اختر صفحة

رسالة القدّيس بُولُس إلى أهل فيلبّي

إنجيل متّى

الحواشي:

١ تشتمل مقدّمة الإنجيل، بعد نسب يسوع (متى ١/١-١٧)، على خمسة مشاهد تتناوب فيها أحلام يوسف (متى ١/١٨-٢٥؛ متى ٢/١٣-١٥؛ متى ٢/١٩-٢٣) وتدخّلات هيرودس (متى ٢/١-١٢ و١٦-١٨). في روايات الطفولة تقليدان أحدهما يتعلّق بهيرودس والآخر بيوسف، وهما مستقلّان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون.

٢ الترجمة اللفظيّة: كتاب تكوين يسوع المسيح. يقتدي متّى بعنوان رواية سلالة الإنسان الأوّل («هذا كتاب سلالة آدم»: تك ٥/١)، فيوحي بأنّ يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد، لأنّه آدم الجديد (راجع لو ٣/٣٨). إلّا أنّ التاريخ المرويّ هنا يفيدنا عن نسب يسوع، في حين أنّ سِفر التكوين يركّز على نسل آدم: ففي يسوع يتمّ معنى تاريخ إسرائيل. عن الفرق القائم بين نسب متّى ونسب لوقا، راجع لو ٣/٢٣+.

فيلبّي ١

فيلبّي ٢

فيلبّي ٣

فيلبّي ٤

 رسالة القدّيس بولس
 إلى أهل فيلبّي

مدخل

إنشاء كنيسة فيلبّي

كانت كنيسة فيلبّي، وهي اليوم خراب، مدينة مزدهرة في الزمن القديم. وكانت على منحدر في سفح سلسلة جبال بانجيه، على نحو اثني عشر كيلومترًا من البحر. وكانت تطلّ على سهلٍ يُزرع زراعة حسنة في ذلك الحين، وتُغنيه أيضًا مناجم الذهب والفضّة. لمّا ضمّ فيلبّس الثاني، أبو الإسكندر، هذه البقعة إلى مقدونية، أعاد بناء المدينة وحصَّنها، وأطلق عليها اسمه (وكان يُقال لها إلى ذلك الوقت قرينيدس، لما فيها من الينابيع الصغيرة). في العام ٣١ ق.م، غمرَ أوغسطس المدينة بالامتيازات، وجعلَها مستعمرة رومانيّة يسكنها كثير من المحاربين القدامى.

قدمها بولس في أثناء رحلته الرسوليّة الثانية في العام ٤٩ أو العام ٥٠، يرافقه سيلا وطيموتاوس. ولا شكّ في أنّ لوقا رافقه أيضًا، لأنّه في هذا المكان شُرّع (رسل ١٦/ ١٠) في استعمال صيغة جمع المتكلّم برواية أعمال الرسل. وفي هذه المدينة بشَّرَ بولس الناس بالإنجيل بأوروبّا أوّل مرّة. كان اليهود، ولا مَجمع لهم فيها لقلّة عددهم، يعقدون اجتماعاتهم خارج المدينة، عند الينابيع، أو ربّما على ضفّة النهر. وقد عمَّد بولس هناك بضعة أشخاص، فيهم بائعة الأرجوان ليدية وهي من الدخلاء، فاستضافته. ولكن نشأت بعضُ المصاعب، فتعرّضَ بولس لسوء المعاملة وسُجنَ، ثمّ اضطُرَّ إلى مغادرة المدينة، ولم يترك فيها سوى جماعة صغيرة معظمها من أصلٍ وثنيّ (رسل ١٦/ ١١-٤٠؛ أف ٢/ ٢).

إظهار المزيد

الرسالة

يتّضح لنا من المودّة التي يظهرها بولس في هذه الرسالة (فل ١/ ٣-٦؛ فل ٤/ ١) أنّه كان يشعر بأواصر خاصّة تربطه بهذه الكنيسة، فظلّ محافظًا على علاقات مستمرّة بها. وهي الجماعة التي تقبَّل منها وحدها هبات عدّة مرّات (فل ٤/ ١٥؛ ٢ قور ١١/ ٨-٩). فقد ألزمَ نفسه أن يبشّر بالإنجيل «مجّانًا» (٢ قور ١١/ ٧؛ راجع ١ تس ٢/ ٩؛ ٢ تس ٣/ ٧-٩؛ ١ قور ٤/ ١٢؛ ١ قور ٩/ ١٥؛ ٢ قور ١١/ ٩). فإذا تصرّف غير ذلك التصرّف مع أهل فيلبّي، لا شكّ في أنّه فعل ذلك بالنظر إلى موقفهم الأخويّ منه على وجهٍ خاصّ. فقد أسعفوا بولس مرّة أولى عند مغادرته مقدونية إلى بلاد اليونان. وبلغهم بعدئذٍ أنّه في السجن مرّة أخرى، ولا مدد عنده، فجمعوا الهبات وعهدوا إلى أبفرديطس بحملها إليه، وبالبقاء عنده لخدمته. ولكنّ أبفرديطس مرضَ ورغبَ في العودة إلى بيته، فأعاده بولس، وسلّم إليه رسالة شكر فيها أصدقاءه وأطلعهم على أخباره ومشروعاته، وأكثر من تشجيعه وتوصياته لحسن سير الجماعة. فما من رسالة من رسائله، ما عدا بطاقته إلى فيلمون، تصل إلى هذا الحدّ من إظهار الأنس والمودّة.

