اختر صفحة

سِفْرُ زكريّا

إنجيل متّى


الحواشي:

١ تشتمل مقدّمة الإنجيل، بعد نسب يسوع (متى ١/١-١٧)، على خمسة مشاهد تتناوب فيها أحلام يوسف (متى ١/١٨-٢٥؛ متى ٢/١٣-١٥؛ متى ٢/١٩-٢٣) وتدخّلات هيرودس (متى ٢/١-١٢ و١٦-١٨). في روايات الطفولة تقليدان أحدهما يتعلّق بهيرودس والآخر بيوسف، وهما مستقلّان الواحد عن الآخر من حيث الإنشاء والبنية والمضمون.

٢ الترجمة اللفظيّة: كتاب تكوين يسوع المسيح. يقتدي متّى بعنوان رواية سلالة الإنسان الأوّل («هذا كتاب سلالة آدم»: تك ٥/١)، فيوحي بأنّ يسوع يفتتح كتاب تكوين جديد، لأنّه آدم الجديد (راجع لو ٣/٣٨). إلّا أنّ التاريخ المرويّ هنا يفيدنا عن نسب يسوع، في حين أنّ سِفر التكوين يركّز على نسل آدم: ففي يسوع يتمّ معنى تاريخ إسرائيل. عن الفرق القائم بين نسب متّى ونسب لوقا، راجع لو ٣/٢٣+.

زكريّا ١

زكريّا ٧

زكريّا ١٣

زكريّا ٢

زكريّا ٨

زكريّا ١٤

زكريّا ٣

زكريّا ٩

زكريّا ٤

زكريّا ١٠

زكريّا ٥

زكريّا ١١

زكريّا ٦

زكريّا ١٢

سِفرُ زَكَريّا

مدخل

إنّ سِفر زكريّا، شأنَ سِفر أشعيا، لا يمكن أن يُنسب إلى نبيّ واحد. فالفصول زك ١/ ١-٨/ ٢٣ تختلف كلّ الاختلاف عن الفصول زك ٩/ ١-١٤/ ٢١ وتكوّن كتابًا واضح الحدود يُنسب إلى النبيّ زكريّا، المعاصر لحجّاي، في زمن العودة من الجلاء. وأمّا القسم الثاني فإنّه من عمل كاتب جاءَ بعد زكريّا، ويسمّى عادةً زكريّا الثاني. فلا بدّ من درس ميزات المؤلَّفَين منفردة.

زكريّا (زك ١/ ١-٨/ ٢٣)

١) النبيّ: إنّ نشاط النبيّ زكريّا، الذي وصلتنا رسالته في زك ١/ ١-٨/ ٢٣ من الكتاب الذي يحمل اسمه، قريب الشبه من نشاط النبيّ حجَّاي. يعود تدخّله الأوّل إلى تشرين الأوّل - تشرين الثاني (أكتوبر – نوفمبر) من العام ٥٢٠ ق.م (زك ١/ ١)، قبل قول حجّاي الأخير بشهرٍ واحد (حج ٢/ ١٠ و٢٠). يمتدّ نشاطه إلى تشرين الثاني (نوفمبر) على الأقلّ من العام ٥١٨ ق.م (زك ٧/ ١)، أي قبل تدشين الهيكل الجديد بثلاث سنوات، في العام ٥١٥ ق.م.

سبق لحجّاي أن نجحَ في إحداث يقظة جديدة (حج ١/ ١٤). فوطّدَ زكريّا هذه الحركة، بدعواته إلى الأمانة وبمواعده للمستقبل على السواء. كان عدد من مجموعات المجلوِّين قد انتهزوا الاضطرابات السياسيّة التي كانت تزعزع إمبراطوريّة داريوس (راجع المدخل إلى سِفر حجّاي) فعادوا من بابل إلى أورشليم وكلّهم رجاء (زك ٢/ ١٠-١٣؛ زك ٦/ ١٠)، ولكن سرعان ما خارت عزائمهم لبعض المصاعب المتعلّقة باندماجهم في الجماعة (زك ٥/ ٣-٤؛ زك ٨/ ١٦-١٧). وبعد أن عاد الهدوء شيئًا فشيئًا إلى العالم (زك ١/ ١١)، زال الأمل في تغيير سريع واستولت الخيبة على العقول.

نكاد لا نعرف شيئًا عن شخص النبيّ زكريّا، فإنّه يتوارى وراء عمله. يعرّف نفسه بأنّه حفيد عِدّو (زك ١/ ١؛ زك ١/ ٧) – وربّما ابن عِدّو (عز ٥/ ١؛ عز ٦/ ١٤؛ والترجوم) – ويبدو أنّه كان، في حوالى العام ٥٠٠ ق.م، رئيس أسرة عِدّو الكهنوتيّة (نح ١٢/ ١٦). إنّ إلحاحه على منزلة الهيكل ناتج من صفته الكهنوتيّة. وكان من شأن الكاهن أن يجيب عن الاستشارات الطقسيّة كالتي طُلبت من زكريّا في أمر الحفاظ على الأصوام التذكاريّة أو حذفها (زك ٧/ ١-٣؛ زك ٨/ ١٨-١٩). وأخيرًا فإنّ اهتمامه بالطهارة والقداسة للأرض المقدّسة (زك ٢/ ١٦؛ زك ٥/ ١-٤؛ زك ٥/ ٥-١١) يوافق العقليّة الكهنوتيّة.

لكنَّ هذا الكاهن ينتمي صراحةً إلى سلالة الأنبياء القدماء الروحيّة. فإنّه يكرِّر دعوتهم إلى التوبة (زك ١/ ٣-٦؛ زك ٧/ ٤-١٤؛ زك ٨/ ١٦-١٧) ويتّصل بهم بعدد من الاقتباسات الأدبيّة. وهو في ما يتعلّق بالرؤى، مدين لعدّة أنبياء من الذين سبقوه كَعاموس عا ٧/ ١-١٧؛ وكذلك حزقيّال حز ٤٠/ ٣-٤ في حديثه عن الملك الماسح وعن السِفر الطائر (حز ٢/ ٩-١٠)، وكثيرًا ما شدّد التقليد على هذه الصفة النبويّة لإبراز شأن رسالته (زك ٢/ ١٣؛ زك ٢/ ١٥؛ زك ٤/ ٩؛ زك ٦/ ١٥)، لا بل إنّ الأسطورة تناولت شخصه فجعلته شهيدًا (متى ٢٣/ ٣٥)، ولكن كان ذلك على أثر التباس بينه وزكريّا بن يوياداع الذي قتله الملك يوآش (٢ أخ ٢٤/ ٢٠-٢٢).

زكريّا ١

القسم الأوّل

دعوة إلى التوبة

١في الشَّهرِ الثَّامِن، في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدارِيوس، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى زَكَرِيَّا (بنِ بَرَكْيا) بنِ عِدُّوَ النَّبِيِّ قائِلًا: ٢إِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ غَضَبًا على آبائِكم. ٣فقُلْ لَهم: هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِرجِعوا إِلَيَّ، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، فأَرجِعَ إِلَيكم، قالَ رَبُّ القُوَّات. ٤لا تَكونوا كآبائِكُمُ الَّذينَ ناداهمُ الأَنبِياءُ الأَوَّلونَ قائلين: هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِرجِعوا عن طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرة وعن أَعْمالِكُمُ الشِّرِّيرة. فلَم يَسمَعوا ولم يُصْغوا إِلَيَّ، يَقولُ الرَّبّ. ٥آباؤُكم أَينَ هم، والأَنبِياءُ هل يَحْيَونَ لِلأَبَد؟ ٦لٰكِنَّ أَقْوالي وفَرائضي الَّتي أَمَرتُ بِها عَبيدِيَ الأَنبِياء أَلَم تُدرِكْ آباءَكُم؟ فرَجَعوا وقالوا: «كما قَصَدَ رَبُّ القُوَّاتِ أَن يَصنَعَ بِنا بِحَسَبِ طُرُقِنا وأَعْمالِنا هٰكذا صَنَعَ بِنا».

