وذَبَلَ زَهَرُ لُبْنان.
٥تَزَلزَلَتِ الجِبالُ مِنه وذابَتِ التِّلال
وٱرتَفَعَتِ الأَرضُ أَمامَه
والدُّنْيا وجَميعُ ساكِنيها.
٦مَن يَقِفُ أَمامَ سُخطِه
ومَن يُقاوِمُ ٱضطِرامَ غَضَبِه؟
قد ٱنصَبَّ حَنَقُه كالنَّار
وتَحَطَّمَت مِنه الصُّخور.
٧الرَّبُّ صالِحٌ وحِصنٌ في يَومِ الضِّيق
وعالِمٌ بِالمُعتَصِمينَ بِه
٨وإِن وافى الطُّوفان
يُفْني مقاوميه
ويَتَعَقَّبُ أَعْداءَه في الظَّلام.
أحكام نبويّة على يهوذا
٩ماذا تُفَكِّرونَ على الرَّبّ؟
إِنَّه سيُفْني، والضِّيقُ لا يَنتَصِبُ ثانِيَةً.
١٠كدَغلِ شَوكٍ مُتَشابِكٍ يُؤكَلون
كالقَشِّ اليابِسِ تَمامًا.
أحكام نبويّة على نينوى
١١مِنكِ خَرَجَ المُفَكِّرُ بِالسُّوءِ على الرَّبّ
المُتَآمِرُ بِأُمورٍ لا خَيرَ فيها.
أحكام نبويّة على يهوذا
١٢هٰكذا قالَ الرَّبّ:
«إِنَّهم وإن كانوا سالِمينَ وفي هٰذه الكَثرَة
يُجَزُّونَ ويَعبُرون.
قد أَذلَلْتُكِ فلا أَعودُ أُذِلُّكِ،
١٣بل أَكسِرُ الآنَ نيرَه عنكِ وأُقَطِّعُ قُيودَكِ.
أحكام نبويّة على مَلِك نينوى
١٤وأَنتَ فإِنَّ الرَّبَّ يأمُرُ علَيكَ
أَن لا يُزرَعَ مِنِ ٱسمِكَ فيما بَعدُ
ومِن بَيتِ آلِهَتِكَ
أَستَأصِلُ المَنْحوتاتِ والمَسْبوكات
وهُناكَ أَجعَلُ قَبرَكَ لِأَنَّكَ صِرتَ حَقيرًا.
نحوم ٢
أحكام نبويّة على يهوذا
١ها إِنَّ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُسمِعِ بِالسَّلام
يا يَهوذا عَيِّدْ أَعْيادَكَ وأَوفِ نُذورَكَ
فإِنَّه لا يَعودُ مَن لا خَيرَ فيه إِلى المُرورِ بِكَ
فقَدِ ٱنقَرَضَ كُلُّه.
خراب نينوى
الهجوم
٢قد صَعِدَ المُخَرِّبُ أَمامَ وَجهِكِ
فٱحرُسي الحِصنَ وٱرقُبي الطَّريق
وشُدِّي وَسْطَكِ
وٱجمَعي قُوَّتَكِ كُلَّها
٣(فإِنَّ الرَّبَّ أَعادَ فَخرَ يَعْقوب
مِثلَ فَخْرِ إِسْرائيل
لِأَنَّ السَّالِبينَ سَلَبوهم وأَتلَفوا أَغْصانَهم).
٤تُروسُ أَبْطالِهم مُحمَرَّة
والبَواسِلُ علَيهمِ القِرمِز
في يَومِ تَجْهيزِها فولاذُ المَركَباتِ نار
وسَرْوُ الرِّماحِ يَهتَزّ.
٥تَهيجُ المَركَباتُ في الشَّوارِع
وتَندَفِعُ في السَّاحات.
مَنظَرُها مِثلُ المَشاعِلِ وهي تَجْري كالبُروق.
٦يُنادي الأَبطالُ أَبْطالَهم فيَتَعَثَّرونَ في مَشيِهم
ويُسرِعونَ إِلى سورِها
والآلَةُ الحامِيَةُ مُعدَّة.
٧قدِ ٱنفَتَحَت أَبوابُ الأَنْهار
وٱنْهارَ القَصْر.
٨يُخطَفُ تِمْثالُها ويُساق
وإِماؤُها يَتَنَهَّدنَ كصَوتِ الحَمام
ويَقرَعنَ صُدورَهُنَّ.
٩ونينَوى كبِركَةِ مِياهٍ مُنذُ كانَت
وإِذا بِهم يَهرُبون.
قِفوا قِفوا ولٰكِن لَيسَ مَن يَلتَفِت.
١٠إِنهَبوا الفِضَّةَ ٱنهَبوا الذَّهَب
فإِنَّه لا نِهايَةَ لِلذَّخائِر
وهي ثَروَةٌ مِنَ النَّفائِس.
١١نَهْبٌ وسَلْبٌ وتَدْمير
والقُلوبُ ذائِبَةٌ والرُّكَبُ مُرتَخِيَة
وفي جَميعِ الكُلى ٱرْتِعاش
وجَميعُ الوُجوهِ قد شَحُبَت.
حكم على أسَد أشّور
١٢أَينَ عَرينُ الأُسودِ ومَرْعى الأَشْبال
حين كانَ الأَسَدُ يَذهَب
فتَبْقى اللَّبُؤَةُ وجِرْوُ الأَسَد
ولا أَحَدَ يُفزِعُهما؟
١٣كانَ الأَسَدُ يَفتَرِسُ لِأَجلِ صِغارِه
ويَخنُقُ لِلَبؤَاتِه
ويَملأُ كُهوفَه فَريسةً
وعَرائِنَه لُحومًا مُقَطَّعة.