بولس في السجن

لمّا كُتبت هذه الرسالة، كان بولس في السجن، لا يعرف معرفة أكيدة الحكم الذي سيُنزَل به، فقد جرت العادة أن تحصى هذه الرسالة في «رسائل بولس من السجن». ولا يطلعنا سِفر أعمال الرسل، إذا استثنينا أسر بولس في فيلبّي، إلّا على أسره في قيصريّة، وقد استمرّ في رومة. ولمّا وردَ في الرسالة ذكر «دار الحاكم» (فل ١/ ١٣) وحشم قيصر (فل ٤/ ٢٢)، فقد تُسوِّل للمرء نفسُه اعتقاد أنّها كُتبت في رومة (رسل ٢٨/ ١٦ و٣٠-٣١). وإذا سُلّم بصحّة هذا الافتراض، أظهر أصحاب هذا الرأي كيف أنّ بلوغ سنّ الكبر يفسِّر مودّته وتسامحه (فل ١/ ١٥) وتزهّده قبالة الخطر والموت (فل ١/ ٢١).

غيرَ أنّ معظم المفسّرين يرون اليوم أنّ الرسالة كُتبت في أفسس، في الوقت الذي فيه كُتبت الرسالتان إلى أهل قورنتس. فإنّه لا يُروى في سِفر أعمال الرسل سوى بضعة أحداث لها الطابع الخاصّ بحياة الرسل، والغاية من سردها وصف سير الإنجيل. فنكاد لا نعرف شيئًا من أخبار بولس في أفسس، وقد أقام فيها أكثر من سنتَيْن (رسل ١٩/ ٨-١٠). ووردَ في الرسالتين إلى أهل قورنتس أنّ بولس لم يُلقَ في السجن عدّة مرّات قبل وصوله إلى قيصريّة فحسب، بل تعرّض لأخطار جسيمة في أفسس (١ قور ١٥/ ٣٢؛ ٢ قور ١/ ٨؛ راجع ٢ قور ٤/ ٨-١٠؛ ٢ قور ٦/ ٩). وفي الرسالة ذكر لأشخاص يذهبون ويعودون عدّة مرّات. فقد أرسل أهل فيلبّي أبفرديطس، فأعاده بولس، وذُكرَ أنّ طيموتاوس سيتبعه ويأتي بالأخبار، وأنّ بولس نفسه، إذا أُخليَ سبيله، سيذهب إلى فيلبّي. فمهما قيل من أنّ المواصلات بين مقدونية ورومة كانت سهلة، فإنّ مثل هذه التنقّلات الكثيرة تلقى تفسيرًا أيسر، إذا تمّت على مسافة كالتي بين فيلبّي وأفسس. ولا شكّ، من جهةٍ أخرى، في أنّ مشروعات بولس في شأن طيموتاوس هي تلك التي عرضها في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس: إذ قد أرسل طيموتاوس إلى قورنتس وطلب إليه أن يمرّ بمقدونية وأخبر أنّه آتٍ هو أيضًا (١ قور ٤/ ١٧-١٩). وقد أيّدَ ذلك ما وردَ في سِفر أعمال الرسل، فقد عزمَ بولس على سلوك ذلك الطريق (رسل ١٩/ ٢١)، ثمّ قامَ بتلك الرحلة (رسل ٢٠/ ١-٢)، ورأى بعدئذٍ أنّ عمله قد تمّ في تلك الأنحاء، فلم يرغب إلّا في الذهاب إلى رومة، ثمّ إلى إسبانيا (روم ١٥/ ١٩-٢٠ و٢٢-٢٨).

ليس ذكر دار الحاكم دليلًا على أنّ الرسالة كُتبت في رومة. فإنّ كلمة «دار الحاكم» كانت في أيّام بولس تدلّ أيضًا على منزل حاكم وما يعود إليه من دوائر وعلى محكمته والسجن: وهكذا كان الأمر في أفسس. والعبارة «حشم قيصر» لا تعني حتمًا أقارب القيصر، بل قد تعني عبيده والذين أعتقهم وكانوا كُثُرًا في أفسس. ومن المعقول جدًّا أنّ بضعةً منهم قد اهتدوا، فكان من الطبيعيّ أن يستمرّوا على علاقاتهم ببولس.