الرؤيا الأولى: الفرسان

٧في اليَومِ الرَّابِعِ والعِشْرينَ مِنَ الشَّهرِ الحادي عَشَر، الَّذي هو شُباط، في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدارِيوس، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى زَكَرِيَّا بنِ بَرَكْيا بنِ عِدُّوَ النَّبِيِّ قائِلًا: ٨رَأَيتُ في اللَّيلِ رُؤيا، فإِذا بِرَجُلٍ راكِبٍ على فَرَسٍ أَحمَر، وهو واقِفٌ بَينَ الآسِ الَّذي في الهُوَّة، وخَلْفَه أَفْراسٌ حُمرٌ وشُقرٌ وبيض. ٩فقُلتُ: «مَن هٰؤُلاءِ يا سَيِّدي؟» فقالَ لِيَ المَلاكُ المُتَكَلِّمُ مَعي: «أَنا أُريكَ مَن هٰؤُلاءِ». ١٠فأَجابَ الرَّجُلُ الواقِفُ بَينَ الآسِ وقال: «هٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ أَرسَلَهُمُ الرَّبُّ لِيَطوفوا في الأَرْض». ١١فكَلَّموا مَلاكَ الرَّبِّ الواقِفَ بَينَ الآسِ وقالوا: «قد طُفْنا في الأَرْض، فإِذا الأَرضُ كُلُّها آهِلَةٌ هادِئَة». ١٢فأَجابَ مَلاكُ الرَّبِّ وقال: «يا رَبَّ القُوَّات، إِلى مَتى تَرحَمُ أُورَشَليمَ ومُدُنَ يَهوذا الَّتي غَضِبتَ علَيها هٰذه السَّبْعينَ سَنَة؟» ١٣فأَجابَ الرَّبُّ المَلاكَ المُتَكَلِّمَ معي بِكَلامِ خَير، كَلامِ تَعْزية. ١٤فقالَ لِيَ المَلاكُ المُتَكَلِّمُ معي: «نادِ قائِلًا: هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِنِّي قد غِرتُ على أُورَشَليمَ وصِهْيونَ غَيرَةً عَظيمة، ١٥وقَد غَضِبتُ غَضَبًا عَظيمًا على الأُمَمِ المُطمَئِنَّة، ولقَد كانَ غَضَبي قَليلًا، فهُم ساعَدوا على البُؤس. ١٦لِذٰلك هٰكذا قالَ الرَّبّ: إِنِّي رَجَعتُ إِلى أُورَشَليمَ بِالمَراحِم، فيُبْنى بَيتي فيها، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، ويُمَدُّ الحَبلُ على أُورَشَليم. ١٧ونادِ أَيضًا قائلًا: هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِنَّ مُدُني ستَعودُ تَفيضُ خَيرًا والرَّبَّ سيَعودُ يُعَزِّي صِهْيونَ ويَخْتارُ أُورَشَليم».

زكريّا ٢

الرؤيا الثانية: القرون والحَدَّادون

١ورَفَعتُ عَينَيَّ ورَأَيتُ في الرُّؤيا، فإِذا بِأَربَعَةِ قُرون. ٢فقُلتُ: لِلمَلاكِ المُتَكَلِّمِ مَعي: «ما هٰذه؟» فقالَ لي: «هٰذه هيَ القُرونُ الَّتي نَثَرَت يَهوذا وإِسْرائيلَ وأُورَشَليم». ٣وأَراني الرَّبُّ أَربَعَةَ حَدَّادين. ٤فقُلتُ: «ماذا أَتى هٰؤُلاءِ يَصنَعون؟» فتَكَلَّمَ قائِلًا: هٰذه هِيَ القُرونُ الَّتي نَثَرَت يَهوذا، حتَّى لم يَرفَعْ إِنْسانٌ رأسَه. فأَتى هٰؤُلاءِ لِيُفزِعوهم، لِيَصرَعوا قُرونَ الأُمَمِ الَّتي رَفَعَتِ القَرنَ على أَرضِ يَهوذا لِتَنثُرَها».

الرؤيا الثالثة: الماسح

٥ورَفَعتُ عَينَيَّ ورَأَيتُ رُؤيا، فإِذا بِرَجُلٍ وبِيَدِه حَبلُ مِساحَة. ٦فقلتُ: «إِلى أَينَ أَنتَ مُنطَلِق؟» فقالَ لي: «لِأَمسَحَ أُورَشَليم وأَرى كم عَرضُها وكم طولُها». ٧فإِذا بِالمَلاكِ المُتَكَلِّمِ معي قد تَقَدَّمَ، وتَقَدَّمَ مَلاكٌ آخَرُ لِلِقائِه. ٨فقالَ له: «بادِرْ فكَلِّمْ هٰذا الفَتى قائِلًا: إِنَّ أُورَشَليمَ ستُسكَنُ بِغَيرِ أَسْوارٍ مِن كَثرَةِ البَشَرِ والبَهائِمِ فيها، ٩وأَنا أَكونُ لَها، يَقولُ الرَّبّ، سورَ نارٍ مِن حَولِها ومَجدًا في وَسَطِها.

١٠هَيَّا هَيَّا ٱهرُبوا

مِن أَرضِ الشَّمال، يَقولُ الرَّبّ

فإِنِّي قد شَتَّتُّكم

نَحوَ أَربَعِ رِياحِ السَّماء، يَقولُ الرَّبّ.

١١هَيَّا تَخَلَّصي يا صِهْيون

المُساكِنَةُ لِبِنتِ بابِل

١٢فإِنَّه هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات

بعد أَن أَرسَلَني المَجدُ

إِلى الأُمَمِ الَّتي سَلَبَتكم:

مَن يَمَسُّكم يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيني.

١٣وهٰاءَنَذا أَرفَعُ يَدي علَيها

فتَكونُ غَنيمةً لِعَبيدِهم

فتَعلَمونَ أَنَّ رَبَّ القُوَّاتِ أَرسَلَني.

١٤إِهتِفي وٱفرَحي يا بِنتَ صِهْيون

فهاءَنَذا آتي وأَسكُنُ في وَسَطِكِ، يَقولُ الرَّبّ

١٥فتَنضَمُّ أُمَمٌ كَثيرَةٌ

إِلى الرَّبِّ في ذٰلك اليَوم

وتَكونُ لي شَعبًا

فأَسكُنُ في وَسَطِكِ

فتَعلَمينَ أَنَّ رَبَّ القُوَّاتِ أَرسَلَني إِلَيكِ.

١٦ويَرِثُ الرَّبُّ يَهوذا

نَصيبَه في الأَرضِ المُقَدَّسة

ويَعودُ ويَخْتارُ أُورَشَليم.

١٧لِيَسكُتْ كُلُّ بَشَرٍ أَمامَ وَجهِ الرَّبّ

فإِنَّه قدِ ٱستَيقَظَ مِن مَسكِنِ قُدسِه.