١٤هاءَنَذا إِلَيكِ، يَقولُ رَبُّ القُوَّات
فأُحرِقُ مَركَباتِكِ دُخانًا
ويَأكُلُ السَّيفُ أَشْبالَكِ
وأَستأَصِلُ مِنَ الأَرضِ فَرائِسَكِ
ولا يُسمَعُ مِن بَعدُ صَوتُ رُسُلِكِ.
نحوم ٣
حكم على نينوى الزانية
١وَيلٌ لِمَدينَةِ الدِّماء
المُمتَلِئَةِ بِأَسرِها كَذِبًا وخَطْفًا
والَّتي لا تُفارِقُها الفَرائِس!
٢هُوَذا صَوتُ السِّياط
وصَوتُ ٱهتِزازِ الدَّواليب
والخَيلِ العادِيَةِ والمَركَباتِ الواثِبَة
٣وهُجومُ الفارِسِ ولَهيبُ السَّيف
وبريقُ الرُّمْحِ وكَثرَةُ القَتْلى
وتَراكُمُ الجُثَثِ ولا نِهايَةَ لِلجِيَف
وهم يَعثُرونَ بِجِيَفِهم.
٤لِكَثرَةِ زِنى الزَّانِيَة
الفاتِنَةِ الجَمالِ صاحِبَةِ السِّحْرِ
الَّتي تَبيعُ الأُمَمَ بِزِناها
والعَشائِرَ بِسِحْرِها.
٥هاءَنَذا إِلَيكِ، يَقولُ رَبُّ القُوَّات
فأَرفَعُ ذُيولَ ثَوبِكِ على وَجهِكِ
وأُري الأُمَمَ عَورَتَكِ والمَمالِكَ هَوانَكِ.
٦وأَقذِفُكِ بِالأَقْذار
وأَفضَحُكِ وأَجعَلُكِ عِبرَةً
٧فكُلُّ مَن يَراكِ يُعرِضُ عنكِ ويَقول:
قد دُمِّرَت نينَوى فمَن يَرْثي لَها
ومِن أَينَ أَطلُبُ لَكِ مُعَزِّين؟
مثال طيبة
٨هل أَنتِ خَيرٌ مِن نوآمون
الجالِسَةِ بَينَ الأَنْهار (الَّتي حَولَها المِياه)
وسورُها الأَمامِيُّ البَحْرُ وأَسوارُها المِياه.
٩كوشُ ومِصرُ قُوَّتُها اللَّامُتَناهِيَة
وفوطُ ولوبيمُ في نُصرَتِكِ.
١٠فهي أَيضًا ذَهَبَت إِلى الجَلاءِ مَسبِيَّةً
وأَطْفالُها حُطِّموا في رأسِ كُلِّ شارِع
وعلى كِرامِها أَلقَوا القُرَع
وجَميعُ عُظَمائِها أُوثِقوا بِالقُيود.
١١وأَنتِ أَيضًا تَسكَرينَ وتَختَبِئين
وأَنتِ أَيضًا تَطلُبينَ مَلجَأً مِنَ العَدُوّ.
إستعدادات نينوى دون جدوى
١٢جَميعُ حُصونِكِ أَشْجارُ تينٍ بِبَواكيرِها
إِنِ ٱنهَزَّت تَسقُطُ في فَمِ الآكِل.
١٣ها إِنَّ شَعبَكِ في داخِلِكِ نِساء
وأَبْوابُ أَرضِكِ تُفتَحُ فَتْحًا لِأَعْدائِكِ
والنَّارُ ٱلتَهَمَت مَزاليجَكِ.
١٤إِستَقي لَكِ مِياهًا لِلحِصار
وحَصِّني قِلاعَكِ.
أُدخُلي في الوَحْلِ ودوسي في الطِّين
وأَمسِكي قالَبَ التَّلْبين.
١٥هُناكَ تَلتَهِمُكِ النَّار
ويَستَأصِلُكِ السَّيف
ويَأكُلُكِ كالجُندُب.
إرسال الجراد
تَكاثَري كالجُندُب تَكاثري كالجَراد.
١٦جَعَلتِ تُجَّارَكِ أَكثَرَ مِن كَواكِبِ السَّماء
كالجُندُبِ الَّذي يَبسُطُ جَناحَيه ويَطير.
١٧حُماتُكِ كالجَرادِ وكَتَبَتُكِ كَسِربِ جَراد
تُعَسكِرُ على الجُدْرانِ في يَومِ بَرْد
ثُمَّ تُشرِقُ الشَّمْسُ فتَطير
ولا يُعلَمُ أَينَ مَوضِعُها.
نَدْب
١٨لقَد نَعَسَ رُعاتُكَ، يا مَلِكَ أَشُّور
ورَقَدَ عُظَماؤُكَ
وتَشَتَّتَ شَعبُكَ على الجِبال
ولَيسَ مَن يَجمَعُهم.
١٩ما مِن جَبرٍ لِٱنكِسارِكَ
وجُرحُكَ لا يُشْفى مِنه.
كُلُّ مَن يَسمَعُ بِخَبَرِكَ
يُصَفِّقُ علَيكَ بِالكَفَّين
لِأَنَّه مَنِ الَّذي لم يَمُرَّ علَيه شَرُّكَ كُلَّ حين؟