لو كان لدينا أدلّة أخرى على أنّ بولس أُسرَ في أفسس، لكاد يكون أمرًا واضحًا أنّ الرسالة إلى أهل فيلبّي كُتبت في هذه المدينة، قبل الرسالتين إلى أهل قورنتس. يتعذّر علينا بتّ المسألة، استنادًا إلى ما نعلمه في الوقت الحاضر. قد نأسف للأمر، وعلى الخصوص لأنّ تحديد مكان كتابتها يؤدّي إلى تحديد زمانها، ولو على وجه التقريب. فإن كانت الرسالة قد كُتبت في أفسس، عاد زمن كتابتها إلى العام ٥٦ و٥٧، فلا نسمع في هذه الحال نبرة بولس بعد ما شاخ، ولكنّ نبرة رجل في وطيس المعركة، وندرك أيضًا على نحو أفضل لماذا تظهر وجوه الشبه في المعنى بين هذه الرسالة والرسائل الكبرى، بل والرسالتين إلى أهل تسالونيقي وسائر «رسائل بولس من السجن».

صحّة الرسالة واكتمالها

ما من أحد يطعن طعنًا ذا بال في صحّة نسبة الرسالة هذه إلى بولس، في حين أنّ هناك أناسًا يشكّون في وحدتها، فيرون أنّها نتيجة دمج بطاقتين أو عدّة بطاقات كانت مستقلّة قبلًا، وإن كان بولس هو الذي وجّهها إلى أهل فيلبّي. فبعضهم يميِّز على الخصوص رسالة شكر (فل ١/ ١-٣/ ١؛ فل ٤/ ١٠-٢٣) ورسالة تحذير من المسيحيّين المتهوّدين (فل ٣/ ١-٤/ ٩). صحيح أنّ الفصل بين فل ٣/ ١ وما ورد في فل ٣/ ٢ يأتي على وجهٍ مباغت جدًّا، ولكن قد يفسِّر ذلك أنّ بولس كان يملي رسائله في عدّة أوقات. واقترح غيرهم تقطيعًا مختلفًا للرسالة، فجعلوا أجزاءها أقصر. ولكن ما من اقتراح واحد يبدو مقنعًا على وجهٍ تامّ. وفي وسع المرء أن يلاحظ تكرير موضوع الفرح في الرسالة كلّها. وهناك أدلّة أخرى على وحدة كامنة تجعل القارئ يرى في هذه الفصول الأربعة شيئًا يختلف عن الفسيفساء.

أسلوب التفكير

ليست هذه الرسالة مقالًا له تصميم مرتّب ترتيبًا منطقيًّا، ولكن في وسعنا أن نوجز سير الفكر فيها بما زدنا في الترجمة من العناوين بأعلى الفقرات. يشعر بولس، على بعده، بأنّه قريب من أصدقائه، وهو يفتتح رسالته بموضوع يظلّ حاضرًا طوال الرسالة، وهو الاتّحاد الأخويّ في المسيح، ينبوع الفرح. كان أسيرًا لا يدري ما سيكون مصيره. ولكن، أيًّا كانت عاقبة أسره، فإنّه على يقين أنّ قضيّة الإنجيل ستخرج معزَّزة. وقد رأى منذ اليوم تباشير ظفر المسيح. يرغب في العودة إلى سعيه الرسوليّ ويدعو أصدقاءه إلى خوض المعركة بشجاعة. فليقوموا بعملهم، وهم يُعنون بالمحافظة على الوحدة في التواضع والخدمة. ولقد استشهد، ليحثّهم على ذلك، بنصّ له أهمّيّة خاصّة، وهو نشيد الإشادة بالمسيح، العبد المتألّم الذي أقامه الله ربّ العالمين (فل ٢/ ٦-١١). فلْتشهد الجماعةُ شهادةً قويّة وفيّة للمسيح الظاهر. ثمّ ذكر بولس مشروعاته الخاصّة بطيموتاوس وأبفرديطس.