زكريّا ٣

الرؤيا الرابعة: يشوع الكاهن العظيم

١وأَراني يَشوعَ الكاهِنَ العَظيمَ واقِفًا أَمامَ مَلاكِ الرَّبّ، والشَّيطانَ واقِفًا عن يَمينِه لِيَتَّهِمَه. ٢فقالَ الرَّبُّ لِلشَّيطان: «زَجَرَكَ الرَّبُّ، يا شَيطان، زَجَرَكَ الرَّبُّ الَّذي ٱخْتارَ أُورَشَليم. أَلَيسَ هٰذا شُعلَةً مُنتَشَلَةً مِنَ النَّار؟» ٣وكانَ يَشوعُ لابِسًا ثِيابًا قَذِرَةً وهو واقِفٌ أَمامَ المَلاك. ٤فأَجابَ وكَلَّمَ الواقِفينَ أَمامَه قائِلًا: «إِنزِعوا عَنه الثِّيابَ القَذِرَة». وقالَ لَه: «أُنظُرْ! إِنِّي قد أَجَزتُ إِثمَكَ عنكَ. فلْتُلبَسْ ثِيابًا فاخِرة». ٥وقُلتُ: ليُجعَلْ تاجٌ طاهِرٌ على رأسِه. فجَعَلوا التَّاجَ الطَّاهِرَ على رَأسِه وأَلبَسوه الثِّيابَ ومَلاكُ الرَّبِّ واقِف. ٦فحَذَّرَ مَلاكُ الرَّبِّ يَشوعَ قائِلًا: ٧«هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِن سِرتَ في طُرُقي وحَفِظتَ أَحْكامي، فأَنتَ أَيضًا تَحكُمُ على بَيتي وتُحافِظُ على دِياري، فأُعْطيكَ سَبيلًا إِلى وَسَطِ أُولٰئِكَ الواقِفينَ هُنا».

مجيء النَبْت

٨فٱسمَعْ، يا يَشوعُ الكاهِنُ العَظيم، أَنتَ وأَصْحابُكَ الجالِسونَ أَمامَكَ، فإِنَّهم رِجالٌ بُشَراء. هاءَنَذا آتٍ بِعَبدِيَ «النَّبْت». ٩فهُوَذا الحَجَرُ الَّذي جَعَلتُه أَمامَ يَشوع. على هٰذا الحَجَرِ الواحِدِ سَبعُ عُيون. وهاءَنذا أَنقُشُ نَقْشَه»، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، وأُزيلُ إِثمَ هٰذه الأَرضِ في يَومٍ واحِد. ١٠في ذٰلك اليَوم، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، يَدْعو كُلُّ واحِدٍ قَريبَه إِلى تَحتِ الكَرمَةِ وإِلى تَحتِ التِّينة».

زكريّا ٤

الرؤيا الخامسة: المنارة والزيتونتان

١ورَجَعَ المَلاكُ المُتَكَلِّمُ مَعي وأَيقَظَني كرَجُلٍ يوقَظُ مِن نَومِه. ٢وقالَ لي: «ماذا أَنتَ راءٍ؟» فقُلتُ: «إِنِّي نَظَرتُ، فإِذا بِمَنارَةٍ كُلُّها ذَهَب، وخَزَّانُها على رأسِها، وعلَيها سَبعَةُ سُرُجٍ وسَبعَةُ أَلسِنَةٍ لِلسُّرُجِ الَّتي على رأسِها. ٣وبِالقُربِ مِنها زَيتونَتان، إِحْداهما عن يَمينِ الخَزَّانِ والأُخْرى عن يَسارِه». ٤وتَكَلَّمتُ وقُلتُ لِلمَلاكِ المُتَكَلِّمِ معي: «ما هٰذه، يا سَيِّدي؟» ٥فأَجابَ المَلاكُ المُتَكَلِّمُ معي وقالَ لي: «أَلا تَعلَمُ ما هٰذه؟» فقُلتُ: «لا يا سَيِّدي». ٦فأَجابَ وكَلَّمَني قائِلًا: «هٰذه كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى زرُبَّابَلَ قائِلًا: لا بِالقُدرةِ ولا بِالقُوَّة، بل بِروحي، قالَ رَبُّ القُوَّات. ٧ما أَنتَ أَيُّها الجَبَلُ العَظيم؟ أَمامَ زَرُبَّابَلَ تُصبِحُ سَهْلًا. وسيُخرِجُ حَجَرَ الزَّاوِيَة، فيُهتَف: نِعمَةٌ نِعمَةٌ علَيه». ٨وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائِلًا: ٩يَدا زَرُبَّابَلَ قد أَسَّستا هٰذا البَيت، فيَداه ستُتِمَّانِه، فتَعلَمُ أَنَّ رَبَّ القُوَّاتِ أَرسَلَني إِلَيكم. ١٠فمَنِ الَّذي ٱزدَرى يَومَ الأُمورِ الصَّغيرة؟ إِنَّهم سيَفرَحونَ ويَرَونَ حَجَرَ القِصْديرِ بِيَدِ زَرُبَّابَل. هٰذه هي سَبعُ عُيونِ الرَّبِّ الجائِلَةِ في الأَرضِ كُلِّها. ١١وتَكَلَّمتُ وقُلتُ: «ما هاتانِ الزَّيتونَتانِ على يَمينِ المَنارةِ وعلى يَسارِها؟» ١٢ثُمَّ تَكَلَّمتُ ثانِيَةً وقُلتُ لَه: «ما غُصْنا الزَّيتونَةِ اللَّذانِ في يَدِ أُنبوبَيِ الذَّهَبِ اللَّذَينِ يُسكَبُ بِهما الذَّهَب؟» ١٣فكَلَّمَني قائِلًا: «أَلا تَعلَمُ ما هٰذان؟» فقلت: «لا يا سَيِّدي». ١٤فقال: «هٰذان هُما المَسيحانِ الواقِفانِ لَدى رَبِّ الأَرضِ كُلِّها».

زكريّا ٥   

الرؤيا السادسة: السِّفر الطائر

١وعُدتُ ورَفَعتُ عَينَيَّ ورَأَيتُ في الرُّؤيا، فإِذا بِسِفْرٍ طائِر. ٢فقالَ لي: «ماذا أَنتَ راءٍ؟» فقُلتُ: «أَنا راءٍ سِفرًا طائِرًا طولُه عِشْرونَ ذِراعًا وعَرضُه عَشرُ أَذرُع». ٣فقال لي: «هٰذه هي اللَّعنَةُ الخارِجَةُ على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها. فكُلُّ سارِقٍ لا يُتَغاضى عنه على حَسَبِ المَكْتوبِ هُناك، وكُلُّ حالِفٍ لا يُتَغاضى عنه على حَسَبِ المَكْتوبِ هُناك. ٤إِنِّي أَخرَجتُها، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، فتأتي بَيتَ السَّارِقِ وبَيتَ الحالِفِ بِٱسْمي زورًا، وتَبيتُ في وَسَطِ بَيتِه وتُفْنيه مع خَشَبِه وحَجَرِه».

الرؤيا السابعة: المرأة في الإيفة

٥وخَرَجَ المَلاكُ المُتَكَلِّمُ معي وقالَ لي: «إِرفَعْ عَينَيكَ وٱنظُرْ ما هٰذه الخارِجَة». ٦فقُلتُ: «ما هي؟». فقال: «هٰذه هي الإِيفَةُ الخارِجَة». وأَضاف: «هٰذه خَطيئَتُهم في كُلِّ الأَرض». ٧وإِذا بأُسطُوانَةِ رَصاصٍ قد رُفِعَت وبٱمرَأَةٍ جالِسَةٍ في وَسَطِ الإِيفَة. ٨فقال: «هٰذه هي الشَّرّ». ثُمَّ أَلْقاها في وَسَطِ الإِيفَة وأَلْقى حَجَرَ الرَّصاصِ في فَمِها. ٩ورَفَعتُ عَينَيَّ ورَأَيتُ في الرُّؤيا، فإِذا بٱمرَأَتَينِ خارِجَتَين، والرِّيحُ في أَجنِحَتِهما، ولَهما أَجنِحَةٌ كأَجنِحَةِ اللَّقلَق. فرَفَعَتا الإِيفَةَ بَينَ الأَرضِ والسَّماء. ١٠فقُلتُ لِلمَلاكِ المُتَكَلِّمِ معي: «إِلى أَينَ هما تَحمِلانِ الإِيفَة؟» ١١فقالَ لي: «لِيُبْنى لَها بَيتٌ في أَرضِ شِنْعار، فتُوَطَّدَ وتُقَرَّ هُناكَ على قاعِدَتِها».