في الفصل الثالث، حذَّرَ قرّاءه بغتة من المشاغبين المتهوِّدين. لا شكّ في أنّ المقصود هو الضلال الذي قاومه في الرسالة إلى أهل غلاطية. هل وصلت تلك الدعاية إلى أهل فيلبّي أيضًا؟ ليس الأمر أكيدًا، لأنّ بولس لم يذكر شيئًا من ذلك في أوّل الرسالة. فالراجح أنّه أراد أن يحذّرهم، لأنّه تحقّق هذه النزعة في كنائس أخرى. أترى المقصود هو العودة على وجهٍ تامّ إلى العمل بالعادات اليهوديّة؟ يبدو أنّ هناك أيضًا نزعة إلى الإباحيّة. ذكّر بولس قرّاءه بتلاقيه وذلك الذي قامَ من بين الأموات، فحمله هو الفرّيسيّ الخالي من اللوم على نبذ كلّ استعلاء، لكي يدع المسيح يستولي عليه، فيخوض معركة الإيمان وهو يقتفي آثاره ويتلقّى إلهامه. ودعا أصدقاءه إلى الاقتداء به. إنّهم مواطنو العالم الجديد الذي يُعدُّه الله والذي سيُتمُّه في المجد.

فرغ بولس من تلك الأقوال، فعادَ إلى الحثّ على الاتّفاق والسلام والفرح، وشكر بعبارات لطيفة لأصدقائه إسعافَهم. وأوصاهم ألَّا يكونوا في قلقٍ على مصيره.

وهكذا انتهت هذه الرسالة، وفيها وفي البطاقة إلى فيلمون لهجة الرسالة وسياقها أكثر ممّا في سائر رسائل بولس. فإنّ ما يُسرُّه إلى قرّائه والنصائح الودّيّة تمتزج، من أوّل الرسالة إلى آخرها، بالعودة إلى ذكر أهمّ الموضوعات التي تخالج فكر الرسول.

فيلبّي ١

توجيه

١مِن بولُسَ وطيموتاوُسَ عَبْدَيِ المسيحِ يسوعَ إِلى جَميعِ القِدِّيسينَ في المسيحِ يسوعَ، الَّذينَ في فيلِبّي، مع أَساقِفَتِهِم وشَمامِسَتِهم. ٢عَليكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.

شكر ودعاء

٣أَشكُرُ إِلٰهي كُلَّما ذَكَرتُكم، ٤ففي كُلِّ صَلاةٍ أَرفَعُ الدُّعاءَ دائمًا بِفَرَحٍ مِن أَجلِكم جَميعًا، ٥أَشكُرُه على مُشارَكَتِكم لي في البِشارة مُنذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن. ٦وإِنِّي على يَقينٍ مِن أَنَّ ذاكَ الَّذي بَدَأَ فيكم عَمَلًا صالِحًا سيَسيرُ في إِتمامِه إِلى يَومِ المسيحِ يسوع. ٧ومِنَ الحَقِّ أَن أَعطِفَ علَيكم جميعًا هٰذا العَطْف، لِأَنِّي أَضُمُّكم في قَلْبي، وكُلُّكم شُرَكائي في النِّعمَة، سَواءٌ في قُيودي أَم في الدِّفاعِ عنِ البِشارةِ وتَأييدِها. ٨واللهُ شاهِدٌ لي على أَنِّي شَديدُ الحَنانِ علَيكم جَميعًا في قَلْبِ يسوعَ المسيح. ٩وما أَطلُبُ في الصَّلاة هو أَن تَزْدادَ مَحَبَّتُكم مَعرِفةً وكُلَّ بصيرةٍ زِيادةً مُضاعَفة ١٠لِتُمَيِّزوا الأَفضَل فتُصبِحوا سالِمينَ لا لَومَ علَيكم في يَومِ المسيح، ١١مُمتَلِئينَ مِن ثَمَرِ البِرِّ الَّذي هو مِن فَضْلِ يسوعَ المسيح تَمجيدًا وتَسبيحًا لله.

مقام بولس الخاصّ

١٢وأُريدُ أَن تَعلَموا، أَيُّها الإِخوَة، أَنَّ ما حَدَثَ لي زادَ بِالأَحْرى في نَجاحِ البِشارة، ١٣حتَّى ٱتَّضَحَ عِندَ حَرَسِ الحاكِمِ كُلِّهم ولِسائِرِ النَّاسِ أَنَّ قُيودي هي في سَبيلِ المَسيح، ١٤وحتَّى إِنَّ أَكثَرَ الإِخوَةِ شَجَّعَتهُم في الرَّبِّ قُيودي فٱزدادوا جُرأَةً عَلى إِعلانِ الكَلِمَةِ غَيرَ خائِفين. ١٥أَجَل، إِنَّ قَومًا مِنهُم يُبَشِّرونَ بِالمسيحِ لِما فيهم مِن حَسَدٍ وخِصام، ولٰكِنَّ قَومًا مِنهم يَفعَلونَ ذٰلِكَ لِما لَهم مِن نِيَّةٍ صالِحة. ١٦هٰؤُلاءِ يُبَشِّرونَ بِالمسيحِ بِدافِعِ المَحبَّة عالِمينَ أَنِّي أُقِمتُ لِلدِّفاعِ عنِ البِشارة، ١٧وأُولٰئِك بِدافِعِ المُنافَسَة وبِنِيَّةٍ غَيرِ صالِحة، يَظُنُّونَ أَنَّهم بِذٰلِكَ يَزيدونَ قُيودي ثِقَلًا. ١٨فما شَأنُ ذٰلك؟ فإِنَّ المسيحَ يُبَشَّرُ بِه في كُلِّ حال، سَواءٌ أَكانَ بِرِياءٍ أَم بِصِدْق. فبِهٰذا أَفرَحُ ولَن أَزالَ أَفرَح ١٩لِأَنِّي أَعلَمُ أَنَّه يَؤُولُ إِلى خَلاصي، ويَعودُ الفَضْلُ إِلى دُعائِكم وإِلى مَعونةِ رُوحِ يسوعَ المسيح. ٢٠فإِنِّي أَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبرِ وأَرْجو أَلَّا أَخْزى أَبَدًا، بل لِيَ الثِّقَةُ التَّامَّةُ بأَنَّ المَسيحَ سيُمَجَّدُ في جَسَدي الآنَ وفي كُلِّ حين، سَواءٌ عِشتُ أَو مُتُّ. ٢١فالحَياةُ عِندي هي المسيح، والمَوتُ رِبْح. ٢٢ولٰكِن، إِذا كانَت حَياةُ الجَسَدِ تُمَكِّنُني مِنَ القِيامِ بِعَمَلٍ مُثمِر، فإِنِّي لا أَدْري ما أَخْتار ٢٣وأَنا في نِزاعٍ بَينَ أَمرَين: فلِي رَغبَةٌ في الرَّحيلِ لِأَكونَ مع المسيحِ وهٰذا هو الأَفضَلُ جِدًّا جِدًّا، ٢٤غَيرَ أَنَّ بَقائي في الجَسَدِ أَشَدُّ ضَرورَةً لَكم. ٢٥وأَنا عالِمٌ عِلمَ اليَقينِ بِأَنِّي سأَبْقى وسأُواصِلُ مُساعَدَتي لَكم جَميعًا لِأَجْلِ تَقدُّمِكم وفَرَحِ إِيمانِكم، ٢٦فيَزْدادَ ٱفتِخارُكم بي في المَسيحِ يَسوعَ لِحُضوري بَينَكم مَرَّةً ثانِية.

الجهاد في سبيل الإيمان

٢٧فسِيروا سيرةً جَديرةً بِبِشارةِ المسيح لِأَعرِفَ، سَواءٌ جِئتُكم ورَأَيتُكم، أَم كُنتُ غائِبًا فسَمِعتُ أَخبارَكم، أَنَّكم ثابِتونَ بِرُوحٍ واحِد مُجاهِدونَ مَعًا بِنَفْسٍ واحِدَة في سَبيلِ إِيمانِ البِشارة، ٢٨لا تَهابونَ البَتَّةَ خُصومَكم. ففي ذٰلِك دَلالةٌ لَهُم على الهَلاك، وَدلالَةٌ لَكم على خَلاصِكم. وهٰذا مِن فَضْلِ الله، ٢٩لِأَنَّه أُنعِمَ علَيكُم، بِالنَّظَرِ إِلى المسيح، أَن تَتَأَلَّموا مِن أَجْلِه، لا أَن تُؤمِنوا بِه فحَسبُ، ٣٠فإِنَّكم تُجاهِدونَ الجِهادَ نَفسَه الَّذي رَأَيتُموني أُجاهِدُه والآنَ تَسمَعونَ أَنِّي أُجاهِدُه.

فيلبّي ٢

الحفاظ على الوحدة في التواضع

١فإِذا كانَ عِندَكم شَأْنٌ لِلمُناشَدَةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكَةِ في الرُّوح والحَنانِ والرَّأفة، ٢فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. ٣لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتَواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه، ٤ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. ٥فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضًا في المَسيحِ يَسوع.

٦هو الَّذي في صُورَةِ الله

لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة

٧بل تَجَرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد

وصارَ على مِثالِ البَشَر

وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان

٨فَوَضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت

مَوتِ الصَّليب.

٩لِذٰلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى

ووَهَبَ لَه الِٱسمَ

الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء

١٠كَيما تَجثُوَ لِٱسمِ يسوع

كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ

وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرْض

١١ويَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ

أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ.

تَمْجيدًا للهِ الآب.