زكريّا ٦

الرؤيا الثامنة: المركبات

١وعُدتُ ورَفَعتُ عَينَيَّ ورَأَيتُ رُؤيا، فإِذا بِأَربَعِ مَركَباتٍ خارِجاتٍ مِن بَينِ جَبَلَين، والجَبَلانِ جَبَلا نُحاس، ٢وفي المَركَبَةِ الأُولى أَفْراسٌ حُمرٌ وفي المَركَبَةِ الثَّانِيَةِ أَفْراسٌ سود، ٣وفي المَركَبَةِ الثَّالِثَةِ أَفْراسٌ بيض، وفي المَركَبَةِ الرَّابِعَةِ أَفْراسٌ نُمْرٌ وقَوِيَّة. ٤فتَكَلَّمتُ وقُلتُ لِلمَلاكِ المُتَكَلِّمِ معي: «ما هٰذه يا سَيِّدي؟» ٥فأَجابَ المَلاكُ وقالَ لي: «هٰذه رِياحُ السَّماءِ الأَربَعُ الَّتي تَخرُجُ مِنَ الوُقوفِ أَمامَ سَيِّدِ الأَرضِ كُلِّها. ٦فالأَفراسُ السُّودُ الَّتي فيها خَرَجَت إِلى أَرضِ الشَّمال، والبيضُ خَرَجَت خَلفَها، والنُّمرُ خَرَجَت إِلى أَرضِ الجَنوب، ٧خَرَجَت قَوِيَّةً وطَلَبَتِ الذَّهابَ لِتَطوفَ في الأَرض». وأَضاف: «إِذهَبي وطوفي في الأَرض»، فطافَت في الأَرض. ٨فناداني وكَلَّمَني قائِلًا: «أُنظُرْ! إِنَّ الَّتي خَرَجَت إِلى أَرضِ الشَّمالِ قد أَراحَت روحي في أَرضِ الشَّمال».

تتويج يشوع

٩وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائِلًا: ١٠خُذْ مِن أَهلِ الجَلاء، مِن حَلْدايَ ومِن طوبِيَّا ومِن يَدَعْيا، الَّذينَ أَتَوا مِن بابِل، وٱذهَبْ في ذٰلك اليَوم، وٱدخُلْ بَيتَ يوشِيَّا بنِ صَفَنْيا. ١١خُذْ فِضَّةً وذَهَبًا وٱصنَعْ تاجًا وٱجعَلْه على رَأسِ يَشوعَ بنِ يوصاداق، الكاهِنِ العَظيم، ١٢وكَلِّمْه قائلًا: هٰكذا تَكَلَّمَ رَبُّ القُوَّاتِ قائِلًا: هُوَذا الرَّجُلُ الَّذي ٱسمُه «النَّبْت». إِنَّه يَنبُتُ مِن حَيثُ هو (ويَبْني هَيكَلَ الرَّبّ). ١٣هو يَبْني هَيكَلَ الرَّبّ، وهو يَحمِلُ الجَلال، ويَجلِسُ ويَتَسَلَّطُ على عَرشِه، والكاهِنُ أَيضًا يَكونُ على عَرشِه، وسَلامٌ تامٌّ يَكونُ بَينَهما. ١٤والتَّاجُ يَكونُ لِحالَمَ ولِطوبِيَّا ولِيَدَعْيا تَذْكارًا لِكَرَمِ ٱبنِ صَفَنْيا في هَيكَلِ الرَّبّ. ١٥ويأتي البَعيدونَ ويَبْنونَ في هَيكَلِ الرَّبّ، فتَعلَمونَ أَنَّ رَبَّ القُوَّاتِ أَرسَلَني إِلَيكم، وسيَكونُ ذٰلك إِن كُنتُم تَسمَعونَ صَوتَ الرَّبِّ إِلٰهِكم سَماعًا.

زكريّا ٧

سؤال في الصوم

١وفي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِدارِيوسَ المَلِك، كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى زَكَرِيَّا في الرَّابِعِ مِنَ الشَّهرِ التَّاسِع، الَّذي هو كِسْلو. ٢وكانَ أَهلُ بَيتَ إِيلَ قد أَرسَلوا شَرْآصَرَ ورَجَمَّلِكَ ورِجالَه لِيَستَرضوا وَجهَ الرَّبّ، ٣لِيُكَلِّموا الكَهَنَةَ الَّذينَ في بَيتِ رَبِّ القُوَّاتِ والأَنبِياءَ قائلين: «أَأَبْكي في الشَّهرِ الخامِسِ مُتَزَهِّدًا، كما كُنتُ أَصنَعُ في هٰذه السِّنينَ الكَثيرة؟».

تذكير بالماضي

٤فكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ رَبِّ القُوَّاتِ قائلًا: ٥كَلِّمْ كُلَّ شَعبِ الأَرضِ والكَهَنَةَ قائلًا: «حينَ كُنتُم تَصومونَ وتَنوحونَ في الشَّهرِ الخامِسِ والسَّابِع، وذٰلك في تِلكَ السَّبعينَ سَنَة، هل كانَ صِيامُكم لي أَنا؟ ٦وحينَ تَأكُلونَ وتَشرَبون، أَلا تأكُلونَ لَكم وتَشرَبونَ لَكم؟ ٧أَلَيسَ هٰذا هو الكَلامُ الَّذي نادى بِه الرَّبُّ على أَلسِنَةِ الأَنبِياءِ الأَوَّلين، حينَ كانَت أُورَشَليمُ آهِلَةً هادِئَة، هي ومُدُنُها مِن حَولِها، وكانَ النَّاسُ يَسكُنونَ النَّقَبَ والسَّهْل؟ ٨(وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى زَكَرِيَّا قائِلًا: ٩هٰكذا تَكَلَّمَ رَبُّ القُوَّاتِ قائلًا:) أُحكُموا حُكمَ الحَقّ وٱصنَعوا الرَّحمَةَ والرَّأفَة، كُلُّ إِنْسانٍ إِلى أَخيه. ١٠لا تَظلِموا الأَرمَلَةَ واليَتيمَ والنَّزيلَ والبائِس، ولا تُضمِروا شَرًّا في قُلوبِكم، الواحِدُ لِأَخيه. ١١فأَبَوا أَن يُصْغوا، ونَصَبوا كَتِفًا عاصِيَة، وثَقَّلوا آذانَهم لِئَلَّا يَسمَعوا، ١٢وجَعَلوا قُلوبَهم كَالماس، لِئَلَّا يَسمَعوا الشَّريعَةَ والكَلامَ الَّذي أَرسَلَه رَبُّ القُوَّاتِ بِروحِه على أَلسِنَةِ الأَنبِياءِ الأَوَّلين. فكانَ غَضَبٌ عَظيمٌ مِن رَبِّ القُوَّات. ١٣فكَما نادى هو فلَم يَسمَعوا، كذٰلك نادَوا هم فلَن أَسمَع، قالَ رَبُّ القُوَّات. ١٤وسأُبدِّدُهم كالزَّوبَعَةِ في كُلِّ أُمَّةٍ لم يَعرِفوها، فتُدَمَّرُ الأَرضُ من بَعدِهم، لا مارَّ فيها ولا عائد، ويَجعَلونَ الأَرضَ الشَّهِيَّةَ قَفْرًا.

زكريّا ٨ 

آفاق خلاص مشيحيّ

١وكانَت كَلِمَةُ رَبِّ القُوَّات قائِلًا:

٢هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات:

غِرتُ على صِهيونَ غَيرةً عظيمة

وبِغَضَبٍ عَظيمٍ غِرتُ علَيها.

٣هٰكذا قالَ الرَّبّ:

قد رَجَعتُ إِلى صِهْيون

وسأَسكُنُ في وَسَطِ أُورَشَليم

فتُدْعى أُورَشَليمُ مَدينَةَ الأَمانة

وجَبَلُ رَبِّ القُوَّاتِ الجَبَلَ المُقَدَّس.