السعي إلى الخلاص

١٢لِذٰلِكَ يا أَحِبَّائي، كَما أَطَعتُم دائمًا، فَلا يَكُنْ ذٰلك في حُضوري فقَط، بل على وَجْهٍ مُضاعَفٍ الآنَ في غِيابي، وٱعمَلوا لِخَلاصِكم بِخَوفٍ ورِعدَة، ١٣فإِنَّ اللهَ هو الَّذي يَعمَلُ فيكُمُ الإِرادَةَ والعَمَلَ في سَبيلِ رِضاه. ١٤فٱفعَلوا كُلَّ ما تَفعَلون مِن غَيرِ تَذمُّرٍ ولا تَرَدُّد ١٥لِتَكونوا بِلا لَومٍ ولا شائبة وأَبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍ في جِيلٍ ضالٍّ فاسِد تُضيئُونَ فيه ضِياءَ النَّيِّراتِ في الكَون ١٦مُتَمَسِّكينَ بِكَلِمَةِ الحَياة، لِأَفتَخِرَ يَومَ المسيح بِأَنِّي ما سَعَيتُ عَبَثًا ولا جَهَدتُ عَبَثًا. ١٧فلَوِ ٱقتَضى الأَمْرُ أَن يُراقَ دَمي ذَبيحَةً مُقَرَّبَةً في سَبيلِ إِيمانِكم، لَفَرِحتُ وشارَكتُكمُ الفَرَحَ جَميعًا، ١٨فكَذٰلِكَ ٱفرَحوا أَنتُم أَيضًا وشارِكوني الفَرَح.

إرسال طيموتاوس وأبفرديطس

١٩وأَرْجو في الرَّبِّ يسوعَ أَن أَبعَثَ إِلَيكم طيموتاوُسَ بَعدَ قَليل لِتَطيبَ نَفْسي أَنا أَيضًا إِذا ما ٱطَّلَعتُ على أَحْوالِكم. ٢٠فلَيسَ لي أَحَدٌ غَيرُه يَشعُرُ مِثْلَ شُعوري ويَهتَمُّ بِأَمْرِكُمُ ٱهتِمامًا صادِقًا، ٢١فكُلُّهم يَسعى إِلى ما يَعودُ على نَفْسِه، لا إِلى ما يَعودُ على يسوعَ المسيح. ٢٢وإِنَّكم تَعرِفونَ كَيفَ أَثبَتَ فَضيلَتَه وكَيفَ عَمِلَ معي لِلبِشارةِ عَمَلَ الِٱبنِ مع أَبيه. ٢٣فهو الَّذي أَرجو أَن أَبعَثَه إِلَيكم حالَما يَتَّضِحُ لي مَصيري. ٢٤وإِنِّي لَواثِقٌ بِالرَّبِّ أَن آتِيَكم أَنا أَيضًا بَعدَ قَليل. ٢٥ولٰكِنِّي رَأَيتُ مِنَ الضَّرورِيِّ أَن أَبعَثَ إِليكم أَبَفْرَديطُس، أَخي وصاحِبي في العَمَلِ والجِهاد، هٰذا الَّذي أَرسَلتُموه لِيَقومَ بِحاجَتي، ٢٦لِأَنَّه مُشْتاقٌ إِلَيكم جَميعًا ومُكتَئِبٌ لِأَنَّكم سَمِعتُم بِأَنَّه مَرِض. ٢٧فقَد مَرِضَ حتَّى شارَفَ المَوت، ولٰكِنَّ اللهَ رَأَفَ بِه، لا بِه وَحْدَه، بل بي أَنا أَيضًا لِئَلَّا يَنالَني غَمٌّ على غَمّ. ٢٨فقَد عَجَّلتُ في بَعثِه إِلَيكم حتَّى إِذا ما رَأَيتُموه عادَ الفَرَحُ إِلَيكم وزالَ بَعضُ غَمِّي. ٢٩تَقَبَّلوه إِذًا في الرَّبِّ بِكُلِّ فَرَح وعامِلوا أَمْثالَه بِالإِكرام، ٣٠فإِنَّه أَشرَفَ على المَوتِ في سَبيلِ العَمَلِ لِلمسيح وخاطَرَ بِنَفْسِه لِيَقومَ بِما لم يَكُنْ في وُسْعِكم أَن تَقوموا لِخِدمَتي.