٤هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات:

الشُّيوخُ والعَجائِزُ

يَعودونَ يَسكُنون في ساحاتِ أُورَشَليم

كُلُّ واحِدٍ عَصاهُ بِيَدِه

مِن كَثرَةِ أَيَّامِه

٥وتَمتَلِئُ ساحاتُ المَدينة

بَنينَ وبَناتٍ يَلعَبونَ في ساحاتِها.

٦هٰكذا قال رَبُّ القُوّات:

إِن عَسُرَ الأَمرُ في عُيونِ

بَقِيَّةِ هٰذا الشَّعبِ في تِلكَ الأَيَّام

أَفَيَعسُرُ في عَينَيَّ أَيضًا

يَقولُ رَبُّ القُوَّات؟

٧هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات:

هاءَنَذا أُخَلِّصُ شَعْبي مِن أَرضِ المَشرِق

ومِن أَرضِ مَغرِبِ الشَّمْس

٨وآتي بِهم فيَسكُنونَ في وَسَطِ أُورَشَليم

ويَكونونَ لي شَعبًا

وأَكونُ لَهم إِلٰهًا بِالحَقِّ والبِرّ.

٩هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: لِتَتَشَدَّدْ أَيديكم، أَيُّها السَّامِعونَ في هٰذه الأَيَّامِ هٰذا الكَلامَ مِن أَفْواهِ الأَنبِياء، يَومَ أُسِّسَ بَيتُ رَبِّ القُوَّاتِ لِيُبْنى الهَيكَل. ١٠فإِنَّه، قَبلَ هٰذه الأَيَّام، لم تَكُنْ أُجرَةٌ لِلبَشَر ولا أُجرَةٌ لِلبَهائم ولا سَلامٌ لِمَن خَرَجَ أَو دَخَلَ بِسَبَبِ العَدُوّ، وقَد أَطلَقتُ جَميعَ البَشَر، الواحِدَ على قَريبِه. ١١أَمَّا الآن، فلا أُعامِلُ بَقِيَّةَ هٰذا الشَّعبِ كما في الأَيَّامِ الأُولى، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، ١٢بل يَكونُ زَرعُ سَلام. فالكَرمَةُ تُعْطي ثَمَرَها، والأَرضُ تُعطي غَلَّتَها، والسَّماءُ تُعْطي نَداها، وأُوَرِّثُ بَقِيَّةَ هٰذا الشَّعبِ جَميعَ هٰذه. ١٣ويَكونُ أَنَّكم كما كُنتُم لَعنَةً في الأُمَم، يا بَيتَ يَهوذا ويا بَيتَ إِسْرائيل، كذٰلك أُخَلِّصُكم فتكونونَ بَرَكَةً، فلا تَخافوا، ولْتَتَشَدَّدْ أَيديكم.

١٤فإِنَّه هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: كما قَصَدتُ أَن آتِيَكم بِالشَّرّ، حينَ أَسخَطَني آباؤُكم، قالَ رَبُّ القُوَّات، ولم أَندَم، ١٥فكذٰلك رَجَعتُ فقَصَدتُ في هٰذه الأَيَّامِ أَن آتِيَ أُورَشَليمَ وبَيتَ يَهوذا بِالخَير، فلا تَخافوا. ١٦وهٰذه هي الأُمورُ الَّتي تَصنَعونها: كَلِّموا كُلُّ واحِدٍ قَريبَه بِالحَقّ، وأَجْروا في أَبْوابِكمُ الحَقَّ وحُكمَ السَّلام، ١٧ولا تُضمِروا شَرًّا في قُلوبِكم، الواحِدُ لِقَريبِه، ولا تُحِبُّوا يَمينَ الزُّور، فإِنَّ هٰذه جَميعَها مَقَتُّها، يَقولُ الرَّبّ».

جواب على سؤال الصوم

١٨وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ رَبِّ القُوَّاتِ قائلًا: ١٩«هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِنَّ صَومَ الشَّهرِ الرَّابِعِ وصَومَ الخامِسِ وصَومَ السَّابِعِ وصَومَ العاشِرِ سَيَكونُ لِبَيتِ يَهوذا سُرورًا وفَرَحًا وأَعْيادًا طَيِّبَة. فأَحِبُّوا الحَقَّ والسَّلام».

آفاق خلاص مشيحيّ

٢٠هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: ستَأتي شُعوبٌ أَيضًا وسُكَّانُ مُدُنٍ كَبيرة، ٢١ويَسيرُ سُكَّانُ الواحِدَةِ إِلى الأُخْرى قائلين: «لِنَسِرْ سَيرًا لِٱستِرْضاءِ وَجهِ الرَّبّ وٱلتِماسِ رَبِّ القُوَّات. وأَنا أَيضًا أَسير». ٢٢فتأتي شُعوبٌ كَثيرةٌ وأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِٱلتِماسِ رَبِّ القُوَّاتِ في أُورَشَليم وٱستِرْضاءِ وَجهِ الرَّبّ.

٢٣هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: إِنَّه في تِلكَ الأَيَّام سيَتَمَسَّكُ عَشَرَةُ أُناسٍ مِن جَميعِ أَلسِنَةِ الأُمَمِ بِذَيلِ ثَوبٍ يَهودِيٍّ قائلين: «إِنَّنا نَسيرُ معَكم، فقَد سَمِعْنا أَنَّ اللهَ معَكم».

زكريّا ٩

القسم الثاني

١قَوْل.

الأرض الجديدة

كَلِمَةُ الرَّبِّ في أَرضِ حَدْراكَ

وفي دِمَشقَ راحَتُه

لِأَنَّ إِلى الرَّبِّ عَينَ الإِنْسان

وجَميعَ أَسْباطِ إِسْرائيل

٢وفي حَماةَ أَيضًا مُتاخِمَتِها

وفي صورَ وصَيدون

فإِنَّها حَكيمَةٌ جِدًّا.

٣وبَنَت صورُ حِصْنًا لَها

وكَنَزَتِ الفِضَّةَ كالغُبار

والذَّهَبَ كوَحَلِ الطُّرُقات.

٤هُوَذا السَّيِّدُ يَستَولي علَيها

ويَهدِمُ في البَحرِ سورَها

فتُلتَهمُ بِالنَّار.

٥فتَرى أَشقَلونُ فتَخاف

وغَزَّةُ فتَرتَعِدُ جِدًّا

وعَقْرونَ فإنَّ ٱنتِظارَها قد خُيِّب

ويَهلِكُ المَلِكُ مِن غَزَّة

وأَشقَلونُ لا تُسكَن.

٦ويَسكُنُ النَّغْلُ في أَشْدود

وأَستَأصِلُ زَهْوَ الفِلَسطينِيِّين.

٧وأُزيلُ دِماءَه مِن فَمِه

وأَقْذارَه مِن بَينِ أَسْنانِه

فيَصيرُ هو أَيضًا بَقِيَّةً لإِلٰهِنا

ويَكونُ كزَعيمٍ في يَهوذا

وتَكونُ عَقْرونُ كاليَبوسِيّ.

٨وأُعَسكِرُ قُربَ بَيتي على الجَيش

عل المارِّ والعائِد

فلا يَمُرُّ علَيهم مُسَخِّرٌ مِن بَعدُ

فإِنِّي رَأَيتُ الآنَ بِعَينَيَّ.

المشيح

٩إِبتَهِجي جِدًّا يا بِنتَ صِهْيون

وٱهتِفي يا بِنتَ أُورَشَليم

هُوَذا مَلِكُكِ آتِيًا إِلَيكِ

بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا

راكِبًا على حِمارٍ وعلى جَحشٍ، ٱبنِ أتان.

١٠وأَستَأصِلُ المَركَبَةَ مِن أَفْرائيم

والخَيلَ مِن أُورَشَليم

وتُستَأصَلُ قَوسُ القِتال

ويُكَلِّمُ الأُمَمَ بِالسَّلام

ويَكونُ سُلْطانُه مِنَ البَحرِ إِلى البَحْر

ومِنَ النَّهرِ إِلى أَقاصي الأَرْض.

إعادة بناء إسرائيل

١١وبِدَمِ عَهدِكِ أَنتِ أَيضًا

أُطلِقُ أَسْراكِ

مِنَ الجُبِّ الَّذي لا ماءَ فيه.

١٢إِرجِعوا إِلى الحِصنِ يا أَسْرى الرَّجاء

اليَومَ يُخبَرُ أَنِّي أَرُدُّ علَيكِ ضِعفَين.

١٣فإِنِّي شَدَدتُ لي يَهوذا قَوسًا

ومَلَأْتُ لي أَفْرائيمَ سِهامًا

وأَثَرتُ أَبْناءَكِ يا صِهْيون

على أَبْنائِكِ يا ياوان

وجَعَلتُكِ كسَيفِ جَبَّار.

١٤الرَّبُّ سيَظهَرُ علَيهم

وسَهمُه يَخرُجُ كالبَرْق

والسَّيِّدُ الرَّبُّ يَنفُخُ في البوق

ويَنطَلِقُ في زَوابِعِ الجَنوب.

١٥رَبُّ القُوَّاتِ يَستُرُهم

فيأكُلونَ ويَدوسونَ حِجارَةَ المِقْلاع

ويَشرَبونَ دِماءَهم كأَنَّها خَمْر

ويَمتَلِئونَ كالكأسِ وكزَوايا المَذبَح.

١٦والرَّبُّ إِلٰهُهم يُخَلِّصُهم

في ذٰلك اليَومِ كغَنَمِ شَعبِه

مِثلَ حِجارَةِ تاجٍ تَتَلألَأُ على أَرضِه

١٧فإِنَّه ما أَسعَدَه وما أَجمَلَه!

القَمحُ يُنْمي الفِتْيان والنَّبيذُ العَذارى.

زكريّا ١٠

الأمانة للربّ

١أُطلُبوا مِنَ الرَّبِّ المَطَر

في أَوانِ مَطَرِ الرَّبيع

فيُنشِئُ الرَّبُّ غُيومَ رُعود

ويَرزُقُهم وابلَ المَطَر

وكُلَّ واحِدٍ عُشبًا في حَقلِه.

٢ فإِنَّ التَّرافيمَ إِنَّما يَتَكَلَّمونَ بِالباطِل

والعَرَّافينَ يَرَونَ الزُّور.

ويَتَكَلَّمونَ بِأَحْلامٍ كاذِبَة

ويُعَزُّونَ عَبَثًا.

لِذٰلك رَحَلوا كغَنَمٍ

وعانَوا إِذ لم يَكُنْ راعٍ.

تحرُّر إسرائيل وعودته

٣فٱضطَرَمَ غَضَبي على الرُّعاة

وأُعاقِبُ التُّيوس.

فإِنَّ رَبَّ القُوَّاتِ يَفتَقِدُ قَطيعَه بَيتَ يَهوذا

ويَجعَلُهم كفَرَسِ جَلالِه في القِتال.

٤مِنه حَجَرُ الزَّاوِيَةِ ومِنه الوَتِد

ومِنه قَوسُ القِتال

ومِنه يَخرُجُ جَميعُ الزُّعَماء.

٥ويَكونونَ كالأَبْطالِ الدائسينَ

في وَحَلِ الشَّوارِعِ في القِتال

ويُقاتِلونَ لِأَنَّ الرَّبَّ معَهم

فيَخْزى راكِبو الخَيل.

٦وأُقَوِّي بَيتَ يَهوذا

وأُخَلِّصُ بَيتَ يوسف

وأُعيدُهم لِأَنِّي رَحِمتُهم

فيَكونونَ كأَنِّي لم أَنبِذْهم

لِأَنِّي أَنا الرَّبُّ إِلٰهُهم فأَستَجيبُهم.

٧ويَكونُ أَهلُ أَفْرائيمَ كالبَطَل

وتَفرَحُ قُلوبُهم كما مِنَ الخَمْر

ويَرى بَنوهم ويَفرَحون

وتَبتَهِجُ قُلوبُهم بِالرَّبّ.

٨أُصَفِّرُ لَهم وأَجمَعُهم

لِأَنِّي ٱفتَدَيتُهم

ويَكثُرونَ كما كانوا.

٩وأَزرَعُهم بَينَ الشُّعوب

ويَذكُرونَني في الأَقاصي

ويُرَبُّونَ بَنيهم ويَرجِعون.

١٠وأُعيدُهم مِن أَرضِ مِصر

وأَجمَعُهم مِن أَشُّور

وآتي بِهم إِلى أَرضِ جِلْعاد ولُبْنان

ولا يوجَدُ لَهم مَكانٌ يَسَعُهم.

١١ويَجْتازُ الخَطَرَ مارًّا بِالبَحْر

ويَضرِبُ الأَمْواجَ في البَحْر

وتَجِفُّ أَعْماقُ النِّيل

ويُخفَضُ زَهوُ أَشُّور

ويُبعَدُ صَولَجانُ مِصْر.

١٢وأُقَوِّيهم بِالرَّبّ

وبِٱسمِه يَسيرون، يَقولُ الرَّبّ.

زكريّا ١١ 

١إِفتَحْ يا لُبْنانُ أَبْوابَكَ

ولْتَلتَهِمِ النَّارُ أَرزَكَ.

٢وَلوِلْ أَيُّها السَّرْوُ فإِنَّ الأَرزَ قد سَقَط

لِأَنَّ العُظَماءَ قد دُمِّروا.

وَلْوِلْ يا بَلُّوطَ باشان

فإِنَّ الغابَةَ المَنيعَةَ قد صُرِعَت.

٣صَوتُ وَلْوالِ الرُّعاة

لِأَنَّ عَظَمَتَهم قد دُمِّرَت.

صَوتُ زَئيرِ الأَشْبال

لِأَنَّ زَهْوَ الأُردُنِّ قد دُمِّر.

الراعيان

٤هٰكذا قالَ الرَّبُّ إِلٰهي: «إِرعَ غَنَمَ القَتْلِ ٥الَّتي يَقتُلُها مُشْتَروها ولا يُعاقَبون. وكُلُّ مَن يَبيعُها يَقول: تَبارَكَ الرَّبّ، فإِنِّي قدِ ٱغتَنَيتُ، ورُعاتُها لا يُشفِقونَ علَيها. ٦فأَنا أَيضًا لا أُشفِقُ مِن بَعدُ على سُكَّانِ الأَرْض، يَقولُ الرَّبّ، بل هاءَنَذا أُسلِمُ البَشَرَ كُلَّ واحِدٍ إِلى يَدِ قَريبِه وإِلى يَدِ مَلِكِه، فيَسحَقونَ الأَرضَ ولا أُنقِذُ مِن أَيديهِم». ٧فرَعَيتُ غَنَمَ القَتْلِ الَّتي لِتُجَّارِ الغَنَم، وأَخَذتُ لي عَصَوَينِ ٱثنَتَين، فسَمَّيتُ الواحِدَةَ نِعمَة، وسَمَّيتُ الأُخْرى حِبال، ورَعَيتُ الغَنَم، ٨وأَبَدتُ الرُّعاةَ الثَّلاثَةَ في شَهرٍ واحِد. نَفَدَ صَبْري مِنها، ونُفوسُها أَيضًا سَئِمَت مِنِّي. ٩وقُلتُ: «إِنِّي لا أَرْعاكِ، فمَن يُريدُ المَوتَ فلْيَمُت، ومَن يُريدُ الهَلاكَ فلْيَهلِكْ، وأَمَّا البَقِيَّة فلْيَأكُلْ بَعضُها لَحمَ بَعْض». ١٠وأَخَذتُ عَصايَ نِعمَةَ وحَطَّمتُها لِأَنقُضَ عَهْدِيَ الَّذي قَطَعتُه مع جَميعِ الشُّعوب. ١١فنُقِضَ في ذٰلك اليَوم، وهٰكذا عَلِمَ تُجَّارُ الغَنَمِ المُراقِبونَ لي أَنَّها كَلِمَةُ الرَّبّ. ١٢وقُلتُ لَهم: «إِن حَسُنَ في عُيونِكم، فهاتوا أُجرَتي، وإِلَّا فٱمتَنِعوا»، فوَزَنوا أُجرَتي ثَلاثينَ مِنَ الفِضَّة، ١٣فقالَ لِيَ الرَّبّ: «أَلقِها إِلى السَّبَّاكِ ثَمَنًا كَريمًا ثَمَّنوني بِه». فأَخَذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّة، وأَلقَيتُها في بَيتِ الرَّبِّ إِلى السَّبَّاك. ١٤وحَطَّمتُ عَصايَ الأُخْرى حِبال، لِأَنقُضَ الإِخاءَ بَينَ يَهوذا وإِسْرائيل.