 فيلبّي ٣

الطريق القويم للخلاص المسيحيّ

١وبَعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فٱفرَحوا في الرَّبّ، لا يَثقُلُ علَيَّ أَن أَكتُبَ إِلَيكم بِالأَشياءِ نَفْسِها، ففي ذٰلِك تَثْبيتٌ لكم. ٢إِحذَروا الكِلاب، اِحذَروا العَمَلَةَ الأَشرار، اِحذَروا ذَوي الجَبّ، ٣فإِنَّما نَحنُ ذَوو الخِتانِ الَّذينَ يُؤَدُّونَ العِبادةَ بِرُوحِ الله ويَفتَخِرونَ بِالمسيحِ يسوع، ولا يَعتَمِدونَ على الأُمورِ البَشَرِيَّة، ٤مع أَنَّه مِن حَقِّي أَنا أَيضًا أَن أَعتَمِدَ علَيها أَيضًا. فإِن ظَنَّ غَيري أَنَّ مِن حَقِّه الِٱعتِمادَ على الأُمورِ البَشَرِيَّة، فأَنا أَحَقُّ مِنه بِذٰلِك: ٥إِنِّي مَخْتونٌ في اليَوم الثَّامِن، وإِنِّي مِن بَني إِسرائيل، مِن سِبْطِ بَنْيامين، عِبْرانِيٌّ مِنَ العِبْرانِيِّين. أَمَّا في الشَّريعة فأَنا فِرِّيسِيّ، ٦وأَمَّا في الحَمِيَّة فأَنا مُضطَهِدُ الكَنيسة، وأَمَّا في البِرِّ الَّذي يُنالُ بِالشَّريعة فأَنا رَجُلٌ لا لَومَ علَيه. ٧إِلَّا أَنَّ ما كانَ في كُلِّ ذٰلِكَ مِن رِبْحٍ لي عَدَدتُه خُسْرانًا مِن أَجلِ المسيح، ٨بل أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامِية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعَددتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَةً لِأَربَحَ المسيحَ ٩وأَكونَ فيه، ولا يَكونَ بِرِّي ذٰلك الَّذي يأتي مِنَ الشَّريعة، بلِ البِرُّ الَّذي يُنالُ بِالإِيمانِ بِالمسيح، أَيِ البِرُّ الَّذي يأتي مِنَ الله ويَعتَمِدُ على الإِيمان، ١٠فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتَمَثَّلَ بِه في مَوتِه، ١١لَعَلِّي أَبلُغُ القِيامَةَ مِنْ بَينِ الأَموات. ١٢ولا أَقولُ إِنِّي حَصَلتُ على ذٰلِكَ أَو أَدرَكتُ الكَمال، بل أَسْعى لَعَلِّي أَقبِضُ علَيه، فقَد قَبَضَ عَلَيَّ يسوعُ المسيح. ١٣أَيُّها الإِخوَة، لا أَحسَبُ نَفْسي قد قَبَضتُ علَيه وإِنَّما يَهُمُّني أَمرٌ واحِد وهو أَن أَنْسى ما ورائي وأَنْدَفِعَ إِلى الأَمام ١٤فأَسْعى إِلى الغايَة، لِلحُصولِ على الجائِزَةِ الَّتي يَدْعونا اللهُ إِلَيها مِن عَلُ لِنَنالَها في المسيحِ يسوع. ١٥فعلَينا جَميعًا نَحنُ الكامِلين أَن نَشعُرَ هٰذا الشُّعور، وإِذا شَعَرتُم شُعورًا آخَر، فإِنَّ اللهَ سيَكشِفُ لَكم عن ذٰلك أَيضًا. ١٦فلْنُلازِمْ خَطَّ سَيرِنا حَيثُ بَلَغْنا.

١٧إِقتَدوا بي كُلُّكم مَعًا، أَيُّها الإِخوَة، وٱجعَلوا نُصْبَ أَعيُنِكم أُولٰئِكَ الَّذينَ يَسيرونَ على ما لَكم فينا مِن قُدوَة، ١٨لِأَنَّ هُناكَ كَثيرًا مِنَ النَّاس، وقَد كَلَّمتُكم علَيهم مِرارًا وأُكَلِّمُكم علَيهِمِ الآنَ باكِيًا، يَسيرونَ سيرةَ أَعداءِ صَليبِ المسيح. ١٩عاقِبَتهُمُ الهَلاكُ وإِلٰهُهم بَطنُهم ومَجدُهم عَورَتُهم وهَمُّهم أُمورُ الأَرْض. ٢٠أَمَّا نَحنُ فمَوطِنُنا في السَّمَوات ومِنها نَنْتَظِرُ مَجيءَ المُخلِّصِ الرَّبِّ يسوعَ المسيحِ ٢١الَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شَيء.

فيلبّي ٤

١إِذًا، يا إِخوَتي الَّذينَ أُحِبُّهم وأَشتاقُ إِليهم وهُم فَرَحي وإِكليلي، ٱثبُتوا على ذٰلِك كُلِّه في الرَّبِّ، أَيُّها الأَحِبَّاء.