١٥وقالَ لِيَ الرَّبّ: «عُدْ فخُذْ لَكَ أَدَواتِ راعٍ غَبِيّ، ١٦فهاءَنَذا أُقيمُ راعِيًا في الأَرضِ لا يَفتَقِدُ النَّعجَةَ المُختَفِيَة ولا يَطلُبُ المَفْقودةَ ولا يَجبُرُ المَكْسورة ولا يَعولُ القائم، بل يأكُلُ لَحمَ السِّمانِ ويَنزِعُ أَظْلافَها.

١٧وَيلٌ لِلرَّاعي الباطِلِ الَّذي يُهمِلُ الغَنَم

لِيَكُنِ السَّيفُ على ذِراعِه وعلى عَينِه اليُمْنى

ولْتَيبَس ذِراعُه يُبْسًا

ولْتَكِلَّ عَينُه اليُمْنى كَلالَةً».

زكريّا ١٢

نجاة أورشليم وتجدّدها

١قَول. كَلِمَةُ الرَّبِّ على إِسْرائيل. يَقولُ الرَّبُّ، باسِطُ السَّماءِ ومُؤَسِّسُ الأَرضِ وجابِلُ روحِ الإِنْسانِ في داخِلِه: ٢هاءَنَذا أَجعَلُ أُورَشَليمَ كأسَ تَرَنُّحٍ لِجَميع الشُّعوبِ مِن حَولِها، وعلى يَهوذا أَيضًا أَن يَكونَ في حِصارِ أُورَشَليم. ٣وفي ذٰلك اليَوم، أَجعَلُ مِن أُورَشَليمَ حَجَرًا لِلرَّفْعِ لِجَميعِ الشُّعوب. فكُلُّ مَن يَرفَعُه يَشُقُّ نَفْسَه شَقًّا، ويَجتَمِعُ علَيها جَميعُ أُمَمِ الأَرْض. ٤في ذٰلك اليَوم، يَقولُ الرَّبّ، أَضرِبُ كُلَّ فَرَسٍ بِالحَيرَةِ وراكِبَه بِالجُنون، وأَفتَحُ عَينَيَّ على بَيتِ يَهوذا، وأَضرِبُ جَميعَ خَيلِ الشُّعوبِ بِالعَمى. ٥فيَقولُ زُعَماءُ يَهوذا في قُلوبِهم: «لِيَصِرْ سُكَّانُ أُورَشَليمَ قُوَّةً لي بِرَبِّ القُوَّات». ٦في ذٰلك اليَوم، أَجعَلُ زُعَماءَ يَهوذا كَموقِدِ نارٍ في الحَطَب وكمِشعَلِ نارٍ في الحُزَم، فيَلتَهِمونَ عنِ اليَمينِ وعنِ اليَسارِ جَميعَ الشُّعوبِ مِن حَولِهم، وتَعودُ أُورَشَليمُ تَسكُنُ في مَكانِها بِأُورَشَليم. ٧ويُخَلِّصُ الرَّبُّ خِيَمَ يَهوذا أَوَّلًا، لِئَلَّا يَتَفَوَّقَ ٱفتِخارُ بَيتِ داوُدَ وٱفتِخارُ ساكِنِ أُورَشَليمَ على يَهوذا. ٨في ذٰلك اليَوم، يَستُرُ الرَّبُّ سُكَّانَ أُورَشَليم، ويَكونُ العاثِرُ مِنهم في ذٰلك اليَومِ كداوُد، ويَكونُ بَيتُ داوُدَ مِثلَ الله، مِثلَ مَلاكِ اللهِ أَمامَهم.

٩ويَكونُ في ذٰلك اليَومِ أَنِّي أَطلُبُ إِبادَةَ جَميعِ الأُمَمِ الزَّاحِفَةِ على أُورَشَليم. ١٠وأُفيضُ على بَيتِ داوُدَ وعلى سُكَّانِ أُورَشَليمَ روحَ النِّعمَةِ والتَّضَرُّعات، فيَنظُرونَ إِلَيَّ. أَمَّا الَّذي طَعَنوه فإِنَّهم يَنوحونَ علَيه كما يُناحُ على الوَحيد، ويَبْكونَ علَيه بُكاءً مُرًّا كما يُبْكى على البِكْر. ١١في ذٰلك اليَوم، يَشتَدُّ النَّوحُ في أُورَشَليمَ كنَوحِ هَدَدرِمُّونَ في سَهلِ مَجِدُّون. ١٢وتَنوحُ الأَرضُ كُلُّ عَشيرَةٍ على حِدَتِها، عَشيرَةُ بَيتِ داوُدَ على حِدَتِها ونِساؤُهم على حِدَتِهِنَّ، وعَشيرَةُ بَيتِ ناتانَ على حِدَتِها ونِساؤُهم على حِدَتِهِنَّ، ١٣وعَشيرَةُ بَيتِ لاوِيَ على حِدَتِها ونِساؤُهم على حِدَتِهِنَّ، وعَشيرَةُ شِمْعي على حِدَتِها ونِساؤُهم على حِدَتِهِنَّ، ١٤وسائِرُ عَشائِرِ الباقِيَةِ كُلُّ عَشيرَةٍ على حِدَتِها ونِساؤُهم على حِدَتِهِنَّ.

زكريّا ١٣

١في ذٰلك اليَوم، يَكونُ يَنْبوعٌ مَفْتوحٌ لِبَيتِ داوُدَ ولِسُكَّانِ أُورَشَليم، لِلخَطيئَةِ والرِّجْس. ٢ويَكونُ في ذٰلك اليَوم، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، أَنِّي أَستَأصِلُ أَسْماءَ الأَصْنامِ عنِ الأَرْض، فلا تُذكَرُ مِن بَعدُ، وأُزيلُ الأَنبِياءَ أَيضًا والرُّوحَ النَّجِسَ عنِ الأَرْض. ٣فيَكونُ، إِذا تَنَبَّأَ أَحَدٌ فيما بَعدُ، أَن يَقولَ لَه أَبَواه اللَّذانِ وَلَداه: «لا تَحْيا لِأَنَّكَ نَطَقتَ بِالزُّورِ بِٱسمِ الرَّبّ». فحينَ يَتَنَبَّأ، يَطعَنُه أَبوه وأُمُّه اللَّذانِ وَلَداه. ٤ويَكونُ في ذٰلك اليَومِ أَنَّ الأَنبِياءَ يَخزَونَ، كُلُّ واحِدٍ مِن رُؤياه إِذا تَنَبَّأ، ولا يَلبَسونَ رِداءَ الشَّعَرِ لِيَكذِبوا. ٥وإِنَّما يَقول: «لَستُ أَنا نَبِيًّا، أَنا رَجُلٌ حَرَّاثُ أَرْض، لِأَنَّ إِنْسانًا ٱقتَناني عَبدًا مُنذُ صِبايَ». ٦فيُقالُ له: «ما هٰذه الجُروحُ في صَدرِكَ؟» فيَقولُ: «هي الَّتي جُرِحتُها في بَيتِ مُحِبِّيَّ».

الشعب الجديد

٧أَيُّها السَّيفُ ٱستَيقِظْ على راعِيَّ

وعلى قَريبي، يَقولُ رَبُّ القُوَّات

إِضرِبِ الرَّاعِيَ فتَتَبَدَّدَ الخِراف

وأَنا أَرُدُّ يَدي على الصِّغار

٨ويَكونُ في كُلِّ أَرضٍ، يقول الرَّبّ.

إِنَّ ثُلثَينِ مِنها يَنقَرِضانِ ويَهلِكان

والثُّلثُ يُبْقى علَيه فيها

٩فأُدخِلُ هٰذا الثُّلثَ في النَّار

وأَصهَرُه صَهرَ الفِضَّة

وأَمتَحِنُه ٱمتِحانَ الذَّهَب

هو يَدْعو بِٱسمي وأَنا أَستَجيبُه

أَنا أَقولُ: هو شَعْبي

وهو يَقول: الرَّبُّ إِلٰهي.

زكريّا ١٤

المعركة الأخيريّة وبهاء أورشليم

١ها إِنَّ يَومًا لِلرَّبِّ يأتي، وتُقَسَّمُ غَنيمَتُكِ في وَسَطِكِ ٢وأَجمَعُ كُلَّ الأُمَمِ على أُورَشَليمَ لِلقِتال، فتُؤخَذُ المَدينَةُ وتُنهَبُ بُيوتُهم وتوطَأُ نِساؤُهم، ويَخرُجُ نِصفُ المَدينَةِ إِلى الجَلاء، لٰكِن لا تَنقَرِضُ بَقِيَّةُ الشَّعبِ مِنَ المَدينَة. ٣ويَخرُجُ الرَّبُّ ويُحارِبُ تِلكَ الأُمَم، كما يُحارِبُ في يَومِ القِتال. ٤وتَقِفُ قَدَماه في ذٰلك اليَومِ على جَبَلِ الزَّيتونِ الَّذي قُبالَةَ أُورَشَليمَ إِلى الشَّرْق، فيَنشَقُّ جَبَلُ الزَّيتونِ مِن نِصفِه نَحوَ الشَّرْقِ ونَحوَ الغَرْبِ وادِيًا عَظيمًا جِدًّا، ويَنفَصِلُ نِصفُ الجَبَلِ إِلى الشَّمالِ ونِصفُه إِلى الجَنوب. ٥وتَهرُبونَ إِلى وادي جِبالي، لِأَنَّ وادِيَ الجِبالِ يَنتَهي إِلى آصَل. تَهرُبونَ كما هَرَبتُم مِنَ الزِّلْزالِ في أَيَّامِ عُزِّيَّا، مَلِكِ يَهوذا، ويأتي الرَّبُّ إِلٰهي وجَميعُ القِدِّيسينَ معَه.

٦وفي ذٰلك اليَوم، لا يَكونُ يَومٌ صافٍ، ثُمَّ يَومٌ غائِم. ٧ويَكونُ يَومٌ واحِد، وهو مَعْلومٌ عِندَ الرَّبّ، ولا يَكونُ نَهارٌ ولا لَيْل، بل يَكونُ وَقتَ المَساءِ نور. ٨ويَكونُ في ذٰلك اليَومِ أَنَّ مِياهًا حَيَّةً تَخرُجُ مِن أُورَشَليم، نِصفُها إِلى بَحرِ الشَّرْقِ ونِصفُها إِلى بَحرِ الغَرْب، وذٰلك صَيفًا وشِتاءً. ٩ويَكونُ الرَّبُّ مَلِكًا على الأَرضِ كُلِّها، وفي ذٰلك اليَوم، يَكونُ رَبٌّ واحِدٌ وٱسمُه واحِد. ١٠وتَعودُ كُلُّ الأَرضِ سَهْلًا مِن جَبْعَ إِلى رِمُّونَ في جَنوبِ أُورَشَليم، وتَرتَفِعُ أُورَشَليمُ وتُسكَنُ في مَكانِها مِن بابِ بَنْيامينَ إِلى مَكانِ البابِ الأَوَّلِ وإِلى بابِ الزَّوايا، ومِن بُرجِ حَنَنْئيلَ إِلى مَعاصِرِ المَلِك، ١١ويَسكُنونَ فيها، ولا يَكونُ تَحْريمٌ مِن بَعدُ، فتُسكَنُ أُورَشَليمُ بِالأَمْن.

١٢وهٰذه هي الضَّربَةُ الَّتي يَضرِبُ بِها الرَّبُّ جَميعَ الشُّعوبِ الَّتي حارَبَت أُورَشَليم. يُفسِدُ لُحومَهم وهُم واقِفونَ على أَرجُلِهم، وعُيونُهم تَفسُدُ في وُقوبِها، وأَلسِنَتُهم تَفسُدُ في أَفْواهِهم. ١٣وفي ذٰلك اليَوم، يَكونُ مِنَ الرَّبِّ ٱضطِرابٌ شَديدٌ فيهم، فيُمسِكُ الواحِدُ يَدَ قَريبِه، فيَرفَعُ الواحِدُ يَدَه على الآخَر. ١٤ويَهوذا أَيضًا يُقاتِلُ في أُورَشَليم، وتُجمَعُ ثَروَةُ جَميعِ الأُمَمِ مِن حَولِها: الذَّهَبُ والفِضَّةُ والمَلابِسُ بِكَثرَةٍ عَظيمة. ١٥وهٰكذا تَكونُ ضَربَةُ الفَرَسِ والبَغْلِ والجَمَلِ والحِمارِ وسائِرِ البَهائِمِ الَّتي في هٰذه المُعَسكَرات، تَكونُ كتِلكَ الضَّربَة.

١٦ويَكونُ أَنَّ جَميعَ الَّذينَ أُبقِيَ علَيهم مِن جَميعِ الأُمَمِ الزَّاحِفَةِ على أُورَشَليم يَصعَدونَ سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ لِيَسجُدوا لِلمَلِكِ، رَبِّ القُوَّات، ولِيُعَيِّدوا عيدَ الأَكْواخ. ١٧ويَكونُ أَنَّ جَميعَ الَّذينَ لا يَصعَدونَ مِن عَشائِرِ الأَرضِ إِلى أُورَشَليمَ لِيَسجُدوا لِلمَلِكِ، رَبِّ القُوَّات، لا يَنزِلُ علَيهم مَطَر. ١٨وعَشيرةُ مِصرَ، إِن كانَت لا تَصعَدُ ولا تَأتي، أَفلا تَنالُها الضَّربَةُ الَّتي يَضرِبُ بِها الرَّبُّ الأُمَمَ الَّتي لا تَصعَدُ لِتُعَيِّدَ عيدَ الأَكْواخ؟ ١٩هٰذا يكونُ عِقابُ مِصرَ وعِقابُ جَميعِ الأُمَمِ الَّتي لا تَصعَدُ لِتُعَيِّدَ عيدَ الأَكْواخ.

٢٠في ذٰلك اليَوم، يَكونُ على جَلاجِلِ الخَيلِ «قُدسٌ لِلرَّبّ»، والقُدورُ في بَيتِ الرَّبِّ تَكونُ كالكؤُوسِ أَمامَ المَذبَح. ٢١بل كُلُّ قِدرٍ في أُورَشَليمَ وفي يَهوذا تَكونُ قُدسًا لِرَبِّ القُوَّات. وجَميعُ الذَّابِحينَ يَأتونَ ويَأخُذونَ مِنها ويَطبُخونَ فيها، ولا يَكونُ مِن بَعدُ تاجِرٌ في بَيتِ رَبِّ القُوَّاتِ في ذٰلك اليَوم.