النصائح الأخيرة

٢أُناشِدُ أَفودِية وأَناشِدُ صُنطيخة أَن تَكونا على ٱتِّفاقٍ في الرَّبّ. ٣وأَسأَلُكَ أَنتَ أَيضًا، أَيُّها الصَّاحِبُ المُخْلِص، أَن تُساعِدَهما لِأَنَّهما جاهَدَتا معي في سَبيلِ البِشارة ومع إِقْليمَنْضُس وسائِرِ مُعاوِنِيَّ الَّذينَ كُتِبَت أَسْماؤُهم في سِفْرِ الحَياة.

٤إِفرَحوا في الرَّبِّ دائِمًا، أُكَرِّرُ القَولَ: إفرَحوا. ٥لِيُعرَفْ حِلمُكم عِندَ جَميعِ النَّاس. إِنَّ الرَّبَّ قَريب. ٦لا تَكونوا في هَمٍّ مِن أَيِّ شَيءٍ كان، بل في كُلِّ شَيءٍ لِتُرفَعْ طِلِْباتُكم إِلى اللهِ بِالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكْر، ٧فإِنَّ سلامَ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ إِدراكٍ يَحفَظُ قُلوبَكم وأَذْهانَكم في المسيحِ يسوع.

٨وبَعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فكُلُّ ما كانَ حَقًّا وشَريفًا وعَادِلًا وخالِصًا ومُستَحَبًّا وطَيِّبَ الذِّكْر وما كانَ فَضيلةً وأَهْلًا لِلمَدْح، كُلُّ ذٰلِك قَدِّروه حَقَّ قَدرِه. ٩وما تَعلَّمتُموه مِنِّي وأَخَذتُموه عَنِّي وسَمِعتُموه مِنِّي وعايَنتُموه فِيَّ، كُلُّ ذٰلك ٱعمَلوا بِه، وإِلٰهُ السَّلامِ يَكونُ مَعكم.

شكر على الإسعاف

١٠فَرِحتُ في الرَّبِّ فَرَحًا عَظيمًا لَمَّا رَأَيتُ ٱهتِمامَكم لي قد عادَ إِلى الإِزْهار. قد كانَ لَكم هٰذا الِٱهتِمام، غَيرَ أَنَّ الفُرصَةَ لم تَسنَحْ لَكم. ١١ولا أَقولُ هٰذا عن حاجة، فقد تَعَلَّمتُ أَن أَقنَعَ بِما أَنا علَيه ١٢فأُحسِنُ العَيشَ في الحُرْمان كما أُحسِنُ العَيشَ في اليُسْر. ففي كُلِّ وَقْتٍ وفي كُلِّ شَيءٍ تَعَلَّمتُ أَن أَشبَعَ وأَجوع، أَن أَكونَ في اليُسرِ والعُسْر، ١٣أَستَطيعُ كُلَّ شَيءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني. ١٤غيرَ أَنَّكم أَحسَنتُم عَمَلًا إِذ شارَكتُموني في شِدَّتي. ١٥وإِنَّكم تَعلَمونَ، يا أَهْلَ فيلِبِّي، أَنَّه ما مِن كَنيسةٍ في بَدءِ إِعْلانِ البِشارة، لَمَّا تَرَكتُ مَقْدونِية، أَجْرَت علَيَّ حِسابًا بِمِنْه وإِلَيه إِلَّا أَنتُم وَحدَكم، ١٦فقَد بَعَثتُم إِلَيَّ مَرَّةً، بل مَرَّتَين، مُذ كُنتُ في تَسالونيقي، بما أَحْتاجُ إِلَيه. ١٧ولا أَبتَغي العَطايا، وإِنَّما أَبتَغي ما يَزدادُ لَكم مِنَ الرِّبْح. ١٨وأَخَذتُ كُلَّ حَقِّي، بل ما يَزيدُ علَيه. قد صِرتُ بِيُسْرٍ بَعدَما تَلَقَّيتُ مِن أَبَفْرَديطُس ما أَتاني بِه مِن عِندِكم، وهو عِطْرٌ طَيِّبُ الرَّائِحَة وذَبيحَةٌ يَقبَلُها اللهُ ويَرْضى عَنها. ١٩وإِلٰهي يَسُدُّ حاجاتِكم كُلَّها على قَدْرِ غِناه بِالمَجْدِ، في المسيحِ يسوع. ٢٠المَجْدُ للهِ أَبينا أَبَدَ الدُّهور. آمين.

تحيّات ودعاء الختام

٢١سَلِّموا على كُلٍّ مِنَ القِدِّيسينَ في المسيحِ يسوع. يُسَلِّمُ علَيكُم الإِخوَةُ الَّذينَ هم معي. ٢٢يُسَلِّمُ علَيكم جَميعُ القِدِّيسين، ولا سِيَّما الَّذينَ هم مِن حَشَمِ قَيْصَر.

٢٣على رُوحِكم نِعمَةُ الرَّبِّ يسوعَ المسيحِ!

التالي: يوحنا
السابق: مرقس